وزير الحرب الأمريكي يعترف بفشل التدخل العسكري في اليمن .. ماذا قال ؟
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
يمانيون../
في تحول لافت في الخطاب الرسمي الأمريكي، أقر وزير الحرب الأمريكي “بيت هيغسيث” ضمنيًا بفشل بلاده في تحقيق أهدافها العسكرية في اليمن، مؤكدًا أن واشنطن لا تعتزم تكرار سيناريوهات كارثية كتلك التي خاضتها سابقًا في العراق وأفغانستان، مشيرًا إلى أن ما قامت به القوات الأمريكية ضد القوات المسلحة اليمنية كان – على حد زعمه – “لحماية الملاحة”.
وفي تصريح لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية، قال هيغسيث: “إذا خصصنا وقتنا لتغيير النظام في اليمن فإننا لن نركز على المصالح الأساسية”، في إشارة واضحة إلى تبدّل الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة، وتقديم ملفات كبرى كالصين وإيران على ما وصفه بـ”المعركة غير الضرورية” مع “الحوثيين”، وهو المصطلح الذي دأبت واشنطن على استخدامه في سياق إنكارها للواقع الشعبي المقاوم في اليمن.
وأضاف الوزير الأمريكي: “لم ندمر الحوثيين تمامًا”، في اعتراف ضمني بالفشل في تحقيق الهدف العسكري الأساسي من عملية “الراكب الخشن” التي أطلقتها واشنطن مطلع مارس الماضي، بهدف كبح العمليات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن دعماً لغزة. لكن سرعان ما انكشفت حدود القوة الأمريكية بعد أن تكبدت قواتها خسائر مؤلمة، واضطرت إلى إعلان وقف إطلاق النار في أبريل بعد فشلها في تحجيم قدرات القوات المسلحة اليمنية أو تأمين طرق الملاحة لصالح السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال.
هيغسيث حاول التخفيف من وطأة هذا الفشل بالقول إن الحملة الأمريكية كانت “دؤوبة” في سعيها لتحقيق الأهداف، لكنه لم يُخفِ حجم الإرباك الذي تعيشه الإدارة الأمريكية بعد فشلها في كسر إرادة صنعاء، حيث بدا التصريح أقرب إلى التبرير العلني منه إلى التقييم العسكري.
وتكشف هذه التصريحات عن تحوّل استراتيجي في السياسة الأمريكية تجاه اليمن، وهو تحوّل فرضته الوقائع الميدانية والانتصارات المتتالية التي حققتها القوات اليمنية، لا سيما في قطاع البحر الأحمر، والتي لم تفلح كل أدوات الردع الأمريكية في إيقافها أو تقليص آثارها على حركة التجارة الدولية والاقتصاد العالمي.
ويأتي تصريح الوزير الأمريكي في سياق سلسلة مؤشرات على تراجع الحضور العسكري الأمريكي في المنطقة، بفعل تصاعد كلفة المغامرات العسكرية، والرفض الشعبي العربي والإسلامي للعدوان على اليمن، إلى جانب الصعوبات الداخلية التي تواجه إدارة بايدن في الحفاظ على هيبتها في ظل اشتداد التنافس مع الصين، وتصاعد التوتر مع روسيا وإيران.
ويرى مراقبون أن هذا الاعتراف الرسمي يحمل أبعادًا أكبر من مجرد تبرير تكتيكي، فهو يعكس أيضًا مأزقًا استراتيجيًا تعانيه الولايات المتحدة في المنطقة، حيث فشلت أدواتها التقليدية من الحصار والغارات والتدخلات في فرض الهيمنة، بينما صعدت قوى محلية ذات طابع تحرري واستقلالي، كسيناريو اليمن الذي بات اليوم نموذجًا لمعادلة جديدة تقول بوضوح: “من أراد أن يمر من سواحلنا، فليدفع ثمن مواقفه السياسية”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
تهديد لمقاتلة F-35 الأمريكية التي تكلّف مليارات الدولارات! صواريخ اثارت ذعر واشنطن
كشفت تقارير أمريكية عن حادثة خطيرة وقعت قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي، حيث كادت طائرة أمريكية من طراز F-35 أن تُصاب بصاروخ أطلقته الدفاعات الجوية الحوثية، في إطار عملية “Rough Rider” العسكرية.
ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن الطائرة الأمريكية، وهي من الجيل الخامس وتُعد من أبرز ما في الترسانة الأمريكية، اضطرت إلى تنفيذ مناورة حادة للنجاة من الاستهداف. وعلّق المحلل العسكري غريغوري برو قائلاً إن هذه الهجمات تُظهر أن وقوع خسائر في صفوف القوات الأمريكية أمر وارد.
هذا الحادث أثار تساؤلات حول قدرة واحدة من أكثر الطائرات الحربية الأمريكية تطورًا على النجاة، كما كشف عن مدى تأثير أنظمة دفاع جوي متخلفة تقنيًا على العمليات الأمريكية.
وفي منشور له عبر منصة X، قال المحلل العسكري غريغوري برو: “دفاعات الحوثيين الجوية كادت أن تصيب عدة طائرات أمريكية من طراز F-16 وطائرة F-35، ما يُظهر أن وقوع خسائر في صفوف القوات الأمريكية أمر محتمل جدًا”.
وأضاف برو أن الحوثيين تمكنوا أيضًا من إسقاط سبع طائرات أمريكية مسيّرة من طراز MQ-9، والتي تقدر تكلفة الواحدة منها بحوالي 30 مليون دولار، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز أضعف قدرة القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) على مراقبة الحوثيين واستهدافهم.
دفاعات الحوثيين الصاروخية: بسيطة لكنها فعالة
اقرأ أيضاتركيا على أعتاب ثروة جديدة.. أردوغان يعلن عن اكتشاف غاز ضخم
السبت 17 مايو 2025بحسب تقرير لموقع The War Zone، فإن العديد من أنظمة الهجوم التي يستخدمها الحوثيون تم تطويرها بوسائل بدائية ومرنة، لكنها فعالة على نحو مفاجئ.
يعتمد الحوثيون على أجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء غير تقليدية، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي تم تحويلها من صواريخ جو-جو، ما يجعلها قادرة على تشكيل تهديد حقيقي دون إصدار أي إنذار مبكر تقريبًا.