بريطانيا.. انتحار امرأة بعد قطع الدعم عنها بالخطأ من قبل وزارة العمل
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
في مأساة هزت الرأي العام البريطاني، خلصت محكمة بريطانية في تحقيق نادر من نوعه إلى أن انتحار السيدة جودي وايتينج، البالغة من العمر 42 عامًا، جاء نتيجة مباشرة لخطأ ارتكبته وزارة العمل والمعاشات البريطانية حين أوقفت إعاناتها بشكل غير مبرر.
وأعلنت الطبيبة الشرعية كلير بيلي، خلال الجلسة الثانية للتحقيق في الوفاة التي عقدت بمحكمة ميدلسبره، أن وايتينج أقدمت على الانتحار في ظل "تدهور حالتها النفسية"، والذي سببه قرار الوزارة بقطع إعاناتها، رغم كونها مقعدة وغير قادرة حتى على المشي.
وتركت وايتينج، وهي أم لتسعة أبناء، رسائل مأساوية قالت فيها إنها "لا تملك طعامًا" و"عاجزة عن دفع فواتيرها"، مضيفة: "ديون، ديون، ديون".
وكانت وزارة العمل قد أوقفت إعانة التوظيف والدعم الخاصة بها بعد عدم حضورها جلسة تقييم طبي، رغم أن غيابها كان بسبب دخولها المستشفى جراء إصابتها بالتهاب رئوي. كما حرمت لاحقًا من إعانة السكن وتخفيض ضريبة المجلس المحلي، ما أدى إلى انهيارها نفسيًا.
وقالت والدتها، جوي دوف، خلال الجلسة: "أعرف تمامًا أن وزارة العمل هي من تسببت في انتحار ابنتي. لقد كانت تبكي وترتعش من اليأس والعار، وفقدت الأمل في استعادة حقوقها".
وأضافت بغضب: "استغرق الأمر ثماني سنوات من النضال القضائي حتى نصل إلى هذه المرحلة. ما فعلوه بالضعفاء أمر مشين."
وأكد تقرير صادر عن جهة رقابية مستقلة أن قرار وقف الإعانات كان خاطئًا، وأن جودي كان لديها "عذر وجيه" لعدم حضور التقييم الطبي.
من جانبها، عبرت المسؤولة في وزارة العمل، هيلجا سويدنبانك، عن "أسف عميق"، واعترفت بوجود تقصير في التعرف على هشاشة حالة وايتينج الصحية والنفسية، مشيرة إلى تغييرات جارية في ثقافة الوزارة نحو "مزيد من التعاطف بدلًا من الجمود الإداري".
تعد هذه القضية واحدة من أبرز الأمثلة على العواقب الإنسانية القاسية لأخطاء إدارية في نظام الرعاية الاجتماعية، وتعيد فتح النقاش حول معاملة الفئات الضعيفة داخل المؤسسات الحكومية البريطانية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: انتحار بريطانيا وزارة العمل وزارة العمل
إقرأ أيضاً:
سداد ديون الغارمين بالزكاة والصدقات.. ضوابط مهمة
في ظل الأزمات المالية التي قد يمر بها بعض الأفراد، يتساءل الكثيرون عن مدى جواز استخدام أموال الزكاة أو الصدقات لسداد ديون الغارمين.
جواز سداد الدين من أموال الزكاة:
أشار العلماء إلى أنه يجوز سداد دين الغارم من مصرف "الغارمين"، وهو أحد مصارف الزكاة، بحيث يتم تمليك المال للغارم ليسدد به دينه. ويأتي ذلك ضمن أهداف الزكاة في تحقيق العدالة الاجتماعية وتخفيف أعباء المواطنين، خاصة من يعجز عن الوفاء بالتزاماته المالية.
الصدقات والهبات لتفريج الكرب:
ليس الزكاة فقط، بل يُباح أيضًا استخدام الصدقات والهبات لتفريج كربة الغارم، إذ يعد من الأعمال الخيرية التي يثاب عليها المسلم. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:«مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (رواه مسلم).
ويشير هذا الحديث إلى عظم أجر تفريج الكربة عن المؤمنين، سواء عبر المال أو أي وسيلة مشروعة.
ضوابط مهمة لسداد ديون الغارمين:
يجب أن يكون الغارم فعلاً عاجزًا عن سداد دينه بنفسه.
أن يتم استخدام المال في حدود ما يحقق الغرض، دون إسراف أو استغلال.
الالتزام بالأمانة في توزيع الزكاة والصدقات وفق الضوابط الشرعية، بما يحقق العدالة.
سداد دين الغارم من أموال الزكاة أو الصدقات يعكس روح التكافل الاجتماعي في الإسلام، ويعتبر وسيلة لتحقيق الرحمة وتفريج الكرب عن المسلمين، ويؤكد أن الدين الإسلامي لا يكتفي بالجانب الروحي فحسب، بل يولي اهتمامًا بالجانب المادي والمعيشي للمؤمنين.