فندق الجيروسالم.. قصر عثماني بأثاث مصري في قلب القدس
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
"بأرض ما اشتهيتَ رأيتَ فيها فليس يفوتها إلا الكرامُ" ببيت الشعر هذا المحفور يدويا على باب خشبي والذي يعود للشاعر أبي الطيّب المتنبي، يستقبل فندق "جيروسالم" الذي يبعد بضع خطوات عن باب العمود نزلاءه وزوّاره.
شُيّد الفندق إبّان العهد العثماني وبالتحديد في عام 1890 كقصر لعائلة شرف المقدسية، وفي عام 1960 وأثناء تقليب إحدى الصحف عثر المقدسي سامي سعادة على إعلان عن بيع هذا القصر-الذي تبلغ مساحة بنائه 200 متر مربع وحديقته 100 متر مربع، بالإضافة لتسوية صغيرة- فاشتراه، وكان يستخدم حينها كفندق.
كان هذا البناء الأثري يستخدم خلال الحكم العثماني مقرا للجيش بهدف تعبئة الشباب للحرب العالمية الأولى، ولاحقا استخدم مدرسة إبّان الاحتلال البريطاني، ثم تحول إلى فندق إبّان الحكم الأردني وبقي كذلك حتى يومنا هذا.
ورغم أن إصابات مباشرة بالقذائف أحدثت أضرارا في الجانب الشرقي من الفندق خلال حرب النكسة عام 1967، فإن البناء الأثري ظلّ صامدا حتى اليوم، وحرصت عائلة سعادة المقدسية على صيانته ورعايته بشكل يخطف أبصار النزلاء والزوّار الراغبين بالاستمتاع بأجواء تاريخية وتراثية استثنائية.
يضم الفندق 14 غرفة ويحتوي على الكثير من المقتنيات الأثرية الفلسطينية من أثواب وأوان حجرية وفخارية ونحاسية، بالإضافة للمقاعد الخشبية العتيقة المزخرفة يدويا وأخرى مصنوعة من الخيزران.
إعلانويقع هذا الفندق الأثري في شارع "عنترة بن شداد"، وفي داخل كل غرفة يوجد شعر لهذا الشاعر، وخارج كل غرفة شعر لأبي الطيب المتنبي، أما أثاث الغرف فتمّ تصميمه وتفصيله خصيصا لصالح الفندق في مدينة دمياط المصرية، وعندما وصل إلى القدس قبل عقود كانت لدى صاحب الفندق المقدسي رائد سامي سعادة بعض الملاحظات والتعديلات فأُعيد الأثاث إلى مصر وأدُخلت عليه التعديلات قبل أن يُعاد مجددا إلى القدس.
وبالخروج من الفندق يودّع هذا المقدسي النزلاء ببيت شعر آخر للمتنبي محفور على الباب وهو "يا من يعز علينا أن نفارقهم وجداننا كل شيء بعدكم عدمُ".
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
انخفاض كبير في أسعار السلع في غزة مع إعلان وقف إطلاق النار
تراجعت أسعار السلع في قطاع غزة اليوم الخميس مع إعلان اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بعد شهور من الحصار والحرب، في تحول اقتصادي ملموس.
يأتي ذلك بعد قفزات كبيرة متفاوتة في الأسعار وصلت 8000% في بعض الحالات، ما أفقد العائلات والأفراد القدرة على الحصول على الحاجات الأساسية لا سيما مع تكرار النزوح بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب تركي: إسرائيل مصنع لمعاداة السامية وشعبيتها في أميركا تتراجعlist 2 of 2في غزة.. لكل فلسطيني خسارته الخاصةend of listووافقت حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة بما يشمل وقف إطلاق النار وتحرير الأسرى فيما يُتوقع أن يكون نهاية لحرب استمرت سنتين شملت أطرافا إقليمية.
وحسب مراسل الجزيرة نت في غزة إياد القطراوي ذكر أن الأسعار شهدت تراجعا ملحوظا وذكر على سبيل المثال، أن سعر كيلو السكر تراجع بصورة كبيرة خلال الأيام الأخيرة من 500 شيكل (154 دولار) إلى 5 شواكل (1.54 دولار)، وتراجع سعر كيس الطحين من 600 شيكل (185 دولار) إلى 45 شيكل (14 دولار) فقط خلال أيام، الأمر الذي أعاد الحد الأدنى من القدرة الشرائية لأهل غزة.
يرتبط التحسن في الأسعار مباشرة بتوقعات تدفق البضائع بعد الاتفاق، إذ تشير تسريبات إلى احتمال إدخال 400 شاحنة يوميا كبداية، ترتفع تدريجيا إلى 600 شاحنة، ورغم أن هذا العدد من الشاحنات لا يغطي كامل احتياجات سكان القطاع إلا أنه قفزة كبيرة مقارنةً بفترة الحرب، إذ كانت تدخل 70 شاحنة في أفضل الحالات.
التوقعات دفعت التجار إلى البيع السريع لمخزوناتهم قبل هبوط إضافي في الأسعار، ما يفسر نشاط الأسواق رغم ضعف السيولة العامة.
وحسب مراسل الجزيرة نت، فإنه رغم الانفراجة النسبية، لا يُتوقع أن يستمر الاستقرار ما لم يتم الحفاظ على وتيرة دخول الشاحنات وفتح المعابر بشكل دائم، فما زالت الأسواق تعاني من تشوهات تتمثل في اختلال العرض والطلب، وتباين الأسعار بين مناطق الشمال والجنوب، وضعف القدرة الشرائية حتى مع انخفاض الأسعار.
إعلان