قسوة الجوع والركود الاقتصادي يسرقان فرحة اليمنيين بعيد الأضحى
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
يمن مونيتور/ شينخوا/ ترجمة خاصة:
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يضطر ملايين اليمنيين إلى الاختيار بين التقاليد الدينية والبقاء الاقتصادي، حيث أن ارتفاع أسعار الماشية يجعل تكلفة الأضحية بعيدة عن متناول العديد من الأسر.
يبدأ عيد الأضحى يوم الجمعة، وعادةً ما يُحتفل به بذبح الماعز والأغنام والماشية. لكن بعد سنوات من الصراع والانهيار الاقتصادي، أصبحت المناسبة السعيدة مصدر قلق للعائلات التي تكافح لتلبية احتياجاتها الأساسية.
في أسواق الماشية بضواحي عدن، ارتفعت أسعار الأضاحي بشكل حاد. وقال تجار إن سعر الأغنام يتراوح بين 140 و170 دولارًا أمريكيًا، بينما يتجاوز سعر الماعز 230 دولارًا أمريكيًا، وهي أسعار تتجاوز بكثير إمكانيات معظم الأسر.
قال فهد بلعيد، تاجر مواشي في عدن: “انهيار الريال وارتفاع تكاليف النقل أديا إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين”. وانخفضت العملة اليمنية إلى 2535 ريالاً مقابل الدولار الأمريكي، مما دفع بعض التجار إلى تسعير مواشيهم بالعملة الأجنبية.
تُجبر الضغوط الاقتصادية العائلات على التخلي عن طقوسها الدينية المُعتادة. قالت أم مازن، وهي أم لأربعة أطفال لا تستطيع شراء أضحية هذا العام: “سأشتري فقط ما يحتاجه أطفالي من طعام”.
قال حمزة، سائق سيارة أجرة، إنه أمضى عامًا في الادخار لعيد الفطر، لكنه اضطر إلى إنفاق المال عندما مرض طفله. وأضاف: “في هذا العيد، سأشتري دجاجة فقط، فأنا ببساطة لا أستطيع شراء خروف”.
تمتد المعاناة إلى جوانب أخرى من العيد. فقد ارتفعت أسعار ملابس الأطفال بأكثر من 150% منذ العام الماضي، مما دفع العديد من العائلات إلى الاكتفاء بما لديها بالفعل.
قال صلاح حمادي، موظف حكومي: “راتبي لا يكفي حتى احتياجاتنا الأساسية. الملابس الجديدة للأطفال بعيدة المنال، لذا تغسل زوجتي ملابس العام الماضي وتُعيد استخدامها”.
وصف الباحث الاقتصادي رمزي سلطان الوضع بأنه “انهيار تام” للبنية الاقتصادية اليمنية، وعزا ذلك إلى سنوات من السياسات المالية الفاشلة، والتشرذم المؤسسي، والصراع الممتد. وحذّر من أن الأوضاع ستستمر في التدهور دون تدخل عاجل.
تعكس هذه العطلة الهادئة تحديات إنسانية أوسع نطاقًا في اليمن، حيث يُتوقع أن يواجه أكثر من 17 مليون شخص – أي ما يقرب من نصف السكان – انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي هذا العام، وفقًا للأمم المتحدة. معظمهم في المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون.
لقد تسببت الحرب، التي دخلت عقدها الثاني، فيما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم. ورغم جهود الوساطة المتكررة، لا يزال السلام الدائم بعيد المنال.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةقيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: طارق صالح فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اشتباكات مسلحة بين قوات حكومية ومقاتلين قبليين شرق اليمن
اندلعت اشتباكات مسلحة، الأربعاء بين قوات الجيش اليمني ومقاتلين قبليين في محافظة مأرب الغنية بالنفط شمال شرق البلاد.
وأفاد مصدر أمني بأن اشتباكات مسلحة اندلعت بين قوات أمن الطرقات التابعة للجيش اليمني ومسلحين قبليين شرق مدينة مأرب.
وقال المصدر الأمني لـ"عربي21" مفضلا عدم ذكر اسمه، إن مقاتلين قبليين اشتبكوا مع القوات الحكومية بعدما منعت شاحنات نقل من الوصول إلى مواقع تنقيب عن أحجار الرخام في منطقة الثنية، شرق مأرب.
وقد أدت الاشتباكات إلى قطع الطريق الرابط بين محافظتي مأرب وحضرموت، ما تسبب في تكدس آلاف المسافرين والمركبات التجارية في هذا الطريق الحيوي.
ولم يقدم المصدر تفاصيل إضافية عن عدد الضحايا الذين سقطوا خلال الاشتباكات.
وفي اليومين الماضيين، اغتيل عقيد بالجيش اليمني في منطقة العرقين جنوب مدينة مأرب، قرب نقطة الصنمين العسكرية التي اندلعت الأربعاء، الاشتباكات في محيطها بين مسلحين قبليين والقوات الحكومية.
اللجنة الأمنية تتهم الحوثيين
واتهمت اللجنة الأمنية في محافظة مأرب، الأربعاء، عناصر خارجة عن القانون بتنفيذ أعمال تخريب واعتداءات مسلحة، شملت قطع الخط الدولي الرابط بين مأرب وحضرموت في مديرية الوادي شرق المحافظة.
وقالت اللجنة في بيان رسمي إن تلك العناصر، التي يتزعمها عبدالله بن سعيد بن جلال، المكلّف من قبل الحوثيين بإدارة أنشطة تخريبية في المديرية، أقدمت على مهاجمة النقاط الأمنية والعسكرية المكلفة بتأمين الطريق والمنشآت الحيوية، مستخدمة أسلحة متوسطة وثقيلة في تنفيذ اعتداءاتها.
وأضاف البيان أن العناصر المسلحة حاولت التمركز على الطريق العام واستحداث مواقع ونقاط غير قانونية بهدف ممارسة أعمال قتل وحرابة، وزعزعة الأمن والاستقرار، وتهديد المصالح العامة والسيادية، مشيراً إلى أنها أعادت إطلاق النار على القوات الأمنية أثناء تأديتها لمهامها الدستورية والقانونية، ما أسفر عن إصابة عدد من الجنود.
وأكدت اللجنة الأمنية أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ستواصل ملاحقة كل من يشارك في هذه الأعمال الإجرامية، وستتعامل بحزم وقوة مع أي محاولة للإخلال بالأمن أو التعاون مع الجماعات المرتبطة بالحوثيين.
وأشادت اللجنة بمواقف قبائل مأرب ووقوفها إلى جانب السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، ورفضها القاطع لمحاولات التخريب والانجرار وراء أجندات مشبوهة تسعى للانقلاب على مكاسب وتضحيات الشعب اليمني.
ودعت اللجنة الأمنية كافة المواطنين إلى التعاون مع الوحدات الأمنية والعسكرية، محذّرة من مغبة إيواء أو التستر على أي عنصر تخريبي ينتمي إلى الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها جماعة الحوثي، مؤكدة أن أي تهاون بهذا الشأن يعرض الأبرياء للخطر ويقوّض أمن الوطن.
وتأتي هذه التطورات في ظل حالة من التهدئة الهشة التي تعيشها البلاد منذ نيسان/أبريل 2022، عقب سنوات من الحرب الدامية بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثي، التي ما تزال تفرض سيطرتها على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات في شمال البلاد.