لاحظ علماء الفلك بقعة داكنة ضخمة وغامضة على سطح كوكب نبتون يبلغ قطرها نحو 10 آلاف كم (6200 ميل) من الأرض لأول مرة، مع وجود نقطة مضيئة أصغر غير متوقعة بجوارها.

إقرأ المزيد غيوم نبتون اختفت بشكل مفاجئ والشمس هي الجاني

وفي حين أن العلماء ما زالوا لا يفهمون منشأ هذه الرقعة الغامضة على السطح الأزرق للعملاق الجليدي البعيد، فإن الملاحظات الجديدة التي تم إجراؤها باستخدام التلسكوب الكبير جدا (VLT)، التابع للمرصد الجنوبي الأوروبي (ESO)، يمكن أن تساعد على إلقاء بعض الضوء على هذه الميزة المحيرة.

اكتشفت بقعة مظلمة على نبتون لأول مرة بواسطة المركبة الفضائية "فوياجير 2" التابعة لناسا في عام 1989 عندما حلقت بالقرب من الكوكب الثامن من كواكب المنظومة الشمسية في طريقها للخروج منها.

وكانت البقع الداكنة على سطح الكواكب مألوفة لدى علماء الفلك أصلا منذ القرن التاسع عشر، وكانوا يدرسون "البقعة الحمراء العظيمة" لكوكب المشتري، وهي عاصفة ظلت تضرب الكوكب الغازي العملاق منذ 200 عام على الأقل. ومع ذلك، كانت البقعة المظلمة على نبتون غريبة، لأنها اختفت بعد ملاحظات "فوياجير 2".

ثم، في عام 2018، اكتشف تلسكوب هابل الفضائي العديد من البقع المظلمة الجديدة على نبتون في نصفي الكرة الجنوبي والشمالي للكوكب.

ويقول الخبراء إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد بقعة مظلمة على الكوكب الأزرق باستخدام تلسكوب أرضي.

وتُعد هذه المعالم العرضية في الخلفية الزرقاء للغلاف الجوي للكوكب لغزا بالنسبة لعلماء الفلك، لكن النتائج الجديدة قد توفر مزيدا من الأدلة حول أصلها.

???? Astronomers observe a mysterious dark spot — and adjacent bright spot — in #Neptune’s atmosphere for the first time from Earth ????

The #VLT observations shed new light on the nature of such spots, which have long puzzled scientists ➡️ https://t.co/f0YYB3gw0Jpic.twitter.com/r9YcrkwEz3

— ESO (@ESO) August 24, 2023

وقال المؤلف المشارك مايكل وونغ، الباحث في جامعة كاليفورنيا ببيركلي، في الولايات المتحدة: "هذه زيادة مذهلة في قدرة البشرية على مراقبة الكون. في البداية، لم نتمكن من اكتشاف هذه البقع إلا عن طريق إرسال مركبة فضائية إلى هناك، مثل فوياجير. ثم اكتسبنا القدرة على رصدها عن بعد باستخدام هابل. وأخيرا، تطورت التكنولوجيا لتمكيننا من ذلك من الأرض".

والبقع الكبيرة هي سمات شائعة في الأغلفة الجوية للكواكب العملاقة، وأشهرها البقعة الحمراء العظيمة لكوكب المشتري.

إقرأ المزيد مركبة برسفرنس المريخية ترصد بقعة شمسية كبيرة ستكون مرئية قريبا من الأرض

وأضاف باتريك إيروين، الأستاذ في جامعة أكسفورد والمحقق الرئيسي في الدراسة: "منذ الاكتشاف الأول للبقعة المظلمة، كنت أتساءل دائما ما هي هذه الميزات المظلمة القصيرة العمر والمراوِغة".

واستخدم العلماء بيانات من التلسكوب الكبير جدا (VLT) لاستبعاد احتمال أن تكون البقع الداكنة ناجمة عن اختفاء السحب.

ولكن بدلا من ذلك، تشير الملاحظات إلى أن البقع الداكنة من المحتمل أن تكون نتيجة جزيئات الهواء المظلمة في طبقة أسفل طبقة الضباب المرئية الرئيسية، حيث يمتزج الجليد والضباب في الغلاف الجوي لنبتون.

ونظرا لأن البقع الداكنة ليست سمات دائمة للغلاف الجوي لنبتون، ولم يتمكن علماء الفلك من قبل من دراستها بتفصيل كاف، لم يكن من السهل عليهم التوصل إلى هذا الاستنتاج.

لكنهم تمكنوا من القيام بذلك بعد أن اكتشفت وكالة ناسا وتلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية عدة بقع داكنة في الغلاف الجوي للكوكب، بما في ذلك واحدة في نصف الكرة الشمالي للكوكب تم اكتشافها لأول مرة في عام 2018.

إقرأ المزيد مذنب مكتشف حديثا يصبح مرئيا للعين المجردة في غضون أيام قليلة قبل أن يغادر نظامنا الشمسي إلى الأبد

وباستخدام أداة المستكشف الطيفي المتعدد الوحدات (Muse) الخاصة بالتلسكوب الكبير جدا (VLT)، تمكن العلماء من تقسيم ضوء الشمس المنعكس من نبتون وبقعته إلى الألوان المكونة له، أو الأطوال الموجية. وسمح لهم ذلك بدراسة المكان بتفصيل أكبر مما كان ممكنا من قبل.

وقال البروفيسور إيروين: "أنا سعيد للغاية لأنني لم أتمكن من إجراء الاكتشاف الأول لبقعة مظلمة من الأرض فحسب، بل أيضا من تسجيل طيف انعكاس لمثل هذه الميزة لأول مرة".

إن وجود الطيف مكّن علماء الفلك من تحديد الارتفاع الذي تقع فيه البقعة المظلمة في الغلاف الجوي للكوكب بشكل أفضل، كما قدم معلومات عن التركيب الكيميائي للطبقات المختلفة للغلاف الجوي، ما أعطى الفريق أدلة حول سبب ظهور البقعة المظلمة.

وقدمت الملاحظات أيضا نتيجة مفاجئة، وهي نوع نادر من السحابة الساطعة العميقة التي لم يتم التعرف عليها من قبل، حتى من الفضاء.

وظهر هذا النوع النادر من السحابة كنقطة مضيئة بجانب البقعة المظلمة الرئيسية الأكبر حجما، وفقا للملاحظات المنشورة في مجلة Nature Astronomy.

وأظهرت البيانات أن السحابة الساطعة العميقة الجديدة كانت على نفس المستوى في الغلاف الجوي مثل البقعة المظلمة الرئيسية. وهذا يعني أنها نوع جديد تماما من الميزات مقارنة بالسحب الصغيرة المصاحبة لجليد الميثان على ارتفاعات عالية والتي تمت ملاحظتها سابقا.

المصدر: إندبندنت

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الفضاء النظام الشمسي بحوث كواكب مركبات فضائية ناسا NASA فی الغلاف الجوی البقع الداکنة علماء الفلک على نبتون من الأرض لأول مرة

إقرأ أيضاً:

استمر نحو 20 ثانية.. «معهد الفلك» يوضح تفاصيل زلزال اليوم

قال رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور شريف الهادي، إن الزلزال الذي وقع صباح اليوم الخميس، في جزيرة كريت استمر الشعور به ما بين 15 إلى 20 ثانية، ولم يؤثر على البنية التحتية في مصر نتيجة لبعد مركزه عن الأراضي المصرية بأكثر من 400 كيلومتر، وهي مسافة آمنة لا تسبب أي أضرار.

وأوضح الهادي في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، أن الهزات الارتدادية التي تتبع الزلازل الكبرى تكون دائما أقل قوة، ويتناقص عددها مع مرور الوقت، مؤكدا أنه لا توجد مخاوف منها.

وأضاف أن الشبكة القومية لرصد الزلازل تتابع النشاط الزلزالي في جمهورية مصر العربية على مدار 24 ساعة يومياً، من خلال التحليل الفوري للبيانات، وتحديد التوزيعات الجغرافية للزلازل وقوتها، ويتم الإعلان عن هذه البيانات بشكل لحظي.

يذكر أنه عقب زلزال 12 أكتوبر عام 1992، أنشأت مصر الشبكة القومية للزلازل بهدف متابعة ودراسة النشاط الزلزالي والتقليل من مخاطره، وتتكون هذه الشبكة من أكثر من 63 محطة زلازل حقلية تغطي جميع أنحاء الجمهورية، وتعمل جميعها بالطاقة الشمسية، وترسل بياناتها لحظياً عبر الأقمار الصناعية إلى المركز الرئيسي للمعهد، بالإضافة إلى خمس مراكز فرعية في أسوان، وبرج العرب، والغردقة، ومرسى علم، والواحات، كما تم تركيب أكثر من 17 جهازًا داخل أنفاق السد العالي وعلى جسم خزان أسوان والمناطق المحيطة به، لقياس عجلة الزلازل.

وكانت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل، التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، قد سجلت في تمام الساعة السادسة و19 دقيقة و38 ثانية من صباح اليوم، هزة أرضية بلغت قوتها 6.24 درجة على مقياس ريختر، في جزيرة كريت على بعد 499 كيلومتراً شمال مدينة مرسى مطروح، وقد شعر بها عدد من المواطنين في بعض المناطق، ووقعت الهزة على خط عرض 35.70 درجة شمالاً، وخط طول 25.96 درجة شرقاً، وعلى عمق 68.91 كيلومتر.

اقرأ أيضاًزلزال بقوة 4.5 درجات يضرب جزيرة إيفيا اليونانية ويشعر به سكان أثينا

استمر 20 ثانية فقط.. البحوث الفلكية تكشف سبب الشعور القوي بالزلزال

مقالات مشابهة

  • إعلان رسمي من معهد الفلك يخص زلزال 6 الصبح
  • استمر نحو 20 ثانية.. «معهد الفلك» يوضح تفاصيل زلزال اليوم
  • «الصحة»: معظم حالات الإرهاق والخمول سببها ارتفاع الحرارة
  • جسم كروي غامض يحير علماء الفلك
  • حظوظ ذهبية لمواليد اليوم: ماذا يخبئ لكم الفلك؟
  • الفلك في خدمة الحرب.. تسخير العلوم السماوية في النزاعات العسكرية
  • 17 شهيدا بالقصف الجوي الإسرائيلي المتواصل على غزة
  • البابا تواضروس: منطقة أبو مينا الأثرية هي بقعة مقدسة يفتخر بها كل المصريين
  • الحصار الجوي اليمني يكبد العدو خسائر مادية ضخمة في مطار بن غوريون
  • تعيين شلباية مدربا لفريق البقعة لكرة القدم