فؤاد الحديدي.. شاب يمزج النصائح بالترفيه ليحرق التخاذل ويشعل الحماس
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
حقق الشاب فؤاد بن هيثم الحديدي شهرة واسعة خلال فترة قصيرة نسبيًا في الوسط الاجتماعي العُماني، بل والخليجي، إذ ارتفع عدد متابعيه في منصة "إنستجرام" من نحو 10 آلاف متابع إلى أكثر من 230 ألفًا خلال عام واحد تقريبًا. واشتهر بجملته المتكررة: "كم كيلو لازم أركض عشان أحرق؟"، وتتنوّع الإجابات حسب الوجبة بين "مندازي"، و"سمبوسة"، و"هريس"، و"شواء"، وغيرها من الأكلات الشعبية العُمانية.
من يتابع الحديدي يدرك أن رسالته تتمثل في نشر ثقافة النشاط البدني، إذ يحمل شعارًا دائمًا يردده في منشوراته ولقاءاته: "Don't skip cardio"، أي "لا تتجاوز التمارين الهوائية".
بدأ فؤاد رحلته التوعوية دون نية مسبقة ليصبح ما هو عليه اليوم من شهرة وتأثير؛ إذ كان في البداية يركض ويصوّر نفسه، لكنه وجد في ذلك مللًا وقلة حماس. ثم خطرت له فكرة "كم كيلو لازم أركض؟"، فبدأ بتناول وجبة معينة، يستعرض عدد السعرات الحرارية فيها، ثم يحسب المسافة التي عليه قطعها جريًا لحرق تلك السعرات. ويختار غالبًا أكلات تُعد خفيفة أو غير أساسية، ليطرح في النهاية سؤالًا لمتابعيه: "هل تستحق السمبوسة -مثلًا- كل هذا الجهد؟"، تاركًا لهم التفكير والإجابة.
وفي حديث خاص لـ"عُمان"، قال الحديدي: "جاءت الفكرة تزامنًا مع موسم العيد، حين يُقبل الناس على الحلوى العُمانية كطبق أساسي، فصورت مقطعًا عنها، وربطته بعدد السعرات الحرارية اللازمة لحرق ملعقتين منها، وانتشر المقطع بشكل هائل، وتجاوز المليون مشاهدة، رغم أن عدد متابعيني حينها لم يكن كبيرًا".
يسعى فؤاد إلى تقديم محتوى ترفيهي توعوي في آنٍ واحد، إذ يرى أن الفائدة تُثمر أكثر حينما تُقدَّم بأسلوب ممتع، ويؤكد على موثوقية المعلومات التي يقدمها، موضحًا: "أنا دائم الاطلاع على المصادر الموثوقة وكل جديد في المجال. كما أنني لا أروّج لنظام غذائي معيّن، فالمسألة تتعلق دائمًا بالكمية. فمثلًا، لا بأس بكوب من القهوة، لكن المشكلة تبدأ حين يُفرِط الشخص في تناولها".
ويستهدف الحديدي فئة عمرية تتراوح بين 18 و35 عامًا، وهي الأكبر ضمن جمهوره، وتشكل نحو 60% من متابعيه، إلى جانب فئات أخرى، خاصة فئة المراهقين. ومهما اختلفت الفئة، فإنه يشعر بالمسؤولية تجاه ما يقدّمه، ويحرص على تعميم ثقافة الحياة الصحية، فلا يقتصر على النشاط البدني فقط، بل يقدّم نصائح تتعلق بالأكل غير الصحي، وأضرار التدخين، وكذلك الجانب النفسي مثل الاكتئاب.
وعن مسؤوليته تجاه محتواه، قال: "بكل أمانة، أنا دائمًا أبدأ بنفسي، وأحاسبها قبل الآخرين. وأسأل نفسي: هل سيكون أهلي فخورين بما أقدّمه؟ هل أبنائي في المستقبل سيفخرون بي؟ فالمقياس الأول بالنسبة لي هو رضاي الشخصي. وحتى الآن، لم أندم على شيء قدّمته".
ويتّضح أن المحتوى الهادف الممزوج بروح الدعابة والكوميديا يلقى صدى واسعًا. فبعد أن أصبح فؤاد مؤثرًا اجتماعيًا، بات مقصدًا للعديد من الجهات المنظمة للفعاليات الرياضية التي تؤمن برسالته وقاعدته الجماهيرية. وقد روّج للعديد من المبادرات والماراثونات داخل سلطنة عُمان وخارجها. وقال عن بعض مشاركاته: "تعاونت مع شركات كثيرة، أولها (سابكو) المنظمة لماراثون مسقط، كما شاركت في ماراثونات بمحافظات أخرى. وتعاونت أيضًا مع جهات في السعودية والبحرين، ومؤخرًا مع (ريد بُل) في فعالية ركض عالمية".
وفي عالم التواصل الاجتماعي، تتنوّع المعلومات المتعلقة بالرياضة، وتتضارب أحيانًا، خاصة فيما يخص إنقاص الوزن، ما قد يثير الجدل بين المتابعين. فهل يدخل الحديدي في هذه الدوامة؟ يجيب: "أغلب التناقضات تتركز في مسألة واحدة، هي إنزال الوزن. لذلك، وبعيدًا عن كل الآراء، هناك قاعدة بسيطة: إذا كان هناك عجز في السعرات الحرارية، فسوف ينخفض الوزن. أي أنك إذا أكلت أقل من احتياجك اليومي، فستخسر الوزن. والمعادلة هي: مارس الرياضة، واضبط كميات الأكل، وستصل إلى هدفك".
وعن شعاره "Don't skip cardio" وسبب اختياره، يقول فؤاد: "أهدف إلى نشر ثقافة ممارسة الرياضة يوميًا بأبسط الوسائل وأقل التكاليف، فرياضة الكارديو – أي الرياضات الهوائية مثل المشي والجري – لا تحتاج إلى مهارات أو أدوات معقدة، ويمكن للجميع ممارستها. هذا ما أحاول غرسه في المجتمع: أن تصبح الرياضة أسلوب حياة. ولا يعني هذا أن تمارين المقاومة ليست مهمة، بل العكس، يمكن ممارستها في المنزل بأدوات بسيطة أو حتى بدون أدوات، بعيدًا عن الاشتراكات المكلفة. كذلك من المهم اكتساب ثقافة الأكل الصحي، والاطلاع على مكونات الأطباق. فمثلًا، قد تكون سلطة معينة أعلى في السعرات من وجبة برغر. تثقيف النفس أمر جوهري".
وفي لقائنا مع فؤاد الحديدي، لمسنا شخصيته المتصالحة مع الآخرين، المتقبّلة للجميع، والتي لا تكترث بالتعليقات السلبية، إذ يقول: "هي تعكس صاحبها". لكنه لم يجد سبيلًا للتصالح مع "الماتشا"، المشروب الأخضر الشهير، رغم تشابه لونه مع لون سيارته الغريبة التي يجوب بها مسقط وتحمل عبارة "كالو". وعن ذلك يقول: "قبل أن أجرب الماتشا، كنت مع مجموعة من السياح في أحد الأودية، وسألونا عن الطحالب، فأجبت مازحًا أنها (ماتشا)، وانتشر المقطع. لاحقًا، قدّم لي أحد الأصدقاء مشروب الماتشا، لكن لم أستسغه، ووصفته بطعم الحناء. لا يعني أني تذوقت الحناء، لكن أحيانًا نشعر بالطعم من خلال الرائحة".
أما عن "كالو"، فيقول: "هي شركة ارتبطتُ معها للترويج، وتقوم على فكرة نمط الحياة الصحية. بدأت في دول خليجية، وحطّت رحالها في مسقط، وتقدّم وجبات صحية محسوبة السعرات. والسيارة الغريبة هي وسيلة لجذب الانتباه وتشويق الجمهور للتعرف على (كالو)".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: دائم ا
إقرأ أيضاً:
الأسطورة هوليفيلد.. لياقة بدنية رهيبة في الـ62 من العمر
على الرغم من بلوغه الـ62 من العمر، إلا أن أسطورة الملاكمة إيفاندر هوليفيلد لا يزال يتمتع بجسم رياضي مذهل يعكس انضباطه وعدم توقفه عن ممارسة التمارين بعد اعتزله الفن النبيل قبل سنوات خلت.
ونشر الأميركي هوليفيلد صورة له عاري الصدر عبر حسابه على موقع إنستغرام، تظهر عضلاته القوية وبطنه المنحوت وعلق عليها: "صحيح أنني لم أعد أدخل الحلبة لكن لا يعني أنني أتوقف عن الاهتمام بنفسي.. لطالما كان الحفاظ على لياقتي البدنية جزءا من شخصيتي وهويتي".
وأوضح بطل العالم السابق في الوزن الثقيل "إن الحفاظ على اللياقة يبقي ذهني متيقظا، وجسدي قويا، وروحي متماسكة".
وحازت الصورة على اهتمام المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين أشادوا في تعليقاتهم بالأسطورة الحية، وكتب أحدهم: "دائما مستعد للقتال. عاداتك التدريبية ملهمة دائما". وكتب آخر: "إنه يبدو رائعا في أي عمر وقال ثالث: "العم مثل الآلة".
نظام هوليفيلد التدريبيوليس من المستغرب أن يكون جسد هوليفيلد في حالة ممتازة لأن روتينه اليومي عندما كان في ذروته يشمل جلسة صباحية مدتها ساعتان لتقوية العضلات، تليها تدريبات الملاكمة في منتصف النهار ثم تمرينات اللياقة البدنية في وقت متأخر بعد الظهر.
إعلانويكرر هوليفيلد هذا النظام الشاق 6 أيام في الأسبوع وفي طريقه ليصبح بطلا بلا منازع في الوزن الثقيل والوزن المتوسط.
View this post on InstagramA post shared by EVANDER “REAL DEAL” HOLYFIELD (@evanderholyfield)
مسيرة متميزةوخلال مسيرته المهنية المتميزة التي امتدت من عام 1984 إلى عام 2011، حقق الملاكم القوي الملقب بـ"ذا ريال ديل" تفوقا لا جدال فيه في فئة الوزن الثقيل، وقام بتوحيد جميع الأحزمة الرئيسية عام 1988 عندما تغلب على الكوبي كارلوس دي ليون، ثم فعل الشيء نفسه بعد عامين عندما هزم بستر دوغلاس في قاعة المؤتمرات في أتلانتيك سيتي.
وفي أول دفاع عن لقبه في الوزن الثقيل في أبريل/نيسان 1991، هزم هوليفيلد جورج فورمان في نزال كبير أُطلق عليه "معركة العصور". في ذلك الوقت، كان فورمان يبلغ من العمر 42 عاما، وكان ينافس من أجل ألقاب العالم للوزن الثقيل لأول مرة منذ عودته المعجزة إلى الحلبة في عام 1987 بعد فترة انقطاع دامت 10 سنوات.
وتنافس هوليفيلد مع عدد من أعظم الملاكمين على مر العصور مثل: لينوكس لويس وريديك بوي وجيمس توني ولاري هولمز، لكنه صنع التاريخ بمنافسته الشديدة مع مايك تايسون.
ونجح الملاكم القادم من ألاباما في التغلب على تايسون مرتين في عامي 1996 و1997.
واعتزل "ذا ريال ديل" الملاكمة الاحترافية عام 2011 بعد فوزه بالضربة القاضية على بريان نيلسن وهو في سن 48 عاما، محققا رقما قياسيا مذهلا بلغ 44 فوزا و10 هزائم في 57 نزالا.