البرش: ما يحدث في غزة عجز للإنسانية وفشل للمنظمات الدولية
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
وصف المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، الوضع الإنساني الحالي بأنه "عجز للإنسانية وفشل للمنظمات الدولية والأمم المتحدة"، محذرا من انهيار كامل في المنظومة الصحية بالقطاع.
وفي هذا السياق، انتقد البرش بشدة عدم قدرة إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع رغم المجاعة الضاربة، واصفا ذلك بأنه "عنوان للحضارة الغربية الفاشلة التي كانت تتغنى بحقوق الإنسان وتتفاخر بحقوق الطفل".
وأكد أن أطفال غزة يموتون أمام أعين أهاليهم، ولا يستطيع العالم أن يفعل لهم شيئا، في إشارة إلى عجز المجتمع الدولي عن توفير الحماية والمساعدة اللازمة.
وبشأن إستراتيجية الاحتلال المتبعة، أوضح البرش أن الاحتلال يستخدم سياسة التجويع ويستخدم سياسة "هندسة الفوضى" لإذلال الشعب الفلسطيني، مضيفا أنه يتعمد خلق حالة "الفوضى الغذائية" لأنه يريد أن يفكك المجتمع ويسعى إلى تدمير البنى النفسية والاجتماعية للمجتمع.
وفي هذا الإطار، حذر من أن الاحتلال يجرب في غزة أكبر تجربة لما يسمى بـ"الهندسة الاجتماعية المخيفة والعنيفة"، مشيرا إلى التدمير المنهجي للبنية المجتمعية الفلسطينية.
عمليات التهجير
وفي السياق ذاته، أشار إلى أن عمليات التهجير طالت مناطق واسعة، حيث تم تفريغ شمال غزة من حوالي 400 ألف نسمة وأيضا رفح، والآن يريد الاحتلال أن يفرغ خان يونس ومعظم المناطق في غزة.
إعلانوعلى الصعيد الصحي، أشار البرش إلى تراجع كارثي في عدد المستشفيات العاملة، موضحا أنه كان هناك 38 مستشفى عاملة قبل الحرب، تقلص عددها اليوم إلى 17 مستشفى تعمل بشكل جزئي، وقد خرجت 21 مستشفى عن العمل، بسبب غارات الاحتلال.
وأشار البرش إلى تدمير الاحتلال لمركز غسيل الكلى الوحيد في شمال غزة، والذي كان يخدم 160 حالة ويتبع المستشفى الإندونيسي، معتبرا ذلك واحدة من أبرز الانتهاكات للمنشآت الطبية.
وأوضح أن المركز، المسمى "نورة الكعبي"، قد بنته قطر وافتتحه السفير القطري تبرعا من السفير القطري في أميركا عن روح والدته، تم تدميره من قبل الاحتلال وتم إعادة ترميمه وافتتاحه قبل العدوان الأخير بأيام.
وقال الدكتور البرش: إن الاحتلال أحضر دبابة وما يقارب 5 جرافات كانت تمشي خلف الدبابة، ووصلت إلى المركز وبدأت تنهش به وكأنه "قطعة من اللحم"، ودمرته تدميرا كاملا لم يبقَ منه شيء.
ووصف البرش عملية التدمير بأنها تمت "بوحشية لا يمكن أن تُقاس في العالم"، وأضاف: لا أستطيع وصف ما يفعله الاحتلال اليوم، إنه يقتل شعب غزة بكل شراسة وبكل عنفوان.
متاهة الموت
وعن الحالة الإنسانية العامة، قال البرش إن "الناس تقيم في الشوارع لا تعرف أين تذهب، ولا ملجأ لهم إلا لله عز وجل، ولا تستطيع الكلمات أن توصف حالهم، فهم يعيشون حالة متاهة الموت الذي يلاحقهم من مخيم إلى مخيم".
وأشار البرش إلى استشهاد أفراد من عائلته بقصف إسرائيلي، حيث قال: قبل قليل استشهدت عائلة أختي أم مازن رحمة الله على زوجها وأولادها، "10 من أبنائنا توفوا قبل قليل، البيت كامل أنزله الاحتلال".
وأوضح أن بيت أخته كان قد قصفه الاحتلال الإسرائيلي في الطابق الرابع قبل حدوث هذه الهدنة وقتل حفيدها صلاح وأصاب ابنها الأستاذ المستشار مروان، واليوم دمر البيت، وكانوا يسكنون في هذا البيت المهدوم تحت الركام هي وأبناؤها، واليوم الاحتلال بدون سابق إنذار قصف البيت.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
البرش: المستشفيات عاجزة وأهل غزة ينقصهم الموت الرحيم
قال المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة الدكتور منير البرش -في مقابلة مع قناة الجزيرة- إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة دموية ضد مواطنين فلسطينيين كانوا يحتشدون في المنطقة المخصصة لتوزيع المساعدات غرب رفح جنوبي القطاع، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 30 شهيدا وحالات موت سريري وأكثر من 197 مصابا.
وأكد البرش أن طائرات "الكواد كابتر" نادت على المواطنين الغزيين بأن يذهبوا لأخذ المساعدات ولكنها أطلقت عليهم الرصاص، وكشف أن هناك شهداء ومصابين لم تستطع سيارات الإسعاف الوصول إليهم.
وذكر أن المستشفيات لا تستطيع استقبال العدد الكبير من الجرحى الذين سقطوا في المجزرة الإسرائيلية، بعد فقدان المستشفى الأوروبي في الجنوب.
وفي رده على سؤال للجزيرة عن أحوال الناس في غزة، قال البرش "ينقصنا الموت الرحيم".
خطة تهجير
ومن جهتها، أكدت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 200 مصاب وصلوا لمجمع ناصر الطبي، 30 منهم بحالة حرجة، و5 حالات موت سريري، موضحة أن الإصابات بحاجة عاجلة لوحدات الدم، وأن "الوضع الصحي كارثي، خصوصا بعد خروج مستشفيات شمال غزة عن الخدمة".
وذكرت أن الإصابات بأقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ بحاجة عاجلة لوحدات الدم في ظل نقص شديد في التبرع، لافتة إلى وجود نقص شديد في مستهلكات الجراحة والعمليات والعناية المركزة التي وصلت إلى أسوأ حالاتها.
إعلانومن جهة أخرى، انتقد البرش -في مقابلة مع الجزيرة- خطة توزيع المساعدات الإسرائيلية المدعومة أميركيا، واعتبرها "خطة تهجير منظم" وليست إنقاذا إنسانيا، مشيرا إلى أن الاحتلال يقوم بقتل جماعي للمواطنين والمدنيين.
وفي السياق نفسه، وصف مراسل الجزيرة هشام زقوت المنطقة التي يوجد فيها مركز توزيع المساعدات بالخطيرة، حيث تتواجد في قلب مناطق تواجد الجيش الإسرائيلي، وقال إنه لا يوجد تواصل بين الشركة الأميركية والمواطنين لإبلاغهم بوقت توزيع المساعدات، مشيرا إلى وجود عوائق كثيرة أمام عملية توزيع المساعدات.
ويذكر أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعلنت أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة وحشية باستهدافه آلاف المواطنين الذين توجهوا لمراكز توزيع مساعدات غرب رفح، وقالت إنه يستخدم مراكز تحت سيطرته كمصائد لاستدراج الجوعى الأبرياء ويمارس أبشع صور القتل والإذلال، وحملت حماس الاحتلال ومعه الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر في مواقع تنفيذ الآلية الاحتلالية لتوزيع المساعدات.
ويذكر أن إسرائيل بدأت منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأميركيا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة.
وتحدث البرش عن أزمة كبيرة يعانيها القطاع الصحي في غزة، حيث إن أكثر من 60% من المستلزمات الطبية مفقودة، والمساعدات الطبية التي لم تصل، رغم أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن هناك 3 آلاف شاحنة موجودة في العريش محملة بالأدوية وبالمستلزمات ولا يسمح لها بالدخول.
كما أن مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الأردن ممتلئة لا يسمح لها بالدخول.
ووصف البرش حالة المستشفيات في القطاع بأنها صعبة جدا، وأكد أن 49% من المستشفيات العاملة معداتها الطبية مدمرة وتضررت بشكل كبير جدا، و75% من المستشفيات التي تعمل بشكل جزئي ليس لديها مياه كافية، و88% منها لا يتوفر على مصدر كهرباء، و20% من المستشفيات العاملة لا تستطيع تقديم خدمات أساسية، و31% منها غير قادرة على تقديم رعاية الطوارئ والجراحة، بالإضافة إلى النقص الحاد في الأدوية الأساسية وفي المستلزمات الطبية.
إعلان