في ظل المشهد السياسي المصري المتسم بالتعقيد والتوتر، برز اسم السياسي أحمد الطنطاوي كأحد أبرز رموز المعارضة التي سعت لإحداث تغيير حقيقي من داخل المجال السياسي.

وقد خاض الطنطاوي تجربة الترشح للانتخابات الرئاسية، لكنه واجه خلالها ضغوطًا شديدة وإجراءات أمنية قمعية، انتهت باعتقاله عقب انتهاء العملية الانتخابية.



وفي هذا الحوار الحصري مع موقع "عربي21"، يستعرض الطنطاوي تجربته في مواجهة السلطة، ويقدم رؤيته لمستقبل العمل المعارض في مصر، إلى جانب تقييمه لأداء النظام القائم، وموقفه من الملفات الحقوقية وعلى رأسها قضية المعتقلين السياسيين.

كما يتطرق الحوار إلى موقفه من القضية الفلسطينية، التي شكلت دائمًا إحدى أولوياته الوطنية والإنسانية، في محاولة لرسم ملامح الصراع القائم بين طموح التحول الديمقراطي والواقع القمعي الذي يرزح تحته المواطن المصري.
رجوع الأمل... أصبح على بُعد ساعات.

بعد شهور طويلة من الصبر والثبات والإيمان،
بنزف ليكم خبر طال انتظاره: كلها ساعات وتنتهي إجراءات الإفراج، وإن شاء الله أحمد الطنطاوي راجع بيته النهارده.#أحمد_الطنطاوي#رجوع_الأمل#الحرية_لمصر pic.twitter.com/12BgeIHdYE — Ahmed Altantawy - أحمد الطنطاوي (@a_altantawyeg) May 28, 2025
كيف تقيم ظروف الإفراج عنك، ولماذا ترى أنها لم تكن طبيعية؟
الإفراج عني لم يكن طبيعيًا لا في توقيته ولا في طريقته، رغم أنني كنت مصرا منذ اللحظة الأولى على أن أُعامل كأي سجين، دون استثناءات أو تمييز، وأن تُطبق علي الإجراءات المعتادة التي تسري على الجميع. لكن ما حدث معي كان فرض حصار داخل الحصار، أو ما يمكن تسميته "سجنا داخل السجن". 

الخروج تأخر بلا مبرر، وجاء بإجراءات استثنائية ومن مكان غير معتاد، وكل ذلك بهدف واضح "منع أي فرصة لأن يكون هناك أحد من أهلي أو أصدقائي أو زملائي لحظة الإفراج"، وكأن السلطة أرادت أن تمر اللحظة في عزلة تامة، دون شهود أو دعم رمزي. 

وهذا النهج يعكس رغبتهم في طمس حقيقة أن السجن لا يُغير أصحاب القضايا، ولا يُنسي الناس من دفعوا أثمانًا باهظة من أجل مبادئهم. وأنا لست استثناءً، بل أُكمل مسيرة طويلة سبقني فيها كثيرون ممن ضحوا أكثر، وأحبوا هذا الوطن بصدق.


هل أثرت تجربة السجن على شعورك الداخلي وعلى علاقتك برفاقك في النضال السياسي؟
أحد الأمور التي أستطيع اعتبارها من مميزات هذه التجربة القاسية، هو أنني شعرت بدرجة أعلى من السلام الداخلي دون أن أقصد٬ منحتني السلطة فرصة أن أكون مثل غيري، بل مثل من هم أفضل مني٬ أولئك الذين بدأنا معهم الطريق واتفقنا على أن نتقاسم الألم بكبرياء، ونتشارك الأمل بشجاعة.

خرجت من السجن بينما ما زال 150 من أعضاء حملتي الانتخابية، وزملائي، وأساتذتي، قابعين خلف القضبان، من بينهم المهندس يحيى حسين عبد الهادي الذي كان معي في نفس السجن، ولا يزال محتجزًا في مستشفى السجن. 

كنت أشعر بالعجز تجاههم، لأننا لم ننجح بعد في رفع الظلم عنهم، وهم لم يرتكبوا جريمة سوى التمسك برأي ومبدأ. وحين تتعرض لما تعرضوا له، تشعر بشيء من الرضا الداخلي؛ لا لأن السجن تجربة مرغوبة، بل لأنه حين يُكتب عليك أن تمر بها، تتقبلها بإيمان ورضا. 

وتدرك أن المبدأ الذي نسعى لتحقيقه يستحق هذا الثمن، حتى يأذن الله بزوال الظلم وتحقيق المستقبل الذي نؤمن بأننا نستحقه، وقادرون عليه، وقد دفعنا ثمنه عن قناعة.

السياسي #أحمد_الطنطاوي: سأواصل البحث عن مخارج وطرق تقود إلى الأمل والمستقبل #مزيد pic.twitter.com/LcLYJMOo4y — مزيد - Mazid (@MazidNews) June 2, 2025
كيف تواجه شكوك المواطنين في جدوى العمل السياسي٬ خاصة في ظل تجارب خذلتهم في الماضي؟
في إحدى جولات الانتخابات البرلمانية عام 2020، قابلني سائق توكتوك وقال لي إنه يعتقد بنسبة 75% أن كل ما نقوم به تمثيلية، لكنه لا يزال يحتفظ بـ25% من التصديق. 

أجبته بأنك لن تصدقني إلا إذا أسقطوني أو سجنوني، وربما حينها ستقول إنهم يفعلون ذلك ليمنحوني مصداقية. والحقيقة أن الناس معذورة في شكوكها بعد ما رأوه من خيبات أمل متكررة خلال السنوات الماضية. لكن في النهاية لا أحد يوقع شيكًا على بياض لأي شخص يحمل فكرة.

لو رأيت شخصًا يدافع عن حقوقك بصدق، فأيده اليوم حتى يتمكن من مواصلة الدفاع، وإذا انحرف غدًا، قف ضده. هذا ما يعطيك المصداقية الحقيقية. والدعم ليس التزامًا أبديًا، والأفكار نفسها قابلة للتغيير. قد لا يتغير من يحمل الفكرة، بل قد تكون أنت من يغير موقفه حين يؤمن بفكرة جديدة. المهم أن تظل بوصلتك هي المبدأ لا الأشخاص.


الطنطاوي: كلفة التعبير عن الرأي باتت باهظة للغاية

كيف ترى توازن العلاقة بين السلطة والشعب في ضوء التجاوزات الأمنية، وانسحاب المواطنين من المجال العام؟

المعادلة بين السلطة والشعب لها جانبان، وكل جانب فيه اتجاهات متباينة. من جهة السلطة، التزامها بالدستور والقانون يجب ألا يكون محل اجتهاد أو تفضيل؛ فالسلطة ليست صاحبة فضل، بل موظفون لدى الشعب يؤدون دورًا لفترة زمنية محددة وفق قواعد واضحة لا يجوز أن تُطبق بانتقائية أو على أساس شخصي. 

داخل هذا المعسكر، هناك من يؤمن بالعقل السياسي، وآخرون لا يعرفون إلا منطق القبضة الأمنية. لكن الواقع يشير بوضوح إلى ضمور العقل السياسي وتضخم غير صحي للعضلات الأمنية.

أما على جانب الناس، فالممارسات الأمنية القمعية دفعت الغالبية إلى الانسحاب من الحياة العامة، لا جبنًا أو خيانة، بل لأن كلفة التعبير عن الرأي باتت باهظة٬ من فقدان الحرية والاستقرار الأسري إلى تهديد المستقبل المهني. 

وقدرة الناس على تحمل هذه الكلفة تختلف من شخص لآخر، بل ومن لحظة لأخرى لدى الشخص نفسه، لذلك لا يصح أن نقسو على من أرهقته الظروف. ورغم كل ذلك، ستظل هناك أقلية وهذه طبيعة الأشياء٬ تصر على استكمال النضال. وكلما اشتدت المعاناة زاد التمسك بالفكرة. 

وأنت يا أحمد، تمثل هذه الفئة؛ شاب مصري دفع عشر سنوات من حياته لأنه صاحب موقف.
السلطة حين تختار القمع، فهي تراهن على كسر الشخص، أو تخويف غيره، أو التخلص منه مؤقتًا لأنه يمثل عقبة في طريقها. لكنها في المقابل، تدفع ثمنًا باهظًا من شرعيتها الأخلاقية والسياسية، ومن نظرة الناس والعالم لها.

كيف تقيم موقف السلطة من الحراك الشعبي، وما هي رسالتك بشأن استمرار نهج القمع؟
لا توجد سلطة تستطيع أن تدعي أنها غير مهتمة بما يجري من حولها، لكنها قد تختار أن تتظاهر بعدم الاكتراث. والدليل أنه مع مرور الوقت، نلاحظ تعزيزًا مستمرًا لآلة السيطرة والقمع؛ ولو أن الأمر لا يعنيهم فعلًا، فلماذا تتصاعد أدوات التحكم بهذا الشكل؟

رسالتي هنا، ونصيحتي الصادقة، وإن كانت موجهة لسلطة قد لا تهمني شخصيًا، إلا أن ما يهمني فعلًا هو مصير هذا البلد؛ استمرار هذا النهج القائم على الضغط المتواصل على الناس، قد ينجح فعلًا في دفع الأغلبية العظمى للانسحاب من المشهد العام، وإيثار السلامة على المواجهة. 

لكن الخطورة تكمن في القلة التي قد تلجأ إلى أساليب أخرى لا تتحملها الدولة، ولا نرغب نحن كمجتمع في المخاطرة بها، خصوصًا عندما يكون أمامنا طريق سلمي وآمن لتحقيق التغيير المنشود وبناء دولة تحترم القانون وتقوم على مؤسسات حقيقية.

فيعني لو مش بنشارك اخبار ماما لحظة بلحظة زي قبل كدة ده عشان احنا بس مستهلكين
هحاول اكتب حاجة تفصيلية اكتر اخر اليوم

بس بشكل عام كل حاجة زي ما هي
ماعندناش اخبار اكيدة او جديدة عن علاء
ماما في المستشفى تحت الملاحظة ٢٤ ساعةhttps://t.co/oYf78Om2V3#saveLaila #FreeAlaa — Mona Seif (@Monasosh) June 3, 2025
 الطنطاوي: ليلى سويف تقاوم بصمود من أجل ابنها

كيف تنظر إلى أوضاع المعتقلين السياسيين في مصر، وما تقييمك لخطاب السلطة حول السجون؟

أولًا، لا يمكن أن يأتي الحديث عن المعتقلين دون توجيه التحية والإعجاب الصادق لجسارة الدكتورة ليلى سويف، ليس فقط في موقفها اليوم، بل في صمودها الطويل في مواجهة محنة سجن ابنها. ومن هذا المنبر أُوجه تحية لكل أصحاب الرأي والفكر الذين ما زالوا في السجون.

أما ما تقوله السلطة عن "عدم وجود سجناء سياسيين"، فهو يتناقض تمامًا مع الواقع؛ في الداخل يُطلق على المعتقلين أرقام وتصنيفات مثل "سياسي" و"جنائي"، رغم إنكار وجودهم كـ"سياسيين" رسميًا. 

هم يسمّون السجن مركز تأهيل، والزنزانة غرفة، لكن الجوهر لا يتغير بهذه المسميات. وإذا كانت هناك نية صادقة للإصلاح، فلتكن البداية بتحويل هذه السجون فعلًا إلى مراكز تأهيل حقيقية، يُقاس نجاحها بالنتائج لا بالبروفات المعدة سلفًا، أو الحفلات المصورة بعناية، حيث يُنتقى فيها الأبطال والكومبارس بعناية لخدمة مشهد مزيف.

وكل من يدعو للمشاركة أو المقاطعة لديه وجاهة في منطقه، والواجب علينا أن نرتقي بنقاشاتنا السياسية ونتقبل الاختلاف كجزء أصيل من العمل السياسي، لا كاستثناء. ومن يرى أن لا جدوى من انتخابات تفتقد النزاهة وتكافؤ الفرص رأيه محترم، ومن يرى أن المشاركة فرض واجب لفرض الشروط وتحقيق التغيير التدريجي رأيه كذلك يستحق التقدير.

أنا من المدرسة التي ترى أن الأصل هو المشاركة، ما لم يتم منعي. وهذا حدث فعلًا في انتخابات 2020، ورغم العقبات غير المتخيلة التي خضناها٬ فقد نجحنا في صناديق الاقتراع، ورغم ذلك مُنعت من دخول البرلمان. 

ومع ذلك، اعتبرت أن مجرد تصديق الناس أنهم أغلبية، وأنهم يستحقوا فرصة، فهذا في حد ذاته مكسب. 

وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة، رغم علمي بعدم توافر الشروط، أصريت على الترشح حتى منعتني السلطة.

وأرى أن ما نحتاج تطوره فعلًا هو أداء المعارضة نفسها٬ فليس من المعقول أن في كل مرة نكرر نفس الأسئلة ونفس الحيرة ونرجع نرتبك وننقسم في اللحظة الأخيرة.  النضال الحقيقي يتطلب موقف واضح، وليس تردد دائم.

والذي يشارك لابد أن يكون بديلا حقيقيا، وليس تابعا للسلطة على قوائمها، لأنه ليس هناك شيء اسمه معارضة تدخل البرلمان بأسماء اختارتها السلطة ونسب قررتها سلفًا. ونحن لازلنا في مرحلة النضال وليس "اللعبة السياسية"، ولذلك مطلوب منا أن نكون جادين، واضحين، وواقفين بندية،  ولا نمثل دور المعارضة المسموح بها.


ما تقييمك لتجربة مشاركة بعض أطياف المعارضة في الحياة السياسية ضمن شروط السلطة؟
أظن أن التجربة أثبتت بوضوح أن الذين دخلوا بهذا الشكل دفعوا ثمن دخولهم امتنانًا للسلطة، وليس مكسبًا سياسيًا حقيقيًا. التجربة أثبتت أن هذا طريق مشروط، لا يضمن للمعارضة دور، ولا يضمن للناس تمثيل حقيقي.

ولذلك واجب على المعارضة أن تتعلم من الذي مضى وتستعد جيدا٬ وتوحد صفوفها وتدخل المشهد وهي ترى نفسها كبديل للسلطة، وليس كتابع لها أو كجزء من ديكورها السياسي.

 الطنطاوي: لو منعوا التوكيلات سنعمل كحزب تحت التأسيس

واجهت صعوبات كبيرة في جمع التوكيلات سواء للترشح للرئاسة أو لتأسيس حزب سياسي.. كيف تصف هذه التجربة؟
الذي حدث في توكيلات الرئاسة تتكرر بالحرف في توكيلات تأسيس الحزب، والسلطة تتعامل بنفس أدوات المنع والتضييق. 

أيام الرئاسة، الذين تصدروا مشهد التوكيلات تعرضوا للحبس والقمع، وهذا ما يحدث الآن.

موظفو الشهر العقاري نفسهم كانوا يتندرون أنهم أطلقوا على الكتاب الدوري الذي جمّد توكيلات الأحزاب اسم "الكتاب الدوري لأحمد الطنطاوي"، وخصصوا مكتب أو اثنين في كل محافظة، وأي حد يحاول يعمل توكيل يتم التعامل معه بنفس منطق "روّح يا ابني"، رغم إن في ناس أصرت وعملت التوكيلات، ومنهم زملاء وأصدقاء يدفعون الآن ضريبة الحرية.

المفارقة أن هناك أحزاب تعمل تحت التأسيس منذ سنين، لكن التعامل معنا كان مختلف لأننا بنقول كلام واضح ونعمل في النور.  ورغم التضييق، أنا دائما أقول لهم: لو أعطيتونا ساعتين فقط بدون تدخلات سنكمل الخمس آلاف توكيل. ومع ذلك اتهمونا زورًا بتزوير التوكيلات، وهذا رغم إن الحكم القضائي نفسه وصفها بالمخالفة الانتخابية٬ لأننا لم نأخذ إذن الهيئة الوطنية، وليس لأنها مزورة.

وعندما أصر الناس خارج مصر على عمل التوكيلات٬ وظهر أن الأغلبية الكاسحة كانت لصالحي. هنا السلطة ضاقت ذرعا وبدأت السفارات تغلق أبوابها أو تحد من عدد التوكيلات. 

نفس القلق يحدث الآن في تأسيس الحزب، لكن نقول لهم: نحن لن نرهق الناس، ومجرد ما نستوفي الشروط "5 آلاف توكيل من 10 محافظات" سنقدم ولو منعتونا سنكمل كحزب تحت التأسيس، وهذا ليس بجديد على تاريخ مصر السياسي.

وفي النهاية، إذا اختارت السلطة أن تكمل على نفس النهج٬ فهي تختار أن تبقى خارج لحظة الشرف التي يمنحها التاريخ للأنظمة عندما تفتح المجال العام. لكن هذه البلد أكبر منهم، وأحلام الناس عمرها أطول من عمر أي سلطة.


كيف تنظر إلى مستقبل السلطة القائمة في مصر، في ضوء التجربة التي عشتها خلال السنوات الماضية؟
أنا سأتكلم بما تستحقه السلطة فعلًا، فهي لا تستحق ختامًا يليق بعصرنا ولا بتضحيات الشعب المصري ولا بمكانة الدولة المصرية، بعد كل ما فعلته في السنوات الماضية. 

لكن رغم كل شيء، نحن من نعمل من أجل البلد٬ لابد أن نعلو فوق مشاعرنا الشخصية ونفكر بمنطق المصلحة العامة. أتمنى يكون هناك صوت عاقل داخل السلطة، يأخذها ولو خطوات بسيطة في اتجاه مفهوم "الحكم الرشيد".

ورغم كل ما بيني وبين السلطة، وكل ما أثبتته الأيام من صحة رؤيتي في طريقة إدارتهم، مازلت لا أتمنى لهم الفشل. لأن الفشل الحقيقي يدفع ثمنه الناس وليس هم. والناس لا تأكل من الدعاية، ولا تتعالج منها، ولا تدفع إيجارها بها. والذي رأيته بعد خروجي، رغم إن غيابي لم يكن طويلا، إلا أن الوضع أصبح أسوأ والناس تعيش هذا يوميًا.

الطنطاوي: الحبس الاحتياطي يستخدم كأداة لكتم الأصوات


ما رؤيتكم لقضية المعتقلين السياسيين وأوضاع أسرهم في مصر؟

أولًا، لا يجب أن نتعامل مع المعتقلين وأسرهم بمنطق التفضيل الشخصي أو التقييم العاطفي، فالدولة ليست فردًا من العامة يقول "فلان عاجبني وفلان لا"، الدولة يحكمها الدستور، وهي ملزمة بتطبيقه على الجميع دون تمييز، سواء من يؤيدونها أو يعارضونها، من يتفقون معها أو يختلفون.

إذا كنا نريد أن نُريح ضمير هذا الوطن، وإذا كانت السلطة تريد بركة حقيقية في ما تفعله، فعليها أن تتقي دعوة المظلوم. والمظالم كثيرة، ولا يُرجى معها توفيق من الله دون أخذ بالأسباب. لا أحد فوق القانون، ولا يجب أن يُستخدم الحبس الاحتياطي كأداة لكتم الأصوات.

نسمع دائمًا أن السلطة مستقرة وأمورها "تمام"، طيب، إذا كانت السلطة فعلاً مستقرة كما تُعلن، فما الذي يخيفها من إطلاق سراح من لم يرتكبوا جريمة حقيقية؟ ما الذي يجعل إنسانًا يُسجن ثلاث سنوات ونصف احتياطيًا دون محاكمة، ثم يُفرج عنه فجأة دون أي تبرير قانوني؟

هؤلاء ليسوا أرقامًا، بل أبناء لهذا الشعب، وهذه المظالم جرح غائر في ضمير الوطن، وقد آن الأوان لعلاجه. ولا ينبغي أن تظل حرية الرأي تُعامَل كتهديد، خاصة في نهاية عمر أي سلطة تحترم نفسها وتحترم شعبها.


ما موقفكم من القضية الفلسطينية في ظل الأحداث الجارية؟
أول ما يجب قوله هو أننا نعتذر لفلسطين، وندرك تمامًا أن من حق الفلسطينيين ألّا يقبلوا هذا الاعتذار، لكنه محاولة صادقة للتخفيف من ألم الضمير الذي يثقلنا جميعًا بسبب ما عجزنا عن فعله تجاههم.

الشعب الفلسطيني اليوم يمنح لكلمة "عربي" معناه الأسمى. لقد أثبت في كل المحطات أنه عنوان للبطولة والصمود، وهو في هذه الأيام يكتب واحدة من أنبل صفحات التاريخ الإنساني.

أما من اتهموا الفلسطينيين زورًا بأنهم "باعوا أرضهم"، فالواقع يفضح هذه الأكاذيب. ومن لم يرَ صمود الفلسطينيين في نكبة 1948 أو نكسة 1967، أمامه الآن فرصة لا تعوّض ليرى شعبًا يصمد في وجه آلة عسكرية مدمّرة، بإمكانيات شديدة التواضع، وبدون دعم حقيقي.

الشعب الفلسطيني في غزة، وبدرجة أقل في الضفة، يعيش ظروفًا أقسى من تلك التي عاشتها ستالينغراد – التي صمدت ستة أشهر بدعم من الاتحاد السوفييتي – لكن الفلسطينيين يصمدون وحدهم، ويدفعون ضريبة الدم والجوع، بينما كثيرون إما يشاركون في العدوان، أو يقفون يتفرجون بصمت.

التاريخ حاضر، ويسجّل والشعب الفلسطيني، بمقاومته وصبره، لا يدافع فقط عن أرضه، بل عن كرامة أمة بأكملها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات المصري الطنطاوي المعتقلين مصر السيسي المعتقلين الطنطاوي المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أحمد الطنطاوی فی مصر

إقرأ أيضاً:

كمال الخطيب لـعربي21: وقفتنا أمام السفارة المصرية جزء من سلسلة فعاليات داعمة لغزة

قال رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في الداخل الفلسطيني، الشيخ كمال الخطيب، إن "الوقفة الاحتجاجية التي نُظمت قبل أيام أمام السفارة المصرية في تل أبيب هي جزء من سلسلة فعاليات هدفها إرسال رسالة سياسية واضحة بأن فتح معبر رفح وإنهاء الحصار واجب عربي وإسلامي قبل أن يكون دوليا أو إنسانيا"، لافتا إلى أن "معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر هو المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة نحو العالم".

وأوضح الشيخ الخطيب، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن وقفتهم الاحتجاجية التي أثارت جدلا واسعا "كانت ضد إغلاق معبر رفح، الذي لا يشك عاقل في أن نظام السيسي يتعمد إغلاقه، مانعا الغذاء والدواء والماء عن المجوعين في قطاع غزة".

ولفت إلى أن "وسائل الإعلام المصرية والخليجية التي هاجمتنا زعمت أن هذه أول فاعلية نقوم بها في الداخل الفلسطيني، وربما تكون الأخيرة، وإننا لم نفعل أي شيء على مدار عامين من المجازر الدامية في غزة سوى التظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب وفقط، وهذا كذب صُراح."

وأشار الخطيب إلى أن "هذه الوقفة الاحتجاجية لم تكن النشاط الأول الذي نقوم به، ولن تكون الأخير، دعما لأهلنا وأبنائنا في غزة ورفضا للبطش الإسرائيلي ولكل مَن يساهم في حصارهم أو التضييق عليهم"، متابعا: "قبل أسبوع فقط كانت مظاهرة كبيرة في مدينة سخنين، وقبل أشهر كانت مظاهرة كبيرة في بلدة مجد الكروم تحت لافتة لجنة المتابعة العليا لأبناء الداخل الفلسطيني."

وفي الوقت الذي أكد فيه أن "المسؤول الأول والأساسي والرئيس في كل ما يحصل في غزة من قتل وتجويع وتهجير، هي دولة الاحتلال الإسرائيلي"، لفت إلى أن "إسرائيل ما كانت ستنجح تماما في مخططاتها، لولا مع الأسف وجود دعم وخدمات قدّمتها أنظمة عربية، سواء كان بإغلاق المعابر أو عبر هزلية الإنزالات الجوية، التي لم تكن لتنفس عن أهل غزة، وإنما لتنفس عن إسرائيل".

تضليل الرأي العام

وردا على قول البعض بأنهم لم يفعلوا شيئا لغزة طوال عامين كاملين إلا التظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب، قال: "مَن يدعي هذا الكلام إما أنه يجهل الحقيقة أو يُضلّل الرأي العام عن عمد. نحن أبناء الداخل الفلسطيني قمنا بالعديد من المبادرات الإغاثية والدعوية والاحتجاجية على مدار السنوات، سواء عبر الحملات الشعبية، أو الفعاليات السياسية والإعلامية".

وتابع الشيخ الخطيب: "خلال العامين الماضيين، ارتفعت أصواتنا بإدانة المجازر الفاشية في غزة، وكنّا في الشوارع والساحات والمساجد والإعلام. نظّمنا حملات دعم، جمعنا مساعدات، نظمنا اعتصامات وإضراب عن الطعام، وأطلقنا مواقف لم يجرؤ عليها كثيرون، وفعلنا ما بوسعنا".

وأكمل: "الذين تطاولوا كثيرا بزعم أننا لم نؤدِ شيئا تجاه أهلنا في غزة، أقول لهم: مَن كانوا يكفلون قبل الحظر 22 ألف يتيم من أطفال غزة هم أبناء الداخل الفلسطيني، وهؤلاء لا يمكن أن ينسوا أولئك الأيتام. نحن وباعتزاز أطلقنا صرخة (الأقصى في خطر)، وأدينا واجبنا في المسجد الأقصى والرباط فيه وإعماره. ولم نلم أو نعتب على أحد من العرب أو المسلمين لماذا لم يؤدِ واجبه. قلنا: كل في موقعه."

وقال: "هؤلاء الذين يريدون تصوير أننا كنّا نجلس في بيوتنا لأننا نتمتع ونسعد بما يجري في غزة، هذا افتراء وظلم كبير ضد أبناء الداخل الفلسطيني. قبل عدة أشهر حينما فُتح المجال قليلا لحملات إغاثة لأهلنا في غزة، قام أهلنا في الداخل الفلسطيني بجمع مئات، إن لم تكن آلاف الشاحنات، لكن مع الأسف لم يُسمح بإدخالها."

حملات تشويه متواصلة

وأضاف: "نحن معتادون على حملات التشويه حينما نقول كلمة حق. ما جرى من هجوم ليس مستغربا، لكنه محاولة بائسة لتحريف الأنظار عن جوهر قضيتنا، وهي العدوان المستمر على شعبنا في غزة. الشيخ رائد صلاح وأنا لم نكن يوما إلا في الصف الأول دفاعا عن شعبنا وقضايانا الوطنية والإنسانية، وهذه الحملة لن تُثنينا عن واجبنا الأخلاقي والإنساني والديني والوطني".


وقال الخطيب: "هذه الحملة ليست جديدة، بل هي جزء من مسلسل قديم يُشنّ على كل مَن يرفع صوته دفاعا عن كرامة شعبنا الفلسطيني، وخصوصا في غزة. منذ متى كان الدفاع عن الأطفال المُحاصرين جريمة؟، منذ متى أصبح الوقوف بوجه سياسة التجويع والخنق تهمة؟.. كل جريمتنا أننا وقفنا وقلنا: (ارفعوا الحصار عن غزة). الحملة ضدي وضد الشيخ رائد صلاح هي حملة يائسة يقودها من ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أبواقا للأنظمة التي تقتل شعوبها وتخنق المقاومين. نحن لا ننتظر شهادات حسن سلوك من الإعلام الرسمي ولا من كتائب الذباب الإلكتروني".

وأضاف: "أهل الداخل الفلسطيني يشعرون بأنهم الأقرب إلى أهلنا في غزة، ونحن لنا امتداد أرحام وقرائن وأقارب. هناك صلات دم ونسب بيننا وبينهم. كيف ننساهم؟، لكن الذين يريدون تصوير أن أبناء الداخل لم يؤدوا الواجب، حقيقة هذه فرية، وهي كما يُقال: خير وسيلة للدفاع الهجوم."

واستطرد: "يريدون أن يدافعوا عن أنفسهم وعن تآمرهم على غزة وإغلاق المعابر عبر الهجوم علينا والنيل من أشخاصنا. أنا لا أعتبر أن مَن يريد أن ينتقد ينال من الأعراض ويشهّر بها ويفتري كذبا وبهتانا، ويأتي اليوم بفيديوهات مزورة ومزيفة استعملها الذباب السعودي ضدي قبل عدة سنوات، وهم الآن يخرجونها من الدواليب لاستعمالها في هذه الحملة المسعورة ضدي وضد الشيخ رائد صلاح."

حظر الحركة الإسلامية

وقال الخطيب: "نحن أبناء الداخل الفلسطيني، منذ اليوم الأول لما حصل في غزة، فُرض علينا حكم عسكري غير مُعلن، حيث مُنعنا من التظاهر والتجمع، بل ومُنعنا حتى من كتابة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. مَن كتب اعتُقل، وهناك 600 شاب من أبناء الداخل مُعتقلين اعتقالا إداريا، بدون محاكمة، وكل ذلك فقط لمحاسبتهم على نواياهم، وليس على فعل فعلوه."

وأضاف: "نحن الذين فُرض علينا الحظر في العام 2015. الحركة الإسلامية - التي كان يرأسها الشيخ رائد صلاح، وأنا نائبه – ممنوعة تماما من أي نشاط، لأننا نُعتبر وفق القانون الإسرائيلي (حركة إرهابية خارجة عن القانون). وبالتالي، لم يكن يمكننا القيام بأي نشاط باسم الحركة، في حين كانت النشاطات التي شاركنا فيها بمبادرة من قِبل جهات قانونية، سواء كانت أحزابا أو هيئات. حتى أن الدعوة للوقفة أمام سفارة السيسي أطلقتها مؤسسة تُسمى (هيئة أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني)."


وتابع: "نعم، نحن غير قادرين وممنوعون من أن نقوم بأي نشاط باسمنا؛ فنحن محظورين، حتى أنه حينما تمت إقامة هيئة شعبية تحت اسم (هيئة إفشاء السلام) لنشر السلم المجتمعي في داخلنا الفلسطيني تم حظرها ومنعها فقط لأن مَن يقف على رأسها كان الشيخ رائد صلاح، لكن بالرغم من ذلك نحاول فعل ما يمكننا فعله."

وفي 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، قرّر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" حظر الحركة الإسلامية وإغلاق مؤسساتها بدعوى أنها "تُشكّل تنظيما متطرفا لا يعترف بمؤسسات الدولة وينكر حقها بالوجود ويسعى إلى إقامة خلافة إسلامية بدلا منها".

وأردف الخطيب: "الآن واضح أن هذه الهجمة الممنهجة نابعة من الضغط الكبير الذي يعانيه السيسي، ومن الإحراج الذي يعيشه في ظل موقفه المتآمر – بلا تردد أقول – على أهلنا في غزة. السيسي منذ أكثر من عام وقف يقول: إذا كانت هناك فكرة لتهجير الفلسطينيين، فلتكن إلى صحراء النقب، ولكن لا تقوموا بتهجير أهل غزة إلى سيناء؟، المشكلة بالنسبة له لم تكن مبدئية في رفض التهجير، وإنما في موقعه فقط."

فرية مكشوفة

وحول حقيقة رفع الأعلام الإسرائيلية خلال مظاهرتهم أمام السفارة المصرية في تل أبيب، قال الخطيب: " هذه فرية مكشوفة ومفضوحة. أولا لا بد من التوضيح: عندما وصلنا إلى تلك الساحة كان معنا اللافتات الخاصة بنا، ولكن خلال لحظات تجمّع عدد من الإسرائيليين – رجال ونساء – وأتوا يحملون الأعلام الإسرائيلية، وبعضهم كان يحمل أسلحة شخصية، ووقفوا مقابلنا يسبّون ويشتمون ويستفزون."

وأضاف: "هذه الأعلام الإسرائيلية التي كانت قريبة منا جدا، كان يحملها الإسرائيليون اليهود رجالا ونساء استفزازا لنا. مع الأسف، الإعلام الخليجي والإعلام المصري التابع لنظام السيسي زعموا كذبا وزورا أننا مَن نحمل هذه الأعلام الإسرائيلية. الصور واضحة، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال ملابس نسائهم وملابس بناتنا المحجبات."

وزاد: "هذه الكذبة الهدف منها تحويل الأنظار عن مضمون الوقفة، وعن الرسالة السياسية التي أرعبت بعض الأنظمة: أن هناك مَن لا يزال يجرؤ أن يُسمي الأشياء بأسمائها، ويقول إن مصر الرسمية تُشارك في خنق غزة، وإن الصمت عن فتح معبر رفح جريمة. الذين يفتعلون هذه الأكاذيب لا يدافعون عن الأعلام، بل يدافعون عن الحصار والخذلان".

وواصل حديثه بالقول: "نحن لم نتجاهل الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة يوما ما، ولم نركز فقط على الممارسات التي يقوم بها نظام عبد الفتاح السيسي، بل نحن نفضح جميع المتورطين في الجرائم ضد أهلنا في غزة."

واستطرد الخطيب، قائلا: "أنا أعتز وأتشرف أنه منذ أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لا تمر خطبة جمعة إلا وأتحدث فيها عن أهلنا في غزة، وعن إدانة المجازر الدموية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية".


صرخة مدوّية

ونوّه إلى أن "التظاهر أمام السفارة المصرية في إسرائيل ليس ضعفا، بل هو صرخة مدوّية في وجه شقيق يُغلق بابه بينما غزة تُذبح. أما من يتساءل عما قدمناه، فليسأل نفسه أولا: ماذا قدّم غير التبرير والمزايدة؟".

وأكمل: "علينا الجميع التفرقة بين الشعب المصري ونظام عبد الفتاح السيسي. نحن نعرف الشعب المصري الذي نكن له كل محبة واحترام وتقدير، وتربطنا به أواصر تاريخية وأخوية لا يمكن أن تمحوها مواقف نظام أو سياسات ظرفية".

وأردف: "الشعب المصري هو الذي خرج في الميادين يهتف لفلسطين، واحتضن المقاومة، وفتح بيوته لأبناء غزة والضفة والقدس. هو الذي تربّى على أن العدو هو مَن يحتلّ الأرض، لا من يدافع عنها. نحن نُفرق تماما بين الشعب المصري الأصيل، وبين النظام الذي يحكمه اليوم بالحديد والنار، ويصادر إرادته ويشوّه صورته. لا خلاف لنا مع مصر الوطن ولا مع مصر الشعب، بل مع مَن جعل من معبر رفح سكينا في خاصرة غزة بدل أن يكون شريان حياة لها".

وزاد: "نحن نعلم أن لمصر وزنا تاريخيا وجغرافيا، وأنها تملك مفاتيح كثيرة، لكن نظامها الحالي اختار أن يكون جزءا من الحصار لا من الحل. مَن يُبرر موقف مصر الرسمي عليه أن يبرر أيضا الصمت العربي والإسلامي، وعليه أن يتحمل مسؤولية كل طفل يُدفن حيّا تحت الركام في غزة، لأن الأبواب أُغلقت في وجهه، لا من العدو فقط، بل من الأشقاء".

وواصل حديثه: " مصر دولة محورية، وتستطيع أن تقدم الكثير والكثير لغزة، لكن الواقع يقول غير ذلك، ونحن لا نزايد على دور مصر، بل نناشدها أن تكون على قدر مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية، وأن تكون نصيرة للشعب الفلسطيني لا شريكا في معاناته".

وأضاف: "أنا لا أتردد في القول: نعم، لو أن النظام المصري أراد الخروج عن الأوامر الإسرائيلية وتحداها، لكان فتح معبر رفح، وسمح بإدخال آلاف الشاحنات التي تنتظر هناك منذ أشهر طويلة، وهو قادر على ذلك لو توفّرت لديه إرادة."

واختتم بقوله: "أنا لا أتردد في القول: نعم، وقفتنا كانت أمام سفارة السيسي ضد إغلاق المعابر، لكن هذا لا يعني أننا لا نتحدث عن جرائم الاحتلال. وأنا أول عشر كلمات قلتها في كلمتي أثناء الوقفة الاحتجاجية: المسؤول الأساس عن كل ما يجري في غزة هو الاحتلال الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي. لكن هذا لم يكن لينجح لولا – مع الأسف – تواطؤ وتآمر وتنفيذ سياسات من قبل أنظمة عربية، وفي مقدمتها النظام المصري، كونه الأقرب إلى حدود غزة".

يُشار إلى أنه في 30 حزيران/ يونيو الماضي، أدانت محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة الناصرة شمالي إسرائيل، الشيخ كمال الخطيب، بتهمتي "التحريض على العنف والإرهاب"، بينما برأته من تهمة "التماهي مع منظمة إرهابية".

وشملت لائحة الاتهام آنذاك خطبة ألقاها الشيخ الخطيب خلال فعالية نظّمتها لجنة المتابعة العليا في تاريخ 11 أيار/ مايو 2021، حيّا خلالها جموع المصلين الذين توافدوا إلى المسجد الأقصى للاعتكاف والصلاة، في محاولة لحمايته من اقتحامات الشرطة والمستوطنين، وبارك جهودهم ومواقفهم.

وفي مايو 2021، شهدت المدن والبلدات العربية في الداخل الفلسطيني، مواجهات عنيفة بين المواطنين من جهة والشرطة واليمينيين الإسرائيليين من جهة أخرى بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على حي الشيخ جراح، والمسجد الأقصى، وقطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • وزير فلسطيني: دمار شامل في غزة والبلديات تعمل في ظروف شبه مستحيلة
  • كمال الخطيب لـعربي21: وقفتنا أمام السفارة المصرية جزء من سلسلة فعاليات داعمة لغزة
  • طارق الزمر لـعربي21: التغيير في مصر بات قريبا.. وسقوط السيسي بدأ من داخل النظام
  • محامي أمريكي يكشف ما قاله له صدام حسين ويتحدث عن ظروف المحاكمة
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يتحدث عن نقاط ضعف في الجيش وتآكل في قواته
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • حقوقية فلسطينية لـعربي21: السيسي والجامعة العربية على المحك بسبب مجاعة غزة (فيديو)
  • مقتل الشاب يوسف اللباد بعد اعتقاله بالجامع الأموي يثير جدلا واسعا بسوريا
  • ناشط مصري يتحدث لـعربي21 عن اقتحامه سفارة مصر في النمسا دعما لغزة (شاهد)
  • تاجر مخدرات دولي يحاول الانتحار بعد اعتقاله في النجف.. والأنبار تطيح بشبكة سحرة