الذكاء الاصطناعي واقـــع لا مفـــرّ منـــه
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
دبي: «الخليج»
مع انطلاق أعمال منتدى الإعلام العربي الـ23 في ثاني أيام «قمة الإعلام العربي 2025»، عقدت جلسة «تكنولوجيا إعلامية تقود المستقبل»، تحدث فيها رامي القواسمي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لمنصة «موضوع دوت كوم» وأدارتها الإعلامية رهف صوالحة، من قناة عَمّان.
وتناولت الجلسة عدداً من المحاور المتعلقة بمستقبل الإعلام وسط التغيرات التقنية الهائلة التي يشهدها العالم حالياً، في محاولة للإجابة عن تساؤل «هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإعلامي بمفهومه المتعارف عليه حالياً؟»، مستعرضاً كيف استطاعت منصة «موضوع دوت كوم»، التي أسست عام 2010، توظيف الذكاء الاصطنــاعي فــــي تطوير المحتوى العربي على الإنتـــرنت، خاصة أنها كانت أول من قدّم أول مساعد ذكي باللغـــة العربية «سلمى» عام 2017.
وبحسب رامي القواسمي، فإن «موضوع دوت كوم» أكبر موقع إلكتروني فـــي العالم العربي من ناحية الزوار، حيث يزور شهرياً نحو 70 مليوناً، منصاته التي يصل عددها إلى نحو 200، توفـــر بيانات ضخمة بالعربية، مع اهتمـــامها بالذكاء الاصطناعي بشكل كبير.
وقال إن الذكاء الاصطناعي لن يحلّ محل الإعلامي المهني على المدى القصير، لكننا لا نتوقع ما سيحدث بعد ذلك حيث إن التغيرات ضخمة وجذرية ومتسارعة في كل المجالات بسبب الذكاء الاصطناعي الذي يذهب بكل القطاعات إلى آفاق مختلفة لا نعلم مداها، مؤكداً أنه واقع لا يمكن تجاهله ولا مفرّ من التعامل معه والتدريب عليه والاستفادة من الفرص التطويرية التي يوفرها.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإعلام العربي الذكاء الاصطناعي الإمارات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي
هل شعرت يوماً وأنت عالق في زحمة مرورية أن هناك طريقة أفضل لتصميم المدينة؟ أو مررت بجانب مبنى ضخم وتساءلت عن حجم استهلاكه للطاقة؟
على مدى عقود، ظل بناء المدن عملية بطيئة ومعقدة، تعتمد غالباً على التخمينات المدروسة والتجارب السابقة. لكن ماذا لو منحنا مخططي المدن «قوى خارقة»؟ ماذا لو استطاعوا التنبؤ بسيناريوهات مستقبلية متعددة قبل أن يبدأ العمل فعلياً على الأرض؟
هذا بالضبط ما يحدث اليوم، والسر يكمن في الذكاء الاصطناعي.
يشرح شاه محمد، قائد ابتكار الذكاء الاصطناعي في شركة «سويكو»، أن الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في تصميم المدن وتخطيط البنية التحتية عبر تحسين العمليات، وتعزيز اتخاذ القرار، وتحقيق نتائج أكثر استدامة. يتيح الذكاء الاصطناعي لفريقه تحليل كميات ضخمة من البيانات، ومحاكاة سيناريوهات متعددة، وخلق بيئات حضرية أكثر كفاءة ومرونة، وفقاً لموقع «آي أي نيوز» المتخصص في دراسات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد شاه أن الذكاء الاصطناعي يمنح فريقه القدرة على طرح الأسئلة الحاسمة التي تؤثر على حياة السكان: «كيف نبني هذا الحي بأذكى طريقة لتقليل الازدحام والتلوث؟ وكيف نصمم مبنى يحافظ على برودته خلال موجات الحر دون أن ترتفع فواتير الكهرباء؟» حيث يمكن للذكاء الاصطناعي حساب آلاف الاحتمالات لاختيار الحل الأمثل.
لكن الواقع معقد، ويصعب محاكاته بدقة. فالطقس غير المتوقع، والتأخيرات، والفوضى البشرية تمثل تحديات كبيرة.
ويقول شاه: «التحدي الأكبر في تطبيق نماذج البيانات على الواقع يكمن في تعقيد وتغير الظروف البيئية. من الضروري أن تمثل النماذج هذه الظروف بدقة وأن تكون قادرة على التكيف معها».
ولتجاوز هذه العقبات، يبدأ الفريق بتنظيم بياناته وضمان جودتها، موضحاً: «نطبق ممارسات صارمة لإدارة البيانات، نوحد تنسيقاتها، ونستخدم أدوات برمجية قابلة للتشغيل البيني لضمان توافق البيانات عبر المشاريع.»
يضمن هذا التنظيم أن يعمل جميع أعضاء الفريق من مصدر موثوق وموحد، مما يمكّن الذكاء الاصطناعي من أداء مهامه بكفاءة ويعزز التعاون بين الفرق المختلفة.
ومن أبرز الجوانب الواعدة في استخدام الذكاء الاصطناعي دوره البيئي والإنساني. يشير شاه إلى مشروع استخدم فيه الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التنوع البيولوجي، عبر تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وتزويد الباحثين بالمعلومات اللازمة، ليمنح الطبيعة صوتاً في عمليات التخطيط.
ويقول شاه: «يشبه الأمر وكأن الذكاء الاصطناعي يرفع يده قائلاً: "احذروا، هناك عائلة من الطيور النادرة هنا"، ما يساعدنا على البناء باحترام البيئة المحيطة».
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في مجال الهندسة المعماري
أما المرحلة القادمة، فيرى شاه، فهي تحويل هذه الرؤية المستقبلية إلى دليل حي وواقعي.
ويشرح: «أكبر فرصة للذكاء الاصطناعي في قطاع العمارة والهندسة والبناء تكمن في التحليلات التنبؤية والأتمتة. من خلال توقع الاتجاهات المستقبلية، والكشف المبكر عن المشكلات، وأتمتة المهام الروتينية، يمكن للذكاء الاصطناعي رفع الكفاءة، خفض التكاليف، وتحسين جودة المشاريع.»
هذا يعني جسوراً أكثر أماناً، طرقاً تحتاج إلى صيانة أقل، واضطرابات أقل في حياة الناس. كما يحرر المواهب البشرية من الأعمال الروتينية لتتركز على بناء مدن المستقبل التي تلبي حاجات سكانها.
أسامة عثمان (أبوظبي)