يمانيون / تحليل خاص

عمت أجواء من الفرح والارتياح أوساط المواطنين في محافظة الضالع ومحيطها، عقب إعادة فتح الطريق الحيوي (دمت – مريس – قعطبة)، الذي ظل مغلقًا لما يقرب من تسع سنوات بفعل الحرب والعدوان على اليمن. ويُعد هذا الطريق شريانًا استراتيجيًا يربط بين شمال البلاد وجنوبها، ما يجعل من إعادة فتحه حدثًا وطنيًا بامتياز، يتجاوز الأبعاد الخدمية إلى مستويات أعمق سياسية واجتماعية.

البعد الوطني: طريق يعيد وصل ما انقطع
يمثل فتح هذا الطريق خطوة باتجاه إعادة لحمة الجغرافيا اليمنية، التي تعرضت للتشظي بفعل سنوات العدوان. وإعادة فتح هذا الشريان الحيوي يُعد رمزًا لإمكانية ترميم النسيج الوطني بين الشمال والجنوب، بعد عزلة فرضتها ظروف الصراع.

البعد السياسي: رسائل التهدئة الميدانية 
فتح الطريق لم يكن قرارًا إداريًا بسيطًا، بل خطوة سياسية تعكس توافقًا ميدانيًا ضمنيًا بين صنعاء وعدن. وفي حين لم تعلن أي جهة رسمية عن اتفاق مباشر، فإن مثل هذه الخطوات لا تتم دون تنسيق ميداني، ما يشير إلى وجود نية لخفض التوترات.

البعد الاجتماعي: كسر العزلة وتخفيف المعاناة
الآثار الاجتماعية لفتح الطريق ظهرت جلية من خلال الارتياح الشعبي الواسع ومظاهر الفرح التي عمت المناطق المجاورة. خلال سنوات الإغلاق، كانت الأسر اليمنية تتحمل تكاليف باهظة نتيجة استخدام طرق بديلة وعرة، ما أدى إلى صعوبات في التنقل بين المحافظات وتأثر الخدمات الصحية والتعليمية والتجارية.

ختاماً 

فتح الطريق لا يُعد مجرّد خطوة لوجستية، بل هو مؤشر عميق على رغبة اليمنيين الصادقة في تجاوز الانقسام واستعادة نسيجهم الاجتماعي الذي عبثت به سنوات العدوان وتعكس مشاعر الفرح التي عبّر عنها المواطنون استعداداً نفسياً للتعايش والسلم، ما يثبت أن روح اليمنيين أقوى من رهان أي تحالف يسعى لإبقاء جذوة التوتر مشتعلة.

وبينما يراهن البعض على استمرار الانقسام، يراهن اليمنيون اليوم على الأمل، وعلى أن السلام الحقيقي يبدأ بخطوة – وقد بدأت بالفعل.
لكن هذا التوافق الشعبي والفرحة العارمة لم يَرُق لأدوات التحالف من المرتزقة، الذين سارعوا إلى التغطية الإعلامية المُضادة وتشويه هذا المشهد الوطني، في محاولة يائسة لحجب الحقيقة خدمةً لأسيادهم في السعودية والإمارات، وخشيةً من خسارة مصالحهم التي لا تزدهر إلا في ظل التوتر والانقسام. وفي مواجهة هذا التزييف، يظل صوت الشارع اليمني أوضح وأقوى، مؤكداً أن إرادة الشعوب لا يمكن أن تُصادر طويلاً.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فتح الطریق إعادة فتح

إقرأ أيضاً:

تيسمسيلت: وزير الأشغال العمومية يعاين مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 120

يواصل وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، عبد القادر جلاوي، زيارة عمل وتفقد تدوم يومين إلى ولاية تيسمسيلت.

خصِّصَ يومها الأول لمعاينة مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 120 الرابط بين بلدية العيون وحدود ولاية الجلفة، على مسافة تقدّر بـ22 كيلومتراً.

وكان في استقبال الوزيرِ، والي الولاية، بوزايد فتحي، مرفوقاً بـرئيس المجلس الشعبي الولائي، وممثل وسيط الجمهورية المحلي. إلى جانب السلطات العسكرية والأمنية، وإطارات القطاع والولاية، فضلاً عن حضور واسع لوسائل الإعلام المحلية والوطنية.

وتندرج هذه الزيارة ضمن مسعى القطاع لتسريع وتيرة إنجاز المشاريع القاعدية وتحسين شبكة الطرق الوطنية. بما يسهم في تعزيز الربط بين الولايات المجاورة ودعم الحركية الاقتصادية والتنموية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • خوري تلتقي وفداً من «المجلس الأعلى للدولة» لدعم خارطة الطريق السياسية
  • عربية النواب: قمة شرم الشيخ لحظة تاريخية تعيد الأمل لشعوب المنطقة
  • تيسمسيلت: وزير الأشغال العمومية يعاين مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 120
  • خوري تبحث مع «عقيلة صالح» خارطة الطريق السياسية
  • النائب أيمن محسب: قمة شرم الشيخ لحظة تاريخية تعيد الأمل لشعوب المنطقة
  • برلماني: قمة شرم الشيخ لحظة تاريخية تعيد الأمل لشعوب المنطقة.. وتؤكد أن السلام خيار الشعوب
  • غوتيريش يدعو لوضع خارطة طريق تشمل انتخابات وطنية في ليبيا
  • سعيد الزغبي: قمة شرم الشيخ للسلام تعيد التأكيد على شرعية مصر السياسية وقدرتها على هندسة التوازنات الإقليمية
  • بعد صدورها رسميًا.. لائحة "عمال المنازل" خطوة نحو تعزيز الحماية القانونية والاجتماعية وتحسين بيئة العمل
  • شرم الشيخ.. مدينة السلام التي تحتضن الأمل من جديد