ذي هيل: تجنب ترامب زيارة إسرائيل إشارة إلى أن نتنياهو لم يعد حليفا
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
نشر موقع "ذي هيل" مقالا للباحث جون ماك غليون قال فيه إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعد حليفا لأمريكا، وقد اكتشف الرئيس دونالد ترامب هذا أخيرا".
وبدأ مقالته بالقول إن انتقاد نتنياهو، الرجل والسياسي والمتآمر ليس معاداة للسامية ولكن واقعية وقد طال انتظارها، ورغم ذلك يرى الكاتب أن "معاداة السامية حقيقة قبيحة ومستمرة ويجب إدانتها في كل مناسبة".
وتابع: "عليه، فعندما تجاوز دونالد ترامب إسرائيل في جولته الأخيرة في الشرق الأوسط، واختار بدلا من ذلك مصافحة يد الرياض والدوحة متجاهلا تل أبيب تماما، فلم يكن هذا كراهية ولا خيانة. بل كانت ابتعادا وبراغماتية. وكان هذا تذكير بأن الولايات المتحدة هي القوة العظمى وليست دولة تابعة ولا مانحة، ولا خادمة. ولا تحتاج إلى التوقف في تل أبيب لإثبات هذه النقطة".
وقال إن "هذا الابتعاد يؤشر إلى شيء كانت الطبقة السياسية في أمريكا تخشى النطق به وهو: بنيامين نتنياهو ليس صديقا للولايات المتحدة، فقد يسمي نفسه حليفا وقد يلقي خطابا أمام الكونغرس وربما تحدث عن القيم المشتركة وعن الحضارة الغربية، لكن إن جردنا الصورة من مضمونها، فلن نجد سوى رجل حريص على التمسك بالسلطة، مستعد لتعريض الاستقرار العالمي للخطر وتأجيج نيران الحرب وقطع العلاقات مع الدولة التي يدعي تبجيلها، إن كان هذا يعني إبعاد نفسه عن زنزانة السجن".
وأضاف أن "ترامب يحسب له إدراكه لهذا أخيرا. وعلى عكس الرؤساء السابقين الذين كانوا يتحدثون بهدوء بينما كانوا يحررون شيكات مفتوحة لإسرائيل، يتحدث ترامب بنفوذ لأنه يفهم ما لا يرغب الكثيرون في قوله بصوت عال: أمريكا هي من تتحكم بزمام الأمور".
ويعلق الكاتب أن المدافعين عن إسرائيل أصيبوا بنوع من الانهيار، ومن بينهم بن شابيرو [معلق محافظ وكاتب عمود في أكثر من وسيلة إعلامية أمريكية]، حيث اتهم ترامب بخيانة إسرائيل والشعب اليهودي وما يسمى بالنظام الأخلاقي.
ويؤكد الكاتب أن "من قام بالخيانة هنا، لم يكن ترامب بل نتنياهو، وهو يفعل هذا منذ سنوات"، مضيفا أنه "يجب ألا ننسى أن نتنياهو قوض عندما ناسبه الأمر، السياسة الخارجية الأمريكية وأكثر من مرة. وعارض علانيةً اتفاق إدارة أوباما مع إيران، حتى أنه شن حملةً ضده على الأراضي الأمريكية بمخاطبة الكونغرس دون موافقة البيت الأبيض. وتخيلوا الغضب لو فعل زعيم دولة أخرى الشيء نفسه".
وأردف قائلا: "حكومة نتنياهو باعت التكنولوجيا العسكرية والسيبرانية للصين من وراء ظهر أمريكا"، مشيرا إلى أن نتنياهو "استهزأ بكل رئيس أمريكي ولم يفعل ما يريده بالضبط، بينما كان يجني مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية دون مساءلة أو محاسبة".
وذكر أن "بقاء نتنياهو السياسي بات على المحك، لذلك يقوم بلعبة خطيرة للغاية، ويطيل أمد الحرب الوحشية في غزة، ليس بدافع المبدأ أو الضرورة لكن بدافع اليأس السياسي، فكل قنبلة ترمى وكل مستشفى يقصف وكل مدني يقتل (..)".
وأشار إلى أنه "إذا لم يكن جر غزة إلى الهاوية كافيا، فإن نتنياهو يحاول الدفع بشكل متزايد باتجاه عملية عسكرية ضد البرامج النووية الإيرانية، ليس لأنها عملية منطقية من الناحية الاستراتيجية، أو أنها تخدم المصالح الأمريكية، بل لأنه يعلم أن الحرب هي الطريقة الوحيدة لحرف النظر والإلهاء والدرع الواقي له".
وأكد الكاتب أنه "للمرة الأولى، اختار ترامب التحايل والعمل من خلف الرجل الذي نصب نفسه لفترة طويلة حارسا للسياسة الأمريكية في المنطقة. لقد تصرف كما ينبغي لرئيس قوة عظمى: بشروطه الخاصة، وهذا جيد".
وأوضح أن "نتنياهو بحاجة لأمريكا أكثر من حاجة الأخيرة له، وهذه ليست غطرسة، بل واقع، لأن واشنطن توفر الأسلحة والغطاء والفيتو في الأمم المتحدة، ودون أمريكا لا يمكن لإسرائيل البقاء في شكلها الحالي".
وختم قائلا: "على الحزب الجمهوري أن يقرر هل يخدم مصالح الولايات المتحدة أم يدافع عن بقاء وشرعية سياسي أجنبي غارق في فضيحة؟"، منوها إلى أن "انتقاد نتنياهو لا يعني التخلي عن إسرائيل، بل هو فضح لرجل حوّل تل أبيب إلى وعاء لأنانيته (..)".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي نتنياهو ترامب إسرائيل نتنياهو الاحتلال زيارة ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکاتب أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو في أول زيارة لـ"نير عوز" منذ 7 أكتوبر.. هل اقتربت صفقة الأسرى مع حماس؟
في زيارة هي الأولى من نوعها منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، توجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى بلدة نير عوز في غلاف غزة، والتي تُعدّ من أكثر بلدات المنطقة تضررًا خلال الهجوم الذي شنّته حركة حماس. اعلان
قبل نحو عامين، سقطت بلدة نير عوز في غلاف غزة بيد كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، خلال هجوم مباغت أسفر عن مقتل 30 شخصًا من سكانها وأسر 75 آخرين، أي ما يعادل نحو ربع عدد السكان، وفقًا لتقديرات صحيفة "هآرتس".
ورغم وفاة عدد من أسرى نير عوز أثناء احتجازهم، لا تزال الحركة تحتفظ بتسعة منهم، بينهم أربعة على قيد الحياة.
وكثيرًا ما تعرض نتنياهو لانتقادات بسبب تأخر زيارته، التي استُقبلت بمشاعر متضاربة من عائلات الأسرى، فبعضهم حثّه على المضي قدمًا نحو صفقة تبادل، فيما رأى آخرون أن قدومه بعد مرور كل هذا الوقت كان "بلا قيمة".
ونقلت قناة الكنيست عن شي موزس، ابن شقيق الأسير المُفرج عنه غدي موزس، تعليقه على الزيارة قائلًا: "في رأيي، لا قيمة لها. عليه أولًا إنقاذ حياة المواطنين الإسرائيليين، بدلًا من الانشغال بحملة علاقات عامة".
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على إكس: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة زارا كيبوتس نير عوز: "أشعر بالتزام عميق لضمان عودة جميع رهائننا، وللعمل هنا من أجل إعادة بناء هذا الكيبوتس."ويتّهم البعض زعيم حزب الليكود بالشروع في حملة انتخابية تحسّبًا لإجراء انتخابات مبكرة، إذ نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر قولها إنه يعيش بالفعل أجواء الانتخابات، وبدأ حملته فعليًا، ويثق بأنه سيحقق "إنجازًا كبيرًا" لحزبه.
وفي حديثه إلى عائلات الأسرى، قال نتنياهو وهو يطل على غزة: "أنا هنا مع زوجتي، أمام مشاهد الدمار والخراب والمجزرة، مع أعضاء الكيبوتس، أولئك الذين نجوا، وأولئك الذين عادوا من الأسر. نشعر بألم وحزن عميقين إزاء المأساة التي ضربت هذا المكان. أشعر بالتزام عميق، أولًا بضمان عودة جميع أسرانا، لا يزال هناك عشرون حيًا، وهناك جثامين، وسنعيد الجميع".
Relatedالأمل بتوقف إطلاق النار في غزة يتأرجح بين النوايا والضمانات وجهود الوسطاءمعارك ضارية في غزة.. الرقابة الإسرائيلية تحظر النشر وإغلاق بلدات الغلاف لأول مرة منذ 7 أكتوبرعدّاد الموت اليومي في غزة.. مقتل 94 فلسطينياً منهم 45 في طوابير المساعداتوتابع نتنياهو أن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتأمل الحكومة في الإعلان عنه قريبًا.
من جهته، قال المتحدث باسم البلدة إن "الزيارة التي أتت بعد 636 يومًا من 7 أكتوبر تزرع آمالًا بأن تُسرِّع في تحرير المختطفين الخمسين، وأن تلتزم الحكومة الإسرائيلية بإعادة بناء الكيبوتس وتأهيل سكانه، أينما اختاروا العيش".
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "هآرتس" أن عائلات الأسرى بعثت برسالة إلى نتنياهو، قبيل زيارته إلى واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترامب، تطالبه فيها بإحراز تقدم في ملف الصفقة.
ويأتي ذلك في ظل الحديث عن مقترح أمريكي لهدنة تمتدّ لـ60 يومًا. ورغم موافقة إسرائيل، لا تزال حركة حماس متحفّظة تجاه جوابها النهائي حتى حصولها على ضمانات.
وكانت بلدات الغلاف قد أُعلنت، أمس، وللمرة الأولى منذ هجوم 7 أكتوبر، مناطق عسكرية مغلقة لفترة مؤقتة، وذلك عقب وقوع معارك ضارية، قُتل خلالها رقيب إسرائيلي، وأُصيب خمسة جنود آخرون، وفقًا للإعلام العبري.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة