كشمير.. حيث يعانق النهر الجبل وتبتسم الطبيعة
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
كشمير– بين سلاسل جبال الهيمالايا الممتدة شمالي باكستان، تختبئ كشمير كجوهرة في قلب الطبيعة، تحيط بها الأنهار الرقراقة، والغابات الكثيفة، والوديان التي تنساب في حضن السحاب.
كشمير تزخر بالأنهار الجارية، والشلالات المدهشة، والبحيرات الصافية التي تعكس زرقة السماء وصفاء الروح. أينما التفت، تجد الجبال الخضراء تملأ الأفق، والهواء النقي ينعش الأنفاس.
تملك كشمير الباكستانية كل المقومات الطبيعية التي تجعلها مقصدا رئيسيا لمحبي الطبيعة والمغامرة. من وادي نيلم الشهير بجماله الأخضر، إلى بحيرة شونتار ذات المياه الفيروزية، ومن الشلالات الهادرة إلى المراعي الهادئة، يجد الزائر هنا لوحة طبيعية لا مثيل لها. ورغم التحديات السياسية واللوجستية التي تمر بها المنطقة، فإن كشمير تبقى من أجمل البقاع التي يمكن أن يقصدها السائح، إذ تقدم فرصة للهروب من صخب المدن إلى عالم من الهدوء، والصفاء، والطبيعة العذراء.
تأخذكم عدسة الجزيرة نت في جولة مصوّرة إلى كشمير الباكستانية، أرض الجمال الهادئ والمشاهد التي تُشبه اللوحات.
من مدينة مظفر آباد (عاصمة كشمير الباكستانية) إلى وادي نيلم، تنتقل بك كشمير من مشهد إلى آخر وكأنك في فيلم وثائقي حي يجسد جمال الطبيعة.
أبرز معلم يصادفك وأنت متجه من العاصمة الباكستانية إسلام آباد إلى كشمير مدينة مظفر آباد عاصمة كشمير، حيث يمكن للزائر أن يتأمل عناق العمران بالمشاهد الطبيعية الخلابة.
إعلانووسط مظفر آباد، يلتقي نهر نيلم ونهر جهلم ليشكلا معا نهر جهلم الكبير، وتنتشر البيوت ذات الأسقف الحمراء حوالي النهر.
الطريق إلى وادي نيلم ليس مجرد انتقال جغرافي، بل رحلة حسّية عبر ممرات ضيقة تحفها الجبال الشاهقة. كل منعطف يكشف عن مشهد جديد: نهر بعيد، أو قرية معلّقة، أو صقور تحلق في السماء.
عند هذه النقطة البانورامية المطلة على وادي نيلم، تستقبلك لافتة ضخمة كُتب عليها "نحن نحب نيلم"، وكأنها تلخص مشاعر كل من زار هذا المكان. المشهد خلف اللافتة يسرق الأنفاس، جبال خضراء يغمرها الضباب، ونهر نيلم يشق الوادي بهدوء آسر.
من القرى الجبلية الصغيرة التي تحتضنها قمم شامخة إلى المروج الواسعة التي تتزين بالأزهار البرية، تقدم كشمير مناظر تأسر العين وتسحر القلب. سواء كنت من عشاق التصوير أو من محبي المغامرة، ستجد نفسك هنا في عالم آخر من الجمال.
يقول الكشميري أحمد علي الذي يسكن في وادي نيلم، للجزيرة نت، إن الناس هنا معتادون على رؤية الطبيعة بأبسط صورها، أنهار صافية، وغابات كثيفة، وقرى تحافظ على تراثها منذ مئات السنين، مضيفا أن السياح "يندهشون دائما من البساطة والجمال في الوقت نفسه".
يمتد وادي نيلم -بوصفه أشهر وجهة سياحية في كشمير الباكستانية- بشلالاته المدهشة وجباله الخضراء. إلى جانب ذلك، تشتهر بحيرة شونتار بمياهها الفيروزية اللامعة، بينما تجذب وديان -مثل كيل وراولاكوت- عشاق التسلق والتخييم وسط الطبيعة.
إعلان
صراع ممتد لعقود
لا يمكن الحديث عن كشمير من دون الإشارة إلى الصراع الطويل الذي ألقى بظلاله على هذه المنطقة، حيث تتنازع الهند وباكستان على هذا الإقليم منذ عام 1947، حين قُسِّمت شبه القارة الهندية. وتسبب النزاع في عدم استقرار كشمير وعدم تطويرها وتأهيلها لتكون قبلة للسياح من شتى أقطار العالم.
لا تقتصر تجربة الزائر على المناظر الطبيعية، بل تشمل أيضًا التفاعل مع السكان المحليين الذين يُعرفون بكرمهم وحفاوتهم. فكشمير لا تُدهشك فقط بمناظرها، بل بطبيعة أهلها أيضًا. الكشميريون ودودون، يرحبون بالضيف بابتسامة صادقة. في السوق المحلي، تُعرض المطرزات والمنسوجات اليدوية التي تحكي تاريخا غنيا.
يقول أحد الزوار -وهو قادم من إسلام آباد- للجزيرة نت: "لم أتوقع أبدًا هذا المستوى من الترحيب. الناس هنا يُعاملونك كأنك فرد من عائلتهم. إنها واحدة من أجمل التجارب الإنسانية التي مررت بها".
التجول وسط الأسواق التقليدية والحرف اليدوية المحلية:
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات کشمیر الباکستانیة کشمیر من
إقرأ أيضاً:
اشتباك دموي في كشمير: من هم القتلى الثلاثة الذين أربكوا الهند؟
قتل ثلاثة أشخاص اليوم الاثنين في اشتباك مسلح مع الجيش الهندي في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، وفق ما أعلنته السلطات العسكرية، في عملية أمنية وصفت بأنها "متواصلة".
وذكرت مصادر إعلامية محلية أن القتلى يُشتبه في تورطهم بالهجوم الذي استهدف مجموعة من السياح الهندوس في 22 أبريل/نيسان الماضي، والذي أدى إلى توتر عسكري كبير مع باكستان.
وبحسب المصادر، وقع الاشتباك داخل محمية داشيغام للحياة البرية، الواقعة على بُعد نحو 30 كيلومتراً من مدينة سرينغار، العاصمة الصيفية للجزء الهندي من كشمير. وأفاد الجيش في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي بأن العملية لا تزال جارية حتى لحظة الإعلان.
وحدثت الواقعة في محيط معبد أمارناث الهندوسي، الذي يشهد حالياً توافد أكثر من 350 ألف حاج من مختلف أنحاء البلاد. ورغم عدم إعلان هوية القتلى، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية، طالباً عدم الكشف عن اسمه، بأنهم جميعاً من جنسيات غير هندية.
ويأتي هذا التصعيد بعد ثلاثة أشهر على هجوم مسلح استهدف بلدة بهلغام، وأسفر عن مقتل 26 شخصاً، معظمهم من الحجاج الهندوس. وألقت نيودلهي باللوم على باكستان، متهمة إياها بدعم منفذي الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد، مما أدى إلى اندلاع مواجهة استمرت أربعة أيام في مايو/أيار، أسفرت عن سقوط أكثر من 70 قتيلاً من الجانبين.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن