حامي الدين يهاجم مقري: إذا كنتم تدعمون غزة فلماذا تمنعون مجرد التظاهر نصرة لها ؟
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
في رسالة مفتوحة وجه عبد العالي حامي الدين، القيادي بحزب العدالة والتنمية المغربي، انتقادات إلى القيادي الإسلامي في الجزائر عبد الرزاق مقري، متّهماً إياه بـ »التحريض على الفتنة » و »الجهل بطبيعة العلاقة بين الشعب المغربي وملكه »، وذلك ردًا على تصريحات مقري التي دعا فيها المغاربة إلى « الثورة » ضد نظامهم بسبب مسار التطبيع مع إسرائيل.
عبد الرزاق مقري، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، كان قد وجه نداءً علنيًا دعا فيه الشعب المغربي إلى « مقاومة الخيانة العظمى » في إشارة إلى العلاقات المغربية الإسرائيلية، معتبرًا أن المسيرات الرافضة للتطبيع لم تعد كافية، مطالبًا بـ »تصعيد سلمي أكثر صرامة ».
في رده، اعتبر حامي الدين أن تصريحات مقري تفتقر إلى الفهم العميق للسياق المغربي، واصفًا دعوته بأنها « خفة ونزق »، مشددًا على أن العلاقة بين المغاربة ونظامهم الملكي علاقة « شرعية ودستورية »، وليست قائمة على الإكراه أو التسلط كما هو الحال في أنظمة أخرى.
وأضاف القيادي المغربي: « الشعب المغربي لم يكن يومًا نادلاً في مطعم سياسي يتملى عليه الوصفات من تندوف أو من باب الوادي ».
حامي الدين، سجل ما اعتبره ازدواجية في مواقف مقري، متسائلاً لماذا لا يوجه دعوته إلى الشعب الجزائري للثورة ضد نظام عسكري، يمنع حتى التظاهر نصرة لغزة. كما ذكّر حامي الدين بمواقف محفوظ نحناح، مؤسس حركة مجتمع السلم، الذي سبق أن خطب في تندوف مؤيدًا لجبهة البوليساريو، بعد تحالفه مع النظام الجزائري.
واتهم حامي الدين، مقري، بالمزايدة على المغاربة في دعم القضية الفلسطينية، مبرزًا أن المغرب، رغم مسار التطبيع، لم يمنع المظاهرات المليونية المؤيدة لغزة، ولم يواجهها بالقمع كما تفعل أنظمة أخرى.
واختتم رسالته بدعوة لمقري ومن يشبهه: « نظّفوا بيوتكم أولاً، فالمغاربة أدرى بشعابهم ».
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: حامی الدین
إقرأ أيضاً:
محمود عبيد.. ليس مجرد مقال!
سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
يحدث أن تفقد الأرض شجرة معطاءة، فيبكي الجميع على فقدها، ويحدث أن تسقط ورقة من تلك الشجرة ولا يشعر بها أحد، وقد تسقط ثمرة دون أن تشكّل فارقًا كبيرًا. ولكن إذا فقدنا الشجرة المثمرة، فقد فقدنا كنزًا وهبنا الله إياه.
الماء الذي يمر ويعبر الأزقة والحواري، إن فاض عن مجراه وعاد إلى البحر، فهو إهدار للنعم، وكل نعمة تأتي من الله علينا أن نحافظ عليها ونساهم بفعالية في إيجاد طرق لاستغلالها. إلى متى نبقى بلا تفكير؟ وإن كنا نعلم، فلماذا لا نساهم؟ فكل ذلك يصب في خدمة الوطن وأرضه
ذلك الرجل المعطاء، بابتسامته وسؤاله وإحساسه الكبير، كان معلمًا ترك بصمة واضحة في حياة الكثير من الإعلاميين والمثقفين والكتاب والأدباء. كان يبادر ويتواصل ويسأل ويهنئ، ويشارك الجميع، ذلك الذي اتفق الجميع على احترامه وحبه وتقديره.
كان مواسيًا ومشجعًا، مناضلًا واجتماعيًا، محبًا لولاية مطرح وسلطنة عمان، عاشقًا لكل زاوية من حارات مطرح وأزقتها وحواريها، ولسانًا ناطقًا باسم المجتمع المطرحي، يدافع بشدة ويناضل بقوة، ويساهم بفعالية لمستقبل أفضل. كان حاضرًا في كل الحلول المتوقعة، مطالبًا بها بقوة.
رحل محمود عبيد الإنسان، الذي تحمل المرض بصمت كي لا يشعر محبوه بالألم على وضعه الصحي. تألم بصمت واحترق بصمت، ليرحل بصمت. وعندما دخل العناية المركزة، كنا في حالة ذهول وقلق، ولكن بصيص الأمل ظل موجودًا، حتى جاءت المعركة الأخيرة.
كانت له مواقف لا تُنسى، منها احتفاؤه بتخرّجي، حيث وصفني بالقوية والمناضلة وعمانية التحدي، عندما صمم لي فيديو قصير عن يوم تخرّجي وكتب عليه: "سارة عُمانية التحدي حصدت ثمار التحدي". كان مشجعًا للجميع، وفيًا لهم، متواصلًا معهم، ومحبوبًا من الكل، لأنّه نقي السريرة وطيب القلب، ذلك الوجه البشوش الذي تفرح بلقائه كثيرًا.
الطيبون يرحلون سريعًا، تمضي الأيام بهم مسرعة، فتمسكوا بهم جيدًا، لأنّ كل طيب إن ذهب لا يعود، ولا يمكن مقارنته بأحد، ولا بدائل أخرى للقلب الطيب.
الكاتب الدرامي والمخرج العريق، وصاحب الصوت الفخم، الصوت الذي لا يتكرر، الصوت الذي يعبر مساحات شاسعة بك وفيك، ويغوص في أقصى حنايا القلب والذاكرة والوجدان، كان صوتًا حاضرًا رغم غيابه الطويل، صوتًا مخضرمًا لن يتكرر.
ومن لا يعرف أبو صهيب، فقد بدأ عبيد الحسني مسيرته المهنية من خلال إذاعة عُمان، وكانت أولى برامجه الإذاعية عام 1987 عبر برنامج "العيون الزاهرة". ثم توالت مشاركاته في البرامج التنموية، بما في ذلك ما يتعلق بالصحة والتعليم في بداية النهضة العُمانية. كما كان أحد الأعضاء المؤسسين لإذاعة الشباب، ليساهم في إطلاق منصة شبابية تعكس تطلعات الجيل الجديد عبر عدة برامج متنوعة.
قدّم الراحل عددًا هائلًا من المسلسلات الإذاعية، ومن أشهرها مسلسل "اللي يعيش ياما يشوف"، الذي حصد جائزتين ذهبيتين من البحرين ومصر.
لقد فقدنا شخصًا مهمًا من رجالات عُمان المخلصين، شخصًا متفانيًا في عمله، صادقًا مع نفسه أولًا ومع الآخرين، بعيدًا عن محبة الشهرة أو التباهي، كما هو حال بعض الإعلاميين اليوم. كان شخصًا نادرًا، والنادر إذا ذهب لن يتكرر.
هكذا يغادرنا، وتحفه الدعوات. وفي يوم عرفة، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وعظيم مغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رابط مختصر