هو الحجّي مطوّل!قدّيش تعبّنا الحجّي!

هو الحجّي مطوّل!قدّيش تعبّنا الحجّي!
سمعها د. #ماجد_توهان_الزبيدي
حكى لي محمود امس السائق على أحد خطوط لواني بني عبيد من ألوية محافظة”إربد”عاصمة شمال الأردن،أن رجلاً طاعنا بالسن من أبناء منطقته وحارته ،أُصيب بمرض الفشل الكلوي ،وإعتاد أن يذهب معه بالحافلة إلى مشفى قريب من مجمع /موقف باصات اللواء بحي الشيخ خليل!
إلّا أن السائق الطيب محمود لاحظ أن الرجل المريض يعود في كل مرة من الغسيل خائر القوى،يمشي ببطء كالمترنح ممن إبتلاه الله بشرب السموم الكحولية،وحاشا للرجل الإقتراب من ذلك ،وأنه إذا مادخل الحافلة راجعاً ،راح في نوم عميق بحيث لا ينزل من الباص إلّا إذا السائق أيقظه وأوصله لباب بيته كرما ًمنه ومعروفاً!
وقد درج محمود بعد أن يُفرغ الركاب بمجمع باصات الشيخ خليل على التبرع بتوصيل الحجّي المريض للمشفى القريب الذي تتم فيه عملية الغسل،إشفاقا منه على رجل في عمر والده ،وهو فعل لم يعتد عليه أي سائق من زملاءه،إلى أن قابل ذات يوم الولد البكر للرجل المريض ،فعاتبه من باب الخشية على والده من السقوط أرضاً أو الموت تحت إطارات سيارة حال خروجه من وحدة غسيل الكلى بالمشفى:
ـ با باسم ياجار لا يجوز أن يذهب والدك ويعود كل مرة يغسل فيه كليتيه بمفرده!
رد الولد البكر الذي يملك سيارة كهربائية حديثة إشتراها له والده المريض من مكافأة نهاية خدمته بعد أن تكفّل ايضاً بنفقات زواجه:والله ياجار يصعب علي الصحو صباحاً!
ـ لكن والدك في المرة الماضية عند خروجه من وحدة الغسيل وقع على باب سيارة متوقفة!.

ومن حسن حظه أن السيارة لم تكن سائرة!وقد يموت والدكم شر ميتة بسبب حالة الضنك والتعب الجسدي والعقلي الشديد عند الإنتهاء من الغسيل!
رد باسم بكل برود:هو الحجّي يغسل يوم بعد يوم!لو كان يغسل مرة واحدة في الإسبوع أو حتى مرتين كان سهل علينا مرافقته!
ويضيف محمود موّجهاً كلامه للكاتب:ذات يوم وبينما كان أبو باسم عائداُ مع سائق آخر أنزله على الشارع ،داخ الرجل ووقع أرضاً،إلى أن رآه أحد رجالات جيرانه وقاده إلى البيت ليفاجأ برد زوجته بعد أن قص الجار عليها الحادثة:”هو الحجّي مطوّل!قدّيش تعبّنا الحجي”!
وقد قصّ علي السائق محمود قصة حدثت لوالده رحمه الله،إليك موجزها:”في مساء اليوم الثاني من زواجي وكانت ليلة ماطرة بغزارة ، مُرعدة مع رياح شديدة أن مرض والدي ،فهرولت كالمجنون أبحث في قريتنا عن سيارة ،وكان عدد سيارات الأجرة لا يزيد عن سيارتين أو ثلاث!وإبتلت كل ملابسي وكل أعضاء جسدي كأنني قد هبطت إلى بركة ماء ،ولم أجد سيارة أبدا ،إلى أن لمحت الحلّاق أبو علي يُنزل باب محلّه إيذاناً بمغادرته إلى محل سكناه بمدينة إربد فرجوته أن يتكرم علي بنقل والدي بسيارته”باص هونداي” مع إستعدادي لدفع أي مبلغ يأمره!إلا أن الرجل كان كريما وابى أن يتقاضي مني أي مقابل”.
ويضيف محمود:نقلت والدي إلى مشفى الأميرة بسمة ،وبقيت معه أرتجف من البرد بسبب كمية المطر الهائلة التي غسلتني طويلا ،من المساء للصباح إلى أن إتصلت بشقيق لي كي يحضر ليعتني بوالدنا ساعة من الزمن إلى حين عودتي للبيت وتغيير ملابسي والعودة ثانية لمواصلة شرف مرافقة والدي،وأنا عريس يادكتور في صباح اليوم التالي لزفافي

المصدر: سواليف