عربي21:
2025-12-12@23:22:50 GMT

قتل اثنين أخطر من قتل ٥٠ ألفا!

تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT

ما هذا العالم المنافق الذى نعيش فيه؟!

وما هذه الغابة التى صار الأقوى يأكل فيها الضعيف بكل قسوة؟!

إذا كان قتل اثنين من موظفى السفارة الأمريكية فى واشنطن يوم الأربعاء الماضى عملا إرهابيا ومعاديا للسامية ولليهود، ولا بد من اتخاذ إجراءات متعددة لمنع تكراره، فما هو المفترض أن يحدث حينما تقوم دولة ــ تسمى نفسها ديمقراطية وأخلاقية ــ بقتل أكثر من ٥٠ ألف فلسطينى، وإصابة أكثر من ١٠٠ ألف شخص آخرين وتشريد نحو ٢ مليون شخص، وتحويل المكان الذى يعيشون فيه إلى مكان غير قابل للحياة؟!

مواطن أمريكى لم يستطع أن يتحمل رؤية المزيد من جرائم الإبادة الجماعية فى غزة، فقتل اثنين من موظفى السفارة الإسرائيلية ثم سلّم نفسه بكل هدوء، وقامت الدنيا ولم تقعد، وتحرك غالبية المسئولين الأمريكيين ، وتحدث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن بشاعة الحادث، وأدانت دول كثيرة  الحادث.



ليس خطأً أن تدين أى دولة فى العالم عمليات الاغتيال، والتى يفترض أن ندين كل هذا النوع من الأعمال لكن بشرط بسيط أن يكون موقفها أخلاقيا فى الحالات المماثلة، فإذا كانت هذه الدول قد أدانت قتل الموظفين الإسرائيليين، فما الذى يمكن أن تفعله إزاء جرائم الإبادة الإسرائيلية فى قطاع غزة؟!

هذا الحادث وحوادث أخرى مماثلة يؤكد لنا معنى شديد الخطورة وهو أن إسرائيل ومعها الإدارة الأمريكية ترى أن قتل اثنين من الإسرائيليين أهم وأخطر من قتل وإصابة ١٥٠ ألف فلسطينى وتشريد معظم سكانه، وهدم القطاع على رءوس ساكنيه.

وربما هذا المعنى هو الذى يفسر لنا سر عدم اكتراث إسرائيل بكل هذا العدد من الضحايا. فلو كانت إسرائيل تنظر لهم باعتبارهم بشرا متساوين ولهم حقوق إنسانية، لما ارتكبت كل هذه الجرائم.
ومن يتابع الجدل الدائر حاليا فى إسرائيل بشأن المجازر والمذابح المروعة فى غزة سوف يفهم هذا المعنى أكثر.

يائير غولان رئيس حزب الديمقراطيين ـ وهو الحزب المؤلف من تحالف بين حزب العمل القديم وحزب ميرتس اليسارى - أطلق تصريحا مهما خلاصته أن إسرائيل تقتل الأطفال فى غزة كهواية، وأن أى دولة عاقلة لا تتسلى بقتل الأطفال الرضع، وبالتالى فإن إسرائيل فى طريقها لتصبح دولة منبوذة على غرار ما حدث لجنوب إفريقيا العنصرية سابقا، وأن القتل وتهجير السكان يجب أن يتوقف».
تصريحات غولان أثارت الفزع فى المشهد السياسى الإسرائيلى، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصفها بأنها «منحطة ودليل على انحلال أخلاقى، وأن غولان الذى شبّه إسرائيل من قبل بالنازيين بلغ الآن دركا جديدا.

وحينما وقعت عملية مقتل الإسرائيليين الاثنين فى واشنطن فإن نتنياهو ووزير خارجيته جدعون ساعر اعتبر تصريحات غولان وأمثاله وقودا فى زيادة مشاعر العداء للسامية.

فى نفس التوقيت فإن رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إيهود أولمرت، قال إن ما تقوم به إسرائيل فى قطاع غزة يقترب من كونه إبادة جماعية.

 هذا ملخص لحالة الجدل فى إسرائيل هذه الأيام.

أقلية ضئيلة جدا ترى الصورة الصحيحة، وهى أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية، وأغلبية ساحقة تدعم نتنياهو وحكومة التطرف ترى عكس ذلك، وكان أبرز دليل عليها هو قول وزير المال سموتريتش مؤخرا، كما سوينا رفح بالأرض سنسوى كل غزة بالأرض، نحن لا ندمر البيوت لأننا نستمتع بذلك، بل لأن كل بيت هو نفق وسموتريتش نفسه قال أيضا لا تقلقوا، نحن نعمل بأقصى قوتنا فى غزة وفى الطريق لتدمير حماس فإننا ندمر ما بقى من القطاع».

وقبله وبعده فإن العديد من المسئولين الإسرائيليين يقولون: «يجب قتل كل طفل فلسطينى أو حتى رضيع لأن الجميع سواء».

حكومة نتنياهو اضطرت تحت ضغوط أوروبية وتلميحات أمريكية خجولة أن تهدئ من الاندفاع قليلا، ليس اعترافا بخطورة ما تفعله، بل وحسبما جاء فى افتتاحية صحيفة «هاآرتس» يوم الخميس الماضى، كحملة علاقات عامة، بل إن نتنياهو شرح لأنصاره الصورة بقوله: «نشأت مشكلة لأننا نقترب من الخط الأحمر» أى مشاهد المجاعة. وعلى حد تعبير «هاآرتس» فإن الخط الأحمر قد تم تجاوزه منذ زمن طويل، والدليل أن نتنياهو نفسه وفى نفس التوقيت وعد أنصاره بإكمال السيطرة على غزة، والمشكلة فى نظر نتنياهو وسموتريتش وبن غفير وأمثالهم ليست فى القتل والتدمير بل فى ضرورة شن حملة علاقات عامة حتى تهدئ عاصفة الانتقادات ضد إسرائيل وبعدها تعود آلة القتل للعمل فى النور بأقصى طاقتها.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة غزة معاداة السامية ابادة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قتل اثنین فى غزة

إقرأ أيضاً:

خامس دولة تُقاطع.. آيسلندا تنسحب من يوروفيجن احتجاجًا على مشاركة إسرائيل

أضفت حملة المقاطعات شيئًا من التوتر قبيل المسابقة، التي يفترض أن تكون حدثًا ثقافيًا مبهجًا، مما شكل ضربة للجماهير والهيئات الإعلامية والمالية الخاصة بالمسابقة.

أصبحت آيسلندا خامس دولة تقاطع مسابقة أغاني يوروفيجن للعام المقبل، احتجاجا على مشاركة إسرائيل فيها، مما يزيد من حدة الأزمة التي تواجه المسابقة، خاصة بعد اتباع إسبانيا وسلوفينيا وهولندا وإيرلندا ذات الخطوة.

وكان الاتحاد الأوروبي للبث (EBU)، وهو الهيئة المنظمة للمسابقة، قد رفض طرد إسرائيل من الفعالية على خلفية أدائها في الحرب على غزة الذي أثار حفيظة الدول المشاركة.

وقال مجلس هيئة البث الوطنية الآيسلندية RÚV في بيان: "بالنظر إلى النقاش العام في هذا البلد.. من الواضح أن لا فرحًا ولا سلامًا سيسود بشأن مشاركة RÚV في يوروفيجن. لذا توصلت RÚV إلى قرار إبلاغ EBU اليوم بعدم المشاركة في يوروفيجن العام المقبل."

وأضافت الهيئة أنها أعربت عن مخاوفها عدة مرات للاتحاد الأوروبي للبث، لكنها شعرت بعدم تلقي أي استجابة. وكان الاتحاد قد صوت الأسبوع الماضي على اعتماد قواعد تصويت أشد صرامة استجابةً للادعاءات بأن إسرائيل تلاعبت بالتصويت لصالح مشاركيها، لكنهم لم يتخذوا أي إجراء لاستبعاد أي هيئة بث من المسابقة.

في المقابل، اعتبرت إيرلندا أنها لا تستطيع تصوّر المشاركة" نظرًا للخسائر الفادحة في الأرواح في غزة والأزمة الإنسانية هناك"، بينما قالت إسبانيا إن المشاركة ستؤدي إلى "انعدام الثقة" في المنظمة نظرًا لشدة المشاعر بشأن غزة.

وأيد وزير الثقافة الإسباني، إرنست أورتاسون، المقاطعة، قائلاً: "لا يمكن تبييض صورة إسرائيل بالنظر إلى الإبادة الجماعية في غزة. يجب أن تكون الثقافة إلى جانب السلام والعدالة."

Related أربع دول تنسحب من مسابقة "يوروفيجن" 2026 بعد السماح لإسرائيل بالمشاركةالتوجّه الأوروبي لكندا: هل يكون الانضمام إلى "يوروفيجن" الخطوة التالية؟الضغوط تتصاعد على "يوروفيجن"... النمسا ترفض استضافة المسابقة إذا تم استبعاد إسرائيل

وقد أضفت حملة المقاطعات شيئًا من التوتر قبيل المسابقة، التي يفترض أن تكون حدثًا ثقافيًا مبهجًا، مما شكل ضربة للجماهير والهيئات الإعلامية والمالية الخاصة بالمسابقة.

وقبل اجتماع المجلس، ألمحت نائب رئيسة RÚV، ديلجا أموندادوتير زويغا، إلى ما سيحدث قائلة: "اليوم هو اليوم الدولي لحقوق الإنسان، وأعتقد أن النتيجة ستكون بروح هذا اليوم."

دول تؤكد المشاركة

وفي وقت سابق من الأربعاء، أكدت بولندا أنها ستشارك في المسابقة. وقالت هيئة البث الوطنية التابعة لها: "نحن ندرك حجم التوتر المحيط بالإصدار القادم. نفهم المشاعر والمخاوف. ومع ذلك، نعتقد أن يوروفيجن لا يزال لديه فرصة ليصبح مرة أخرى مساحة مليئة بالموسيقى، وفقط بالموسيقى. نحن، مثل الغالبية العظمى من أعضاء EBU، نقدم هذه الفرصة."

كما أكدت ألمانيا والنمسا مشاركتهما، معتبرتين أن يوروفيجن صُممت لتكون مسابقة أغاني غير سياسية توحّد أوروبا.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • عمرو أديب: إسرائيل دولة مزيفة وبقاءها مشكوك فيه
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارا يطالب إسرائيل بضمان وصول المساعدات إلى غزة
  • رسالة غير مسبوقة من نتنياهو إلى إسرائيل
  • خامس دولة تُقاطع.. آيسلندا تنسحب من يوروفيجن احتجاجًا على مشاركة إسرائيل
  • إعلام إسرائيلي نقلا عن مسؤول: لقاء نتنياهو وترامب المرتقب سيحدد موقف إسرائيل من التصعيد في لبنان
  • «السيسى» وبناء الدولة
  • خبير استراتيجي: “نتنياهو” يحاول إبقاء إسرائيل في حالة حرب
  • باحث سياسي: نتنياهو يدرك ضعف موقفه الانتخابي ويسعى لإبقاء إسرائيل في حالة حرب
  • ضياء رشوان: نتنياهو يرفض الدولة الفلسطينية دون أسباب
  • هل يلتقي نتنياهو والسيسي في قصر ترامب؟ مطالب مصر وتحذير في إسرائيل