بقلم : هاله التميمي ..

المجلس الافتراضي… حين تُصنع القرارات خارج حدود القاعة
في عالم السياسة الدولية، لم يعد من الضروري أن يكون الفاعلون داخل الجدران الأربعة ليؤثروا في مجريات الأحداث. خلال القمة الأخيرة، تجسدت هذه الحقيقة بوضوح؛ إذ جرى التواصل مع شخصيات دولية مؤثرة عبر مجلس افتراضي تم ترتيبه بقرار دولي، لضمان حضورهم “الرمزي والفعلي” في لحظة صنع القرار.

من هم هؤلاء؟
قادة من العيار الثقيل، ومستشارون أمنيون واقتصاديون من دول مثل بريطانيا، فرنسا، إسرائيل، وقطر، تواصلوا لحظيًا مع القاعة التي ضمّت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وشخصيات من الحلف الأطلسي، عبر شبكة مؤتمرات مؤمنة، باستخدام جهاز SECO 707، أحد أكثر الأجهزة تطورًا في عالم الاتصالات الجماعية.

ما هو SECO 707؟
هو جهاز متخصص في إدارة الاتصالات الجماعية الدولية، يعمل عبر الأقمار الصناعية أو الخطوط الأرضية، ويُستخدم في الاجتماعات الحساسة التي تتطلب أمانًا عاليًا وجودة صوت مثالية، دون انقطاع أو تشويش.

لكن الأهم من التقنية هو ما جرى عبرها.
الاتصالات لم تكن مجرد استشارات عابرة، بل جزء من عملية تنسيق دولي رسمية. هذه الشخصيات أُدرجت أسماؤها ضمن محضر الاجتماع كـ”أعضاء ارتباط”، لهم حق إبداء الرأي، وأحيانًا حق الاعتراض، وفق التفويض الدولي الذي أُقرّ قبيل القمة.

بهذا الترتيب الجديد، تغير شكل القرار الدولي.
أصبحنا أمام مجلس “موزّع” جغرافيًا لكنه “موحد” من حيث التأثير. لم تعد مراكز القرار محصورة في القاعات الرسمية، بل باتت تمتد إلى العواصم والغرف الخلفية، حيث يتخذ بعض أخطر القرارات بصمت.

السؤال الأهم:
هل نحن أمام مرحلة جديدة تُعاد فيها هندسة مفهوم “التمثيل الدولي”؟
وهل هذه المجالس الافتراضية تمهّد لسلطة عابرة للدول، حيث الفاعلون الحقيقيون ليسوا دائمًا من تراهم العدسات؟
تواصل خلف الكواليس… المجلس الافتراضي وصناعة القرار الدولي

في واحدة من أبرز لحظات الدبلوماسية الحديثة، لم تكن كل الشخصيات الفاعلة حاضرة في القاعة. بعضهم كان على اتصال مباشر عبر “المجلس الافتراضي”، مدعومًا بقرار دولي يتيح الربط اللحظي مع قادة ومؤثرين حول العالم.

هذه ليست مجرد مكالمات، بل قرارات تُبنى بالتزامن من مواقع متعددة.
كان التواصل يتم عبر نظام مؤتمرات صوتية عالي الأمان، يضمن انسيابية الحديث بين الحاضرين في القاعة وأولئك المتصلين من عواصم مختلفة.

المشهد أكبر من مجرد اجتماع.
إنه مجلس موزّع جغرافيًا، موحّد استراتيجيًا، يربط الحضور الواقعي بالافتراضي، ويمنح كل طرف فرصة التأثير المباشر في مسار الحوار واتخاذ القرار.

الشرعية الدولية أعطت لهذا الشكل من الاجتماعات بعدًا جديدًا،
حيث أصبحت الجغرافيا أقل أهمية من اللحظة، وأصبح الصوت أداة قرار لا يقل وزنًا عن المقعد.

هاله التميمي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

نجل صالح في الرياض "سراً".. صفقة غامضة تهدد بتفكيك المجلس الرئاسي

نجل الرئيس السابق أحمد علي صالح (وكالات)

في تحرك مفاجئ قد يعيد خلط الأوراق داخل السلطة اليمنية الموالية للتحالف، كشفت مصادر سياسية عن زيارة سرية قام بها أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني الأسبق، إلى العاصمة السعودية الرياض، في وقت تتصاعد فيه التسريبات حول صفقة شاملة تعدّها الإمارات والسعودية لإعادة هيكلة المشهد السياسي اليمني لما بعد المجلس الرئاسي.

وبينما غابت الأضواء الرسمية عن زيارة نجل صالح، خرج المجلس الانتقالي الجنوبي بتسريبات لافتة كشفت ما يدور خلف الكواليس. ووفق مصادر مقربة من الانتقالي، تتعرض قيادته لضغوط غير مسبوقة من أطراف إقليمية لدفعه نحو التنازل عن حقيبة وزارة الدفاع لصالح أحمد علي، في مقابل تسلّم هيئة الأركان العامة، التي يقودها حالياً صغير بن عزيز، والمُصنف كأحد أبرز أذرع جناح صالح في المؤتمر الشعبي العام.

اقرأ أيضاً 82 ألف مقاتل وجاهزية قصوى.. صنعاء ترسل إنذاراً نارياً للسعودية 1 يوليو، 2025 قبل أن يسافر.. العليمي يُفجّر قنبلة سياسية في وجه السعودية 1 يوليو، 2025

لكن الانتقالي، الذي يعتبر وزارة الدفاع "من حصة الجنوب"، لا يزال حتى اللحظة متمسكاً بموقفه الرافض، في وقت تحاول أبو ظبي تهدئة الموقف عبر مقترح يقضي بترقيم مقاتلي الانتقالي داخل وزارة الدفاع، كخطوة ترضية، دون المساس بالقيادة الفعلية للوزارة.

وتقاطع هذه المعلومات مع تقارير إعلامية أشارت إلى أن دفع الإمارات بأحمد علي إلى واجهة المشهد مجددًا ليس خطوة عابرة، بل جزء من ترتيبات أوسع لما بعد المجلس الرئاسي، تتضمن تعيين قيادة جديدة للسلطة، بنائب ورئيس من الشمال والجنوب، في محاولة لإعادة توزيع النفوذ بشكل يوازن بين الأطراف دون حل المجلس بالضرورة.

وكانت الإمارات قد استبقت زيارة أحمد علي بإيفاد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، إلى الرياض، حيث يجري لقاءات دبلوماسية مكثفة مع سفراء أوروبيين وغربيين في محاولة لتأمين موطئ قدم للانتقالي في المفاوضات القادمة مع صنعاء. اللافت أن الزبيدي، بحسب مصادر مطلعة، يتجنب خلال لقاءاته الحديث عن الشمال، ويقصر حديثه على "قضية الجنوب"، ما يشير إلى توجه نحو فصل الملفات كأرضية لأي تسوية قادمة.

ويبقى الموقف السعودي غامضًا حتى الآن، لكن استقبال الرياض لنجل صالح بعد سنوات من القطيعة يحمل دلالات سياسية عميقة، قد تعكس تماهيًا مع الرؤية الإماراتية، أو على الأقل استعدادًا لتمرير صفقة تنهي حالة الجمود داخل المجلس الرئاسي، خصوصًا مع تصاعد الاستياء من أداء القيادة الحالية واحتدام الخلافات بين أعضائه.

كل هذه التطورات تنذر بمرحلة سياسية جديدة في اليمن، تضع البلاد أمام مشهد متحرك مفتوح على احتمالات عديدة: من إعادة تدوير السلطة إلى تفكيك تدريجي للمجلس الرئاسي، مع فتح الطريق لعودة قوى قديمة بوجوه جديدة.

مقالات مشابهة

  • إيران تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنديد دولي بالقرار
  • إيران تتهم إسرائيل وأمريكا بانتهاك القانون الدولي وتطالب بتحرك حقوقي دولي
  • إيران تعلق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • السودان ومجلس الأمن الدولي: سبع جلسات في الأشهر الستة من هذا العام، ماذا هناك ؟
  • "العلاج الدقيق للأورام" يجمع 300 خبير دولي في الرياض
  • نجل صالح في الرياض "سراً".. صفقة غامضة تهدد بتفكيك المجلس الرئاسي
  • شركة “إيمرسون” البريطانية ترفع دعوى تحكيم دولي ضد المغرب وتطالب بتعويض 2.2 مليار دولار
  • فريق وهران يتوَّج بكأس الجزائر الجامعية الأولى في “الفوتصال” للسيدات
  • وهران تتوج بكأس الجزائر الجامعية الأولى في “الفوتسال” للسيدات
  • «الجنائية الدولية» تتعرض لهجوم إلكتروني