14 ألف رضيع مهددون بالموت في غزة خلال يومين
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
حذرت منظمات إنسانية من أن سياسة التجويع الممنهجة التي تنتهجها إسرائيل ضد أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة قد تسفر عن وفاة نحو 14 ألف رضيع خلال اليومين المقبلين، ما لم يتم إدخال مساعدات غذائية عاجلة وبشكل كافٍ.
ورغم ما أُعلن عن سماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدخول 5 شاحنات إغاثة محملة بأغذية ومساعدات للأطفال إلى القطاع المحاصر، وصف خبراء هذه الخطوة بأنها مجرد "قطرة في بحر الاحتياج".
وقال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، إن الكمية التي دخلت القطاع لا ترقى إلى مستوى الاستجابة المطلوبة، مضيفا أن غزة تشهد "مستويات مرتفعة جدا من سوء التغذية الحاد"، إذ يهدد الجوع ربع مليون إنسان يعانون من حرمان غذائي شديد.
وفي مقابلة مع محطة "بي بي سي"، أوضح فليتشر أن فرق الإغاثة تقدر احتمال وفاة 14 ألف رضيع خلال 48 ساعة في حال لم تصلهم مساعدات غذائية فورية.
كما بيّن أن الشاحنات التي دخلت عبر معبر كرم أبو سالم أول أمس الاثنين -وهو عدد ضئيل مقارنة بـ600 شاحنة يومية كانت تدخل خلال فترات التهدئة- لم تصل إلى السكان بعد.
وأمس الثلاثاء، سمحت إسرائيل بدخول 100 شاحنة إضافية، لكن فليتشر عبّر عن مخاوف من نهب محتمل لهذه الشاحنات وسط حالة فوضى ويأس متزايدة في القطاع.
إعلانويأتي ذلك في ظل حصار كامل على قطاع غزة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، حيث نفدت مخزونات الغذاء لدى المنظمات الدولية بعد مرور 79 يوما من الحصار.
الموقف الأوروبيمن جهته، قال واسم مشتهى من منظمة أوكسفام إن "إسرائيل حرمت سكان غزة من الغذاء والماء والدواء، وتواصل قصفها العشوائي والوحشي"، مضيفا: "هناك مليونا إنسان على شفا المجاعة يعانون من الجوع والمرض والصدمة والتشريد".
واعتبر مشتهى أن السماح المحدود بدخول المساعدات لا يمثل تقدما حقيقيا، بل هو "تنازل ضيق" يعكس تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل.
وفي تطور سياسي لافت، أصدرت كل من بريطانيا وكندا وفرنسا بيانا مشتركا الاثنين أدانت فيه "المستوى غير المقبول من المعاناة البشرية" في غزة، مهددة بفرض عقوبات محددة على إسرائيل في حال استمر الحصار.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أمام البرلمان تعليق المفاوضات التجارية مع إسرائيل، بينما صرح نظيره الفرنسي جان نويل بارو أن باريس تدعم مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، قائلا: "العنف الأعمى والحصار المفروض على المساعدات حوّل غزة إلى مقبرة. يجب أن يتوقف هذا فورا… إنه انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية".
وتعد هذه المواقف الأوروبية خروجا عن الخطاب الغربي السائد منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي اعتبر حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة "دفاعا عن النفس".
ومع تزايد حجم الكارثة الإنسانية، ارتفعت أصوات منظمات حقوقية ونواب غربيين يطالبون بوقف الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل، التي تُواجه دعوى إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.
بدورها، أكدت مسؤولة السياسات في أوكسفام للأراضي الفلسطينية، بشرى الخالدي، أن المطلوب الآن هو: "فتح كل المعابر فورا لتأمين استجابة إنسانية شاملة وآمنة تحترم القانون الدولي".
إعلانكما شدّدت على أن "قافلة رمزية لا تمثل تقدما"، وأن "وقف القصف وتحقيق العدالة والمساءلة" يمثلان شرطين أساسيين لإنهاء المأساة المتصاعدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
قلق إسرائيلي من شبكات التجسس الإيرانية.. 6 معتقلين خلال يومين
أعلنت شرطة الاحتلال عن اعتقال شاب إسرائيلي يبلغ من العمر 25 عاما لدى وصوله إلى مطار بن غوريون، بشبهة التجسس لصالح إيران على مدار عام ونصف.
وجاء الاعتقال بناء على معلومات جهاز الأمن العام (الشاباك)، وجرى تنفيذه من قبل وحدة مكافحة الاحتيال في المنطقة الجنوبية. وعقدت جلسة استماع صباح اليوم في محكمة الصلح في بئر السبع، حيث تم تمديد توقيف المشتبه به حتى 7 يوليو، لاستكمال التحقيقات، وفقا لصحيفة يديعوت أحرنوت.
ويعد هذا الشاب سادس إسرائيلي يتم توقيفه خلال يومين في إطار قضية متشعبة تتعلق بصلات مزعومة بين إسرائيليين وجهات استخباراتية إيرانية.
وفي ذات السياق، قدمت النيابة العامة لائحة اتهام ضد شابين إسرائيليين هما يوني سيغال (18 عامًا) وناهوراي مزراحي (20 عاما)، بتهم تشمل التواصل مع عميل أجنبي، ونقل معلومات للعدو، وعرقلة سير العدالة.
وبحسب لائحة الاتهام، بدأ التواصل في أيار/ مايو الماضي عبر تطبيق "تلغرام"، حيث قدم الإيرانيون أنفسهم على أنهم نشطاء "يساريون"، وكلفوا المتهمين بمهام بسيطة مثل كتابة عبارة "بيبي ديكتاتور" على ورقة ثم حرقها، مقابل مبالغ بالعملة المشفرة.
لاحقا، تصاعدت طبيعة المهام لتشمل شراء هواتف خاصة لغرض التمويه، وتصوير مواقع حساسة منها مراكز تسوق في حيفا وتل أبيب ونتانيا، بالإضافة إلى مستشفى إيخيلوف، وجمع معلومات عن أنظمة الحماية الأمنية وعدد الحراس ومواقع الكاميرات والمداخل بحسب الصحيفة.
كما وجهت لائحة اتهام جديدة في محكمة بئر السبع المركزية ضد مارك مورغان بينسكي (33 عاما)، تتضمن اتهامات بتنفيذ مهام لصالح جهات إيرانية.
ووفق لائحة الاتهام، تواصل بينسكي مع شخص يُدعى "أليكس" عبر مجموعة على "تلغرام"، وعرض عليه أجرا يوميا يبلغ 2000 شيكل مقابل تنفيذ مهام مختلفة، منها إرسال صورة لبطاقة هويته وفيديوهات تحقق شخصية.
وأكدت النيابة أن المتهم واصل التعاون حتى بعد أن أدرك أن الجهات التي يتعامل معها مرتبطة بإيران، وقال: "لا يهمني، ولا أريد أن أعرف المزيد".
كما ألقت السلطات القبض الاثنين على زوجين من مدينة رعنانا، هما يفدا إسرائيلوف (31 عاما) ودوريا أهيئيل (29 عاما)، ووجهت لهما تهم نقل معلومات سرية للإضرار بأمن الدولة، والتآمر، والتواصل مع عميل أجنبي. وقررت المحكمة تمديد احتجازهما ثمانية أيام لاستكمال التحقيق.
وجاءت هذه الاعتقالات وسط تحذيرات متكررة من أجهزة الأمن الإسرائيلية بشأن نشاط استخباراتي متزايد لإيران داخل الأراضي المحتلة عبر شبكات تجنيد إلكترونية، تستهدف إسرائيليين لأغراض جمع المعلومات أو تنفيذ عمليات.