بنوك الدم خاوية في غزة والمجاعة تؤثّر على صحة المتبرعين
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
غزة – كالمعتاد، عند الثامنة صباحا فتح قسم بنك الدم في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أبوابه، ولنحو 4 ساعات، رصدت الجزيرة نت هدوءا تاما ومقاعد فارغة، على وقع أصوات الإنذار الصادرة عن سيارات الإسعاف، التي تتوافد على المجمع محملة بجرحى غارات جوية إسرائيلية مكثفة على المنازل وخيام النازحين.
طوال هذه الساعات لم يحضر سوى متبرع واحد، اعتاد على التبرع بالدم منذ ما قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن يوسف التلاوي يقول للجزيرة نت إنه خلال الشهور الستة الماضية امتنع عن التبرع لشعوره بـ"الهزال والدوخة بسبب المجاعة وسوء التغذية".
صبيحة أول أمس الأحد، استيقظ التلاوي وفي نيته التبرع وقد تملّكه الحزن لعدم وجود ما يتناوله من طعام قبل التوجه لبنك الدم، ولولا دعاه صديق له لتناول الإفطار برفقته لما تمكّن من ذلك، ويقول "لا أملك غير دمي للتبرع به للمساعدة في إنقاذ جريح قد تكون قطرة منه تعني الحياة بالنسبة له".
المجاعة والعزوف
قبل اندلاع الحرب كان التلاوي (25 عاما) معتادا على التبرع بشكل دوري ومستمر، مرة كل 3 شهور، غير أن العدوان لم يمنحه الفرصة سوى 3 مرات فقط للتبرع بالدم، ويُرجع هذا الشاب، المتزوج حديثا والذي رُزق بطفلته الأولى، السبب "لاستهداف المستشفيات والحصار والمجاعة وسوء التغذية".
إعلانتشير مديرة وحدة المختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة الدكتورة صوفيا زعرب إلى "ظاهرة ملفتة لعزوف الشباب عن التبرع بالدم"، وتقول للجزيرة نت إنها ازدادت على نحو كبير منذ تشديد الحصار وإغلاق المعابر في 2 مارس/آذار الماضي، وما تبع ذلك من تفشي المجاعة وسوء التغذية.
وحسب زعرب، لم يدخل رصيد بنك الدم في مجمع ناصر الطبي خلال الأيام الثلاثة الماضية سوى 10 وحدات دم فقط، في مقابل صرف 250 وحدة في الفترة ذاتها منذ صباح يوم الجمعة الماضي، لمواكبة الأعداد الهائلة من الجرحى.
من جانبه، يقول شريف إهليل، وهو شاب رياضي في الثلاثين من عمره، للجزيرة نت "أشعر أنني لست بخير"، وكلما عزم على التبرع بالدم يتردد ويعزف عن ذلك.
كان إهليل لاعبا لكرة القدم في أندية محلية، ويؤكد أنه لا يعاني من أية أمراض، غير أنه لا يتناول أي طعام صحي منذ إغلاق المعابر واستئناف الحرب على القطاع في 18 مارس/آذار الماضي، حيث لا تتوفر اللحوم والدواجن والأسماك في الأسواق، والخضراوات شحيحة وأسعارها "فلكية"، ويعتمد في غذائه اليومي على ما تبقى لديه من أغذية معلبة حصل عليها في طرود مساعدات إنسانية سابقة.
وتقول الدكتورة زعرب إن "المجاعة فتكت بالجميع، وكثيرون من أمثال إهليل في مرحلة الشباب يعانون من سوء التغذية، ويخشون من التبرع بالدم، وبينهم من يتعالى على جوعه ويأتي للتبرع، ولكنه يشعر بالتعب والدوخة ولا يستطيع إكمال الوحدة، ونضطر لإتلاف الكمية التي سُحبت منه".
أحد هؤلاء شاب في العشرينيات من عمره، بجسد تبدو عليه الصحة، حضر قبل بضعة أيام للتبرع بالدم، وبعد دقائق معدودة من جلوسه على المقعد المخصص وهو ينظر إلى أنبوب متصل بكيس طبي يُفترض أن يمتلئ بوحدة الدم، ظهرت عليه فجأة علامات التعب الشديد وبدأ يتصبب عرقا وأُصيب بالغثيان والدوخة.
إعلانلاحظت عليه الموظفة ذلك، وسألته فورا "هل تناولت أي شيء قبل حضورك للتبرع؟ وعندما أخبرها أن آخر ما دخل جوفه "قطعة صغيرة من الخبز تناولها مع القليل من الزعتر الليلة الماضية"، نزعت الأنبوب من يده، ورفضت تبرعه.
ووفقا للدكتورة زعرب، فإن مثل هذه الحالة تتكرر مع متبرعين يؤثرون على أنفسهم ويتعالون على آلامهم للتبرع بالدم، تلبية لنداءات متواترة ومستمرة من المستشفيات، للمساهمة في إنقاذ أرواح جرحى، غير أن تداعيات الجوع تظهر عليهم أثناء عملية نقل الدم، التي تتطلب "طاقة وسعرات حرارية وتعويضا سريعا للسوائل والسكريات المفقودة، وهي أشياء رغم بساطتها مفقودة بسبب الحصار والمجاعة".
ودرجت العادة على منح العصائر للمتبرع بالدم، لكنها توضح أن بنوك الدم في غزة تفتقر لهذه العصائر بسبب الحصار ومنع الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية، و"في أحيان كثيرة لا نجد حتى كوبا من المياه العذبة ليشربه المتبرع".
ووصفت المسؤولة الطبية واقع بنوك الدم بأنه "معقد وخطير ومقلق للغاية"، وتقدّر أن رصيد الدم المتوفر حاليا يكفي لأربعة أيام فقط في أحسن الأحوال، ما لم تشهد الاعتداءات الإسرائيلية تصعيدا على نحو أكبر وأوسع.
تعاني بنوك الدم في غزة من عجز كبير في أرصدة الدم، وفي أجهزة نقل الدم والأكياس ومواد للفحص، وتقول الدكتورة زعرب إن الكثير من المواد والمستلزمات "رصيدها صفر"، حيث يمنع الاحتلال إدخالها ووحدات دم من الخارج لتغذية الأرصدة ومواكبة التطورات وإنقاذ الجرحى والمرضى، وآخرها كمية من متبرعين بالضفة الغربية منع إدخالها قبل استئنافه الحرب.
وتؤكد "جراء ذلك، نعمل في ظروف صعبة واستثنائية لا تتناسب مع الضغط الهائل في أعداد الجرحى يوميا، وبتنا نحتاج لنحو نصف ساعة من أجل تجهيز وحدة دم واحدة بطريقة يدوية، وهي ضعف المدة التي كنا نستغرقها في الوقت الطبيعي".
إعلانوتضيف مديرة وحدة المختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة صوفيا زعرب أن شدة الاعتداءات وما ينجم عنها من جرحى، وما تعانيه بنوك الدم من عجز ونواقص في كل شيء، "يجعل من الالتزام بالمعايير الطبية العالمية أمرا صعبا ومعقدا، ونضطر أحيانا لتجاوزها من حيث قياس نسبة الهيموغلوبين، والوزن، والضغط، والتأكد من سلامة المتبرع وخلوه من الأمراض، وقدرته على التبرع".
ونتيجة ضغط الحاجة، تضطر بنوك الدم أحيانا للتعامل مع متبرعين يعانون من سوء التغذية، وهو ما يفسر معاناة الأغلبية في الوقت الحالي من الدوخة والصداع والهزال والغثيان، بعد عملية سحب الدم، وفق زعرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المجاعة وسوء التغذیة التبرع بالدم بنوک الدم فی على التبرع فی غزة
إقرأ أيضاً:
ترقب لاجتماع المركزي.. اعرف سعر الفائدة على ودائع أكبر 3 بنوك مصرية
مع اقتراب الاجتماع الثالث لحسم أسعار الفائدة بالبنك المركزي المصري يوم الخميس المقبل، تطرح أكبر 3 بنوك بالقطاع المصرفي ودائعا بالجنيه على آجال من 7 أيام فأكثر.
تلبي الودائع حاجة الأفراد في البنوك لمدى زمني قصير وطويل ومتوسط لادخار أموالهم مع إمكانية الكسر في أي وقت دون حدوث خسائر في أصولهم.
اتجه البنك التجاري الدولي قبل انتظار اجتماع «المركزي» في الشهر الماضي، لتخفيض أسعار الفائدة على معظم ودائع الأفراد بنسب تراوحت بين 1.25% و5.5% حسب قطاع العميل ومدة الوديعة.
لم يعدل بنكي «مصر والأهلي» سعر الفائدة على الودائع بالرغم من التغيرات التي طالت شهادات الادخار داخل البنكين بالتزامن مع إعلان البنك المركزي تخفيض سعر الإيداع بمقدار 225 نقطة أساس إلى 25% الشهر الماضي.
وأرجع مصرفيون داخل البنكين أسباب عدم تخفيض سعر الفائدة على ودائع بنك مصر والبنك الأهلي المصري إلى العائد القليل نسبياً على الودائع بالجنيه مقارنة بعوائد ودائع البنوك الأخرى.
وتنقسم توقعات المحللين في الوقت الحالي بالنسبة للاجتماع القادم في البنك المركزي بين تثبيت سعر الفائدة عند مستويات «25% للإيداع و26% للإقراض»، وخفضها بنسبة 1% إلى 2%، على أن يكون خفض الفائدة بالبنك المركزي المصري هو الثاني من نوعه بعد دورة تشديد نقدي على مدار 3 سنوات خلت.
تستعرض «الأسبوع» في السطور التالية أسعار الفائدة على الودائع بالجنيه داخل أكبر 3 بنوك مصرية.
الودائع في البنك الأهلي المصري- الوديعة بمدة من 7 إلى 15 يوم في البنك الأهلي: بسعر فائدة بلغ 10.50%
- الوديعة بمدة من 15 وأقل من شهر في البنك الأهلي: بسعر فائدة بلغ 10.50%
- الوديعة بمدة شهر وأقل من شهرين في البنك الأهلي المصري: بسعر فائدة بلغ 12%
- الوديعة بمدة شهرين وأقل من 3 شهور بالبنك الأهلي: بسعر فائدة بلغ 12%
- الوديعة بمدة 3 شهور حتى أقل من 6 شهور بالبنك الأهلي المصري: سعر فائدة 12.50%
- الوديعة بمدة 6 شهور وأقل من سنة: بسعر فائدة 12.50%
- الوديعة بمدة سنة وأقل من سنتين في البنك الأهلي: بسعر فائدة 13%
- الوديعة بمدة سنتين وأقل من 3 سنوات: بسعر فائدة 13%
- الوديعة بمدة 3 وأقل من 4 سنوات في البنك الأهلي: بسعر فائدة 12.50%
- الوديعة بمدة 4 وأقل من 5 سنوات: بسعر فائدة 12.50%
- الوديعة بمدة 5 سنوات وأقل من 6 سنوات بالبنك الأهلي: بسعر فائدة 12.25%
- الوديعة بمدة 6 سنوات وأقل من 7 سنوات في البنك الأهلي: بسعر فائدة 12.25%
- الوديعة بمدة 7 سنوات فأعلى بالبنك الأهلي المصري: سعر فائدة 12.25%
يصرف البنك الأهلي المصري سعر الفائدة على الودائع السابقة في نهاية المدة، ويبدأ ربط الوديعة في البنك الأهلي ذات المدة أقل من شهر من أول 5 آلاف جنيه، وبالنسبة للودائع الأخرى من أول 1000 جنيه.
الودائع في بنك مصر- وديعة بنك مصر بمدة 7 أيام وأقل من 15 يوم: بسعر فائدة من 8.37% حتى 8.75% وفقاً لشريحة رصيد العميل.
- وديعة بنك مصر بمدة 15 يوم وأقل من شهر: بسعر فائدة من 8.87% حتى 9.25% بحسب رصيد الوديعة.
- وديعة بنك مصر بمدة من شهر وأقل من شهرين: بسعر فائدة من 9.87% حتى عائد بسعر 10.25% وفقاً لرصيد الوديعة.
- الوديعة بمدة شهرين وأقل من 3 شهور في بنك مصر: بسعر فائدة من 9.87% حتى 10.25%، وفقاً لرصيد الوديعة.
- الوديعة بمدة 3 شهور وأقل من 6 شهور في بنك مصر: بسعر فائدة من 9.62% حتى 10% حسب رصيد الوديعة.
- الوديعة في بنك مصر بمدة 6 شهور وأقل من سنة: بسعر فائدة من 9.37% وحتى 9.75% تبعاً لرصيد ربط الوديعة.
- الوديعة من سنة وأقل من سنتين في بنك مصر: بسعر فائدة من 9.62% حتى 10% حسب رصيد الوديعة.
- الوديعة بأجل من سنتين فأكثر: بسعر فائدة من 11.12% حتى 11.50% حسب شريحة رصيد الوديعة.
يتيح بنك مصر ربط الودائع بمدة من 7 أيام حتى أقل من شهر بحد أدنى 1000 جنيه، أما عن آجال الودائع الباقية من شهر فأكثر بحد أدنى 500 جنيه.
يصرف بنك مصر عائد الودائع بالجنيه وفقاً لأسعار الفائدة والرصيد، وبخصوص الودائع التي يزيد رصيدها عن 10 ملايين جنيه يتولى البنك تحديد سعر العائد عليها مخصوص مع العميل فقط.
الودائع في البنك التجاري الدولي- الوديعة مدة أسبوع
سعر فائدة 6.50% لقطاع برايم، و7% لقطاع بلس، وبسعر فائدة 9% لعملاء قطاع ويلث، وبسعر فائدة 10.50% لعملاء برايفت، وقطاع « Exclusive Wealth» بفائدة 9.50%
- الوديعة مدة شهر في البنك التجاري الدولي
سعر فائدة 7.25% لقطاع برايم، و10.25% لقطاع بلس، وبسعر فائدة 13.25% لعملاء قطاع ويلث، وبسعر فائدة 14.25% لعملاء برايفت، وقطاع «Exclusive Wealth» بفائدة 13.75%
- الوديعة مدة شهرين في البنك التجاري الدولي
سعر فائدة 7.50% لقطاع برايم، و10.5% لقطاع بلس، وبسعر فائدة 13.5% لعملاء قطاع ويلث، وبسعر فائدة 14.50% لعملاء برايفت، وقطاع «Exclusive Wealth» بفائدة 14%
- الوديعة مدة 3 شهور في البنك التجاري
سعر فائدة 7.75% لقطاع برايم، و10.75% لقطاع بلس، وبسعر فائدة 13.75% لعملاء قطاع ويلث، وبسعر فائدة 14.75% لعملاء برايفت، وقطاع « Exclusive Wealth» بفائدة 14.25%
- الوديعة بمدة 6 شهور
سعر فائدة 8% لقطاع برايم، و11% لقطاع بلس، وبسعر فائدة 14% لعملاء قطاع ويلث، وبسعر فائدة 14.50% لعملاء برايفت، وقطاع « Exclusive Wealth» بفائدة 15%، يصرف العائد بنهاية المدة.
- الوديعة أجل سنة في البنك التجاري
سعر فائدة 9% لقطاع برايم، و10% لقطاع بلس، وبسعر فائدة 13% لعملاء قطاع ويلث، وبسعر فائدة 14% لعملاء برايفت، وقطاع « Exclusive Wealth» بفائدة 13.50%، يصرف عائدها شهريا.
- الوديعة بمدة سنة بالبنك التجاري الدولي
سعر فائدة 9.5% لقطاع برايم، و10.5% لقطاع بلس، وبسعر فائدة 13.5% لعملاء قطاع ويلث، وبسعر فائدة 14.5% لعملاء برايفت، وقطاع «Exclusive Wealth» بفائدة 14%، يصرف عائدها شهريا، يصرف العائد عليها عند الاستحقاق.
- الوديعة بمدة سنتين في البنك التجاري
سعر فائدة 12% لقطاع برايم، و12.50% لقطاع بلس، وبسعر فائدة 13% لعملاء قطاع ويلث، وبسعر فائدة 14% لعملاء برايفت، وقطاع « Exclusive Wealth» بفائدة 13.50%، يصرف عائدها شهريا.
اقرأ أيضاًقبل قرار المركزي.. كم تبلغ أسعار الفائدة على قروض المشروعات في بنك مصر؟
قبل اجتماع الخميس.. لماذا تتوقع إتش سي تخفيض الفائدة بالبنك المركزي للمرة الثانية؟
الأنظار تتجه نحو البنك المركزي المصري ترقبًا لإعلان أسعار الفائدة