سودانايل:
2025-05-24@18:27:10 GMT

قتلونا بغاز السارين…ما عسانا فاعلين.!

تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT

من بعد هذه الخطيئة التي كشفها الأمريكان، هل يوجد من لا يزال يرى في كتائب الإرهاب جيشاً (وطنياً)؟، من لم يحدد موقفه من هذه العصابة المجرمة، فهو وهي سيّان، وما يقع عليها من عقاب بالضرورة أن يكون له منه نصيب، خاصة المحرضين والمجاهرين بدعم استمرار هؤلاء الدواعش لارتكاب الخطيئة، وهذا البيان الواضح للعقوبات الأمريكية والكاشف عن نوعية السلاح المحرم دولياً، الذي قذف (جيشنا الوطني) براميله الحاملة للموت الزؤام على رؤوس سكان دارفور، يفرض على الفاعلين العسكريين والأمنيين المنحازين لمشروع التأسيس، أن يستعينوا بالمنظمات الأممية والإقليمية لكبح جماح الآثار المدمرة للسموم التي اطلقتها طائرات الإرهابيين، فهذه الحرب تقودها عقيدة نازية حاقدة تفوقت على "هتلر" مؤسس النازية، فلا يستقيم منطقاً أن تستمر مؤسسات "تأسيس" العسكرية والأمنية في بسط خدها الأيسر على الدوام لعدوها ليضربها عليه، فالعدو لا يؤمن بالتعايش مع المكونات الغربية والجنوبية، ولا يتحرك له ضمير إنساني في الفصل بين صراعه السياسي والاجتماعي مع الجغرافيا الحاضنة، وليس ببعيد عن الذاكرة الرسائل العنصرية والجهوية الصارخة، المرسلة من مساعد قائد جيش الحركة الإسلامية في نسختها الأخيرة، التي يقودها المليشي علي كرتي، إنّ منهج إبادة سكان دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق قديم متجدد، ولو لم تصحى هذه المجتمعات من غفلتها سيتمكن العنصريون منها.


على الجهات الجغرافية المستهدفة بالإبادة الجماعية، أن تخرج عن دور الطهر والنبل، وتعدل عن سلوكها الساذج على جميع الأصعدة – الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لأن العدو متربص بها الدوائر وقد أعلن مشروعه النازي بجرأة يحسد عليها، على هذه الجغرافيا وسكانها التعامل بالمثل، وعدم التهاون، فكما أسس هؤلاء النازيون لقانون "الوجوه الغريبة"، على مجتمعات هذه الجغرافيا أن تفعّل ذات القانون، اجتماعياً، أما سياسياً فقد حان الوقت لخروج جميع الفاعلين من أبناء الجغرافيا المستهدف سكانها بالإبادة، من التكتلات السياسية المتواطئة مع نهج الإبادة، وتأسيس تحالفات جهوية وجغرافية تعمل على التصدي للمشروع العنصري النازي البغيض، الذي لا يتورع روّاده من الجهر به عبر منصات الإعلام، فلا يوجد الوقت الكافي لتحقيق المشاريع الوطنية الكاذبة، التي يتواطأ منظروها مع العقل الدموي الذي يقوده النازيون الجدد، ومن أهم الخطوات العاجلة المطلوب اتخاذها من "تأسيس"، باعتبارها الملجأ الوحيد على الأقل حتى الآن لضحايا الإبادة الجماعية، المطلوب من أروقتها الأمنية أن تؤسس لجهاز مخابرات أذكى من ذلك الخاص بالنازيين، لكي يعمل على حسم عملاء النازيين من أبناء الحواضن، ولجم منظماتهم السياسية وحركاتهم المسلحة المساندة للمشروع النازي، وأن يرصد هذا الجهاز التأسيسي دبيب أقدامهم على الصخور الصماء ليتعامل معهم، ومعلوم للاستخباريين مصطلح (تعامل معه).
بعد التأكيد الرسمي من الجهات الأمريكية على حدوث الخطيئة، يجب أن يكون طريق المجتمعات المستهدفة بالإبادة طريقاً ذا اتجاه واحد لا عودة فيه، وهو العمل الجاد كالجسد الواحد كما تفعل المجتمعات الداعمة للمشروع النازي الجديد، التي لم تتنازل عن مشروعها رغم مخالفته للأديان السماوية والقوانين الإنسانية، وأن يكون ديدن التأسيسيين التعامل مع النازيين بذات الطريقة التي اعتدوا بها على الحواضن، وأن تكون قاعدة "العين بالعين والسن بالسن" هي الموجّه للعمل في الميادين الثلاثة – الاجتماعية والسياسية والعسكرية، وعلى المؤسسات الأمنية أن تشرع في تطوير قادة شباب من أمثال "الأسطورة"، الذي اختصر الطريق وثأر لإخوته الذين حصدهم غاز السارين داخل أنفاق القصر الجمهوري، إنّ وجود أمثال هذا البطل الحاسم ضرورة تقتضيها المرحلة، لأن الحرب انحرفت عن مسارها السياسي، وأصبحت عرقية لا تتسامح مع الموجهات الإنسانية، وكفانا دليلاً ما كشف عنه الأمريكان، وما حدث من مجازر بشعة بمدينة "الحمادي" طابعها انتقائي – انتقامي – عرقي، علينا بالمثل السوداني (من أتاك متحزماً أقبل عليه عريانا)، لقد فات أوان تقديم اللحم الطازج للذئاب وجاء زمان حصد الذئاب وقتال العدو في معقله، وبلا هوادة، فلكي تحيا على سطح هذا الكوكب لابد أن تجتث رأس من لا تطيب له الحياة إلّا بضرب عنقك، ولتكشف هذه المجتمعات الطيبة عن وجهها الآخر، فلقد بلغ السيل الزبى.


إسماعيل عبد الله


ismeel1@hotmail.com

 

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك: حريصون على دعم رسالة الجامعات في المجتمعات العربية

أبوظبي (وام)
حضر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، حفل العشاء السنوي الذي نظمته الجامعة الأميركية في بيروت بفندق الإنتركونتيننتال في العاصمة أبوظبي، احتفاء بخريجيها المقيمين في دولة الإمارات، وتأكيداً على عمق الروابط الأكاديمية والثقافية بين البلدين الشقيقين. كما حضر الحفل معالي الدكتور بول مرقص، وزير الإعلام اللبناني، والدكتور ريمون صوايا، نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، عميد كلية الطب، وفؤاد دندن، سفير الجمهورية اللبنانية لدى دولة الإمارات، إلى جانب المهندس خليل جودي، رئيس نادي خريجي الجامعة الأميركية في بيروت - فرع أبوظبي، ونخبة من خريجي الجامعة وشركائها.
وفي مستهل الحفل، ألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كلمة قال فيها: «أحييكم، وأرحب بكم جميعاً، في هذا الاحتفال المتجدد، هنا في الإمارات، بالجامعة الأميركية في بيروت، هذه الجامعة العالمية العريقة، التي تقف اليوم، وبعد مرور ما يقرب من (160) عاماً على تأسيسها - جامعة قوية وناجحة، تعكس بإنجازاتها المتواصلة، ما نعرفه عن شعب لبنان الشقيق، من قدرة وكفاءة، وحرص على الإسهام النشط في إنجازات التطور العالمي». ونوه معاليه بأن هذه المناسبة تمثل فرصة للتعبير عن عمق المشاعر الأخوية التي تربط دولة الإمارات بالجمهورية اللبنانية، مؤكداً أن هذه العلاقات تقوم على الاحترام المتبادل والمودة والأخوة الصادقة.
وأشار معاليه إلى أن الجامعة الأميركية في بيروت تمثل نموذجاً ريادياً في التعليم والبحث العلمي والرعاية الصحية، ولها دور فاعل في التفاعل مع المجتمعات محلياً وعالمياً.
ولفت إلى ما يتمتع به خريجو الجامعة من كفاءة عالية في الإمارات.. وقال: «نلاحظ هنا في الإمارات، قدرة وكفاءة خريجي هذه الجامعة العريقة، وما يقومون به من دور نقدره تماماً في مسيرة دولتنا الناهضة، التي تسعى بكل حرص والتزام، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى تحقيق الفائدة القصوى من الطاقات البشرية، ودعم الابتكار وتشجيع أنشطة البحث والتطوير في كافة مناحي الحياة».

أخبار ذات صلة حجاج الدولة يثمِّنون جهود القيادة الرشيدة لتيسير الفريضة «الشارقة للاتصال الحكومي» تخصص فئتين للتنافس في التواصل الذكي

وأكد معاليه أن الإمارات تحرص على دعم رسالة الجامعات في المجتمعات العربية، عبر تعزيز قيم التنمية الشاملة، والتعايش، والسلام، والتفاهم، وهي القيم التي تتجسد كذلك في «عام المجتمع» الذي تحتفي به الدولة هذا العام.
وأوضح أن الجامعة الأميركية في بيروت تواصل أداء رسالتها النبيلة، بما تقدمه من تعليم متميز، وتخريج كفاءات ذات سمعة طيبة، وبما تمثله من مركز للابتكار والمعرفة والخدمة المجتمعية.
وأكد معاليه أن حضور الحفل يعكس الالتفاف حول هذه القيم، ودعم مسيرة الجامعة، وتطلع الخريجين والمحبين لمزيد من إنجازاتها.
وختم معاليه كلمته بالقول: «إنني أنتهز مناسبة هذا الاحتفال، لأعبر عن تمنياتي بأن تستمر الجامعة الأميركية في بيروت في أداء رسالتها المهمة، كي تظل دائماً جامعة عالمية تحقق أعلى مخرجات التعليم، وتنفتح على العالم بأفضل ما فيه من مبادئ وممارسات. وأرحب مرة أخرى بضيوفنا من لبنان الشقيق، وأقول: حفظ الله لبنان، وحفظ الله الإمارات، وحفظ الله الأمة العربية كلها».
مشروع قانون جديد
ألقى معالي الدكتور بول مرقص، وزير الإعلام اللبناني، كلمة أكد خلالها عمق العلاقة الثقافية بين الشعبين، والدور التنويري الذي تؤديه الجامعة الأميركية في بيروت في المنطقة.
وقال معاليه: «إن دولة الإمارات كانت وستظل شريكاً فاعلاً وصادقاً في دعم لبنان، كما أن الجالية اللبنانية المقيمة في الدولة أسهمت ولا تزال في إثراء مختلف القطاعات بكفاءتها ومهنيتها».
وأوضح أن وزارة الإعلام تعمل حالياً على مشروع قانون جديد للإعلام يشكل نقلة نوعية نحو تنظيم القطاع وتعزيز حرية التعبير في إطار من المسؤولية والمهنية، إلى جانب تطوير تلفزيون لبنان وتفعيل الإعلام العام، ومكافحة الأخبار الزائفة والمضللة، بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين.
وختم معاليه كلمته بالقول: «إن مسؤوليتنا جميعاً أن نواصل الاستثمار في الإنسان، وأن نعزز الشراكات التي تبني مجتمعات أكثر عدالة واستقراراً وازدهاراً، ونمد جسور التعاون الإعلامي والثقافي مع أشقائنا العرب، وفي مقدمتهم دولة الإمارات».
عكس الحفل روح التقدير المتبادل بين الشعبين الإماراتي واللبناني، وأبرز الأثر الكبير الذي تتركه المؤسسات الأكاديمية العريقة، مثل الجامعة الأميركية في بيروت في تعزيز الحوار الثقافي، والارتقاء بالمجتمعات، من خلال التعليم والمعرفة.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: مصر الجغرافيا السياسية الثابتة ولا يستقيم توازن الإقليم دونها
  • مسئولو الإسكان يتابعون المشروعات الجاري تنفيذها بالقرى السياحية بالساحل الشمالي
  • سطيف.. تسمم شخصين بغاز أحادي أكسيد الكربون
  • مدرسة فى طوخ تتألق في مسابقة الجغرافيا لطلاب الثانوية العامة
  • ليلة الامتحان.. مصر تستطيع يقدم مسابقة في الجغرافيا لطلاب الثانوية العامة
  • أم البواقي.. وفاة شخص بالغاز المنبعث من موقد طهي بحي صوناطيبا
  • لإضفاء طابع ديني وعقائدي على الجغرافيا اليمنية.. جماعة الحوثي تجعل ''مران'' مديرية مستقلة في صعدة وتفصلها عن ''حيدان''
  • يومه العالمي.. "الشاي" رمز الكرم والضيافة في المجتمعات العربية
  • نهيان بن مبارك: حريصون على دعم رسالة الجامعات في المجتمعات العربية