٢٦ سبتمبر نت:
2025-12-12@17:05:10 GMT

لم يعد الوقت متاحاً لأحادية القيادة الأمريكية

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

لم يعد الوقت متاحاً لأحادية القيادة الأمريكية

في فترة سابقة أنبرى المتعصبون للإمبراطورية الامريكية يبشرون بأحادية السيطرة الأمريكية على العالم وعلى المجتمع الدولي .. حتى ظننا أن هذا القرن قرن أمريكي بامتياز لكن جرت مياه كثيرة تحت الجسور واستجدت قضايا وتبين ان البعبع الامريكي خيال من قش لا يهش ولا ينش واتضح إن الدور الأمريكي ينسحب إلى الداخل وان أمريكا بالكاد قادرة على أن تسند طولها في عالم متغير وعاصف .

. واتضح ان الساحة العربية والمنطقة السياسية العربية تشهد انكماشاً واضحاً للدور الامريكي الذي اصبح هلامياً ولم يعد له ذلك الأثر الذي كان يحدثه .. وكانت تجند له الطاقات الكبيرة ويسند إلى آليه فاعلة كانت تحرص على أن يكون للدور الأمريكي حضور وأثر وقابلية لدى الآخرين .

وفي هذا المضمار تشير صحيفة الجارديان البريطانية على لسان كاتبها سايمون تيسدال الى ان عصر الولايات المتحدة الامريكية ولى كما ولت من قبله الامبراطورية البريطانية .. ولم يكتف سايمون تيسدال بهذه العبارات الصادمة حول أفول الدور الأمريكي وتعرض الامبراطورية الامريكية الى بداية انهيارات متوقعة إذ يؤكد ان الاوضاع التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم تشير إلى ترجع نفوذ أمريكا في العالم ويضيف : ان عصر القوة المهيمنة في العالم اقترب من نهايته ..

وهذه التأكيدات البريطانية ومن صحيفة بريطانية تعتبر من الصف الأول في التأثير وفي التعبير عن المزاج الغربي العام وتحديداً المزاج البريطاني .. هذه التأكيدات أقوى رسالة ميزت الواقع الجيوسياسي في العالم وفي المنطقة العربية .. وربما هذا الذي قاد الى اطلاق المراقبين توقعات توضح ان النفوذ الامريكي في الشرق الأوسط في السنوات المقبلة ربما سيؤدي ويقود إلى طغيان جهود اعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية للمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط ..

هذه حقائق السياسة .. ومرتكزات النشاط الجيوسياسية للعديد من القوى الاقليمية الصاعدة أو للقوى الدولية التي تمتلك زخم الانشطة الاقتصادية المتدفقة , وهي ذات فاعلية مؤثرة جعلت أمريكا تقف امام أسئلة ملحة ومصيرية .. وقد كشفت هزال وهشاشة الإمبراطورية الأمريكية التي تشهد آلياتها وأدواتها تآكلاً واضحاً وفيما الرداء الأمريكي يتعرض للانكماش الواضح .. وهذا سوف يقود إلى تطورات عديدة في نطاقات اقليمية ودولية ربما لن تكون في مصلحة أمريكا أو في مصلحة دول الغرب التي تقودها أمريكا وسبق أن ورطتها في حرب مفتوحة مع الروس عبر الحصان الخاسر أوكرانيا التي نقلت الأزمة العميقة للرأس مالية إلى أوروبا ومفاصلها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ..

والواقع أن الامبراطورية الامريكية في الوقت الراهن لا تعيش امجادها التي كانت تمني نفسها بها .. وكان منظروها يؤكدون في العديد من نظرياتهم ان هذا القرن قرن أمريكي بامتياز .. لكن الذي جرى أن القرن الحادي والعشرين تحول إلى وبال والى ويلات امام أمريكا .. بدءاً من ازمة الرهن العقاري ووصولاً اليوم إلى أزمة الطاقة الخانقة .. وازمة التمرد الإقليمي على أمريكا وضربت النظرية الأمريكية في مقتل ولم تعد أمريكا احادية القطب , بل تعددت الأقطاب وتعدد النفوذ بكل صوره الاقتصادية والجيوسياسية , بل والعسكرية ورغم التفوق العسكري الأمريكي المهول لكنه ظل قاصراً ولم يحقق لأمريكا الابعاد السياسية التي كانت ترتجيها ..

وقد استطاعت الصين مؤخراً أن تمارس على واشنطن ضغوطاً اقتصادية عاصفة من خلال صناعة الليثيوم ووصولاً الى صناعة اشباه المواصلات .. وفي قادمات السنوات المنظورة سيكون على أمريكا ونظامها الرأسمالي المتوحش أن يواجه اشكالياته العديدة .. هذا النظام الذي اصبح يعاني من الكساح السياسي .. وأصبح في مرمى الاتهامات حتى من اقرب خلفائه الذين يرون في واشنطن مصدر توريط وذروة الاطماع التي لم تترك لحلفائها حتى متنفساً اقتصادياً جراء وقوع العالم أجمع في الأزمة الخانقة للطاقة وامن الطاقة . . ولم تحرك واشنطن أي جهد , بل تركت اوروبا لتحدياتها ولأزمتها في الطاقة .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

جمال عبد الجواد: إستراتيجية الأمن القومي تعلن أمريكا الباحثة عن مصالحها لا قيادة العالم

قال الدكتور جمال عبد الجواد، المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الأخيرة جاءت كحصيلة واضحة لما تراكم داخل السياسة الأمريكية من تناقضات وفجوات خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أنها تقدم صورة جديدة ومختلفة تمامًا لسياسة الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.


وأوضح "عبد الجواد" خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "المشهد" المذاع على فضائية "Ten"، مساء الأربعاء، أن واضعي الإستراتيجية بدأوا بتعريف جديد لمفهوم "الاستراتيجية" ذاته، وهو ما اعتبره "اختراعًا" يعكس رغبة في قطع الصلة بالماضي وتصحيح ما يرى صناع القرار أنه أخطاء وقعت فيها الاستراتيجية الأمريكية التقليدية.


وأشار  المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن أحد أبرز التحولات التي تطرحها الوثيقة هو تغيير صورة الولايات المتحدة كما عرفها العالم طيلة عقود، قائلًا: "أمريكا التي نعرفها هي دولة تقود العالم، لكن في هذه الإستراتيجية أمريكا لا تقود العالم، بل هي دولة تسعى وراء مصالحها فقط".

 مصطلح "التنافس الاستراتيجي"


ولفت إلى أن الوثيقة ركزت بشكل كبير على مفهوم "السيادة"، كما تجنبت استخدام مصطلح "التنافس الاستراتيجي"، رغم أن محتواها يشير إليه ضمنيًا، إذ تقدّم العالم باعتباره ساحة تتحرك فيها "دول ذات سيادة تبحث عن مكاسبها، في إطار يبتعد عن الرؤية التقليدية لدور الولايات المتحدة.


واعتبر أن الهجرة تشكّل المفارقة الثانية الكبيرة داخل الاستراتيجية، إذ تحظى بموقع محوري في تصورات صانعي الوثيقة حول التهديدات والأولويات الأمريكية في السنوات المقبلة.
واختتم قائلاً إن الوثيقة تعلن ولادة نهج أمريكي جديد يختلف جذريًا عن الصورة التاريخية لدور واشنطن كقوة قائدة، ويميل إلى واقعية سياسية تُقدّم المصالح المباشرة على الطموحات الكونية.

طباعة شارك جمال عبد الجواد الأمن القومي الأمن القومي الأمريكي

مقالات مشابهة

  • القيادة المركزية الأمريكية: التقديرات تشير إلى وجود نحو 60 مليون طن من الأنقاض في جميع أنحاء غزة
  • U S A وإسبانيا تطلبان خوض وديتين أمام منتخب مصر استعدادا لـ مونديال أمريكا
  • بشرى لـ منتخب مصر .. الحرس الثوري يهدد مشاركة نجم إيران في مونديال أمريكا
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • جمال عبد الجواد: إستراتيجية الأمن القومي تعلن أمريكا الباحثة عن مصالحها لا قيادة العالم
  • القيادة الوسطى الأمريكية: تعاون متزايد مع الشركاء في سوريا للقضاء على فلول تنظيم الدولة
  • بيكيه يكشف خطط التوسع لدوري الملوك في أمريكا قبل كأس العالم 2026
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة