الذكاء الاصطناعي يكشف التوحد في ثوانٍ
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
في ثوانٍ قليلة، ومن خلال حركة بسيطة بأصابع اليد استطاع الذكاء الاصطناعي أن يرصد إشارات عصبية تشير لاحتمال الإصابة بالتوحّد.
هذا ما كشفته دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة يورك الكندية بالتعاون مع مؤسسات بحثية أخرى، حيث توصّلوا إلى طريقة جديدة قد تُحدث تحولًا جذريًا في كيفية تشخيص اضطراب طيف التوحّد.
تشخيص التوحّد
وبحسب موقع "bgr"اعتمدت الدراسة على اختبار بسيط: طلب من 59 شابًا وفتاة في العشرينات من عمرهم التقاط أجسام مستطيلة باستخدام إصبعين فقط ، الإبهام والسبابة.
بالرغم من بساطة هذه الحركة الظاهرة، إلا أنها تخفي خلفها عالمًا غنيًا من البيانات الحركية الدقيقة، فقد راقب الباحثون سرعة حركة الأصابع، وزاوية القبضة، ومسار اليد، إضافةً إلى التوقيت الذي تصل فيه الأصابع إلى أقصى درجة من الضغط.
كل هذه المعلومات تم جمعها بواسطة مستشعرين صغيرين فقط، ثم خضعت لتحليل معمّق باستخدام خمسة نماذج من خوارزميات التعلم الآلي، مما أتاح للذكاء الاصطناعي قراءة أنماط دقيقة قد ترتبط باضطراب طيف التوحّد.
أذهلت النتائج فريق الباحثين، إذ أظهر الذكاء الاصطناعي قدرة ملحوظة على التمييز بين الأفراد المصابين بالتوحّد وغير المصابين، بدقة وصلت إلى 89%. وقد حققت جميع نماذج التعلم الآلي المستخدمة في الدراسة أداءً ثابتًا تجاوزت فيه الدقة نسبة 84%، ما يجعل من هذه الطريقة واحدة من أكثر الأساليب فعالية في مجال التشخيص المبكر للتوحّد.
أسرار الدماغ
تُعتبر حركات "الوصول والقبض" من أبسط السلوكيات التي نؤديها يوميًا، لكنها تعتمد في الواقع على تنسيق دقيق ومعقّد بين الدماغ والجهاز الحركي. وتشير دراسات سابقة إلى أن الأشخاص المصابين بالتوحّد يُظهرون اختلافات طفيفة في هذا التناسق، قد لا تُلاحظ بالعين المجردة.
وهنا تبرز أهمية هذه الحركات؛ فهي تشكّل ما يشبه "بصمة عصبية" فريدة، يستطيع الذكاء الاصطناعي التقاطها وتحليلها بدقة، ما يفتح بابًا جديدًا لفهم التوحّد وتشخيصه من خلال أبسط تفاصيل الحركة.
تشخيص مبكر دون تعقيد
لا تحتاج الوسيلة المقترحة إلى تصوير دماغي معقّد أو جلسات تقييم طويلة ومرهقة؛ إذ يكفي استخدام مستشعرين صغيرين مع خوارزمية ذكية لتحليل البيانات، ما يجعلها حلاً واعدًا يمكن تطبيقه بسهولة في المدارس، وعيادات الأطفال، وحتى في البيئات التي تفتقر إلى التجهيزات الطبية المتقدمة.
ومع ذلك، شدّد الفريق البحثي على أهمية إجراء دراسات إضافية على فئة الأطفال، كونها الفئة الأكثر أهمية لتحقيق الفائدة القصوى من التشخيص المبكر.
هل نقترب من خريطة رقمية للتوحّد؟
يأمل الباحثون أن تسهم هذه التقنية في إحداث نقلة نوعية في فهم اضطراب طيف التوحّد، من خلال قدرتها المستقبلية على التعرّف على أنواعه الفرعية، وتطبيقها في بيئات تعليمية وطبية واقعية، بل وربما دمجها لاحقًا مع أدوات تحليل إضافية كالصوت وتعابير الوجه، مما يعزز من دقة التشخيص وسرعته.
وفي عالم تتسارع فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، تلوح في الأفق إمكانية أن تكون أبسط الحركات اليومية، كطريقة الإمساك بالأشياء، هي المفتاح لفهم أعقد الاضطرابات العصبية. ما كان يستغرق شهورًا من الفحوصات الدقيقة والتقييمات السريرية، قد يتحوّل قريبًا إلى تشخيص سريع، يُحسم في ثوانٍ... بين إصبعين فقط.
إسلام العبادي(أبوظبي)
المصدر: الاتحاد - أبوظبيالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأعصاب اضطراب طيف التوحد التوحد الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی التوح د
إقرأ أيضاً:
السواحة: رؤية ولي العهد قادت المملكة إلى الريادة في عصر الذكاء الاصطناعي
قال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات م. عبدالله بن عامر السواحة إن رؤية ولي العهد -حفظه الله- قادت المملكة إلى الريادة في عصر الذكاء الاصطناعي، من خلال عدد من المبادرات والجهود، ومنها إطلاقه شركة "هيوماين" كرائد عالمي في الذكاء الاصطناعي، وتوفير قدرات الذكاء الاصطناعي من المعالجات حتى المواهب.
وأضاف في كلمة المملكة خلال مشاركتها في الفعاليات المصاحبة لاحتفالية مرور 160 عامًا على تأسيس الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) التي أقيمت في جنيف: "جاءت جهود المملكة استجابة للتحديات العالمية، إذ يواجه العالم اليوم فجوة وجودية ناجمة عن التفاوت في الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.دعم المملكة للجهود الدوليةوحذر السواحة من أن استمرار هذه الفجوات قد يهدد مكتسبات التقدم البشري، موكدًا أن المملكة ملتزمة بدعم الجهود الدولية الهادفة إلى ردم الفجوات التقنية في عصر الذكاء الاصطناعي، وشدد على ضرورة العمل الدولي الحاسم لبناء منظومة رقمية أكثر شمولية واستدامة.
أخبار متعلقة طقس منطقة الرياض.. أتربة مثارة على السليل ووادي الدواسرالذكور 62.1% والإناث 37.9%.. عدد سكان المملكة يتجاوز 35 مليونًاوأكد أن التحولات التقنية التي شهدها العالم مرت عبر 3 مراحل رئيسية، بدأت بالعصر التماثلي الذي استغرق أكثر من قرن لربط 800 مليون شخص، ثم العصر الرقمي الذي نجح في ربط 5.5 مليار شخص خلال 50 عامًا، مع بقاء 2.6 مليار دون اتصال، وصولًا إلى عصر الذكاء الاصطناعي، إذ تتركز الفجوات الحالية في البنية التحتية الحاسوبية والبيانات والخوارزميات.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } السواحة يلقي كلمة المملكة خلال مشاركتها في الفعاليات المصاحبة للاحتفالية - واستمكين المرأة رقميًاوأشار وزير الاتصالات إلى مجموعة من المؤشرات الدولية التي تعكس عمق التفاوت، أبرزها تمركز قدرات الحوسبة، وافتقار العديد من الدول للبنية التحتية اللازمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومحدودية مشاركة دول الجنوب العالمي في صياغة أطر الحوكمة والتنظيم.
واستعرض جهود المملكة في معالجة هذه الفجوات، والتي شملت تمكين المرأة رقميًا بنسبة تفوق 35%، وتصدر المؤشرات الرقمية العالمية لعامين متتاليين، إلى جانب تصنيف الباحثين السعوديين في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ضمن أعلى 1% عالميًا من حيث عدد الاستشهادات العلمية.
إضافة إلى إصدار تشريعات متقدمة لحماية البيانات، وتطوير نماذج لغوية تعزز الشمول التقني لمختلف المجتمعات.تفعيل الشراكة متعددة الأطرافواختتم السواحة كلمته بالتأكيد على أن السنوات الـ 10 المقبلة ستكون حاسمة لسد الفجوات في العصر الذكي، داعيًا إلى تفعيل الشراكة متعددة الأطراف تحت مظلة الاتحاد الدولي للاتصالات لبناء منظومة ذكاء اصطناعي عادلة وآمنة وشاملة، تُسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز رفاه الإنسان.