اصطدمت سفينة تدريب مكسيكية بجسر بروكلين في نيويورك، ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم وإصابة 22 آخرين، فيما فتحت السلطات تحقيقاً لتحديد أسباب الحادث الذي وقع أثناء جولة عالمية للسفينة ضمن مهمة للنوايا الحسنة. اعلان

اصطدمت سفينة شراعية تابعة للبحرية المكسيكية، كانت في جولة عالمية للنوايا الحسنة، بجسر بروكلين في مدينة نيويورك يوم السبت، ما أسفر عن انهيار قواعدها الثلاثة، ووفاة اثنين من أفراد الطاقم، فيما ظل آخرون معلقين في أحزمة على ارتفاعات عالية لحين إنقاذهم.

وقال عمدة نيويورك، إريك آدامز، إن الجسر الذي يعود بناؤه إلى 142 عاماً لم يلحق به ضرر جسيم، بينما استدعى وضع 19 شخصاً على الأقل تلقّي العلاج الطبي.

وأضاف آدمز عبر مواقع التواصل الاجتماعي في وقت مبكر من صباح الأحد أن اثنين من أصل أربعة أصيبوا بإصابات خطيرة قد فارقوا الحياة لاحقاً. فيما لاتزال التحقيقات جارية حول الحادث.

في مشهد تم توثيقه بعدة مقاطع فيديو التقطها شهود عيان، ظهرت السفينة الشراعية المكسيكية "كواوتيموك" وهي تسير بسرعة في الاتجاه المعاكس نحو جسر بروكلين بالقرب من جانب بروكلين في نهر إيست ريفر. وبحسب المشاهد المصورة، اصطدمت صواريها الثلاثة بامتداد الجسر، فانكسرت واحدة تلو الأخرى، بينما واصلت السفينة التحرك.

وأظهرت اللقطات أيضاً كثافة حركة المرور على الجسر وقت وقوع الحادثة عند الساعة 8:20 مساءً، دون أن يُبلغ عن إصابات بين ركاب أو مرتادي الجسر.

بعد الاصطدام، انجرفت السفينة، التي تحمل العلم المكسيكي وتضم 277 شخصاً على متنها، نحو رصيف على ضفة النهر، فيما توالت مشاهد تدافع المتفرجين بعيداً عن موقع الحادث.

Relatedعمرها 400 عام.. اكتشاف سفينة أثرية تعود للعصور الوسطى خلال حفر مشروع في برشلونةالصين تدشن أكبر سفينة برمائية في تاريخهاترامب يهدد المكسيك بعقوبات ورسوم جمركية بسبب نزاع مائي بين البلدين

أفاد مسؤولون بأن بعض البحارة ظلوا عالقين على ارتفاعات عالية فوق الصواري المتضررة بعد الحادث، لكن من الملفت للنظر أنه لم يُبلغ عن سقوط أي شخص في المياه.

وقالت سيدني نيدل وليلي كاتز لوكالة أسوشيتد برس إنهما كانتا تجلسان بالقرب من النهر لمشاهدة غروب الشمس عندما شاهدتا اللحظة التي اصطدمت فيها السفينة بالجسر.

وأضافت كاتز أن "الشخص الذي كان يتدلى من الأعلى بدا مشوشًا للوهلة الأولى، ربما بسبب الإضاءة أو رؤيتي الخاصة لم تكن جيدة، لكننا قمنا بتكبير الصورة عبر الهاتف فاكتشفنا أنه كان هناك أحد البحارة معلقًا بحزام لمدة تجاوزت 15 دقيقة قبل أن يتم إنقاذه".

من جانبها، ذكرت البحرية المكسيكية في بيان نشرته عبر منصة التواصل الاجتماعي X أن سفينة "كواوتيموك" هي سفينة تدريب أكاديمية، وأن 22 شخصًا أصيبوا في الحادث، منهم 19 احتاجوا إلى تدخل طبي.

بدورها، أعربت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم عن تعاطفها مع عائلات الضحيتين اللتين فقدتا حياتهما في الحادث، وقالت في تغريدة عبر قناة X: "نعبّر عن تضامننا الكامل ودعمنا لأسر الضحايا".

وأفاد مسؤولون في مدينة نيويورك بأن حركة المرور على جسر بروكلين توقفت لفترة وجيزة بعد وقوع الحادث، لكنها استؤنفت لاحقاً إثر انتهاء عمليات الفحص والتأكد من سلامة الجسر.

وما يزال سبب انحراف السفينة عن مسارها مجهولاً. وأوضح رئيس العمليات الخاصة في شرطة نيويورك، ويلسون أرامبوليس، أن السفينة كانت قد غادرت مؤخراً رصيف مانهاتن وكان من المقرر أن تتجه إلى البحر وليس نحو الجسر.

وأشار إلى أن التقرير الأولي أشار إلى تعرض السفينة لعطل ميكانيكي أدى إلى فقدان القدرة على المناورة، مع تحذير من أن هذه المعلومات لا تزال أولية. ووثقت مقاطع فيديو وجود زورق سحب بالقرب من سفينة "كواوتيموك" وقت الاصطدام.

اعلان

يُذكر أن سفينة "كواوتيموك"، التي يبلغ طولها 90.5 متراً وعرضها 12 متراً وفقاً للبحرية المكسيكية، دخلت الخدمة لأول مرة في عام 1982.

ويصل ارتفاع الصاري الرئيسي لسفينة "كواوتيموك" إلى 160 قدمًا (48.9 مترًا)، وفقاً للحكومة المكسيكية.

وتنطلق السفينة كل عام في نهاية الفصول الدراسية من المدرسة العسكرية البحرية لإكمال تدريب الطلاب العسكريين. وأوضحت البحرية أن السفينة غادرت هذا العام ميناء أكابولكو المكسيكي على ساحل المحيط الهادئ في 6 أبريل.

وأفادت القنصلية المكسيكية بأن السفينة وصلت إلى مدينة نيويورك في 13 مايو، حيث استقبلت الزوار على مدى عدة أيام. وكان من المقرر أن تقوم السفينة بزيارة 22 ميناءً في 15 دولة خلال رحلة تمتد لـ254 يومًا، منها 170 يومًا قضتها في البحر.

اعلانانتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة إسرائيل فلاديمير بوتين فلسطين ضحايا دونالد ترامب غزة إسرائيل فلاديمير بوتين فلسطين ضحايا سفينة نيويورك ضحايا حادث الولايات المتحدة الأمريكية أخبار دونالد ترامب غزة إسرائيل فلاديمير بوتين فلسطين ضحايا باكستان روسيا الاتحاد الأوروبي هجمات عسكرية نزوح الهند اثنین من

إقرأ أيضاً:

السفينة مادلين التي أبحرت ضد التيار بشراع الإنسانية

ارتقى الإمام المنبر ليخطب خطبة الجمعة التي صادفت أول أيام عيد الأضحى المبارك، ولأن هذا اليوم كان يوم عيد، اختزل الإمام خطبته في كلمات بسيطة كان له دويٌّ في نفسي كدويّ المدافع؛ فلقد أبدى الإمام شعورًا بالخيبة والخذلان مما يحدث في قطاع غزة، وجاءت نبرات صوته المتقطعة الواهنة دليلا على مدى العجز وقلة الحيلة في تقديم المساعدات لأهالي غزة، المضروب عليهم الحصار والمحرومون من الماء والغذاء، وكيف لا نستطيع كشعوب ودول متاخمة ومجاورة للقطاع بأن نمد لهم يد العون ولو بشربة ماء أو كسرة خبز، توقَّف الشيخ للحظة ليطرد غصة اعترضت حلقه، فقام أحد المصلين بتقديم المساعدة للشيخ بإعطائه قارورة ماء صغيرة ليطرد الغصة التي اعترضته، فتناولها الشيخ وبعد ارتشافه لبعض الماء، راحت الغصة عنه، لكن غصة قلبه كانت أمضى وأشد، فانساحت الدموع من مقلتيه غزارًا، لتعبّر عن مدى الهوان الذي يعيشه المحاصرون في غزة، ولسان حاله يقول: لقد وجدت من أعانني بشربة ماء، فمن يعين هؤلاء المضروب عليهم الحصار بشربة مثلها تبل ظمأهم، وكسرة خبز يتبلغون بها، وقطعة قماش تقيهم صر البرد وقيظ الحر، وعهد أمان يلوذون به من ضراوة الخوف وبشاعة الدمار والموت!

ودَّع المصلون المسجد، وكلٌ ذهب إلى غايته وأنا معهم، لكن حديث الشيخ ظل يلازمني، وتبينت مدى العجز وقلة الحيلة، واستصغرت كل ما من شأنه لا يضيف بعدًا عمليًّا للقضية الفلسطينية، فالتنديد والشجب، وسكب الكلمات الرنانة لا تسمن ولا تغني من جوع، بعدها انصرفت لشؤون حياتي كالعادة، لكن الصفحة ما زالت مفتوحة لم تطو بعد، فما هي إلّا ساعات معدودات حتى كان خبر السفينة مادلين، هذه السفينة التي قرّر بحّارتها ومَن على متنها من نشطاء إنسانيين، أن يشقوا سدف الليل بنور الحرية وعدم الاكتفاء بالتنظير والتنديد والشجب، بل قرّروا خوض الغمار عمليًّا من خلال محاولة تقديم المساعدات الإنسانية للشعب المحاصر في قطاع غزة من خلال تقديم المساعدات من ماء وغذاء وكساء وأدوية.

السفينة مادلين التي أبحرت من ميناء «كاتانيا» في جزيرة «صقلية» الإيطالية، أفردت شراع الحرية، لم تهَب خطر الموت، حمل كل من على متنها باختلاف عقائدهم وجنسياتهم رسالة الوفاء للإنسانية، وتضامنهم مع إخوانهم في الإنسانية الذين يرزحون تحت نير الحصار الذي جرّعهم ويلات الخراب والدمار الذي يودي بهم إلى الموت اللحظة تلو الأخرى.

ربما نكون قد سمعنا عن رحلات بحرية لسفن عديدة، جابت البحار وقطعت أمواجه لتحقيق أهداف وغايات تصبوا إليها، فشد الرحال والإبحار يعني التوق إلى الحرية مهما كانت الأهوال والمخاطر، وعندما يتم فرد الشراع فذلك تأكيد على الانطلاق من القيود نحو رحابة الوجود الإنساني، وقد حفل التاريخ الإنساني بالعديد من الحالات الإنسانية التي أرادت التحرر من ربقة الطغيان والعبودية واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، ولعل سفينة «باونتي» البريطانية خير شاهد على ذلك؛ فلقد غادرت السفينة إنجلترا وأبحرت تقصد جزيرة «تاهيتي» لجلب نوع مخصوص من النباتات، وكان يقود السفينة قبطان يدعى «وليم بلان» كان طاغية مستبدًا، يسوم البحارة سوء العذاب، وينتقص منهم، ويعاملهم معاملة السوء، فحمل له البحّارة البغض والشنآن، ولأنهم كانوا يتوقون إلى حريتهم وإنسانيتهم، قرّروا التخلص من هذا الطاغية، والإبحار بالسفينة نحو جزيرة «تاهيتي» فاتخذوها دار مقام لهم، ولاذوا بها وبطبيعتها وبسمائها الصافية، وأقاموا مع أهلها الطيبين، واجهوا خطر الموت وعقوبة التمرد من أجل الحياة، لم يكتفوا بالتظاهر وترديد الكلمات، بل تمردوا وأبحروا نحو غايتهم، وهي الظفر بحريتهم وبإنسانيتهم، ورغم ما كانوا يعلمونه من مغبة تمردهم إلّا أن ذلك لم يَحُل بينهم وبين تنفس هواء الحرية.

بحارة «باونتي» كان هدفهم إنسانيا نبيلا، لكنه كان يتمحور حول الذات، أمّا بحارة «السفينة مادلين» فهدفهم تجاوز الذات، وتجاوز العِرق والجنسية والمعتقد، فكان هدفهم أسمى وأجلّ وهو الانتصار لقيم الحق والحرية والعدالة، الانتصار للإنسانية، لقد استطاعت هذه السفينة التي هي عبارة عن قارب صغير، أن تعبّر عن قوة الإرادة الإنسانية، وعن روح وضمير الإنسان، لم تخش أهوال البحر ولا صخب أمواجه، ولا رياحه العاتية، ولا الأخطار الأنكى والأشد من أهوال البحر المتمثل في طغيان الكيان الصهيوني، الذي ما إن رصد السفينة، حتى تعقبها وأعلن اعتقال الناشطين على متنها، ومنعهم من بلوغ وجهتهم قطاع غزة المحاصر لكسر الحصار، وتسليم ما لديهم من معونات ومساعدات إنسانية لأهالي القطاع، وتم وضع النشطاء الذين كانوا على متنها رهن الاعتقالات والتحقيق معهم من خلال الكيان الصهيوني.

لقد أثبتت السفينة مادلين أن الإنسانية لم تمت بعد وأن هناك مَن يضحي من أجلها، وأن لديهم الاستعداد للإبحار في لجة الحياة المتلاطمة، يجابهون الصراعات والتحديات من أجلها، لا يخشون الطغيان والظلام والفساد، وفي رأيي أن هذه الإبحار الذي قام به هؤلاء الناشطون على متن هذا القارب الصغير سيظل من أهم الرحلات التي سوف يتم تخليدها في ضمير الإنسانية عبر الزمن؛ لأنهم لم يستهدفوا من رحلتهم غاية شخصية أو مصلحة ذاتية، بل كانت غايتهم هي الحب والوفاء للإنسانية.

مقالات مشابهة

  • حرائق الغابات في تركيا تودي بحياة شخصين.. واستنفار حكومي (شاهد)
  • السفينة مادلين التي أبحرت ضد التيار بشراع الإنسانية
  • اللامبورجيني تحولت إلى كرة لهب.. تفاصيل حادث مروّع أودى بحياة ديوجو جوتا وشقيقه
  • الكشف عن تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة لاعب ليفربول ديوغو جوتا
  • شركة سعودية تكشف سبب الحادث المروع في المياه المصرية / شاهد
  • ترامب يهدد باعتقال مرشح بلدية نيويورك: لا نحتاج إلى شيوعي (شاهد)
  • انتشال 4 جثامين و5 مفقودين وإنقاذ 21 في غرق حفار بترولي جنوب رأس غارب
  • كارثة في البحر الأحمر.. غرق حفار بترول يودي بحياة أخوين ويترك 4 مفقودين
  • مقترح برلماني بـ ضم الصيادلة لبدل السهر أسوة بباقي أفراد الطاقم الصحي
  • مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين جراء حادث طعن في ألمانيا