** أدركت أمريكا أخيرا أن هنالك ٤ ثوابت يمنية لا تستطيع أن تكسرها: الارادة والأرض والجبال والبحر فلملمت طائراتها ورحلت. وتركت اسرائيل وحيدة تعاند في ضرب هذه الثوابت، ولكن لا تجني إلا الخزي والعار والهزيمة. وتظلُ المسيرات اليمنية المباركة تدك ساحات مطار بن غوريون ستجعل منه بقعة جرداء تعافها الطائرات والمسافرين، وتجعل ملايين الاسرائليين في تل أبيب وما حولها يهرعون صباح مساء صوب الملاجئ كالجرذان المسمومة.

تقول إحدى حكايات التراث أن أميرا عربيا مستبدا خرج إلى حدائق في أطراف بغداد وكان في صحبته شاعر وفقيه لا يخشى في الحق لومة لائم وعندما جلسا للسمر والمنادمة ضربت نحلة نشطة وجه الأمير المستبد وأبت أن تفارقه برغم أنه ظل يضربها بكلتا يديه فما أن تغادر حتى تعود فقال غاضبا وقد التفت صوب الفقيه متسائلا: لم خلق الله النحل؟
فرد الفقية: في ابتسامة مطمئنة ليزل بها أنف الجبابرة.

ولكأني بنتنياهو في اجتماع مجلس الحرب يقول غاضبا لوزراء القتلة من اليمين الصهيوني لم خلق الله الصاروخ ذو الفقار اليمني؟

ياتي الجواب سريعا من المناضل والمجاهد اليمني والناطق الرسمي باسم الجيش والشعب يحيى سريع: خلق الله صاروخ ذو الفقار اليمني نحلة يذلُ بها أنف الجبابرة والقتلة والسفاحين.
** طفلة سودانية مليحة خرجت لتوها من قيد الأسرِ في الصالحة يبدو على وجهها الرهق والخوف والأسف على ساحاتٍ كانت حتى بالأمس القريب مسرحاً لتلاقي الصديقات، يمرحن في طلاقة صوب المدارس. ورغم الجوع والمهانة والثياب الرثة إلا أن كل هذه المصاعب لم تستطع أن تضيع تلك الملامح الطيبة والجمال الطبيعي الحلال.

ولكأني بها ترسلُ برقية لومٍ وعتاب للعواصم الأفريقية والعربية وتذكرهم بدمعها المسكوب، كيف تناسيتم السودان الجريح والمقتول والمغتصب والجائع؟ كيف تجاهلتم الخرطوم سيدة اللاءات الثلاثة والعون غير المحدود للثورة الجزائرية والشعب الليبي وباتريس لومبا؟ وجواز سفر مانديلا حين عزت عليه البطاقات والهويات؟ كيف تجاهلتم خرطوم حرب القنال؟ والوقوف بشرف لصالح النضال الفلسطيني والقضايا المركزية لقوى الخير والسلام في كل قارات العالم؟ كيف تناسيتم مسيراتها الحارة وتظاهراتها الصاخبة ضد الظلم والقهر والاستعمار؟
كان لسان حال الطفلة المخبوء بالمعرفة القادم يجلد أروقة الجامعة العربية، وقد حورت قليلا أغنية سيف الدسوقي بصوت الجابري الفياض من الحنين والشجن في رسائل الشوق السوداني الجهير:
مافي حتى (مسيرة) واحدة
بيها نتصبر شويه
والوعد بيناتنا انك كل يوم
(تحزن) عليا
هل يجوز (والجفوة) حارة
(بالرصاص) تبخل عليا
أما النص الحقيقي فيبقى أبدا حارا في قلوب ومناديل ودموع العشاق والمحاربين.
** مما يشدني للأدب الشعبي في مقاماته المختلفة المديح والغناء بمناحاته ونسيبه ومراثيه وحقيبته والدوبيت أن صدقه يتدفق من واقعيته وملامسته للواقع والناس والأشياء. ومما استدل به في هذا المقام أن الشاعر القومي الكبير ود شوراني كان يزور أسرةً يحبها وتحبه في إحدى البنادر، وكان الرجل يرمي بصره على واحدة من حسان الأسرة ولم يكتب له الزمان القاسي (القسمة) زارهم مرة والمكان معتكر بانقلاب عسكري وحظر التجوال شائع في التلفاز والاذاعة وفي الصحف وما يتداوله الناس. أكرموا الرجل وبدأ الأنس وهو يقرأ شعره بزهوٍ وسط الأسرة الكريمة وقد كان يفتعل (تكسير الدقايق) حتى جاوزت الساعة ميقات حظر التجوال فحمل عكازه الشهير وأحكم ثوبه وعمامته وهم بالمغادرة مودعاً فقالت له الملهمة في لطف: أن هذا زمان حظر التجوال والخروج في هذا الوقت يا شيخ العرب يعرضك للمساءلة وربما الاعتقال، وآزرها في ذلك الاهل. ظل ساهرا معهم حتى مطلع الفجر وسط تحالف الشاي النعناع والدوبيت المفصح وقد وثقها عليه الرحمة بهذا المربع:

غفر الساعة واحد حام وانا لقيت هَوّي
فوق الرمشو إجرح ونور بسيمتو يكوّي
الخلاني ما بنلام قدر ما اسوّي
خمد خيت الضلام واصبح خديدو يضوي

ترى هل مات في سودان الحزن العميم والخرطوم الأطلال بقية للشعر والفرح والغناء؟ الأجابة صعبة بعد رحيل كل المبدعين في الحضر والبوادي وفي مقدمتهم ود سند وود شوراني.

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

المرصد اليمني لحقوق الإنسان ومجلس الشباب المصري يبحثان تفعيل بروتوكول التعاون المشترك

عقد المرصد اليمني لحقوق الإنسان ومجلس الشباب المصري اجتماعًا مشتركًا في القاهرة، مثّله كلا من الدكتور محمد ممدوح رئيس المجلس الشباب المصري والدكتور منير السقّاف المدير التنفيذي للمرصد، وذلك في إطار تعزيز الشراكة وتفعيل بروتوكول التعاون القائم بين الجانبين.

تم خلال اللقاء مناقشة آليات تنفيذ البرامج المشتركة والتنسيق المؤسسي، وتعزيز التعاون في مجالات التدريب وبناء القدرات بما يسهم في تطوير العمل الحقوقي والشبابي في المنطقة.

وبحث الجانبان الترتيبات اللوجستية الخاصة بتنظيم الدورة التدريبية حول حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة، والتي تستهدف 25 متدربًا ، ومن المقرر أن يتلقى المشاركون تأهيلًا متخصصًا على مدى يومين في مجالي القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان تحت إشراف خبراء في هذا المجال.


ويأتي هذا التعاون في إطار سعي الطرفين إلى تعزيز الوعي بالقواعد الإنسانية الدولية، وترسيخ مبادئ حماية المدنيين، ودعم جهود بناء السلام والاستجابة للنزاعات المسلحة.

وأكد الدكتور محمد ممدوح والدكتور منير السقاف على أهمية استمرار التنسيق المشترك لضمان نجاح البرامج التدريبية والمبادرات الحقوقية القادمة، بما يخدم أهداف المؤسستين ويحقق أثرًا إيجابيًا ملموسا.

مقالات مشابهة

  • تعلن محكمة همدان الابتدائية بأن على/ عماد حسين دحيم الحضور إلى المحكمة
  • آل الخياط والبلوشي يزفون حسين
  • التايمز: المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني مستعد للتطبيع مع إسرائيل
  • سنابل الصمود .. كيف حول الشعب اليمني ’’الزراعة’’ إلى سلاح لمواجهة العدوان والحصار
  • المشيخي: الشعب اليمني قادر على حل مشكلاته دون تدخلات خارجية
  • مقتل 32 من الجيش اليمني على أيدي مجاميع تابعة لـالانتقالي في حضرموت
  • هل وصل المجلس الرئاسي اليمني إلى مرحلة التفكك؟
  • العداء السعوديّ المُستمرّ للشعب اليمني
  • علي ناصر محمد تحدث عن تشكيل المجلس اليمني المشترك بين الشمال والجنوب
  • المرصد اليمني لحقوق الإنسان ومجلس الشباب المصري يبحثان تفعيل بروتوكول التعاون المشترك