كشفت غادة فكري، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية، عن مفاتيح فهم الرجل في العلاقات العاطفية والأسرية، مؤكدة أن التقدير والاحترام والثقة العناصر الأساسية التي تحكم احتياجاته النفسية وتؤثر على سلوكه داخل الأسرة.

وقالت فكري، خلال لقائها مع الإعلامية راندا فكري في برنامج «الحياة أنت وهي»، المذاع على قناة الحياة، إن الرجل بطبيعته يحتاج إلى أشياء بسيطة ولكنها عميقة التأثير، مثل الدعم المعنوي من خلال عبارات تؤكد التعاطف والثقة بقدراته، موضحة أن التقدير يظهر في كلمات مثل: «أنا حاسة بيك وربنا هيعينك»، بينما الثقة تتمثل في تشجيعه على حل المشكلات بنفسه، مثل القول: «أنا متأكدة إنك هتحلها»، أما الاحترام فترى أنه حجر الأساس في العلاقة بين الطرفين.

وأضافت أن النساء بطبيعتهن العاطفية، يمِلن إلى تقديم حلول مباشرة عند رؤية الطرف الآخر يعاني، وهو ما يضع الرجل في موقف ارتباك، خصوصًا إن لم يكن يطلب حلاً من الأساس، بل فقط دعمًا نفسيًا أو استماعًا هادئًا، مشددة على أن الرجل غالبًا لا يبحث عن النصيحة بقدر ما يحتاج إلى من يحتويه دون تدخل مباشر.

وتطرقت فكري إلى التغيرات المعاصرة في مفهوم الرجولة، مشيرة إلى أن تغير الأدوار الاجتماعية ساهم في خلق ارتباك نفسي كبير لدى الرجال، وقالت: «الراجل دلوقتي بقى مرتبك بسبب تغير الأدوار، الست بقت شريكة في الشغل وفي البيت، وده خلّى الراجل يحس إن دوره تقلص، فده بيأثر على إحساسه بذاته وثقته بنفسه».

وأوضحت أن هذا الارتباك لا يُعبّر عنه الرجل عادة بشكل مباشر، وإنما يظهر في شكلين أساسيين: «إما انسحاب عاطفي وانغلاق على الذات، أو تحوّل مشاعر الحزن إلى نوبات غضب غير مبررة»، ما يعقّد الموقف داخل العلاقة الزوجية.

https://youtu.be/nLP217OOm3A?si=pqdcoe2CxIIHiIXK

طباعة شارك استشارى علاقات زوجية مشاكل عاطفية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: استشارى علاقات زوجية مشاكل عاطفية

إقرأ أيضاً:

فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة

منذ يومين مرت الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل رجل من أعظم رجال مصر فى القرن العشرين؛ رجل لم يكن مجرد سياسي أو صاحب منصب، بل كان مدرسة كاملة فى الوطنية والعناد الشريف والإصرار على أن تبقى مصر واقفة مهما حاولت قوى الاحتلال أن تكسر إرادتها. 

أتحدث هنا عن فؤاد باشا سراج الدين، الرجل الذى ترك بصمة لا تمحى فى الوجدان المصرى، والذى رحل عن عالمنا فى التاسع من أغسطس عام 2000، لكنه لم يرحل يوما عن ذاكرة الوطن.

فى كل مرة تمر فيها ذكرى رحيله، أشعر أن مصر تعيد اكتشاف جزء من تاريخها؛ تاريخ لا يمكن فهمه دون الوقوف أمام شخصية بهذا الثقل وبهذه القدرة على الصمود. 

ولد فؤاد باشا سراج الدين سنة 1910 فى كفر الجرايدة بمحافظة كفر الشيخ، وبدأ مشواره شابا يحمل حلم الوطن فى قلبه قبل أن يحمله على كتفيه. 

تخرج فى كلية الحقوق، ودخل معترك الحياة العامة صغيرا فى السن، لكنه كبير فى العقل والبصيرة، وفى سن لم تكن تسمح لغيره سوى بأن يتدرب أو يتعلم، أصبح أصغر نائب فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية، ثم أصغر وزير فى حكوماتها المتعاقبة، فى زمن لم يكن الوصول فيه إلى المناصب بالأمر السهل ولا بالمجاملات.

لكن ما يجعل الرجل يستحق التوقف أمامه ليس كثرة المناصب، بل طريقة أدائه فيها، فقد كان نموذجا للمسؤول الذى يعرف معنى الدولة، ويؤمن بأن خدمة الناس شرف لا يباع ولا يشترى. 

ومن يعيش تفاصيل تاريخه يدرك أنه لم يكن مجرد جزء من الحياة السياسية، بل كان جزءا من الوعى العام للمصريين، وصوتا قويا فى مواجهة الاحتلال، وسندا لحركة الفدائيين فى القناة، وواحدا من الذين كتبوا بدموعهم وعرقهم تاريخ كفاح هذا الوطن.

ويكفى أن نذكر موقفه الأسطورى يوم 25 يناير 1952، حينما كان وزيرا للداخلية، ورفض الإنذار البريطانى الداعى لاستسلام رجال الشرطة فى الإسماعيلية. 

وقتها لم يتردد لحظة، واختار الكرامة على السلامة، والوطن على الحسابات السياسية، ذلك اليوم لم يصنع فقط ملحمة بطولية، لكنه صنع وجدانا كاملا لأجيال من المصريين، وأصبح عيدا رسميا للشرطة تخليدا لشجاعة رجال رفضوا أن ينحنوا أمام الاحتلال، وهذه الروح لم تكن لتظهر لولا وزير آمن برجاله وبمصر أكثر مما آمن بنفسه.

كما لا يمكن نسيان دوره الحاسم فى إلغاء معاهدة 1936، ودعمه لحركة الكفاح المسلح ضد الإنجليز، ولا تمويله للفدائيين بالمال والسلاح، كان يعلم أن المستقبل لا يهدى، وإنما ينتزع انتزاعا، وأن السيادة لا تستعاد بالكلام، وإنما بالمواقف.

وفى الداخل، قدم سلسلة من القوانين التى شكلت تحولا اجتماعيا حقيقيا؛ فهو صاحب قانون الكسب غير المشروع، وصاحب قوانين تنظيم هيئات الشرطة، والنقابات العمالية، والضمان الاجتماعى، وعقد العمل الفردى، وقانون إنصاف الموظفين. 

وهى تشريعات سبقت عصرها، وأثبتت أن الرجل يمتلك رؤية اجتماعية واقتصادية عميقة، وميلا دائما للعدل والمساواة، وفهما راقيا لطبيعة المجتمع المصرى.

ولم يكن خائفا من الاقتراب من الملفات الثقيلة؛ ففرض الضرائب التصاعدية على كبار ملاك الأراضى الزراعية حين كان وزيرا للمالية، وأمم البنك الأهلى الإنجليزى ليصبح بنكا مركزيا وطنيا، ونقل أرصدة الذهب إلى مصر للحفاظ على الأمن الاقتصادى للدولة، وكلها خطوات لا يقدم عليها إلا رجل يعرف معنى السيادة الحقيقية ويضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار.

ورغم الصدامات المتتالية التى تعرض لها، والاعتقالات التى مر بها فى عهود متعددة، لم يتراجع ولم يساوم، ظل ثابتا فى المبدأ، مؤمنا بالوفد وبالحياة الحزبية، حتى أعاد إحياء حزب الوفد الجديد عام 1978، ليبقى رئيسا له حتى آخر يوم فى حياته، وقد كان ذلك الإحياء بمثابة إعادة الروح لمدرسة سياسية كاملة ترتبط بتاريخ النضال الوطنى الحديث.

إن استعادة ذكرى فؤاد باشا سراج الدين ليست مجرد استدعاء لصفحات من التاريخ، بل هى تذكير بأن مصر لم تبن بالكلام، وإنما صنعت رجالا مثل هذا الرجل، آمنوا أن الحرية حق، وأن الوطنية فعل، وأن الكرامة لا تقبل المساومة. 

وفى زمن تكثر فيه الضوضاء وتختلط فيه الأصوات، يبقى صوت أمثال فؤاد باشا أكثر وضوحا، وأكثر قوة، لأنه صوت نابع من قلب مصر، من تربتها وأهلها ووجدانها.

رحل جسد الرجل، لكن أثره باق، وتاريخه شامخ، وسيرته تذكرنا دائما بأن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين وأن مصر، رغم كل ما تمر به، قادرة دائما على إنجاب رجال بحجم فؤاد باشا سراج الدين.

مقالات مشابهة

  • شوبير : ارتباك داخل الأهلي بعد إصابة يزن النعيمات
  • مراكش.. جريمة أسرية مروّعة بحي مبروكة تنتهي بوفاة ثلاثة أفراد من عائلة واحدة
  • هل لباس المرأة هو سبب التحرّش.. أم الرجل هو المسئول؟
  • بسبب خلافات أسرية.. الاعتداء على شخص بالشرقية من أسرة زوجته
  • استشاري نفسي: ظاهرة التحرش بالأطفال ليست جديدة
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • حين تتحول الدراما والإعلام إلى قوة تغير المجتمع وتحافظ على هويته
  • استشاري نفسي يوضح كيفية التعامل مع الأطفال المتعرضين للتحرش
  • باسم يوسف: مصر 2025 لم تعد مصر 2014.. كل شيء تغير
  • «القوس والسهم» يعلن تفاصيل دوري الإمارات لاكتشاف المواهب