إعلاميون وسياسيون: الإعلام أمام تحدٍ.. والعالم العربي يشهد تحولات تستدعي المواكبة
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
أكد إعلاميون ومحللون سياسيون، أنّ العالم العربي يشهد تحولاتٍ كبرى تستدعي من الإعلام العربي أن يُواكبها بخطابٍ جديدٍ قائم على العقلانية والتنمية، بعيداً عن الشعبوية والمبالغات الأيديولوجية.
جاء ذلك في جلسة نقاشية بعنوان «العرب بين تحديات التغير السياسي والتغير الإعلامي»، في منتدى الإعلام العربي الـ23، المنعقد تحت مظلة “قمة الإعلام العربي” في دبي، بمشاركة الكاتب الصحفي عبداللطيف المناوي، والكاتب والإعلامي محمد الحمادي، والكاتب والمحلل السياسي صالح المشنوق، وأدار الجلسة الإعلامي محمد الملا.
وخلال النقاش، قال محمد الحمادي إنّ الإعلام العربي بات أمام تحدٍ حقيقي في هذا الوقت بالتحديد، في ظرفٍ زماني ومكاني بحاجة إلى أن يكون الإعلام مختلفاً ومتغيراً، وطريقة تعامله مع الأحداث مختلفة، مشيراً إلى أنّه من بعد أحداث أكتوبر 2023 وما تبعها من نتائج، يفترض أنّها غيّرت المشهد السياسي في المنطقة.
وأضاف أنّه منذ ذلك اليوم ونحن في مشهدٍ سياسيٍ متغيّر، إذ تسير المنطقة نحو التخلص من الشعارات الشعبوية التي تُثير المشاكل دائماً، مشيراً إلى أنّ هذا التغير السياسي بحاجة إلى إعلام يُواكبه، ويكون الخطاب فيه موضوعياً يُساعد على استقرار المنطقة وتنميتها.
وأعرب الحمادي عن قناعته بأنّ هذا التحدي الكبير يفرض على الإعلامي العربي أن يتحلى بالشجاعة ليتحرر من الشعبوية المفرطة، وينتقل إلى خطابٍ أكثر عقلانية وتأثيراً.
وأضاف: «كنا منبهرين بالإعلام الغربي، لكننا اليوم نُدرك أنه سقط بكل أقنعته، بعد أن اتضح أنه يُدار من غرف عمليات، لا من قناعات مهنية حرة كما كنا نظن. آن الأوان أن نترك هذا النموذج جانباً، ونبدأ في بناء مشروعنا الإعلامي الخاص، القائم على رؤيتنا وواقعنا».
من جانبه، رأى الكاتب عبداللطيف المناوي أن ما بعد 7 أكتوبر مثّل «تحولًا عميقًا في المعادلات الإقليمية»، لافتًا إلى أن الإسلام السياسي برز خلال هذه المرحلة كلاعبٍ مغامرٍ يفتقر إلى تقدير العواقب، وهو ما لا تزال المنطقة تدفع ثمنه حتى اليوم.
وأضاف أنّ الخطاب الإعلامي في العالم العربي يعاني هيمنة واضحة للشعبوية، قائلاً: «العقلاء يُهزمون أمام سطوة الخطاب الشعبوي، الذي يُحقق رواجًا سريعًا؛ لكنه يهدم فرص الاستقرار والتنمية».
بدوره، أكد المحلل السياسي اللبناني صالح المشنوق، أنّ العالم العربي ولبنان تحديداً، يشهد فرصةً نادرةً لبناء لغة جديدة أكثر عقلانية وواقعية بعد التحولات التي فرضتها أحداث 7 أكتوبر. وقال: «هناك بداية إدراك أنّ الشعارات وحدها لا تبني دولًا، وأنّ الإعلام يجب أن يُفسح المجال لصوت العقل والأمل».
وفي حديثه عن الملف السوري، أشار المشنوق إلى أنّ المقاربة العربية نجحت في تحقيق نوعٍ من التوازن الاستراتيجي بين الاحتواء والمحاسبة، مؤكداً أنّ هذه السياسة سمحت بإعادة إدماج سوريا تدريجياً في المشهد العربي، مع إبقاء الوضع تحت الملاحظة لضمان عدم الانزلاق مجدداً.
وأضاف أنّ لبنان لا يمكن فصله عن محيطه العربي، مشيرا إلى أنّ ما يجري في سوريا أو فلسطين له أثر مباشر علينا، لذلك نحن بحاجة إلى إعلامٍ قادر على الربط، والتحليل المتزن، لا على التعبئة الشعبوية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
منتدى عالم تجربة العميل يختتم أعماله بتجارب معرفية ثرية ومشاركة خبراء من المملكة والعالم
البلاد (الرياض)
اختتم منتدى عالم تجربة العميل في نسخته الثالثة أعماله اليوم الأربعاء، بعد إقامة فعالياته خلال الفترة (9–10 ديسمبر)، والتي شهدت تقديم عدد من الورش المتخصصة بمشاركة نخبة من الخبراء والممارسين، وسط حضور لافت يعكس التطور المتسارع للمشهد المعرفي في تجربة العميل، ودور المنتدى في دعم بناء ممارسات متقدمة على مستوى المملكة والمنطقة.
وشهد اليوم الأول تقديم ورشة منصة الذكاء الاصطناعي لخدمة العملاء لجان فينسينت، التي استعرض فيها دور الذكاء الاصطناعي المدعوم بالبشر في تحليل تفاعلات العملاء وتمكين الموظفين. كما قدّم أحمد صالح ورشة رحلة العميل بين المنهجيات العلمية واللمسات الإنسانية التي ركزت على تحويل الرحلات من نماذج تحليلية إلى قصص إنسانية ملهمة تدعم اتخاذ القرار.
وفي ورشة رحلة العميل بعيون العميل قدّم رامي مختار محاكاة تفاعلية تُمكّن المشاركين من فهم التجربة من منظور العميل بشكل مباشر، فيما تناولت ورشة حامد الذيابي تجربة المستفيد للمنظمات غير الربحية آليات تصميم رحلات تفاعلية وتحقيق أثر اجتماعي مستدام. كما ناقشت دارين الصيني ومحمد السويلم في ورشة تصميم رحلة الزائر في الفعاليات أسس تصميم رحلة متكاملة تعزّز رضا الزوار وترفع جودة التجربة.
وقدمت شيفون مالين ومايكل باتريك كيلين ورشة صناعة تجارب عميل استثنائية التي ركزت على الممارسات العالمية الرائدة ومبادئ التأثير العاطفي، فيما اختُتم اليوم الأول بورشة عبدالله الروقي من صوت العميل إلى تحسين التجربة التي تناولت تحويل الملاحظات إلى حلول عملية قابلة للتنفيذ.
وفي اليوم الثاني، قدمت أولغا غوسيفا ورشة اقتصاديات السلوك: فهم السلوك غير العقلاني لدى العملاء التي ناقشت التحيزات المعرفية وكيفية توظيفها لتحسين التجربة. كما تناول ستيفان أوستهوس في ورشة تقييم نضج تجربة العميل وتحويل الرؤى إلى خطوات تنفيذية منهجيات التقييم وبناء خطط تطبيقية واضحة.
وطرحت زبيدة حريري ورشة ثقافة تجربة العميل التي ركزت على بناء ثقافة مؤسسية تتمحور حول العميل، فيما ناقش محمود البواليز في ورشة من الرقمنة إلى الابتكار أثر التحول الرقمي في تطوير تجربة العميل. وقدّم موسى حنن ورشة إدارة مؤشرات تجربة العميل التي تناولت أدوات القياس وربطها برضا العملاء وتحسين الأداء المؤسسي.
واستعرضت سلطانة المحيسن ورشة تصميم التجربة وصناعة الحياة نماذج إنسانية تُسهم في بناء استراتيجيات مؤثرة، بينما ناقشت فاطمة الغامدي في ورشة مستقبل تجربة العميل في السعودية 2030 دور التقنيات والذكاء الاصطناعي في تشكيل تجارب مستقبلية متوافقة مع رؤية المملكة.
واختتم المنتدى أعماله هذا المساء بحفل تكريم لعدد من الشخصيات المتميزة في مجال تجربة العميل تقديرًا لإسهاماتهم في تطوير المجال.
وتأتي مشاركة الهيئة العامة للترفيه كشريك استراتيجي للمنتدى ضمن جهودها لدعم المبادرات المعرفية التي ترتقي بتجارب الجمهور وتعزز جودة الخدمات في قطاع الترفيه بما يواكب تطوره المتسارع في المملكة.