الأمن السوري يضبط خلية لتنظيم الدولة بريف دمشق
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
أعلنت مديرية الأمن الداخلي السوري أن قوى الأمن نفذت اليوم الاثنين عملية أمنية وصفتها بأنها "نوعية ودقيقة ومحكمة" ضد خلايا لتنظيم الدولة الإسلامية في ريف دمشق جنوبي البلاد.
وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق العميد حسام الطحان -في بيان- إنه تم إلقاء القبض على عدد من أفراد خلايا تابعة للتنظيم في مناطق الكسوة ودير خبية والمقيليبة وزاكية.
وأشار الطحان إلى أنه جرى ضبط كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة تضمنت صواريخ وعبوات ناسفة وسترات انتحارية بحوزة الموقوفين الذين كانوا يخططون لاستخدامها "لزعزعة الأمن والاستقرار بريف دمشق".
وذكر مراسل الجزيرة ميلاد فضل أن هذه العملية تندرج في إطار سلسلة من العمليات الأمنية قامت بها قوى الأمن مؤخرا ضد خلايا التنظيم التي بدأت تنشط منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأشار المراسل إلى أن العملية جرت بالتنسيق بين قوى الأمن الداخلي والاستخبارات السورية، وشملت مداهمة تمت بشكل سريع وتخللتها اشتباكات خفيفة.
ضبط كميات من العبوات الناسفة والسترات الانتحارية بالإضافة إلى أسلحة وذخائر متنوعة عُثر عليها داخل مراكز وتجمعات لخلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش وذلك ضمن عملية أمنية نُفذت في ريف دمشق. pic.twitter.com/tvgCHgzj5B
— ردع العدوان (@3M_SI) May 26, 2025
وتأتي هذه العملية الأمنية بعد أيام فقط من سقوط قتلى وجرحى في تفجير سيارة مفخخة استهدف مركز شرطة مدينة الميادين في ريف دير الزور شرقي سوريا.
إعلانوجاء التفجير بعد يوم واحد من عملية أمنية أخرى وصفتها السلطات بالمعقدة ضد خلايا تنظيم الدولة في محافظة حلب شمال غربي البلاد وتخللتها اشتباكات، وفجّر خلالها أحد عناصر التنظيم نفسه، مما أدى إلى مقتله ومقتل عنصر من قوات الأمن العام.
يشار إلى أن وزارة الداخلية السورية كثفت عملياتها الأمنية في مختلف المحافظات مستهدفة فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وبقايا تنظيم الدولة وعناصر متورطين في عمليات تهريب الأسلحة وإثارة الفوضى.
وأعلنت الإدارة السورية في يناير/كانون الثاني الماضي تعيين أحمد الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية، إلى جانب حل الأجهزة الأمنية السابقة والفصائل المسلحة وإلغاء العمل بالدستور السابق.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
رغم اللوائح والتعليمات.. السلطة السورية الجديدة أمام تحدي فرض القوانين وواقع الحال
يقول بعض الشهود الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم إن الأمر ليس جديداً، لكن الجديد هو غياب رد فعل رسمي من الحكومة، سواء من الداخلية أو من القضاء، حول كيفية التعامل مع هذه التهديدات العلنية بحسب قولهم. اعلان
بعد مضي ستة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد، وتولي الرئيس الانتقالي أحمد الشرعالسلطة في دمشق ورغم إقرار دستور جديد وإصدار قوانين تهدف إلى إعادة النظام والهيبة للدولة، إلا أن الواقع على الأرض يشير إلى حالة من الفوضى وعدم الانصياع للقرارات الرسمية.
اللاذقية.. عندما يتحول الشاطئ إلى ساحة أيديولوجيةفي واحدة من أبرز المؤشرات على انحراف الأولويات، وجّه محافظ اللاذقية قبل أيام دعوة غير مسبوقة إلى المواطنين من أبناء الطائفة المسيحية خلال زيارته لهم، وخصوصًا النساء، بضرورة ارتداء "البوركيني" فقط على الشواطئ، وحظر انتشار ملابس السباحة التقليدية. المحافظ، الذي يوصف بأنه مقرّب من بعض التيارات الإسلامية النافذة، برر الخطوة بأنها "تحقيق للحشمة"، رغم أن الدستور الجديد كفل الحريات الشخصية لكل مواطن.
المشهد استقبلته المسيحيون والسياح وغيرهم من المواطنين في اللاذقية باستغراب كبير، خاصةً أن المنطقة تُعتبر تقليديًا من أكثر المناطق السورية انفتاحا. وانقسم الرأي العام بين من رأى في الأمر تجاوزًا صريحًا للقوانين الجديدة، ومن اعتبره مؤشرًا على هيمنة خطاب أيديولوجي لا يعكس التنوع المجتمعي. وأثيرت أسئلة مفادها: هل يملك المحافظ حق إصدار مثل هذا التوجيه بعيدًا عن الحكومة المركزية؟ أم أن هناك نفوذًا خارجيًا أو محليًا يسعى لفرض أيديولوجية معينة؟
إدلب.. بين موسيقى الحفلات والتكبيرات المسلحةفي مدينة الدانا بريف إدلب، كان من المقرر أن تُقام حفلة غنائية ضمن صالة أفراح محلية، لكن قبل بدء الحدث بأيام، اقتحمت مجموعة مسلحة المكان، وأقدمت على تحطيم كل محتوياته من مقاعد ومكبرات صوت وديكور، تحت شعار "منع الموسيقى والمفاسد". ولم تصدر أي بيانات رسمية من الحكومة الجديدة تعليقًا على الحادثة، رغم أنها تقع ضمن اختصاص وزارة الثقافة والأمن العام.
ويرى البعض أن المشهد في إدلب، التي كانت ولا تزال معقلاً لهيئة تحرير الشام، يوحي بأن القرار الأمني والعسكري فيها لا يزال بيدها، بعيدًا عن تعليمات دمشق. وهنا أثيرت أيضا أسئلة من قبيل: هل أصبحت هذه المحافظة منطقة نفوذ خارج إطار الدولة؟ ومن المسؤول عن ضبط مثل هذه الاعتداءات؟
اللثام.. بين الأوامر الرسمية والواقعفي محاولة لإعادة الثقة بين المواطن والمؤسسة الأمنية، أصدرت الإدارة المركزية للأمن العام في دمشق، في شهر مارس الماضي، قرارًا يقضي بمنع العناصر الأمنية من ارتداء اللثام الكامل خلال أدائهم لمهامهم اليومية. وجاء في نص القرار أن ذلك يأتي "استجابةً للشكاوى المتكررة من المواطنين، وفي إطار تعزيز الأمن والشفافية".
لكن الواقع مختلف تمامًا. ففي شوارع دمشق وحلب وحتى حماة واللاذقية وغيرها من محافظات، لا تزال دوريات الأمن العام تسير في مظاهر عسكرية، ترفع التكبيرات، ويرتدي أفرادها اللثام بشكل كامل، مما يثير استغراب واستياء السكان. ويشكو كثيرون من أن بعض العناصر يستغلون عدم تمييز هوياتهم لارتكاب انتهاكات، فيما يلجأ آخرون غير المنتمين للقوات النظامية إلى ارتداء اللثام وانتحال صفة رجال الأمن لتنفيذ عمليات سلب واعتقال.
وهنا أيضا نجد البعض يسأل: من الذي يوجه هذه القوات؟ ولماذا تستمر في تجاهل الأوامر الرسمية حتى من داخل العاصمة؟
حماة.. عندما يحمل المدنيون السلاح ويهددونأما في حماة، فقد بلغت الأمور حدًا خطيرًا. إذ انتشرت الجمعة مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مواطنين في المدينة وهم يحملون السلاح ويطلقون تهديدات مباشرة لما وصفوه بـ"الشبيحة وفلول النظام"، متعهدين بملاحقتهم وقتلهم.
ويقول بعض الشهود الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم إن الأمر ليس جديداً، لكن الجديد هو غياب رد فعل رسمي من الحكومة، سواء من الداخلية أو من القضاء، حول كيفية التعامل مع هذه التهديدات العلنية بحسب قولهم.
فهم يرون أن هناك فجوة واضحة بين ما يُعلن في دمشق وما يجري في المحافظات.
ويضيف أحدهم: "في دولة القانون، من واجب السلطات اعتقال من يهددون الآخرين بالقتل ومعاقبتهم وفق القانون الجنائي، لكن هذا لم يحدث. فهل باتت فكرة الدولة مجرد شعار دون مضمون؟" متسائلا: هل ثمة انقسام حقيقي بين القرار السياسي والقوة التنفيذية على الأرض؟"
وعلى ضوء هذه الشهادات والمعطيات، يبدو أن الحكومة الجديدة لاتزال تفتقر إلى آليات التنفيذ والسيطرة على الجماعات المسلحة التي تحمل اسم "الأمن العام". وهذا ما يجعلها أمام اختبار حقيقي لفرض سلطتها والبدء بتطبيق القوانين على الجميع بما فيهم الجماعات المسلحة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة