الإسكندرية في مواجهة التغيرات المناخية وسيناريوهات الغرق| رئيس الجمعية الجغرافية يطمئن المصريين بعد تصريحات وزيرة البيئة
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
في الأيام الأخيرة، عاش سكان مدينة الإسكندرية لحظات من القلق والخوف، بعدما اجتاحت المدينة أمطار غزيرة وعاصفة عنيفة لم يعهدوها في مثل هذا التوقيت من العام. تلك الظواهر المناخية المتطرفة أعادت إلى الواجهة المخاوف المتكررة من احتمال غرق المدينة الساحلية الأشهر في مصر، ومعها مناطق واسعة من دلتا النيل، نتيجة لتغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر.
في هذا التقرير، سنسلط الضوء على ما صرحت به وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، وتعليقات الخبراء حول واقع هذه التغيرات وتأثيراتها المستقبلية، ونستعرض السيناريوهات المحتملة بين التشاؤم والتفاؤل.
موجة عاصفة وأمطار غير معتادة.. إشارة مناخية مقلقةوأكدت وزيرة البيئة أن ما شهدته الإسكندرية من طقس عنيف يُصنف علميًا "منخفض جوي"، إلا أنه في سياقه الأوسع يمثل إحدى مظاهر ما يعرف بـ"موجات الطقس الجامحة" المرتبطة بتغير المناخ. جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية لها مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة"، حيث أشارت إلى أن هذه الظواهر بدأت تتكرر بشكل غير مألوف، وأنها تحمل دلالات تستحق الوقوف أمامها.
الإسكندرية في مهب التغير المناخي.. سيناريوهين لمستقبل المدينةوطرحت الوزيرة ياسمين فؤاد سؤالًا شائعًا بات يؤرق الكثيرين: هل يمكن أن تختفي الإسكندرية في المستقبل؟ وأجابت بوجود ٢ سيناريو رئيسيين:
السيناريو الاول المتشائم، وهو الذي يتوقع غرقًا كاملًا لمدينة الإسكندرية وأجزاء من الدلتا بحلول عام 2100 إذا لم تُتخذ إجراءات فاعلة.
السيناريو الثاني المتفائل، ويفترض أن الضرر سيكون محدودًا ويمكن تقليصه أو منعه إذا بدأت الدولة في تنفيذ سياسات مناخية قوية واستباقية.
الخلط بين الظواهر المناخية.. رأي علمي مختلفالدكتور محمد السديمي رئيس الجمعية الجغرافية المصرية، عبّر عن تحفظه على ما ورد في تصريحات الوزيرة، مؤكدًا وجود خلط بين مفهوم "المنخفض الجوي" و"ارتفاع مستوى سطح البحر". وأوضح أن ما حدث في الإسكندرية من أعاصير له علاقة بالتغيرات المناخية، لكنه لا يرتبط مباشرة باحتمال غرق المدينة.
وأشار السديمي إلى أن البحر المتوسط، بحكم طبيعته في الشتاء، يتحول إلى بحيرة دافئة، ولكن تأتي الرياح الباردة من أوروبا ويحدث تقابل بين الهواء الساخن والبارد، وهو ما يؤدي إلى نشوء أعاصير تمتد من المغرب العربي إلى مصر وبلاد الشام.
هل يرتفع البحر فعلًا؟ أرقام علمية وتقديرات مستقبليةمن الناحية العلمية، أوضح السديمي أنه لا توجد حتى الآن مؤشرات على ارتفاع كبير في مستوى سطح البحر خلال السنوات الخمس أو الست الماضية، مشيرًا إلى أن الزيادة لا تتعدى بضعة مليمترات. ومع ذلك، حذر من أن استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري التي قد تؤدي إلى ذوبان الجليد، وبالتالي ارتفاع مستوى سطح البحر بحلول عام 2100 بما يصل إلى 60 سم.
وحسب توقعات بعض الدراسات، فإن هذا الارتفاع قد يؤدي إلى غرق نحو مليون فدان في منطقة الدلتا، خصوصًا الأراضي الواقعة بين فرعي دمياط ورشيد. إلا أن السديمي شدد على أن هذه توقعات وليست حقائق مؤكدة، بل تعتمد على مسار تطور درجات الحرارة عالمياً.
إجراءات وقائية ومصادر للأملمن النقاط المضيئة في هذا السياق، تأكيد السديمي أن هناك وسائل فعالة لحماية المدن الساحلية، مثل الحواجز الصخرية والمصدات الخرسانية، إلى جانب تحسين شبكات الصرف وتصميم بنية تحتية مرنة وقادرة على امتصاص صدمات الطقس المتطرف.
كما أوضح أن الحديث عن غرق الإسكندرية ليس حتميًا، بل هو احتمال علمي يخضع لمتغيرات عديدة، أبرزها مدى التزام العالم ومصر من ضمنه بخطط خفض الانبعاثات وتنفيذ السياسات المناخية الوقائية.
الحذر مطلوب لكن الذعر ليس الحلورغم ما يحمله العلم من تحذيرات وتوقعات، فإن مستقبل الإسكندرية ودلتا النيل لا يزال مفتوحًا على أكثر من احتمال. ما بين السيناريوهات المتشائمة والتقديرات المتفائلة، تبقى الحقيقة الأهم أن العمل المبكر واتخاذ خطوات جادة للحد من الانبعاثات وبناء بنية تحتية مقاومة للتغير المناخي، قد يُحدثان فرقًا حاسمًا في العقود القادمة.
الأمل لا يزال قائمًا، لكن شرطه الأساسي هو أن نأخذ التحذيرات على محمل الجد، لا أن نُسلم بها كقدر حتمي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإسكندرية وزيرة البيئة عاصفة البحر المتوسط الدلتا مستوى سطح البحر وزیرة البیئة
إقرأ أيضاً:
في استجابة إنسانية عاجلة وعقد "تاكسي" جديد..محافظ الإسكندرية يطمئن على أحد مصابي العاصفة
أجرى الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، زيارة ميدانية اليوم إلى مستشفى رأس التين، للاطمئنان على الحالة الصحية للمواطن محمد علي إبراهيم، سائق سيارة أجرة، والذي أُصيب بحروق من الدرجة الثانية بنسبة 8% في الساقين، نتيجة احتراق مركبته بمنطقة حي شرق جراء العاصفة.
وجاء ذلك برفقة كلًا من الدكتورة غادة ندا وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، ورئيس حي الجمرك، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة.
وخلال الزيارة، اطمأن المحافظ على استقرار الحالة الصحية للمصاب، ووجه بتوفير الرعاية الطبية المتكاملة له حتى تمام التعافي،
ووجّه محافظ الإسكندرية بالتنسيق العاجل مع مديرية التضامن الاجتماعي لصرف إعانة مالية عاجلة لأسرة المصاب، وفقًا للضوابط المنظمة في حالات الكوارث والظروف الاستثنائية.
وفي إطار تعزيز الشراكة بين المحافظة والمجتمع المدني، شهدت الزيارة تسليم المواطن المصاب عقد ملكية سيارة تاكسي جديدة، تبرّع بها المهندس أحمد حلمي، أمين عام حزب مصر أكتوبر بالإسكندرية، في مبادرة إنسانية تهدف إلى تمكين المصاب من استعادة مصدر دخله.
وأعرب المحافظ عن خالص تقديره لهذه المبادرة الكريمة، مؤكدًا أهمية دعم مثل هذه الجهود المجتمعية النبيلة التي تجسد روح التكافل وقت الأزمات.
وأصدر المحافظ قرارًا بصرف إعانة فورية إضافية من ديوان عام المحافظة، إلى جانب التنسيق مع إدارة مرور الإسكندرية لاستخراج رخصة قيادة بديلة للمصاب، تسهيلًا لعودته إلى العمل عقب شفائه.
وأكد السيد المحافظ في ختام زيارته، استمرار متابعة الحالة الصحية للمصاب، وتقديم كافة أوجه الدعم والرعاية اللازمة، مشيدًا بتضافر الجهود بين الأجهزة التنفيذية والمجتمع المدني لتجاوز التحديات الطارئة بروح من المسؤولية والتضامن.
وقد رافق السيد المحافظ خلال الزيارة كل من وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، ورئيس حي الجمرك، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة.
IMG-20250603-WA0148 IMG-20250603-WA0141 IMG-20250603-WA0143 IMG-20250603-WA0144