يمن مونيتور:
2025-05-21@13:30:21 GMT

جسم كروي غامض يحير علماء الفلك

تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT

جسم كروي غامض يحير علماء الفلك

يمن مونيتور/قسم الأخبار

اكتشف العلماء جسيما في مجرة درب التبانة أطلقوا عليه اسم “تيليوس”، وهو عبارة عن فقاعة كروية شبه مثالية. يُعتقد أن أصلها مرتبط بانفجار نجمي، لكن التفاصيل لا تزال تحير علماء الفلك.

وقد أطلق على الجسم اسم تيليوس (من الكلمة اليونانية القديمة التي تعني “الكمال”)، لأن شكله متماثل بشكل لافت للنظر، وسلوكه لا يتناسب مع النماذج العلمية التقليدية.

اكتُشف هذا الجسم (الفقاعة) الغامض بواسطة التلسكوب الأسترالي ASKAP، كجزء من مشروع EMU (خريطة الكون التطورية). وقد سبق لهذا التلسكوب نفسه أن رصد ما يُعرف بـ”دوائر الراديو الغريبة” في الفضاء، وهي هياكل نادرة على شكل حلقات يصعب تفسيرها. لكن “تيليوس” يختلف عنها؛ فهو يقع داخل مجرة درب التبانة، وليس في أعماق المجرات البعيدة، مما يجعله أكثر قابلية للدراسة التفصيلية.

يتميّز “تيليوس” بانبعاثه الراديوي الحصري، حيث لا يظهر في الأطوال الموجية الأخرى. وتشير تحليلاته الطيفية إلى أنه قد يكون بقايا مُستعر أعظم من النوع Ia – أحد أشد الانفجارات النجمية عنفا، والذي يحدث عندما يصل القزم الأبيض إلى كتلة حرجة بامتصاص مادة من نجم مرافق، مما يؤدي إلى انهياره. إلا أن عدم تحديد المسافة الدقيقة للجسم يُشكّل عائقا رئيسيا يعقّد عملية التحليل بشكل كبير.

يطرح علماء الفلك احتمالين لموقع “تيليوس”: إما على بُعد 7,175 سنة ضوئية، أو 25,114 سنة ضوئية. في السيناريو الأول، يبلغ قُطر الفقاعة 46 سنة ضوئية، بينما يصل إلى 157 سنة ضوئية في الحالة الثانية. وتشير هذه التقديرات إلى أن عُمر البقايا قد يقل عن ألف عام، أو يتجاوز 10,000 عام.

المثير للاستغراب أنه – وفقا للنماذج الحسابية – كان يُفترض أن يصدر عن الجسم انبعاثات لأشعة سينية في كلا الحالتين، إلا أن الأرصاد لم تُسجّل أيا منها، وهو ما يُشكّل لغزا يحير الباحثين.

يستكشف الباحثون فرضية بديلة تشير إلى أن “تيليوس” قد يكون ناتجا عن مستعر أعظم من النوع Iax – وهو انفجار نادر لا يؤدي إلى تدمير القزم الأبيض بالكامل، بل يترك وراءه ما يُعرف بـ”نجم زومبي”.

بينما تتطابق بعض خصائص “تيليوس” مع هذا النموذج، إلا أن التفسير يتطلب أن يكون الجسم أقرب بكثير – على بُعد 3,262 سنة ضوئية فقط. ورغم وجود نجم مرشح في هذه المنطقة، إلا أن القياسات الفلكية الأخرى لا تدعم هذه المسافة القريبة، مما يُبقي الفرضية موضع تساؤل.

يُضفي التناسق شبه المثالي لـ”تيليوس” طبقة إضافية من الغموض العلمي، حيث تُعد هذه الظاهرة نادرة للغاية في عالم بقايا المستعرات العظمى. فعادة ما تكون الانفجارات النجمية وموادها المقذوفة غير متماثلة، إذ يتأثر شكلها بعوامل عدّة تشمل طبيعة الانفجار نفسه وخصائص الوسط بين النجمي المحيط.

ويُشير الشكل الكروي المثالي لـ”تيليوس” إلى أنه يتطور في بيئة شبه خالية من المادة، ولم يبدأ بعد في التفاعل مع أي أجسام مجاورة قد تشوه بنيته.

من وجهة نظر علمية، قد يمثل هذا الجسم نافذة فريدة لفهم آليات موت النجوم وتشكّل البنى الكونية. إلا أن كشف أسراره بالكامل يتطلب جيلا جديدا من الأجهزة الفلكية، تتمتع بدقة وحساسية غير مسبوقتين.

المصدر: mail.ru

 

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن سنة ضوئیة إلا أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

لأول مرة.. علماء يحولون الرصاص إلى ذهب لحظيًا

لطالما حَلَم الناس قديمًا -وربما في أيامنا الحالية أيضًا- بتحويل المعادن إلى ذهب، وهو الحلم الذي سعى "الخيميائيون" القدامى إلى تحقيقه، لكن محاولاتهم لم تكلل بالنجاح مطلقا.

وانتقالًا من القرن الثاني عشر إلى القرن الحالي، تحديدا 7 مايو/أيار 2025، تمكن مجموعة من الباحثين في مختبر فيزياء الجسيمات "سيرن" بسويسرا من إنتاج عدد ضئيل من جزيئات الذهب باستخدام الرصاص، باستخدام "مصادم الهدرونات الكبير"، الأكبر في العالم.

وتعد هذه التجربة الأولى من نوعها التي ترصد إنتاج الذهب وتحلله معمليًا، بحسب الدراسة التي نشرت في دورية "فيزيكال ريفيو سي".

اعتمدت الدراسة على التصادمات الطرفية للبروتونات بدلًا من التصادمات المباشرة التقليدية في مصادم الهدرونات الكبير (رويترز) هل نحن بصدد تحويل المعادن إلى ذهب؟

يُصَرِّح الدكتور مصطفى بهران -الأستاذ الزائر في قسم الفيزياء بجامعة كارلتون الكندية- للجزيرة نت: "الهدف الرئيس من هذا العمل دراسة أنماط انبعاث البروتونات في هذه التصادمات من أجل تعزيز فهم الفيزياء الأساسية، ما قد يساعد في تطوير النظريات المتعلقة بالتفاعلات النووية وإنتاج الجسيمات".

ويضيف بهران "البحث تقني تمامًا ولا توجد له تطبيقات مباشرة خارج المعرفة الفيزيائية، ولا يرتبط البحث كذلك بهدف إنتاج الذهب".

جدير بالذكر أن الرصاص يحتوي على 82 بروتونًا، بينما يضم الذهب 79 بروتونًا، ومن أجل أن يتحول الرصاص إلى ذهب، ينبغي أن يفقد الرصاص 3 بروتونات، الأمر الذي يحتاج إلى طاقة شديدة القوة، وهو الدور الذي مارسه "مصادم الهدرونات الكبير".

إعلان تصادمات من نوع مُخْتَلِف

تعتمد طريقة عمل مصادم الهدرونات الكبير على توجيه أشعة تحوي الهدرونات (جسيمات تحت ذرية غالبًا ما تتكون من البروتونات أو النيوترونات التي تمتلك قدرًا هائلًا من الطاقة) بسرعة مقاربة لسرعة الضوء، وهو سبب تسمية هذه الآلة باسم "مسارع الجزيئات".

ويُطلِق الجهاز حزمتي أشعة من هذا النوع حيث يعمل الباحثون على توجيههما -أي حزمتي الأشعة- باستخدام المجالات المغناطيسية إلى أن يكونا في اتجاه معاكس، الأمر الذي يؤدي إلى تصادم الجزيئات.

يوضح بهران أن التصادم الحادث في هذه الدراسة "تصادمات طرفية، بمعنى أن النوى (جمع نواة) لا تصطدم مباشرة ببعضها بعضًا، وبدلًا من ذلك تتفاعل من خلال القوى الكهرومغناطيسية دون أن تتلامس، إن صح التعبير".

ومرور هذه الأيونات بعضها بالقرب من بعض يُطلق قدرًا من الطاقة في صورة فوتونات، وتسبب هذه الفوتونات عالية الطاقة فقدان نواة ذرات الرصاص -المستخدمة في التجربة- لثلاثة بروتونات، مما يعني التَحَوّل إلى ذرات من الذهب.

البحث تقني تمامًا ولا يرتبط البحث كذلك بهدف إنتاج الذهب (شترستوك) ذهب غير مستقر

ما بين العامين 2015 و2018 رصد الباحثون كمية ذرات الذهب المتكونة جراء هذه التصادمات الطرفية، فقدروها بنحو 86 مليار ذرة من الذهب، أو ما يساوي نحو 29 تريليون من الغرام الواحد (1/29 تريليون غرام).

واتسمت هذه الذرات بانعدام استقرارها، فقد رصد الباحثون بقاء ذرات الذهب مدة ميكروثانية واحدة قُبيل اصطدامها بمكونات مصادم الهدرونات، أو تكسرها إلى جزيئات أخرى.

تتميز هذه الدراسة بأنها الأولى التي استطاعت رصد إنتاج ذرات الذهب وتحليلها معمليًا، نظرًا لوجود جهاز مخصص للكشف عن هذه الذرات ضئيلة الكم، بحسب بوليانا دمتريفا عالمة الفيزياء النووية الروسية.

التجربة تمثل خطوة نحو كشف المزيد من خبايا علم الفيزياء (شترستوك) فهم أكبر لكوننا الكبير

ويرى بهران هذه التجربة تمثل خطوة جديدة نحو فهم عالمنا بصورة أفضل من خلال الكشف عن مزيد من خبايا علم الفيزياء.

إعلان

ويضيف "استنادًا إلى هذا البحث يمكن استكشاف عدة اتجاهات محتملة مستقبلًا، منها تحسين النماذج النظرية لفهم انبعاث البروتون في هذه التصادمات، سواء بالأعمال النظرية الأساسية أو المحاكاة".

ويوضح بهران أنه "يُمكن أيضًا إجراء مزيد من التجارب التي تتضمن تصادمات مماثلة باستخدام طاقات مختلفة أو أنواع مختلفة من النوى، لمعرفة كيفية تَغَيُر أنماط انبعاث البروتون، وقد يسهم البحث في تطور فهمنا للفيزياء الفلكية".

الاستكشافات العلمية الكبرى تبدأ بأحلام

بدأت محاولات تحويل المعادن مثل الرصاص والنحاس قديمًا، مارسها من أُطْلِق عليهم آنذاك الخيميائيون، والخيمياء تمثل نوعًا من العلوم الأولية التي اعتمدت على المزج بين التجريب والفلسفة، وظهرت هذه الممارسات مبكرًا في مصر القديمة واليونان، ثم الدولة الإسلامية، إلى أن وصلت إلى أوروبا وذاع صيتها في القرن الثاني عشر.

وحاول الخيميائيون تحويل المعادن إلى ذهب عبر مزج عدد من المواد وتسخينها فيما يُشبه العمليات الكيميائية المتعارف عليها، مما يجعل الخيمياء تمثل خطوة أولى نحو علم الكيمياء.

وحلَم الخيميائيون -إلى جوار إنتاج الذهب- بالوصول إلى حجر المعرفة (حجر الفيلسوف) الذي اعتقدوا أنه سيساعدهم في الكشف عن سر الشباب والصحة الأبديَّتيْن، وهو بالطبع ما لم يتمكنوا من تحقيقه.

مقالات مشابهة

  • هدير غير عادي يجتاح الأرض!
  • حظوظ ذهبية لمواليد اليوم: ماذا يخبئ لكم الفلك؟
  • الفلك في خدمة الحرب.. تسخير العلوم السماوية في النزاعات العسكرية
  • روسيا.. ابتكار طرف اصطناعي يقرأ الأفكار
  • بن ناصر يواجه مستقبلاً غامضًا في مرسيليا
  • لأول مرة.. علماء يحولون الرصاص إلى ذهب لحظيًا
  • صاروخ صيني يربك عشاق الفلك أثناء مراقبة ثوران شمسي (شاهد)
  • جهاز غامض أمام «ترامب» خلال لقائه الرئيس السوري في الرياض يشعل التكهنات
  • اغتيال غامض لشيخ قبلي بارز في حضرموت شرقي اليمن