56.5 مليار درهم إيرادات قطاع الإعلام في الإمارات 2025
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
تُقدَّر القيمة الإجمالية المتوقعة لإيرادات قطاع الإعلام في دولة الإمارات بنحو 56.5 مليار درهم خلال 2025، موزعة على 3 قطاعات رئيسية، يتصدرها “الرقمي” بإيرادات بنحو 42.5 مليار درهم، يليه المطبوع بنحو 13.1 مليار درهم، فيما تصل إيرادات قطاع السينما والإعلام المرئي بنحو 870 مليون درهم، وفق أحدث التقديرات الصادرة عن جهات بحثية متخصصة.
وتنطلق الدورة الـ 23 لفعاليات “منتدى الإعلام العربي” الاثنين 26 – 28 مايو/ أيار الجاري، تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، وبتوجيهات سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام.
وتُعد القمة التي تنعقد في مركز دبي التجاري العالمي، الحدث الإعلامي الأبرز في المنطقة، حيث تستقطب أكثر من 6000 إعلامي وخبير من 26 دولة، ما يعزز مكانتها كأكبر تجمع من نوعه للقطاع على مستوى العالم العربي.
وأكد مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي أن سوق الإعلام في دولة الإمارات يشهد تحولات استراتيجية متسارعة تدفعه إلى آفاق أوسع من النمو والتطور، في ظل توجهات رقمية واضحة وتكامل بين القطاعات التقليدية والحديثة.
ويُعد الإعلام الرقمي المحرك الأهم لنمو قطاع الإعلام في دولة الإمارات، حيث سجّل إيرادات بلغت 30.4 مليار درهم 2023، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلى نحو 67.8 مليار درهم 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 12.1%، وفقًا لتقرير Grand View Research ويُعزى هذا النمو إلى عوامل عدة، أبرزها: التوسع الكبير في استخدام المنصات الرقمية، وزيادة الاعتماد على المحتوى التفاعلي، وارتفاع نسب المشاهدة على خدمات الفيديو حسب الطلب (VOD)، فضلاً عن ارتفاع معدلات استهلاك المحتوى من قبل شريحة الشباب، ونمو خدمات الإنترنت عالي السرعة في مختلف أنحاء الدولة.
وقال “إنترريجونال”: تؤدي الحكومة الإماراتية دورًا محوريًا في دعم نمو القطاع الإعلامي عبر حزمة من السياسات والتشريعات المرنة، فقد تبنّت الدولة منظومة قانونية حديثة تتعلق بتنظيم المحتوى، وحماية البيانات، وحقوق النشر، وتنظيم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الإعلامي، كما تواصل الدولة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، من خلال تطوير استوديوهات الإنتاج، وتعزيز قدرات البث، وتوفير بيئات إبداعية مرنة ضمن المناطق الحرة الإعلامية مثل twofour54 في أبوظبي ومدينة دبي للإعلام.
ويُظهر الأداء اللافت للإعلام المرئي والإنتاج السينمائي جانبًا آخر من هذا النمو؛ إذ حقق القطاع إيرادات فاقت 800 مليون درهم في عام 2024، في مؤشر على تزايد الطلب المحلي والإقليمي على المحتوى المصنوع في الإمارات، فضلاً عن التسهيلات الممنوحة لصنّاع الأفلام والمستثمرين في هذا المجال.
وعلى صعيد التشريعات التنظيمية، شهد 2024 أيضًا إصدار أكثر من 9000 ترخيص إعلامي جديد، من بينها 600 ترخيص لمؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعكس توسع قاعدة العاملين في القطاع الرقمي وتزايد حيويته.
وأشار “إنترريجونال” إلى أنه ورغم الزخم الكبير في الفضاء الرقمي، لا تزال الصحف المطبوعة تحتفظ بوزنها ودورها، مستفيدة من ثقة الجمهور ومصداقيتها، وخصوصًا في المجالات السياسية والاقتصادية والتحليلية.
وتصدر هذه الصحف بلغات متعددة، أبرزها العربية والإنجليزية، ما يعكس التعدد الثقافي في الدولة ويعزز الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع.
كما أن الصحف الورقية باتت تجمع بين الطابع التقليدي من جهة، والتكامل الرقمي من جهة أخرى، عبر امتلاكها نسخًا إلكترونية ومنصات رقمية نشطة.
ويُتوقع، بحسب تقرير صادر عن مجموعة IMARC، أن يحقق الإعلان الرقمي في الدولة نموًا سنويًا مركبًا يبلغ 12% خلال الفترة بين 2025 و2033، ما يدعم بدوره استدامة تمويل المؤسسات الإعلامية ويدفع نحو مزيد من الابتكار في تقديم المحتوى.
وتابع “إنترريجونال”: إن دولة الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي بارز في صناعة الإعلام، من خلال تعزيز بيئتها التشريعية، وتطوير الكفاءات المحلية، وتوفير بنية تحتية ذكية، مع التركيز على الابتكار وتعدد اللغات وتكامل الوسائط ويبدو واضحًا أن العقد القادم سيشهد تحوّلًا نوعيًّا في طبيعة الإعلام الإماراتي، يجمع بين المهنية العالية، والتقنية الحديثة، والتأثير الإقليمي الواسع.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
علي القرني: التكنولوجيا أحدثت تحولاً جذرياً في صناعة الإعلام
قال الإعلامي علي عايض القرني، إن التكنولوجيا أحدثت تحولاً جذرياً في صناعة الإعلام، إذ لم تعد الوسائل التقليدية مثل التلفزيون والإذاعة والصحف الورقية المصدر الوحيد للأخبار والمعلومات، بل أصبحت التكنولوجيا الرقمية هي المحرك الأساسي لنقل المحتوى الإعلامي.
وأشار القرني إلى أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد وفرت منصات جديدة تمكّن الإعلاميين والجمهور من النشر والتفاعل بشكل فوري، ما جعل أي شخص قادراً على أن يصبح مصدرًا للأخبار عبر هاتفه المحمول، كما ساعدت التطبيقات الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات التحرير والنشر وتحليل توجهات الجمهور، ما سمح بتقديم محتوى مخصص يلبي اهتمامات المتلقين.
وأوضح القرني أن هذا التطور خلق بيئة إعلامية أكثر انفتاحًا، لكنه في الوقت ذاته أفرز تحديات كبيرة مثل انتشار الأخبار الزائفة وصعوبة التحقق من المصادر، ما يستدعي من المؤسسات الإعلامية تعزيز أدوات المصداقية والتدقيق المهني.
وأضاف أن التكنولوجيا غيرت أيضًا سلوك المتلقين، حيث أصبح الجمهور يتابع الأخبار بشكل لحظي عبر الهواتف الذكية ويشارك فيها ويعلّق عليها، ما دفع وسائل الإعلام إلى التكيف بسرعة واعتماد نماذج جديدة من المحتوى المرئي والقصير الذي يناسب سرعة التصفح وتفضيلات الجمهور.
وفي الختام، أكد القرني أن التكنولوجيا لم تغيّر فقط أدوات الإعلام، بل أعادت تشكيل مضمونه وسرّعت من وتيرته، ووسعت نطاقه، ما يجعل من الإعلام اليوم مساحة مفتوحة للتواصل والتأثير، ويستلزم من الإعلاميين مواكبة التطورات بروح مهنية ووعي رقمي عالٍ.
التكنولوجياصناعة الإعلامعلي القرنيقد يعجبك أيضاًNo stories found.