باتت المهام التي كانت تستغرق ساعات، تُنجز اليوم في ثوانٍ بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي. من كتابة النصوص وتحليل البيانات إلى إعداد العروض التقديمية، لم تعد هذه المهارات حكرا على الإنسان. هذا التطور السريع يثير قلقا متزايدا بين الموظفين حول مستقبلهم المهني.

فشركات كبرى مثل أمازون أعلنت أن احتياجها للموظفين سيتراجع بفضل البرمجيات الذكية، بينما تخطط منصة "Duolingo" لاستبدال مطوري المحتوى التعليمي لديها بالذكاء الاصطناعي.

وفي ظل هذا الواقع، يتساءل كثيرون: هل سأكون التالي في قائمة الاستغناءات؟

لكن المخاوف لا تتعلق فقط بفقدان الوظيفة، بل تمتد إلى سؤال أعمق: ما قيمتي إذا كان الذكاء الاصطناعي يستطيع القيام بكل شيء بشكل أفضل وأسرع؟

تقول مدربة التطوير المهني، كارينا هيلمك، إن مثل هذه الأسئلة تمسّ جوهر الصورة الذاتية للفرد. فحين يشعر الإنسان أن إنجازاته لم تعد مرئية أو ذات قيمة، تهتز ثقته بنفسه، خاصة في عالم لطالما ربط النجاح بالكفاءة والإنتاجية.

ومع ذلك، تؤكد هيلمك أن هناك خطوات عملية لمواجهة هذا القلق:

1. غيّر نظرتك للذكاء الاصطناعي

بدل أن تراه خصما، اعتبره أداة مساعدة. تقول هيلمك: "حين نستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل واع لتوفير الوقت أو تنظيم المهام، ندرك أننا نتحكم فيه، لا العكس." هذا التفكير يقلل الشعور بالعجز ويعزز الإحساس بالسيطرة.

2. ركز على ما يجعلك إنسانا

اسأل نفسك: ما المهارات أو القيم التي أمتلكها ولا يمكن لأي أداة تكرارها؟ كالاستماع، أو التعاطف، أو القدرة على الفهم العاطفي. هذا التأمل يعزز ثقتك بذاتك ويذكّرك بأن هناك جانبًا إنسانيًا لا يمكن استبداله.

3. لا تنخدع بالمثالية الصناعية

المحتوى المثالي الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي قد يبهرك، لكنه ليس بالضرورة الأفضل. تقول هيلمك إن الابتعاد الواعي عن المحتوى المكرر، وأخذ فترات راحة من وسائل التواصل، يساعد في استعادة التوازن والتركيز على ما هو حقيقي وملموس.

الابتعاد الواعي عن المحتوى المكرر، وأخذ فترات راحة من وسائل التواصل، يساعد في استعادة التوازن والتركيز (بيكسلز) 4. حوّل الخوف إلى فعل

لا تهرب من قلقك، بل واجهه. شارك مخاوفك مع زملائك، تعرّف على أدوات جديدة، أو طوّر مهاراتك بالتعلم المستمر. المبادرة هي الخطوة الأولى للتكيف مع المتغيرات.

إعلان 5. ثبت قيمك الداخلية

الصورة الذاتية القوية لا تقوم فقط على الأداء، بل على القيم الشخصية. ما الذي يهمك فعلًا؟ وما الذي تحرص على تقديمه يوميا؟ من يعرف قيمه ويتمسك بها، يكون أكثر صمودا أمام التغيرات.

6. سجّل إنجازاتك البشرية

تدوين اللحظات التي أحدثت فيها فرقا، من خلال الكلمة الطيبة أو دعم زميل أو موقف إنساني، يذكرك بقيمتك كإنسان في عالم رقمي لا يزال بحاجة للمشاعر والضمير

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأميركية تحذر من انتحال هوية دبلوماسيين عبر الذكاء الاصطناعي

صراحة نيوز-حذّرت وزارة الخارجية الأميركية دبلوماسييها من محاولات انتحال شخصية وزير الخارجية ماركو روبيو وربما مسؤولين آخرين، باستخدام تقنيات ذكاء اصطناعي متطورة، وفقًا لما كشفه مسؤولان بارزان وبرقية رسمية صدرت في 3 تموز/يوليو.

وأشارت البرقية إلى أن شخصًا مجهولًا تواصل منتصف حزيران/يونيو مع ثلاثة وزراء خارجية، وحاكم ولاية، وعضو في الكونغرس، عبر تطبيق “سيغنال”، وترك رسائل صوتية مزيفة لاثنين منهم، بهدف التلاعب والوصول إلى معلومات أو حسابات حساسة.

وأكدت الخارجية الأميركية أنها تحقق في الحادثة، مشددة على التزامها بحماية بياناتها وتعزيز أمنها السيبراني لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. ودعت جميع السفارات والقنصليات لتحذير شركائها من الحسابات المزيفة.

ورغم عدم توجيه اتهام رسمي لأي جهة، ألمحت البرقية إلى حادثة مشابهة في أبريل/نيسان، حين نفذ قراصنة مرتبطون بروسيا حملة تجسس إلكتروني استهدفت مراكز أبحاث ومسؤولين سابقين في وزارة الخارجية.

مقالات مشابهة

  • هواوي تطلق بيورا 80 من دبي: هواتف بكاميرات احترافية وتقنيات تصوير مدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • الأمم المتحدة تبدأ تحركا جادا لمواجهة تزييف المحتوى بالذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في قرارات العناية الحرجة
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • مخيم تدرا.. بوابة النشء إلى عالم الذكاء الاصطناعي
  • جمعية الصحفيين الإماراتية تعقد شراكة استراتيجية مع شبكة “ميديا فيرس” للذكاء الاصطناعي لتعزيز الابتكار الإعلامي والتدريب المهني
  • الذكاء الاصطناعي غروك يثير الجدل بتصريحات معادية لليهود
  • الخارجية الأميركية تحذر من انتحال هوية دبلوماسيين عبر الذكاء الاصطناعي
  • شخص ينتحل شخصية وزير الخارجية الأمريكي عبر الذكاء الاصطناعي ويتواصل مع مسؤولين كبار