د. كامل وكتائب البشير الإجرامية
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
د. كامل وكتائب البشير الإجرامية
خالد فضل
ليس في وسعي التقرير في خيارات الآخرين، ولا أجد سعة تجعل الترحيب بتعيين د. كامل إدريس ذات مغزى، ليس لدي معرفة بالرجل غير أنّه شغل منصب مدير الملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة، ورشّح نفسه ذات انتخابات من انتخابات الخج والتزوير التي كان يعقدها الرئيس البشير كل بضع سنوات لتبرير استمرار تشبثه بالمنصب.
لا أحد يذكر كم عدد الأصوات التي نالها أو نسبتها، فقد ران على السودانيين صنف من الانتخابات حاز فيها المرشح المنافس للبشير على نسبة 5% من الأصوات، مما استدعى تهنئته على هذا الاكتساح الكبير، وأظن السيد فضل السيد شعيب قد حاز على ذلك الشرف.
فيما تمّ تداول فيديو للدكتور كامل يدعو فيه الرئيس البشير وحزبه وكتائبه الإجرامية للتنحي الفوري عن السلطة دون قيد أو شرط بعد الإجماع الشعبي غير المسبوق عبر الثورة الشعبية التي تطالب برحيله. ولو صحّ هذا الفيديو (ولم يك ذكاء اصطناعي) يكفي لوصف الرجل بأنّه داعم للثورة الشعبية، ومناهض للكتائب الإجرامية. ولعل الأستاذ خالد الإعيسر الناطق الرسمي باسم سلطة انقلاب البرهان قد كفى الناس التأويل وسوء الفهم وهو يؤكد على ولائهم لكتائب البراء نكاية في دولة الإمارات- حسبما نشر من حديث له مؤخراً- ولا ننس الذكاء الاصطناعي.
د. كامل جاء لمنصب رئيس الوزراء في سلطة الجيش بعد أربع سنوات من سلفه د. عبد الله حمدوك؛ الذي استقال بعد أن ووجه اتفاقه مع التوأم العسكري الجيش/ الدعم السريع بمقاومة شديدة من جانب نفس الشعب صاحب الإجماع غير المسبوق بلغة د. كامل. وقد ردد شباب الثورة في التو والحين وقبل نهاية المؤتمر الصحفي لإعلان عودة حمدوك لموقعه بهتافات طالته شخصياً (حمدوك الني الشارع لسه حي)، استقال حمدوك لأنّه زاهد في المنصب، لم يظهر أي بادرة بتمسكه بموقع لا يخدم شعبه ووطنه وثورته، وقد قالها صراحة في مؤتمر بلندن قبل بضعة أشهر أنّ ما يهمه وقف الحرب وبناء مستقبل آمن ومزدهر لشعبه ووطنه، فالشعب فيه آلاف القادرين على شغل المنصب. ما هو برنامج د. كامل؟.
نعلم ويعلم العالم كله أنّ كتائب البشير الإجرامية باتت فيلق، يتحدى قادتها، ولسانهم يقول (مافي ود مقنّعة أرجل مننا)، فقط يمكن لرئيس الوزراء الجديد أن يحدد ما يقصده بكتائب البشير الإجرامية، وهو أمر سهل ويتماهى مع موقف رئيسه البرهان وبقية العقد النضيد من الأولاد المرصعة كتوفهم بالرتب.. كتائب البشير الإجرامية معني بها مباشرة، عرب الشتات، جراد الصحراء، أوباش آل دقلو، مرتزقة حميدتي، جنجويد دارفور، حواضن التمرد، أعوان المليشيا… إلخ بهذا يكون قد اصطاد عصفورين بحجر واحد، فهو قد صدق في دعوته السابقة، وكسب في الوقت نفسه ولاء كتائب البراء من غير نكاية في الإمارات هذه المرّة. ولعل هذا يشكل فتحاً دبلوماسياً كبيراً كون الولاء لكتائب البراء ليس نكاية في الإمارات، وربما تعيد تلك الدولة النظر في قرار إبعاد بعض منسوبي القنصلية في دبي بعد التأكد بأنّهم من كتائب البراء ساي (حافة كده).
الآن يمكن الفرح بأنّ الأزمة التاريخية التي سببت وما تزال تسبب الحروب في السودان قد بدأت خطوات معالجتها، لا داعي لوجود ميثاق تأسيس بعد الآن. على السيد مالك عقار أن يصمت عن الثرثرة الفارغة حول مؤسسات الدولة وعنصريتها ومحسوبيتها والولد الجدع صاحب الشقق وقطع الأراضي المميزة. الآن تم تعيين سيدتين اثنتين كوتة واحدة في مجلس السيادة؛ إحداهما على الأقل صاحبة خبرة في شؤون المجلس حيث عينت وفصلت منه من نفس الزول، وفي كلا الحالتين لم يتحدث الناطق الرسمي باسم المجلس عن قراري التعيين والفصل وما إذا كان فصلها تعسفيا فأعادتها محكمة أبو سبيحة!!.
دكتور كامل جاء في مهمة إنقاذ للبلاد، وشعبها، فلندع الرجل يعمل بموجب توجيهات البرهان، ذلك أدعى لبعث الأمل، وتوجه البلاد إلى مصاف الدول المتلاشية، عسى ولعل يكون لنا ذكر في التاريخ بعد مئات السنين.. كان ياما كان… بعد أن عزّ في الحاضر ذاك الوجود..
الوسومآل دقلو الانتخابات البرهان الثورة السودان حمدوك خالد فضل عمر البشير فضل السيد شعيب كامل إدريس مجلس السيادةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آل دقلو الانتخابات البرهان الثورة السودان حمدوك خالد فضل عمر البشير كامل إدريس مجلس السيادة کتائب البراء
إقرأ أيضاً:
السودان: البرهان يصدر مرسوم دستوري بتعيين كامل إدريس رئيسًا للوزراء.. تعرف عليه
متابعات ـ تاق برس- أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان اليوم الإثنين مرسوماً دستورياً قضى بتعيين د.كامل الطيب إدريس عبدالحفيظ رئيساً لمجلس وزراء السودان خلفا لرئيس مجلس الوزراء دفع الله الحاج علي عثمان الذي عينه البرهان في نهاية أبريل المنصرم.
ووجه القرار مجلس الوزراء والجهات المختصة بالدولة، بوضع المرسوم الدستوري موضع التنفيذ.
وتخرج كامل من جامعة الخرطوم، وحاز شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من المعهد العالي للدراسات الدولية بجامعة جنيف (سويسرا). وله عدة شهادات في القانون والعلوم السياسية والشؤون الدولية والمالية من معاهد عليا للدراسات الدولية في جنيف.
وعمل إضافة لوظيفته الدبلوماسية أستاذا في الفلسفة والقضاء بجامعة القاهرة، وأستاذا في القضاء بجامعة أوهايو، وأستاذا في القانون الدولي وفي قانون الملكية الفكرية بجامعة الخرطوم، وأستاذا فخريا للقانون بجامعة بكين.
كمل شغل سابقا منصب المدير العام لمنظمة ويبو. و ترأس في فترة سابقة الاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة، إضافة إلى عضوية لجنة القانون الدولى التابعة للأمم المتحدة.
ومثل السودان في عدة مؤتمرات دولية وإقليمية، وشارك بعدة دورات وندوات وخاطب طلاباً جامعيين متخرّجين حول مواد أكاديمية دولية، كما مثل ويبو في عدة برامج تنظيمية وتنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، وقام بجولة دراسية في معهد ماكس بلانك (ميونيخ) بمجال تدريس قانون الملكية الفكرية عام 1986.
أوعد وناقش كامل ادريس، نيابة عن ويبو عدة مشاريع تتعلق بتطوير التعاون في مجال الملكية الفكرية، ونظم باسم المنظمة نفسها عدة ندوات وورش عمل، وألقى عدة محاضرات كما صاغ وثائق مختلفة عن الجوانب التنموية للملكية الفكرية، وأدار في هذا الصدد مشاريع تم إنجازها في مختلف دول العالم.
أصدر عشرات الكتب والدراسات والمقالات في حقول متعددة مثل الحوار الأوروبي العربي، وفلسفة الحديث والسنة في القانون الإسلامي ونظرية الفعل الإنساني. كما أصدر كتبا متخصصة مثل: مسؤولية الدولة في القانون الدولي، النظام القانوني لنهر النيل، تحسين أوضاع الأمم المتحدة في الألفية الجديدة، الملكية الفكرية أداة فعّالة في النمو الاقتصادي، التحكيم منظور لإقامة العدل، وغيرها.
وحاز على نحو عشرين شهادة دكتوراه فخرية من جامعات عالمية بالولايات المتحدة والصين وبلغاريا ورومانيا وكوريا الجنوبية والهند وغيرها.
كما حاز عشرات الأوسمة مثل ميدالية ذهبية للعلماء والباحثين بكل من مصر والسودان، ميدالية اليوبيل الفضية من المنظمة الأوروبية الآسيوية للبراءات، وسام النيلين من الطبقة الأولى بالسودان
وحاز على جائزة مدينة البندقية للملكية الفكرية، ميدالية تذكارية بالستين سنة للأمم المتحدة، ميدالية دانك الفخرية من رئيس جمهورية قيرغيزستان، وسام الدرجة الأولى للأمير أنريكي من البرتغال، وسام الجدارة والاستحقاق من الاتحاد الدولي للناشرين واتحاد الناشرين العرب وغيرها.
البرهانرئيس وزراء السودانكامل إدريس