اجتمع العرب في قمة بغداد، في غياب الكثير منهم، حيث حضر من يمثلهم من الصف الثاني والثالث، اجتمعوا ليصدروا بيانات التنديد والشجب والاستنكار، والمطالبة بإيقاف العدوان على غزة وإنهاء الحصار، ولا أعلم من يطالبون؟! ومن يناشدون؟! وهم أنفسهم جزء من المؤامرة التي تحاك ضد القضية الفلسطينية، والكثير منهم شركاء في العدوان والحصار على غزة بصورة مباشرة أو غير مباشرة .
اجتمع العرب ليشكروا ترامب على تفضله وتكرمه برفع العقوبات عن سوريا الشرع وهيئة تحرير الشام، اجتمع العرب لاستعراض بلاغة كلماتهم التي يقرأونها دونما إدراك لماهيتها، والتي باتت أشبه بالتقليد المتعارف عليه، والذي لا بد منه عند انعقاد القمم العربية، التي باتت مدعاة للسخرية والاستهزاء، وباتت مخرجاتها مجلبة للعار .
اجتمع القادة العرب في بغداد ولم يقدموا لغزة وفلسطين دولارا واحدا، رغم حاجتهم الماسة للسنت الواحد، لم يكلفوا أنفسهم ولو من جانب إنساني تقديم مساعدات عاجلة لإنقاذ أهالي غزة من شبح المجاعة الذي يخيم عليهم في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة نتيجة منع كيان العدو الصهيوني إدخال المساعدات، ومواصلته لحرب الإبادة الجماعية .
جاء ترامب فتسابق قادة العرب، ملوك وشيوخ أنظمة البترودولار على كسب وده والحصول على رضاه، هذا قدم طائرة بـ 400 مليون دولار، وذاك قدم تريلون وآخر زاد على التلريون من أجل عيون الشقراء (إيفانكا) ووالدها الأشقر، ليخرج ترامب بعد زيارة الحصاد بقرابة 4 تريليونات دولار، وهي حصيلة هائلة جدا لم يكن ترامب يحلم بأن يصل إليها، والبعض لم يكتفوا بالمال، بل ساقوا إليه النساء يتمايلن ويتراقصن أمامه، ليشعر بالسعادة والفرح في رحاب ملوك الدياثة والعهر.
ظننت وكل الظن إثم ، بأنني سأستمع على هامش قمة بغداد كلمة لقائد عربي ينتقد فيها كرم وسخاء صهاينة العرب المفرط جدا مع ترامب، وتجاهلهم لمعاناة أطفال ونساء غزة، ليطالبهم بالتبرع ولو بربع ولو حتى عشر ما قدموه لترامب دعما لغزة، من أجل إنقاذها من شبح المجاعة الذي يخيم عليها، ويخفف من حجم المعاناة التي يكابدها أطفالها، الذين يصارعون الموت جوعا في مشهدية تبعث على الحسرة والأسى، مشهدية يندى لها جبين الإنسانية جمعاء، ولكنني للأسف الشديد لم أستمع سوى لببغاوات من العملاء المأجورين، من وصلوا للسلطة بمباركة أمريكية وبريطانية و صهيونية، من باعوا أنفسهم وأوطانهم وشعوبهم ومقدساتهم للشيطان الأكبر وأزلامه .
قادة لم يعد في مواقفهم، وقراراتهم، وسياساتهم، وتوجهاتهم، ما يدلل على عروبتهم، أو يمت لها بأدنى صلة، تجردوا من كل شيء، وباعوا أنفسهم للشيطان، الذي وجد نفسه في حيرة، وهو يرى حالة المسخ التي هم عليها، والتي لم يكن يتوقعها، فأصابوه بالحرج وأشعروه بالغثيان، فقد تفوقوا عليه وبات يستعيذ منهم، وليس بمستغرب أن يصدر هذا من إبليس الرجيم.
قادة تصهينوا أكثر من الصهاينة، ، وتأمركوا أكثر من الأمريكيين، قادة تجمعهم الخيانة والعمالة، والخسة والنذالة، قادة باتوا يعبدون أمريكا ويسبحون بحمد ترامب، لم يعد لديهم من القيم والمبادئ والأخلاق ما يمنحهم أقل فرصة لتجميل صورهم القبيحة، وتلميع مواقفهم المخزية والمذلة والمهينة، يتوددون لترامب، يتبركون به، ويرون في ذلك سياسة وذكاء وحنكة وفطنة وفراسة ودهاء، وليته رضي عنهم، أو تعامل معهم بذرة احترام، بل على العكس من ذلك تماما، فكلما دفعوا له الجزية، كلما ازداد إهانة واحتقارا وازدراء لهم، فهذا يقول له بأنه لولا أمريكا لما تمكنت دولته من البقاء لمدة أسبوعين، وذاك يقول له لولا أمريكا لما كان لدولته أي وجود على الخارطة، وهلم جراً من الإهانات التي يتقبلها هؤلاء بكل رحابة صدر، ويقابلونها بابتسامات الذل والهوان.
خلاصة الخلاصة: لا عروبة ولا عرب، ولا إسلام ولا مسلمين، ما دامت غزة تئن، وما دام أطفالها يتضورون جوعا، ويموتون عطشا، وأمة الملياري مسلم عاجزة عن إنقاذ حياة مليوني مسلم في غزة لا حول لهم ولا قوة، يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء وأعينهم شاخصة إلى رب السماء، تشكو خذلان إخوة لهم، تنكروا لعروبتهم وإسلامهم وقدسهم، وتسابقوا على إرضاء نتنياهو، والقيام بواجب الضيافة لترامب .
والعاقبة للمتقين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قادة من الليكود يوجهون تحذيرا إلى نتنياهو: حان وقت ضم الضفة
وجه وزراء بارزون وأعضاء كنيست من حزب الليكود، الأربعاء، رسالة مباشرة إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، طالبوه فيها بضم الضفة الغربية "فورا"، معتبرين أن الظروف السياسية والدولية أصبحت مواتية لتنفيذ هذه الخطوة.
وجاء في نص الرسالة: "نحن الوزراء وأعضاء الكنيست نطالب بتطبيق السيادة والقانون الإسرائيليين على يهودا والسامرة فورا، الآن هو الوقت المناسب لحكومة الاحتلال للموافقة على قرار تطبيق السيادة، وذلك قبل نهاية الدورة الصيفية للكنيست".
واعتبر الموقعون على الرسالة أن ما وصفوه بـ"الإنجازات التاريخية التي حققتها دولة الاحتلال بقيادة رئيس حكومة الاحتلال ضد المحور الشرير المتمثل بإيران وأتباعها" تستدعي استكمال المهمة عبر "إزالة التهديد الوجودي من الداخل"، محذرين من تكرار ما وصفوه بـ"مذبحة أخرى في قلب البلاد" وفق قولهم.
وبحسب الرسالة، فإن الدعم الأمريكي، خصوصا من جانب الرئيس السابق دونالد ترامب، يشكل "فرصة سانحة لقيادة هذه الخطوة الآن"، في إشارة إلى تطبيق السيادة الكاملة على مناطق الضفة الغربية، بما في ذلك المستوطنات.
وأضاف الوزراء أن "مجزرة السابع من أكتوبر"، وفق تعبيرهم، أثبتت أن مبدأ الكتل الاستيطانية وإقامة دولة فلسطينية على ما تبقى من الأرض يشكلان خطرا وجوديا على دولة الاحتلال، مشددين على أن "الوقت قد حان للسيادة".