————————————————-

# بقلم: عفراء الحريري #

جعلتني تظاهرة اليوم، أستشهد بقوله عز جل ”الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ” الشعوب المغلوبة على أمرها، تحتاج الطعام قبل الأمن و لاتستمر الحياة بدونهما، إلاّ انه في مدينة المئة قوة أمنية المدججة بالسلاح، تجد الإرهاب لقمع البسطاء، وأكل أموالهم بدون رحمة هو السائد و للحرية بائد.


ذهلت اليوم بعدد الأطقم والأفراد من( نساء ورجال) في مواجهة عشرات من النساء اللواتي تم منعهن وحصارهن في بقعة من الطريق مقابل ساحة العروض، منعت جميعهن من إلتقاط الصور والسير في جماعة نحو اليمين وهو الطريق المؤدي إلى إدارة الأمن ونحو اليسار الطريق الذي يؤدي إلى معسكر بدر، وقبعن في جزء صغير من الطريق، عندئذًا وبوضوح أدركت أن المفهوم العام للأمن الذي هو محاربة الجريمة بكل أصنافها وبسط سيادة القانون وفرض هيبة الدولة، ليس هو الأمن الظاهر أمامي، وإن القوات والتشكيلات الأمنية والعسكرية منها والمدنية والتي هي ليست في الحقيقة إلا آخر الحلقات المكونة لمفهوم الأمن المصاحب لمقولة الاستقرار وانعدام الفوضى، لم تكن هي المعنية بهذا المفهوم اليوم، و أستوعبت إلى أي مدى بأن كلُّ هؤلاء لا صلة لهم بعلاقة الأمن الغذائي والأمن المالي والأمن الاقتصادي والأمن المائي والأمن الطاقي والأمن الرقمي …إلخ والتي تمثل كلها مظهرا من المظاهر المشروطة للأمن في اي دولة من الدول، بمعنى أخر أن تكون مؤسسات الدولة قادرة على توفير الاكتفاء بها من الغذاء والدواء والمرافق الحيوية للمجتمع وتكون قادرة على توزيعها والتحكم في طرق إدارتها، وعند حدوث خلل في هذه القدرة ينعدم شرط الأمن، تماما كعجز الدولة مثلا عن توفير حياة كريمة للمواطن/ة فيلجئ للجريمة، مما يتسبب في الإضرار بأمن المجتمع واستقراره ويفتح الباب أمام كل الظواهر المرضية الناتجة عن هذا الثقب في التوازن…وهذا الذي لانتمناه ولانرجوه.
مماحدث وجدت بأنه قد رُبط و أرتبط لفظ الأمن اصطلاحا ودلالة لدى السلطة السياسية والتنفيذية والقضائية( وهي السلطة التي أرآف بحالها وهي التي لاتجرؤ على موجهة تلك القوات المدعية بأنها تحمي النظام العام وتغار على سيادة القانون) والمحلية بمفهوم الشرطة شكليًا فقط، وأصبح بشكل كبير ملازمًا لقوات أخرى تمتلك السلاح، وصارت تحتكر مصطلح ” قوات الأمن” بمختلف التشكيلات التابعة لها والمنضوية تحتها، وصارت تدعي بأنها عون الأمن العام، وهي أعلى مستوى منه، بل وجردته- أي الأمن العام- من مهامه وواجباته وصلاحياته وصارت هي الممثل الأساسي للمفهوم وهي المزعوم بأنها الساهرة على تطبيقه وهي التي يخشاها حتى القضاء، وهي ليس الشرطة أو الأمن العام التي نعرفها وتعلمنا بأنها الممثلة القانونية لحماية النظام والقانون، إنها قوة أخرى تستطيع حتى حبس الهواء عنا، دون مساءلة من أي سلطة أخرى.
إنّ محاولة حصر الأمن في هذه القوات الحاملة للسلاح والسلطة التنفيذية المحلية فقط، يعدّ أخطر المغالطات التي يمارسها النظام القائم والمسيطر على الأرض، لأن بذلك تصبح قوات تنفيذ القانون ليست إلا الطرف الأخير في المعادلة الأمنية، بل وإنّ كل مجالات تحرك السلطة التنفيذية التي تتحدد بمستوى تفعيل بقية مستويات الأمن الاجتماعي والمالي والاقتصادي والسياسي، ستفقد التوازن بشكل كامل على التمسك بزمام الأمور، فمثلا: في انعدام الرواتب وإنهاك الطبقة الفقيرة والمتوسطة وانتشار الفساد ونهب المال العام، وإنّ معدلات الجريمة والانحراف والتطرف وكل أشكال الاعتداءات على الأفراد والممتلكات ستنفجر ولن يكون في إمكان السلطة التنفيذية مهما بلغت من السطوة أن تواجهها.
من الواضح إذًا إن مفهوم الأمن من منظور السلطة هو بناء معكوس في تصوره لأنه بناء يبدأ من قاعدة الهرم حيثما الناس مسلوبة الحقوق ومحرومة منها، بدل أن يبدأ من قمته، حيثما يعشش الفساد ويقيم.
وعليهم أن يدركوا في السلطة بمختلف مسمياتها بإن توفّر الأمن في المجتمع والدولة لا يتحقق إلا بتحقق مستويات الأمن الأخرى مثل الأمن الغذائي والتعليمي والوظيفي والصحي والاقتصادي والتي خرجت النساء تطالب به كحقوق وليس هبات وتبرعات، والتي بدون الحصول عليها وتوفيرها يفقد الحديث عن الأمن كل دلالته ويبقى أداة قمع وتنكيل وبدون أي مسمى أخر له.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

إسرائيل اليوم: دول الخليج المعتدلة منزعجة من الدور القطري.. ستعيد حماس

كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "دول الخليج المعتدلة والسعودية والإمارات والبحرين غير راضية عن التعويضات الكبيرة التي يقدمها ترامب لقطر التي لا تزال تدعم جماعة الإخوان المسلمين".

وأضافت الصحيفة، أن "الاتفاقيات الأمنية الأمريكية مع قطر تقلق دول الخليج المعتدلة، إذ يُتوقع منهم أن يكونوا شركاء في عمليات إعادة إعمار غزة، بموقفٍ قريب من موقف إسرائيل".

وأوضحت الصحيفة العبرية، أنه "من جملة أمور أخرى، تدعم تلك الدول بشكل قاطع نزع سلاح حماس بالكامل، وعدم دخول السلطة الفلسطينية إلا بعد إصلاحاتٍ شاملة وعمليات لاستئصال التطرف".

وفي الواقع، هم شركاء في هذه العملية، من خلال برامجَ تعليمية، بما في ذلك دروسٌ دينية، وكذلك تغييرٌ في موقف وسائل الإعلام تجاه إسرائيل واليهود. لكنهم يطالبون أيضًا إسرائيل بالتحرك نحو حلٍّ سياسيٍّ قائمٍ على دولتين، بحسب الصحيفة.


ونقلت عن مصدر دبلوماسي سعودي قوله إن "مسألة التطبيع مطروحة، لكن لا يُتوقع حدوثها خلال بضعة أشهر"، مضيفا أنه "لا يزال الطريق طويلاً قبل تنفيذ الاتفاق بالكامل، بما في ذلك البنود التي تلتزم بها إسرائيل مع السلطة الفلسطينية، والدخول في مفاوضات جادة حول حل الدولتين. سنعمل على ضمان وفاء السلطة بالتزاماتها، لكن على إسرائيل، في أي ائتلاف، الالتزام بما وافق عليه نتنياهو".

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع من الائتلاف الحالي أن يُسهم في التوصل إلى تسوية طويلة الأمد مع الفلسطينيين، قال: "لقد سمعنا جميعًا الوزراء المتطرفين في هذه الحكومة، وسيُترك الأمر لنتنياهو الآن أو للحكومة القادمة المنتخبة ليقرر ما إذا كان سيدعم إجراءات متطرفة كالسيادة، أو يريد حقًا التوصل إلى حل حقيقي يُفضي في النهاية إلى التهدئة".

كما وجه المسؤول السعودي انتقادات لاذعة لقطر، قائلاً إنه من الخطأ الاعتماد على قطر، التي تدعم حركة الإخوان المسلمين.

وأوضح، أن "التدخل القطري المفرط في المراحل التالية من الخطة وفي إعادة إعمار قطاع غزة سوف يتسبب في انهيار خطة ترامب، لأن مصلحة قطر الأخرى هي إحباط خطوات مثل إزالة التطرف ومحاولة ضمان بقاء حماس في طريق عودتها في المستقبل غير البعيد".

مقالات مشابهة

  • على متن درّاجة نارية... يروّج المخدّرات في مناطق من قضاء كسروان والأمن يوقفه (صورة)
  • إسرائيل اليوم: دول الخليج المعتدلة منزعجة من الدور القطري.. ستعيد حماس
  • محافظ القليوبية يقود حملة إزالة إشغالات مفاجئة بمدخل بنها من ناحية الطريق الإقليمي
  • العثور على جثة أسفل عقار في الشروق.. والأمن ينتقل
  • رئيس مدغشقر: محاولة جارية للاستيلاء على السلطة بالقوة وبشكل غير دستوري
  • ما قصة الكلمات المهينة التي وجهها كوشنر إلى عباس؟ (فيديو)
  • السعودية.. ضبط وافد سوري ونازح ومواطن بجرائم والأمن يوضح
  • ضبط 3 أشخاص بعد قيامهم بعمل حركات استعراضية بسيارات في الطريق العام ببسيون
  • البصرة.. فض تظاهرة شعبية احتجاجا على استمرار أزمة المياه
  • القومي للمرأة ينظم ورشة العنف الإلكتروني والأمن السيبراني