الإعلام الرقمي.. بين سرعة النشر وغياب الدقة
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
دبي: سومية سعد
يعيش الإعلام الرقمي في سباق دائم مع الزمن، حيث أصبحت السرعة في نقل الأخبار هي السمة الغالبة، لكن هذا التوجه قد يأتي على حساب الدقة والتحقق من المعلومات، وأكد إعلاميون عرب، على هامش قمة الإعلام العربي، أن السباق المحموم نحو نشر الأخبار على المنصات الرقمية قد يؤثر سلباً على المصداقية.
وترى لما علي من سوريا، أن المنصات الرقمية أصبحت تتسابق في نشر الأخبار دون التأكد من صحتها، ما ينعكس سلباً على ثقة الجمهور، مشددة على أهمية الرجوع للجهات الرسمية للتحقق من أي خبر قبل تداوله.
فيما شدد عبدالله المساعدي من سلطنة عمان، على أن السبق الصحفي لا يُبرر التضحية بالمعلومة الدقيقة، داعياً إلى التحري والتدقيق في ظل الزخم المعلوماتي المتزايد.
أما عبد الرزاق محمدي من الإمارات فيرى أن السرعة حاضرة بقوة، لكنها كثيراً ما تأتي على حساب الدقة، خاصة مع دخول أدوات الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الانتشار لم يعد هو الأهم، بل المصداقية هي ما يصنع الفارق.
فيما يرى الإعلامي المصري رامي رضوان أن التسرع في النشر يؤدي في بعض الحالات إلى بث الإشاعات، بينما تعتبر سحر الميزاري من فلسطين أن الإعلام التقليدي ما زال يحتفظ بمكانته كمصدر موثوق، رغم تفوق الإعلام الرقمي في سرعة نقل الخبر، ويؤكد شريف نبيل من مصر أن الأفراد باتوا ينشرون بسرعة غير محسوبة، ما قد يتسبب في نقل معلومات خاطئة تُلحق الضرر بالآخرين.
وأدى غياب الدقة إلى العديد من المشكلات، أكد عباس فرض الله أن أبرزها انتشار الشائعات والإضرار بسمعة الأفراد والمؤسسات، وخلق حالة من البلبلة العامة، حيث إن المتلقي لم يعد قادراً على التمييز بين الحقيقة والتضليل، ومع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل المعلومة بشكل فوري، أصبح الضغط أكبر على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية لنشر الأخبار بسرعة قبل التحقق منها، خوفاً من فقدان السبق الإعلامي.
أما الإعلامية هبة فريد، تشير إلى أنه رغم هذه التحديات، فإن الإعلامي المهني يبقى مسؤولاً عن التوازن بين السرعة والمصداقية، إذ إنه لا قيمة لخبر سريع إن لم يكن صحيحاً، ومن هنا تأتي أهمية تدريب الكوادر الإعلامية على أدوات التحقق الرقمي والالتزام بأخلاقيات المهنة.
فيما تؤكد أروى هزاع أن الإعلام الرقمي ليس بالضرورة خصماً للدقة، بل يمكن أن يكون وسيلة فاعلة وموثوقة إذا أحسن استخدامه ضمن معايير مهنية تحترم عقل المتلقي وتضع الحقيقة فوق السبق.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإعلام العربي الإمارات الإعلام الرقمی
إقرأ أيضاً:
عبدالله آل حامد: مواكبة التكنولوجيا تحدد مكانة المؤسسات الإعلامية وتنافسيتها
دبي (وام)
أخبار ذات صلةشهد اليوم الثاني لقمة الإعلام العربي، وضمن جلسات «منتدى الإعلام العربي» في دورته الـ23، جلسة نقاشية بين وزراء ومسؤولي الإعلام في عدد من الدول العربية، تناولت التحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية، ومستقبلها مع تسارع وتيرة التقنيات الحديثة وكيفية التعامل معها.
شارك في الجلسة كل من معالي عبدالله آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، ومعالي عبدالرحمن المطيري، وزير الإعلام والثقافة بدولة الكويت، والدكتور رمزان النعيمي، وزير الإعلام بمملكة البحرين، ومعالي أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بجمهورية مصر العربية، ومعالي بول مرقص، وزير الإعلام بالجمهورية اللبنانية، وأدارتها هند النقبي، الإعلامية بمؤسسة دبي للإعلام.
وقال معالي عبدالله آل حامد، إن قطاع الإعلام في العالم يشهد مرحلة تحول من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الذي يعتمد على التكنولوجيا الحديثة، مشدداً على أهمية التعامل مع هذه التكنولوجيا، والاستفادة من الفرص التي توفرها؛ لأنها هي الإعلام المستقبلي، ومؤكداً أن كيفية مواكبة هذا الواقع والتعامل معه هو الذي يحدد موقع ومكانة المؤسسات الإعلامية وتنافسيتها عالمياً، داعياً إلى ضرورة الاستخدام الواعي لهذه التقنيات الحديثة. وأضاف معاليه: «ستختفي المنصات الإعلامية التي لا تواكب هذه التكنولوجيا».