بقلم : سمير السعد ..

في لحظة فارقة من تاريخ العراق الحديث، تتقدم المرأة العراقية لتأخذ موقعها المستحق في خط الدفاع الأول ضد التطرف العنيف. بإطلاق الخطة الوطنية لدورها في مكافحة هذا الخطر المتنامي، لا تقتصر الخطوة على كونها مبادرة حكومية عابرة، بل تمثل تحولاً عميقاً في فلسفة الأمن القومي، يضع الإنسان، والمواطنة، والعدالة في قلب المعادلة الأمنية والاجتماعية.

إطلاق الخطة الوطنية لدور المرأة في مكافحة التطرف العنيف ليس مجرد وثيقة حكومية جديدة، بل هو إعلان صريح عن تبني نهج استراتيجي شامل يعزز الأمن الإنساني، ويعيد بناء النسيج الوطني على أسس السلم الأهلي، والعدالة الاجتماعية، والتعايش المشترك.

المرأة العراقية، التي لطالما كانت رمزاً للصمود في وجه المحن، تدخل اليوم مرحلة جديدة من المشاركة الوطنية، عبر خطة عمل متكاملة أعدتها اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب بالتعاون مع كافة قطاعات الدولة، وبما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، دون التفريط بخصوصية العراق القيمية والتاريخية.

تهدف الخطة إلى تعزيز دور المرأة في محاور الوقاية، الحماية، إعادة الإدماج، وصنع القرار، في سياق مكافحة التطرف العنيف. وقد تم تشكيل فريق وطني نسائي يضم ٤٥ سيدة عراقية من مختلف الوزارات والأجهزة الأمنية والمحافظات، إضافة إلى ممثلات عن منظمات المجتمع المدني وخبيرات متخصصات، بما يعكس صورة التنوع والتكامل في تنفيذ هذه الخطة.

تشمل الخطة محاور عملية متعددة، تركز على حماية النساء من الاستدراج والتجنيد من قبل الجماعات المتطرفة، وتمكينهن من المساهمة بفعالية في رسم السياسات وتنفيذ البرامج وتقييم أثرها، باعتبارهن شريكات في البناء لا مجرد متلقيات للحماية.

وفي هذا السياق، تواصل اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب التابعة إلى مستشارية الامن القومي عملها بخطى واضحة ورؤية استراتيجية، تستند إلى كفاءات وطنية وخبرات ميدانية، من أجل بيئة خالية من الفكر المنحرف، تُرسخ التعايش السلمي، وتعيد اللحمة الوطنية، وتعزز وعي المواطن بوصفه خط الدفاع الأول في مواجهة الفكر المتطرف، عبر رفضه ومقاومته فكرياً ومجتمعياً.

إن دعم المرأة العراقية في معركة مكافحة التطرف ليس ترفاً تنموياً ولا خياراً سياسياً، بل هو ضرورة وطنية وأمنية تعكس إدراك الدولة لجوهر المعركة الحقيقية، وهي معركة الوعي. وبهذه الخطوة، يخطو العراق نحو مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً، تقوده نساؤه كما رجاله، بإرادة واحدة وعزيمة لا تنكسر.

سمير السعد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات مکافحة التطرف العنیف المرأة العراقیة

إقرأ أيضاً:

مدرب السعودية: مواجهة العراق الأهم في مسيرتي

أكد هيرفي رينارد، مدرب منتخب السعودية، أن مواجهة العراق في تصفيات كأس العالم 2026، هي الأهم في مسيرته التدريبية.

ويلتقي المنتخب السعودي نظيره العراقي، غداً الثلاثاء، على ملعب “الإنماء”، حيث سيتأهل الفائز إلى مونديال 2026.

وقال رينارد خلال المؤتمر الصحفي لمواجهة الغد: "مباراة العراق هي الأهم الأهم في مسيرتي كمدرب، وسأوضح للاعبين أبعادها الكبيرة".


وأضاف: “عندما عدت إلى تدريب الأخضر، كان ذلك مدفوعا بثقتي الكاملة في اللاعبين وفي رئبي الاتحاد، أحب التحديات والصعوبات، ولدينا دافع قوي للتأهل إلى المونديال”.


وأشار: “أشعر أنني محظوظ جدًا بتدريب هذا المنتخب، والعمل ، لاعبين ذوي خبرة مثل صالح الشهري وسالم الدوسري وحسان تمبكتي، نحن نركز بهدوء على تحقيق هدف التأهل”.

منتخب السعوديية يتلقى خبرا سعيدا 

في سياق متصل، تلقى منتخب السعودية خبرًا سعيدًا قبل مواجهة العراق باستعادة خدمات مهاجمه عبد الله الحمدان.

وأُقيم مران الأمس على الملعب الرديف بمدينة الملك عبدالله الرياضية، تحت إشراف المدير الفني هيرفي رينارد، حيث بدأت بتمارين الإحماء، تلتها تدريبات على الاستحواذ، ثم تمارين تكتيكية، قبل أن يُجري تقسيمة على نصف مساحة الملعب، واختُتمت الحصة بتمارين الإطالة.

طباعة شارك السعودية رينارد العراق تصفيات كأس العالم 2026

مقالات مشابهة

  • الرياضة بالقليوبية تنفذ برنامج دور التسامح في الأديان السماوية في مواجهة التطرف
  • مدرب السعودية: مواجهة العراق الأهم في مسيرتي
  • رينارد قبل مواجهة العراق: نحب الضغوط وهذه أهم مباراة في مسيرتي
  • الانتخابات العراقية … الديمقراطية المزيفة
  • فيدرا تهاجم نظرة المجتمع للزواج بعد سن معينة: “هو المطلوب تموت؟”
  • الإفتاء: الجهاد الرقمي فخ.. ونعمل على مواجهة التطرف عبر الفضاء الإلكتروني
  • الإفتاء: "الجهاد الرقمي" فخ إرهابي ونعمل على مواجهة التطرف عبر الفضاء الإلكتروني
  • الزراعة النيابية: السوداني يتحمل مسؤولية شحة المياه وانعدام الأمن الغذائي في العراق
  • التايمز: إسهامات الجامعات العراقية فاقت الـ 10% من البحوث بالمجلات العالمية
  • خريس ردًا على القوات: الوحدة الوطنية أولوية في مواجهة العدوان