قالت دار الإفتاء المصرية إن الإسلام حرص على توقير الغير بشكل عام واحترام خصوصية الإنسان، وهو أمر داخل في مقصد حفظ العرض، وهو أحد المقاصد الكبرى للشريعة.

دار الإفتاء تواصل مجالس المحافظات لبيان أحكام حمل المصحف وتلاوة القرآنهل وفاة الجنين يشفع لوالديه؟ دار الإفتاء تجيبما حكم ترك المسكن في فترة العدة بسبب عدم الأمن؟.

. الإفتاء تجيبكيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟..الإفتاء تجيبحكم الكلام في الحمام أثناء قضاء الحاجة.. الإفتاء تجيب

وتابعت عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك: وشرع الله عزَّ وجلَّ لأجل ذلك من الأحكام والتشريعات ما يحفظ به للإنسان حقه في الخصوصية، في هيئته وصورته، وهذا ليس مقصورًا على أن يخترق الإنسان سترًا مسدلًا أو أن ينظر إلى عورةٍ، بل هو نهيٌ عن عموم اختراق خصوصية الآخرين بغير علمهم وبغير ضرورة لذلك.

وذكرت أن من مظاهر توقير الغير واحترامه: "البدءٌ بالسلام"؛ فالسنة في البدء بالسلام أن يسلم الصغير على الكبير، والمارُّ على القاعد، والقليل على الكثير؛ كما جاء في الحديث الشريف الذي أخرجه البخاري واللفظ له ومسلم عن أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الكَبِيرِ، وَالمَارُّ عَلَى القَاعِدِ، وَالقَلِيلُ عَلَى الكَثِيرِ»

واستطردت: على الشباب أن يحسنوا معاملة غيرهم من كبار السن حتى إذا ما انتهى أحدهم إلى هذه المرحلة العمريَّة وجد من يقدِّره ويحترمه؛ فعن رسول الله ﷺ أنه قال: «مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلَّا قَيَّضَ اللهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ» أخرجه الترمذي، أي يجد من يكرمه حين يكبر كما كان يفعل مع كبار السن وهو صغير

حسن معاملة الآخرين في الإسلام

يجب غلق الباب أمام دعاة الفتنة وذلك بتقبُّل الآخر والتعايش معه بالتسامح والمحبة؛ لأن الإسلام يقرر أن الناس كلهم من أصل واحد، وأنهم خُلقوا من نفس واحدة، وأنهم جُعلوا شعوبًا وقبائل ليتعارفوا، والمتدين تدينًا صحيحًا هو الذي يؤمن بأن البشر جميعًا تجمعهم رابطة الأخوة الإنسانية، فهو يقبل الطرف الآخر ولا يُقصيه.

 وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الإسلام دعا إلى حسن معاملة الآخرين، وذلك في معاملتهم بلطف ومودة والاستماع إليهم وتقدير وجهة نظرهم، وشملت دعوته في ذلك الرجل والمرأة، والغني والفقير، بل الإنسان والحيوان.

وأضاف علي جمعة، في منشور له، أنه لحسن معاملة الآخر فوائد كثيرة في المجتمع، لعل من أهمها نشر الأخلاق الحميدة بين الناس كاليسر والصفح والسماحة وطلاقة الوجه، كما أنها أيضاً تزيد من المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، ويمكن تقسيم حسن المعاملة على محاور مختلفة.

وأشار إلى أن هناك حسن المعاملة مع الله سبحانه وتعالى هو الذي يورث التقوى والورع بين العباد، وهناك حسن المعاملة مع الناس وهو الذي يكسب المرء ثقة الآخرين فيه وثقته مع نفسه، ويأتي هذا المحور تحت معنى قوله: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (البخاري)، هناك حسن المعاملة مع المرأة، وهي التي تعبر عن رقي دين الإسلام وعالمية رسالته، وهي التي تأتي تحت قوله: «واستوصوا بالنساء خيرا» (البخاري).

وتابع: "إلا أن من المحاور الرئيسية في حسن المعاملة في عصرنا هذا محوران هما: 
حسن معاملة الحيوان وهي تدل عن رحمة الإسلام بجميع المخلوقات وتجلب الخير والبركة والرشاد للأمة جامعة.
وحسن المعاملة مع العمال والمستخدمين وهي التي تدفعهم إلى الإخلاص والمحافظة على الأموال وسلامتها، ومن ثم تنشر في المجتمع روح من السلام والألفة بين طبقاته المختلفة فتحافظ على كيانه وتقوي أواصر وحدته".

ووردت أمثلة كثيرة في السنة النبوية الشريفة تحث على الرأفة بالحيوان كأحد المحاور المهمة لفضيلة حسن المعاملة، فعن أبي هريرة عن النبي قال: «إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجتكم» (أخرجه أبو داود في سننه) وفيه الأمر بحسن معاملة الحيوان ورحمته، مع ذكر وبيان للسبب الذي يحض على هذا، وهو أن الحيوان مسخر بأمر الله، وأنه يساعد الإنسان في قطع المسافات الطويلة لقضاء الحاجات، وأظهر لأصحابه بديلا لإرهاق الحيوان والجلوس على ظهره للتسامر، وهو الأرض.

وعن ابن عباس قال: نهى رسول الله عن التحريش بين البهائم (أبو داود). والتحريش هو الإغراء والتحريض، والتحريش بين الطيور والحيوانات يتخذ لعبة في بلدان كثيرة، وفيه إيذاء للحيوان واستخدامه في غير ما خلق له، وفي هذه اللعبة يقوم العابثون بالحيوان أو الطير بإعطائه عقاقير وكيماويات تجعله يثور ويشرس على مثله كي تزداد متعة المشاهدة، وهو نوع من العدوانية وسوء الخلق، يربي النفس على التوحش والتلذذ بتعذيب الآخرين وآلامهم.

وعن ابن عباس أن النبي قال: «لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا» (مسلم)، فالرسول حريص أن يربي أصحابه على احترام الحيوان والرفق به لأن صلاح النفس ومنهجها القويم في المحبة والاحترام للمخلوقات واحد، سواء كان هذا المخلوق جمادا أو حيوانا أو إنسانا حقيرا أم شريفا، فالالتزام بالمنهج واحد، وهو احترام المخلوقات تقديرا لخالقها الواحد؛ لأن الاستهانة ببعض الخلق وإن كان حيوانا نذير بفساد في النفس يدعوها للاستهانة ببقية المخلوقات وعدم توقير خالقها.

طباعة شارك كبار السن الشباب توقير الغير مظاهر توقير الغير السلام البدء بالسلام المقاصد الكبرى للشريعة الإسلام

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كبار السن الشباب السلام البدء بالسلام الإسلام حسن معاملة

إقرأ أيضاً:

ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة يناقش نظرة الإسلام إلى الآثار والحضارات القديمة

واصل الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، فعاليات ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، حيث ناقش الملتقى نظرة الإسلام إلى الآثار والحضارات القديمة، وذلك بحضور الدكتور عبد الرحمن فايد، الأستاذ بكلية العلوم الإسلامية، والدكتور مجدي عبد الغفار حبيب، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين، وأدار اللقاء الإعلامي أبو بكر عبد المعطي.

تفاصيل ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة

وقال الدكتور عبد الرحمن فايد إن هناك فرقًا بين الأثر والوثن، فالأثر هو ما خلفته الأمم السابقة ليكون شاهدًا لها أو عليها، وقد يكون الأثر ماديًّا محسوسًا أو معنويًّا كالعلم النافع والعمل الصالح الذي يستمر أثره بعد وفاة صاحبه، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث»، موضحًا أن الآثار حين نطّلع عليها ونجد فيها ما يخالف عقيدتنا لا ننظر إليها من زاوية التقديس، وإنما من منظور حضاري وتاريخي يوثّق ما وصلت إليه الأمم السابقة.

وأشار إلى أن الوثن هو ما عُبد من دون الله اعتقادًا بقدرته على النفع أو الضر، وهو ما لم يجده الصحابة حين دخلوا مصر مع عمرو بن العاص، حيث لم يكن المصريون يعبدون هذه الآثار، بل كانت شاهدًا على حضارتهم.

 وأوضح أن القرآن الكريم أشار إلى قيمة الأثر حين قال الله تعالى: «فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية»، مبينًا أن النظر إلى الآثار لا يكون من باب التقديس، وإنما للاستفادة من قيمتها العلمية والحضارية، مثل معرفة المصريين القدماء بحركة الشمس والفلك والطب والعمارة، وهي علوم أقرّها الإسلام وشجّع على دراستها لأنها تُظهر آيات الله في خلقه.

رئيس جامعة الأزهر يشهد حفل تخريج دفعة جديدة من أبناء إندونيسيارئيس جامعة الأزهر يفتتح معرضا للكتاب بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات

وأكد الدكتور فايد أن المسلمين عندما فتحوا مصر لو وجدوا أهلها يعبدون هذه الآثار لهدموها على الفور، لكنهم أدركوا أنها شواهد حضارية لا تتعارض مع العقيدة، بل يمكن أن تكون مصدرًا للعلم والمعرفة.

ومن جانبه، أوضح الدكتور مجدي عبد الغفار حبيب، أن القضية الأساسية تكمن في تصحيح المفاهيم وإزالة الخلط بين التقديس والتدنيس، فليس كل ما هو مقدس يجب أن يُدنس، ولا ما هو مدنس يجب أن يُقدس، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ قدّم نموذجًا في الفهم الصحيح عندما تعامل مع جبل أُحد بعد معركة أُحد رغم الهزيمة، فقال: «أُحُدٌ يُحبنا ونحبه»، ولم يأمر بطمس معالمه أو تغييره.

وأضاف أن الدفاع عن الحق يحتاج إلى معرفة صحيحة، مبينًا أن هناك أربع قواعد أساسية للتعامل مع الأمور وهي: من الخطأ أن يدافع عن الحق أهل الباطل، أو من لا يعرف الحق، أو من لا يحسن عرض الحق، أو من لا يعرف أساليب أهل الباطل. 

وشدد على أن من يمتلك زمام الكلمة يمتلك العالم، مؤكدًا أن تصويب المفاهيم يجب أن يتم بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن الإسلام لم يأتِ لطمس الحضارات، بل لاحتوائها وتصحيح مسارها، داعيًا إلى نظرة واعية للآثار والحضارات القديمة تقوم على الفهم الصحيح لا على الجهل أو التعصب.

طباعة شارك الجامع الأزهر فعاليات ملتقى الأزهر ملتقى الأزهر الأزهر ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة

مقالات مشابهة

  • «تكريمه للخدم»
  • عطاءُ الشهادة
  • كيفية التعامل مع العدوى في الإسلام
  • مكانة المؤذن في الإسلام وأهم شروطه
  • خصوصية جبل الطور حتى يتجلى الله تعالى عليه
  • أنتم مرآة حضارتكم.. أمين الإفتاء: حسن معاملة السياح واجب اقتداءً بتعاليم النبي
  • ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة يناقش نظرة الإسلام إلى الآثار والحضارات القديمة
  • عيد الحب.. أمين الفتوى يوضح الضوابط الشرعية للاحتفال
  • الإفتاء توضح حكم الشرع فى إقامة المتاحف ووضع التماثيل داخلها
  • هل الحب حلال أم حرام؟ .. الإفتاء تحدد شروط المشاعر بين الرجل والمرأة