الإفتاء: الإسلام نهي عن عموم اختراق خصوصية الآخرين بغير علمهم
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الإسلام حرص على توقير الغير بشكل عام واحترام خصوصية الإنسان، وهو أمر داخل في مقصد حفظ العرض، وهو أحد المقاصد الكبرى للشريعة.
. الإفتاء تجيب
وتابعت عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك: وشرع الله عزَّ وجلَّ لأجل ذلك من الأحكام والتشريعات ما يحفظ به للإنسان حقه في الخصوصية، في هيئته وصورته، وهذا ليس مقصورًا على أن يخترق الإنسان سترًا مسدلًا أو أن ينظر إلى عورةٍ، بل هو نهيٌ عن عموم اختراق خصوصية الآخرين بغير علمهم وبغير ضرورة لذلك.
وذكرت أن من مظاهر توقير الغير واحترامه: "البدءٌ بالسلام"؛ فالسنة في البدء بالسلام أن يسلم الصغير على الكبير، والمارُّ على القاعد، والقليل على الكثير؛ كما جاء في الحديث الشريف الذي أخرجه البخاري واللفظ له ومسلم عن أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الكَبِيرِ، وَالمَارُّ عَلَى القَاعِدِ، وَالقَلِيلُ عَلَى الكَثِيرِ»
واستطردت: على الشباب أن يحسنوا معاملة غيرهم من كبار السن حتى إذا ما انتهى أحدهم إلى هذه المرحلة العمريَّة وجد من يقدِّره ويحترمه؛ فعن رسول الله ﷺ أنه قال: «مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلَّا قَيَّضَ اللهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ» أخرجه الترمذي، أي يجد من يكرمه حين يكبر كما كان يفعل مع كبار السن وهو صغير
حسن معاملة الآخرين في الإسلام
يجب غلق الباب أمام دعاة الفتنة وذلك بتقبُّل الآخر والتعايش معه بالتسامح والمحبة؛ لأن الإسلام يقرر أن الناس كلهم من أصل واحد، وأنهم خُلقوا من نفس واحدة، وأنهم جُعلوا شعوبًا وقبائل ليتعارفوا، والمتدين تدينًا صحيحًا هو الذي يؤمن بأن البشر جميعًا تجمعهم رابطة الأخوة الإنسانية، فهو يقبل الطرف الآخر ولا يُقصيه.
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الإسلام دعا إلى حسن معاملة الآخرين، وذلك في معاملتهم بلطف ومودة والاستماع إليهم وتقدير وجهة نظرهم، وشملت دعوته في ذلك الرجل والمرأة، والغني والفقير، بل الإنسان والحيوان.
وأضاف علي جمعة، في منشور له، أنه لحسن معاملة الآخر فوائد كثيرة في المجتمع، لعل من أهمها نشر الأخلاق الحميدة بين الناس كاليسر والصفح والسماحة وطلاقة الوجه، كما أنها أيضاً تزيد من المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، ويمكن تقسيم حسن المعاملة على محاور مختلفة.
وأشار إلى أن هناك حسن المعاملة مع الله سبحانه وتعالى هو الذي يورث التقوى والورع بين العباد، وهناك حسن المعاملة مع الناس وهو الذي يكسب المرء ثقة الآخرين فيه وثقته مع نفسه، ويأتي هذا المحور تحت معنى قوله: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (البخاري)، هناك حسن المعاملة مع المرأة، وهي التي تعبر عن رقي دين الإسلام وعالمية رسالته، وهي التي تأتي تحت قوله: «واستوصوا بالنساء خيرا» (البخاري).
وتابع: "إلا أن من المحاور الرئيسية في حسن المعاملة في عصرنا هذا محوران هما:
حسن معاملة الحيوان وهي تدل عن رحمة الإسلام بجميع المخلوقات وتجلب الخير والبركة والرشاد للأمة جامعة.
وحسن المعاملة مع العمال والمستخدمين وهي التي تدفعهم إلى الإخلاص والمحافظة على الأموال وسلامتها، ومن ثم تنشر في المجتمع روح من السلام والألفة بين طبقاته المختلفة فتحافظ على كيانه وتقوي أواصر وحدته".
ووردت أمثلة كثيرة في السنة النبوية الشريفة تحث على الرأفة بالحيوان كأحد المحاور المهمة لفضيلة حسن المعاملة، فعن أبي هريرة عن النبي قال: «إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجتكم» (أخرجه أبو داود في سننه) وفيه الأمر بحسن معاملة الحيوان ورحمته، مع ذكر وبيان للسبب الذي يحض على هذا، وهو أن الحيوان مسخر بأمر الله، وأنه يساعد الإنسان في قطع المسافات الطويلة لقضاء الحاجات، وأظهر لأصحابه بديلا لإرهاق الحيوان والجلوس على ظهره للتسامر، وهو الأرض.
وعن ابن عباس قال: نهى رسول الله عن التحريش بين البهائم (أبو داود). والتحريش هو الإغراء والتحريض، والتحريش بين الطيور والحيوانات يتخذ لعبة في بلدان كثيرة، وفيه إيذاء للحيوان واستخدامه في غير ما خلق له، وفي هذه اللعبة يقوم العابثون بالحيوان أو الطير بإعطائه عقاقير وكيماويات تجعله يثور ويشرس على مثله كي تزداد متعة المشاهدة، وهو نوع من العدوانية وسوء الخلق، يربي النفس على التوحش والتلذذ بتعذيب الآخرين وآلامهم.
وعن ابن عباس أن النبي قال: «لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا» (مسلم)، فالرسول حريص أن يربي أصحابه على احترام الحيوان والرفق به لأن صلاح النفس ومنهجها القويم في المحبة والاحترام للمخلوقات واحد، سواء كان هذا المخلوق جمادا أو حيوانا أو إنسانا حقيرا أم شريفا، فالالتزام بالمنهج واحد، وهو احترام المخلوقات تقديرا لخالقها الواحد؛ لأن الاستهانة ببعض الخلق وإن كان حيوانا نذير بفساد في النفس يدعوها للاستهانة ببقية المخلوقات وعدم توقير خالقها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كبار السن الشباب السلام البدء بالسلام الإسلام حسن معاملة
إقرأ أيضاً:
اليمن وفلسطين إرادة جهادية لا تقهر
فهد حسن دهمش: دماء غزة تزلزل عروش الطغاة شعيب الشاطبي: قيم الإسلام الخالدة لا تقبل الانكسار أمام أعداء الأمة
الثبات في مواجهة طواغيت العصر، هو النهج الصائب للأمة العربية والإسلامية وهذا النهج هو المسار الوحيد لمنع استمرار معادلة الاستباحة التي يسعى الطغيان الصهيوأمريكي لفرضها على العرب والمسلمين.
الثورة /
البداية كانت مع الأخ فهد حسن دهمش – وكيل مصلحة الضرائب والجمارك الذي تحدث قائلاً: في غزة دماءٌ أغلى من الدنيا، وصمودٌ يزلزل عروش الطغاة. صنعت ثورةً تُلهم العالم، وأثبتت أن السيف الصهيوني يُهزم أمام الإرادة والإيمان.وفي اليمن بلدٌ اجتمع عليه العالم، فهزم العالم بثباته وإيمانه وحبّه لنبيه وقيادته الحكيمة. سيكتب التاريخ أن اليمن العظيم تحوّل من جراحه إلى قوة، ومن حصاره إلى سندٍ لفلسطين.
وأضاف قائلاً: عامان واليمن يملأ الميادين نصرةً لغزة، بمسيراتٍ مليونية تعجز عن مجاراتها كل الساحات الأوروبية مجتمعة. رسالة كبرياء تقول: لن نتخلى عن غزة ولو اجتمع العالم ضدنا.
لقد علّمنا “طوفان الأقصى” معنى قوله تعالى:﴿بَعَثْنَا عَلَيْهِمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ﴾.فلا غفران ولا تسامح مع القتلة، ولا حتى تفاوض على المغفرة.
وأشار الأخ فهد دهمش إلى أن اليمن وفلسطين جسدٌ واحد، وجرحٌ واحد، وكرامةٌ واحدة. ومن رحم الجراح يصنعان معًا درسًا خالدًا للعالم: الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، والشعوب إذا آمنت بقضيتها لا تُهزم أبدًا.
مسرى الرسول
الأخ فؤاد الثور – مدير عام فرع شركة النفط اليمنية في محافظة صنعاء أوضح أن اليمن يمضي بعزيمة إيمانية لا تقهر في مسار نصرة الأشقاء ودعم الكفاح المقدس ضد الاحتلال الصهيوني المدعوم أمريكيا، وأكد أن اليمن ينطلق في جهاده العظيم ضد الاستكبار الصهيوأمريكي من قيم الإسلام الخالدة التي لا تقبل الهزيمة والرضوخ للأعداء، مشيداً بتصاعد الإسناد اليمني لمعركة طوفان الأقصى التي تمثل ركيزة الحرية والاستقلال، وأشار إلى أن معركة طوفان التحرير هي معركة كل أبناء الأمة العربية والإسلامية.
وتابع الأخ فؤاد الثور قائلاً: بعون الله تعالى استطاع يمن الأنصار أن يكون في صدارة الشعوب التي تدافع عن مقدسات الأمة ولن يتراجع أبناء الشعب عن هذا المسار الجهادي حتى تحرير أولى القبلتين ومسرى الرسول الكريم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم .
ونوه إلى ضرورة حشد الطاقات والجهود في المعركة الفاصلة بين الحق العربي والإسلامي والزيف اليهودي.
مرتكز الانتصار
الدكتور عبدالله محمد المنقذي -مدير عام ضرائب محافظة صنعاء أوضح أن بلادنا بعون الله تعالى وتأييده استطاعت امتلاك القرار السيادي النابع من قيم الإسلام المحمدي غير الخاضع لهيمنة أعداء الأمة.
وأضاف: كيان الاحتلال الدموي الغاصب يواصل عدوانه وجرائمه ويمعن في مواصلة تهويد الأماكن المقدسة بدعم وشراكة كاملة مع الإدارة الأمريكية وتخاذل أنظمة التطبيع والانحلال القيمي.
وبارك استنفار قبائل اليمن وإعلانها النفير العام والاستعداد الجهادي لخوض المعركة المصيرية ضد أعداء اليمن والقدس، ولفت الدكتور عبدالله المنقذي إلى أن جرائم الطغيان الصهيوأمريكي تمثل وصمة عار على أدعياء الحضارة المعاصرة وتفضح زيف الشعارات التي ترفع عناوين الحقوق والحريات، وأكد أن تلاحم الشعب مع القيادة هو مرتكز الانتصار.
تطهير المقدسات
الأخ شعيب الشاطبي – مدير عام جمارك ورقابة محافظة صنعاء تحدث قائلاً: بعزيمة إيمانية لا تقهر يواصل يمن الولاء المحمدي مسيرة العطاء الجهادي انتصاراً لمظلومية الأشقاء في فلسطين ولبنان ودعماً للحقوق العربية والإسلامية.
وأكد أن اليمن ينطلق في جهاده المتعاظم ضد الصلف الصهيوأمريكي من قيم الإسلام المحمدي التي لا تقبل الانكسار والرضوخ لأعداء الأمة.
وحيّا ثبات أبناء اليمن الذين استطاعوا بعون الله تعالى تقديم أروع صور التضامن الإسلامي.
وأوضح الأخ شعيب الشاطبي أن مخططات الأعداء لن تفلح في كسر إرادة الجهاد ووقف إسناد كفاح أحرار الأرض المحتلة، حتى تحقيق التطلعات المشروعة وفي مقدمتها تطهير أرض الإسلام والعروبة وعودة المسجد الأقصى المبارك.