غزة- كشفت مصادر أمنية خاصة وشهود عيان عن تفاصيل تسلل قوة خاصة إسرائيلية إلى مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بهدف اختطاف قيادي في إحدى فصائل المقاومة المسلحة بقطاع غزة.

وتشير المعلومات التي حصلت عليها الجزيرة نت إلى أن قوة خاصة إسرائيلية مكونة من 9 أشخاص تنكروا بزيّ نساء كانت تستقل حافلة بيضاء اللون تحمل لوحة محلية، وصلت إلى "منطقة الكتيبة" التي تبعد نحو 5 كيلومترات عن الحدود الشرقية الفاصلة بين غزة والأراضي المحتلة، قبل أن ينفضح أمرها.

انكشاف القوة

في الساعة السادسة من صباح اليوم الاثنين بدأت طائرات حربية ومروحية إسرائيلية بشن غارات مكثفة ومتزامنة على أكثر من منطقة في مدينة خان يونس، مما أدى لاستنفار عناصر المقاومة الذين تيقنوا بوجود حدث غير عادي يتعلق بتسلل قوة إسرائيلية خاصة، على غرار حوادث مشابهة جرت في أوقات سابقة.

وبحسب شهود العيان في مكان الحدث فقد وصل "باص" يبدو من مظهره الخارجي أنه يحمل أمتعة عائلة فلسطينية نازحة من المناطق الشرقية لخان يونس، والتي باتت مسرحًا لعمليات الاحتلال، وتريد أن تستقر في ملجأ أكثر أمنًا.

وما إن نزلت القوة الخاصة المتمثلة "بالنساء التسع" من الباص حتى بدأ إطلاق الرصاص بشكل كثيف في المكان، بالتزامن مع قصف الطائرات الحربية منزلًا مجاورًا أدى لاستشهاد 6 أشخاص، ومن ثم شنت غارات كثيفة على أماكن مختلفة في مدينة خان يونس.

إعلان

ويشير شهود العيان إلى أن القوة الخاصة كانت تحمل فراشا وأغطية كالتي يحرص النازحون على حملها عند انتقالهم من مكان لآخر، لكن تبين فيما بعد أنها قفص حديدي كان مملوءًا بالأسلحة وملفوفًا حوله ما يشبه أمتعة النازحين.

وترجح مصادر أمنية خاصة تحدثت للجزيرة نت أن تكون القوة الخاصة خصصت القفص لوضع أسير فلسطيني بداخله إن نجحت باختطافه، ولفه بالأغطية التي شكلتها على هيئة فراش وأمتعة كي تعود أدراجها بشكل طبيعي دون أن تظهر أي حركة غريبة في المكان تكشف أمرها.

وأكدت المصادر الأمنية أن القوات الخاصة كانت تستهدف أحمد سرحان، مسؤول العمل الخاص في ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية، والذي تنبه لوجود القوة الخاصة واشتبك معهم من مسافة صفر مما أدى إلى استشهاده، وإفشال عملية اختطافه.

وتحت غطاء ناري كثيف فرت الحافلة من المكان بعدما اختطفت زوجة سرحان وطفله، حيث ترجح المصادر الأمنية أن الاحتلال يعتقد أن الشهيد لديه علاقة بالاحتفاظ بعدد من أسرى الاحتلال داخل قطاع غزة، أو لديه معلومات بهذا الشأن.

وتركت القوة الخاصة خلفها أعقاب بنادق ورصاصات فارغة، وقنابل دخانية وألبسة نسائية، إلى جانب الصندوق المموّه بأمتعة نازحين.

وفي هذا السياق قالت ألوية الناصر صلاح الدين في بيان لها إن الشهيد سرحان "خاض اشتباكا بطوليا مع قوة خاصة صهيونية كانت تسعى لاعتقاله من منزله في خان يونس"، مؤكدة فشل العملية.

غطاء ناري كثيف على خان يونس خلال اقتحام القوات الخاصة (الجزيرة) غطاء بشري وناري

ورغم أن العملية استغرقت 20 دقيقة فقط، فإن طائرات الاحتلال أغارت على عدة أماكن في "حي الكتيبة" مكان تسلل القوة الخاصة، وكذلك "جورة العقاد"، و"السطر الغربي"، ومنطقة المواصي غربي خان يونس، ومستودع المحاليل والمهمات الطبية داخل مجمع ناصر الطبي.

إعلان

وتشير المعطيات الأمنية إلى أن الاحتلال استغل حالة النزوح من المناطق الشرقية إلى وسط خان يونس كغطاء بشري لتحركاته، حيث عمد الجيش الإسرائيلي أمس الأحد إلى مطالبة أهل مناطق سكنية بإخلائها والتوجه غربا تجاه منطقة المواصي.

وتؤكد المصادر الأمنية أن جيش الاحتلال استخدم عدة وسائل بهدف إنجاح عملية القوة الخاصة منها استخدام ملابس نسائية لإخفاء هوية عناصرها، ومعدات مدنية لإخفاء السلاح، وغطاء ناري لإرباك المنطقة، ومع ذلك فشلت عمليته في تحقيق هدفها.

وشددت المصادر على أن العملية "محاولة إسرائيلية فاشلة للوصول إلى الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية"، رغم أنه سخّر كل إمكانياته لإنجاحها، ومن بينها تفريغ مناطق سكنية بأكملها كي يتسلل بسهولة دون وجود عوائق بشرية، والدفع بتعزيزات عسكرية الى نقاط متقدمة شرقي خان يونس كإجراء احترازي للتحرك إن وقع أي تطور ميداني مفاجئ.

يشار إلى أنه في يونيو/حزيران عام 2024 تسللت قوة إسرائيلية خاصة بشاحنة مدنية خلال عملية تحرير إسرائيليين احتجزتهم المقاومة في مخيم النصيرات وسط القطاع، واستخدم الجيش الإسرائيلي الكثافة النارية والقصف المفاجئ بالسيناريو ذاته.

كما كشفت كتائب القسام في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2018 تسلل قوة خاصة الى المناطق الشرقية من خان يونس، خلال محاولتها تنفيذ عملية داخل قطاع غزة، واشتبكت معها مما أدى لهروبها من المكان تحت غطاء ناري كثيف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات القوة الخاصة غطاء ناری قوة خاصة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما نعرفه عن عملية إسرائيل الفاشلة في خان يونس

على وقع تصعيد عنيف وتكثيف شديد للغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، نفذت قوة إسرائيلية خاصة عملية أمنية في خان يونس فشلت في تحقيق أهدافها.

وأدت العملية إلى اغتيال أحمد كامل سرحان مسؤول العمل الخاص في ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وتردد في البداية أن العملية تستهدف "تحرير" أسرى من قبضة المقاومة الفلسطينية، على غرار عمليات إسرائيلية سابقة سعى من خلالها جيش الاحتلال إلى الوصول إلى بعض أسراه في غزة، وانتهت في معظم الحالات إلى الفشل.

وتأتي العملية الإسرائيلية الجديدة في سياق خاص، يتميز بتكثيف الغارات على مختلف أرجاء القطاع، وانتشار المجاعة بين سكانه، كما تأتي يوما واحدا، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عمليات برية واسعة في مناطق بشمال وجنوب قطاع غزة، ضمن حملة جديدة أطلق عليها اسم "عربات جدعون"، وذلك رغم دخول مفاوضات وقف إطلاق النار مرحلة وُصفت بالحاسمة.

فما الذي جرى خلال هذه العملية، وما أبرز نتائجها؟

عناصر عسكرية بملابس نسائية

قال شهود عيان لمراسل الجزيرة في خان يونس هاني الشاعر إن قوة إسرائيلية خاصة دخلت إلى المنطقة متنكرة بملابس نسائية وفي مركبة مدنية، واقتحموا منزلا وقاموا بإعدام فلسطيني واعتقال زوجته وأطفاله، ثم قتلوا طفلا آخر أثناء انسحابهم من المنزل.

إعلان

وبعد تنفيذ العملية، شن الاحتلال أكثر من 40 غارة على مدى 40 دقيقة لتأمين انسحاب القوة الخاصة، تزامنا مع إطلاق نار مكثف من الطائرات المروحية والدبابات الإسرائيلية، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

وقال المراسل إن الغارات الجوية استهدفت خيام النازحين وسط المدينة، إضافة إلى معمل الأدوية بمجمع ناصر الطبي.

وأفادت وكالة الأناضول أن القوة الخاصة اعتقلت زوجة وأبناء سرحان، وبينهم طفل بعمر 10 سنوات بعد قتله.

ولم تعرف بعد تفاصيل الطريقة التي تسللت بها القوات الخاصة إلى موقع تنفيذ العملية في شارع الكتيبة وشارع 5 بخان يونس، ولكن مصادر أمنية وشهود عيان أوضحوا أن القوة الخاصة الإسرائيلية تركت خلفها -قبل أن تنسحب من منطقة الكتيبة- صندوقا فارغا ومموها يظهر من الخارج على شكل أمتعة نازحين، بهدف التمويه والتخفي بين المدنيين.

فشل في اعتقال سرحان

أكدت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية فشل العملية الإسرائيلية الخاصة في خان يونس، وقالت إنها كانت تهدف لاعتقال القائد أحمد كامل سرحان.

وأعلنت أن العملية انتهت باستشهاد سرحان، الملقب بأبو محمد، عن عمر يناهز 43 عاما.

وفي التفاصيل، ذكرت ألوية الناصر صلاح الدين أن سرحان استشهد بعد اشتباك بطولي مع قوة خاصة إسرائيلية سعت لاعتقاله من منزله في منطقة الكتيبة وسط مدينة خانيونس، قبل أن تفشل العملية وتنتهي باستشهاد سرحان دون اعتقاله.

بدورها، أكدت قناة الأقصى الفضائية نقل جثمان الشهيد سرحان، الذي أعدمته القوة الإسرائيلية وسط خان يونس، إلى مستشفى ناصر الطبي.

الرواية الإسرائيلية

رسميا، لم تكشف إسرائيل -حتى الآن- عن تفاصيل ما جرى في خان يونس.

ولكن المتحدث باسم جيش الاحتلال إيفي ديفرين، قال في بيان مقتضب -فور انتهاء العملية- "قواتنا في ذروة عملية عربات جدعون ونعمل في جميع أنحاء قطاع غزة".

إعلان

كما قال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة "إكس"، إنه "لا يوجد أي تغيير في صورة الوضع"، في إشارة إلى ما تم تداوله إعلاميا بشأن العملية الخاصة في خان يونس.

ومن جهته، علّق مراسل إذاعة جيش الاحتلال على الحدث قائلا إن "العملية في خان يونس تعثرت ولم تحقق هدفها الحقيقي، ولا حاجة لاغتيال شخص بتعريض قوة خاصة للخطر، إذ يمكن مهاجمته جوا".

بدورها، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن "هدف العملية الخاصة في خان يونس كان اعتقال القيادي الفلسطيني لاستجوابه وانتزاع معلومات منه عن الأسرى الإسرائيليين، لكنها فشلت".

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن "الجيش نفذ عملية خاصة في خان يونس، لكنها لم تكن تهدف إلى تحرير رهائن"، مؤكدا أن العملية لم تسفر عن إصابات في صفوف القوات.

ماذا حدث أثناء وبعد فشل العملية؟

أكدت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال شنت أكثر من 30 غارة جوية خلال تنفيذ العملية، ما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين على الأقل وإصابة عشرات آخرين، بحسب ما أفادت به مصادر طبية محلية.

وذكر شهود عيان أن الغارات طالت بلدات القرارة، والفخاري، وبني سهيلا، ومعن، ومحيط جامعة الأقصى، بالإضافة إلى منطقة الكتيبة وشارع خمسة، كما أصيب مبنى تابع للأمن داخل مجمع ناصر الطبي، ما ألحق أضرارا مادية بالمكان وأثار حالة من الذعر بين الكوادر الطبية والمرضى.

وقال الشهود إن الطائرات المروحية حلقت على ارتفاعات منخفضة وأطلقت نيرانا كثيفة، ما تسبب في حالة من الهلع بين السكان، لاسيما في ظل انقطاع خدمة الإنترنت في أجزاء واسعة من المدينة، وهو ما أعاق جهود التواصل وعمليات الإنقاذ.

وأفادت مصادر طبية في مجمع ناصر بأن المستشفى استقبل ستة شهداء وعشرات المصابين، في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية، ووصفت المشاهد داخله بـ"المروعة".

إعلان

وذكرت المصادر أن عددا من الضحايا نقلوا بواسطة عربات بدائية وشاحنات، بسبب صعوبة حركة سيارات الإسعاف في ظل القصف المستمر.

وخلفت الغارات أضرارا مادية جسيمة في المباني السكنية والبنية التحتية خصوصا في منطقتي الفخاري وبني سهيلا شرقي خان يونس، فيما تعرضت غرفة الأمن داخل مجمع ناصر لتدمير جزئي نتيجة القصف، وتضرر مستودع المحاليل والمهمات الطبية.

مقالات مشابهة

  • عملية فاشلة لقوة خاصة إسرائيلية في خانيونس.. حماس تندد
  • ما نعرفه عن عملية إسرائيل الفاشلة في خان يونس
  • قوة إسرائيلية متنكرة بزي نسائي تقتل فلسطينيا وتعتقل زوجته وطفله.. ماذا جرى في خان يونس فجرًا؟
  • قوات إسرائيلية خاصة تقتحم خان يونس متنكرة بزي النساء.. تفاصيل
  • قوة إسرائيلية خاصة بملابس نسائية تقتحم خان يونس ليلا.. ماذا حدث؟
  • فشل عملية عسكرية إسرائيلية في خان يونس
  • إعلام إسرائيلي : فشل عملية إسرائيلية خاصة في خان يونس واغتيال القيادي أحمد سرحان
  • اغتالت قياديا واختطفت عائلته.. قوة إسرائيلية تُنفّذ عملية خاصة في خانيونس
  • قوة إسرائيلية تتسلل بلباس نسائي وتغتال قياديا في خانيونس