زامير يستدعي رئيس الشاباك الجديد لاتصاله بنتنياهو دون علمه
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
استدعى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، اليوم الجمعة، رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" ديفيد زيني للاستفسار عن اتصالاته برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دون علمه.
جاء ذلك بعد قرار نتنياهو تعيين زيني اللواء في الجيش، رئيسا للشاباك خلفا للمقال رونين بار، في خطوة وُصفت في إسرائيل بأنها تحد للقضاء وقوبلت باحتجاجات واسعة وانتقادات حادة.
وقالت القناة 12 االإسرائيلية، إن زامير استدعى زيني للاستفسار بعد اتصالاته برئيس الوزراء دون علمه.
وأضافت أن نتنياهو أبلغ زامير بقراره قبل دقائق قليلة من الإعلان الرسمي، فيما رفض مكتب رئيس الوزراء التعليق على مسألة ما إذا كان زيني التقى أو تحدث مع نتنياهو، دون علم رئيس الأركان.
ويلزم إبلاغ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي مسبقا قبل أي لقاء لمسؤول سياسي مع قائد في الجيش.
بدورها، نقلت هيئة البث الرسمية عن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان زامير اجتمع صباح اليوم مع اللواء ديفيد زيني.
وأضاف الجيش أن رئيس الأركان وافق على تقاعد اللواء ديفيد زيني من الخدمة العسكرية خلال الأيام المقبلة، معرباً عن تقديره له على خدمته القتالية الطويلة والمهمة.
وذكر أن رئيس الأركان قال إن أي حوار بين أفراد الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي يتطلب موافقته المسبقة.
إعلانومساء الخميس، أعلن نتنياهو تعيين رئيس جديد لجهاز الشاباك، وذلك رغم معارضة المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، التي وصفت الخطوة بأنها "معيبة".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو قرر تعيين اللواء ديفيد زيني رئيسا لجهاز الشاباك، خلفا لرونين بار، الذي يُنهي مهامه في 15 يونيو/ حزيران المقبل.
وانتقدت المستشارة القضائية بشدة قرار نتنياهو واعتبرته مخالفا للتعليمات القانونية.
وكانت المستشارة ميارا أعلنت أن نتنياهو لا يملك حاليا صلاحية تعيين بديل للرئيس الحالي للشاباك بار، قبل استيفاء الفحص القانوني لقرار إقالته.
وحذرت المستشارة، من أي تعيين قبل استكمال الفحص القانوني المرتبط بإقالة بار، والتي أقرت المحكمة العليا بأنها تمت بطريقة غير قانونية وتحت شبهات تضارب مصالح.
وأجج قرار نتنياهو خلافات حادة وقوبل بانتقادات واحتجاجات واسعة، حيث نزل متظاهرون إلى الشوارع واشتبكوا مع قوات الشرطة بمجرد إعلان القرار.
وعلق زعيم حزب "الدولة" المعارض بيني غانتس على القرار، بأن نتنياهو يواصل "تقويض" سيادة القانون ويدفع نحو صدام دستوري على حساب أمن إسرائيل.
والأربعاء، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية، بأن قرار حكومة نتنياهو إقالة بار، يخالف القانون.
وبرر نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، القرار بـ"انعدام الثقة" به، وذلك ضمن تداعيات أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
بينما ألمح بار، إلى وجود دوافع سياسية وراء القرار، وأن السبب هو رفضه تلبية مطالب نتنياهو بـ"الولاء الشخصي".
وفي 20 مارس/ آذار الماضي، قررت الحكومة إقالة بار، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ في 10 أبريل/ نيسان 2025.
لكن المحكمة أصدرت أمرا مؤقتا يمنع إقالته أو إعلان إيجاد بديل له، لحين نظرها في التماسات قدمتها المعارضة ضد الإقالة.
غير أنه في 28 أبريل الماضي، أعلن بار أنه سيغادر منصبه في 15 يونيو المقبل.
إعلانيأتي ذلك بينما تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 ارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، تشمل القتل، والتجويع، والتدمير، والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وخلف العدوان، بدعم أميركي، أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی رئیس الوزراء رئیس الأرکان
إقرأ أيضاً:
ديفيد زيني خريج مدارس دينية اختاره نتنياهو رئيسا للشاباك
ديفيد زيني لواء في الجيش الإسرائيلي، وُلد عام 1974 في مدينة القدس، وبدأ مسيرته العسكرية عام 1992 ضمن وحدة "سييرت متكال". في يوليو/تموز 2015 كُلّف بتأسيس لواء "عوز" للكوماندوز وأصبح أول قائد له حتى 2017، وفي يونيو/حزيران 2023 ترقى لرتبة لواء.
وفي مايو/أيار 2025 أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تعيين ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، خلفا لرونين بار، لكن القرار قوبل بانتقادات من المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، ومن قيادات في الجيش الإسرائيلي.
المولد والنشأةوُلد ديفيد يوسف زيني في أوائل عام 1974 بمدينة القدس المحتلة، وترعرع في مدينة أسدود لأسرة يهودية متدينة ذات أصول فرنسية. تعود جذور العائلة إلى الجالية اليهودية في الجزائر، فقد كان جده أحد أبرز حاخاماتها، في حين شغل والده منصب حاخام حي في مدينة أسدود.
ينتمي زيني إلى عائلة ذات حضور في الساحتين الدينية والعسكرية، فعمه الحاخام إلياهو رحميم زيني، من الشخصيات الدينية البارزة في مدينة حيفا. أما شقيقه بتسلئيل فهو ناشط معروف في قضايا الهوية اليهودية، في حين يحمل شقيقه الآخر إسحاق زيني رتبة عقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي، وقد حاز على وسام شرف تقديرا لمشاركته في عملية "السور الواقي" في الضفة الغربية عام 2002.
وزيني متزوج وأب لـ11 طفلا، ويقيم مع أسرته في مستوطنة "كيشت" في الجولان السوري المحتل.
الدراسة والتكوين العلميتلقى زيني تعليمه في مؤسسات دينية يهودية، إذ بدأ الدراسة في مدرسة "تلمود توراة مواشا" بالقدس المحتلة، ثم انتقل إلى المدرسة الدينية الثانوية في الجولان المحتل، ثم المعهد التحضيري "كشت يهودا"، فمدرسة "شافي" الدينية في الخليل.
إعلانحصل على البكالوريوس في التربية، ثم نال الماجستير في الأمن القومي والإدارة العامة من كلية الأمن القومي التابعة للجيش الإسرائيلي. كما تخرج من برنامج "تشرشل" للأمن القومي في معهد أرغمان بالقدس المحتلة.
التجربة العسكريةبدأ زيني مسيرته العسكرية عام 1992 في وحدة "سييرت متكال"، إحدى أبرز وحدات النخبة الإسرائيلية، والمعروفة بعملياتها الاستخباراتية والخاصة، ومنها انتقل إلى الكتيبة 12 ضمن لواء غولاني وتولى منصب قائد فصيل في الفترة بين 2006 و2008.
تدرج في المناصب العسكرية وقاد الكتيبة 51، ثم ترأس وحدة "إيغوز" المتخصصة، والتابعة للواء الكوماندوز، في الفترة ما بين 2008 و2010.
وأثناء سنوات خدمته، تنقل زيني بين عدد من المواقع الحساسة، أبرزها قيادة لواء "ألكسندروني" التابع لفرقة الجليل بين عامي 2011 و2014، وتولى بالتوازي قيادة مركز التدريب على إطلاق النار في قاعدة تساليم، إضافة إلى توليه منصب ضابط العمليات في قيادة المنطقة الوسطى. كما شغل لاحقا منصب قائد فرقة "عيدان".
برز اسمه في يوليو/تموز 2014 أثناء عملية "الجرف الصامد" في قطاع غزة، حين استُدعي لقيادة لواء غولاني ميدانيا بعد إصابة قائده آنذاك، رسان عليان، في معارك الشجاعية شرقي مدينة غزة.
في يوليو/تموز 2015، تولى مهمة تأسيس لواء "عوز" للكوماندوز، وأصبح أول قائد له في ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، حتى أغسطس/آب 2017، وهو لواء جمع تحت مظلته وحدات النخبة مثل "إيغوز" و"مغلان" و"دوفدفان" و"ريمون"، وكان هدفه تعزيز القدرة الهجومية للجيش في عمليات خاصة ومعقدة.
قاد مجددا لواء عيدان في الفترة بين 2018 و2020، ثم شغل منصب قائد مركز التدريب العام في الجيش بين عامي 2020 و2022.
في مايو/أيار 2023، أعد زيني تقييما شاملا للجهوزية على حدود غزة، حذر فيه من سيناريو معقد يتضمن تسللا منسقا من محاور عدة، في ظل مفاجأة استخباراتية محتملة. وبعد شهور فقط، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، تحققت مخاوفه.
إعلانأثار ديفيد زيني موجة من الجدل والاحتجاجات في صفوف الأوساط الأرثوذكسية المتشددة، بسبب قيادته مشروع تأسيس كتيبة "الحشمونائيم" الهادفة إلى تجنيد الحريديم في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وفي يوليو/تموز 2024، تعرّض زيني، رفقة رئيس قسم التخطيط ومدير شؤون الأفراد في الجيش، العميد شاي طيب، لهجوم حشد من اليهود الحريديم في مدينة بني براك قرب تل أبيب، وحينها حاصر المتظاهرون سيارتهما ورشقوها بأغراض وزجاجات ماء، مرددين هتافات غاضبة، إلى أن تدخلت الشرطة لاحتواء الموقف.
رئيسا للشاباكفي 22 مايو/أيار 2025، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تعيين ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، خلفا لرونين بار، الذي كان نتنياهو قد أقاله في مارس/آذار 2025 إثر خلافات بينهما بشأن نتائج تحقيقات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل أن يتراجع لاحقا في قرار الإقالة.
وقوبل إعلان تعيينه بانتقادات من المستشارة القضائية الإسرائيلية غالي بهاراف ميارا، التي أوصت بعدم المضي في أي خطوة تتعلق بتعيين رئيس جديد للجهاز الأمني، إلى حين صدور حكم من المحكمة العليا بشأن شرعية إقالة بار.
وقالت ميارا إن نتنياهو خالف التعليمات القانونية بتعيينه رئيسا جديدا للشاباك، مشيرة إلى أن هناك خشية من وجود تضارب مصالح في هذا التعيين، وفق تعبيرها.
بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن قيادة الجيش تفاجأت بقرار نتنياهو تعيين رئيس جديد للشاباك، واستقبلت الإعلان باستهجان، مشيرة إلى أن رئيس الأركان إيال زامير أُبلغ قبل 3 دقائق فقط من إعلان مكتب نتنياهو تعيين زيني رئيسا للشاباك، ولم يكن مطلعا على القرار ولم يشارك فيه، ولم يتشاور معه نتنياهو.