قال الناشط تياغو أفيلا، عضو لجنة ائتلاف أسطول الحرية، إن الطاقم على متن سفينة "مادلين" التي تتجه نحو قطاع غزة رصد مسيّرة تحلّق على ارتفاع منخفض قربهم، مؤكدا أنهم اتخذوا إجراءات السلامة، تحسبا لأي استهداف إسرائيلي محتمل.

وفي مداخلة مع قناة الجزيرة من على متن السفينة، أوضح أفيلا أن التحليق الليلي للمسيّرة كان مقلقا للغاية، خاصة أنه أعاد إلى الأذهان حادثا سابقا استُهدفت فيه سفينة أخرى بمسيّرة مماثلة، مشيرا إلى أن الطاقم لم يتمكّن من تحديد تبعية الطائرة المسيرة أو غرض تحليقها قربهم.

وأضاف أن المسيّرة اختفت بعد دقائق من تحليقها دون أن يتلقى طاقم السفينة أي توضيحات من السلطات اليونانية بشأنها، مرجحا أن تكون الطائرة جزءا من عملية استطلاع أو وسيلة ضغط نفسي، في ظل غياب الشفافية حول الجهات المتابعة لتحركات السفينة.

وحول طبيعة الإجراءات المتبعة في مثل هذه الظروف، قال أفيلا إنهم يتعاملون مع التهديدات الأمنية بحذر بالغ، ويعيدون تقييم الموقف في كل مرة تظهر فيها طائرة مسيرة، مؤكدا أنهم قد يضطرون إلى مغادرة السفينة إذا تعرّضت لهجوم مباشر.

وأشار إلى أن الأولوية القصوى تتمثل في حماية أرواح الموجودين على متن "مادلين"، ولذلك يبقى الطاقم على أهبة الاستعداد لاحتمال التعامل مع أي تطور أمني طارئ، خاصة في ظل التهديدات المتكررة التي تلاحق رحلتهم.

إعلان

وجاء ذلك في وقت نقلت فيه صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن الأسطول الثالث عشر وأسطول الزوارق الصاروخية في الجيش الإسرائيلي يعتزمان توجيه رسالة مباشرة لسفينة "مادلين"، تطالبها بعدم دخول منطقة غزة، مع التهديد بالسيطرة عليها إذا لم يمتثل طاقمها.

لا سلطة لإسرائيل

وبشأن هذه التهديدات، قال أفيلا إن إسرائيل ليست لها أي سلطة قانونية على المياه الدولية، ولا على الأراضي الفلسطينية، مشددا على أن استمرارها في مهاجمة السفن أو منع دخول المساعدات يمثل خرقا فاضحا للقانون الدولي.

وأضاف أن محكمة العدل الدولية أكدت عدم قانونية منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرا إلى أن تهديدات إسرائيل لن تثنيهم عن مواصلة المهمة، بل إنها قد تدفع آلاف القوارب لاحقا للانطلاق نحو غزة في تحدٍّ للحصار المفروض.

واعتبر أن الاعتداء على "مادلين" أو اعتقال ركابها لن يكون إلا خطأ إستراتيجيا إسرائيليا، لأن العالم سيتحرك حينها بصورة أكبر دعما للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن إسرائيل سبق أن اعتقلت مشاركين في سفن كسر الحصار، لكن ذلك لم يوقف النشطاء.

وشدد على أن ما يقومون به هو تعبير عن الإرادة الشعبية العالمية في دعم غزة، مؤكدا أن المأساة الإنسانية هناك، خاصة بين الأطفال الذين يتضورون جوعا، تستدعي تحركا عاجلا وشجاعا من المجتمع الدولي.

وأشار أفيلا إلى أن تحركهم لا يأتي بمعزل عن جهود أخرى، إذ إن هناك رحلتين ستنطلقان قريبا ضمن حملة "العالم إلى غزة": الأولى من القاهرة، والثانية من تونس تحت عنوان "رحلة الصمود"، تهدفان إلى كسر الحصار برا وبحرا.

وأوضح أن أسطول الحرية يسعى إلى فتح ممرات إنسانية تتيح إدخال الغذاء والدواء والمساعدات الطبية، بما في ذلك الأطراف الصناعية للأطفال من ضحايا القصف، مؤكدا أن المعركة الحالية ليست فقط بحرية، بل أخلاقية وإنسانية بالدرجة الأولى.

إعلان لن نستسلم

وأكد أفيلا على استعدادهم لتحمّل العواقب، لكنهم لا يقبلون بالاستسلام، داعيا الجميع إلى دعم الجهود الرامية إلى كسر الحصار عن غزة وفضح ممارسات الاحتلال، مؤكدا أن العالم بات أكثر وعيا بعد مجازر الأشهر الأخيرة.

وكانت السفينة "مادلين" قد انطلقت من جزيرة صقلية جنوبي إيطاليا يوم الأحد الماضي، وعلى متنها 12 ناشطا دوليا لكسر الحصار الإسرائيلي عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية.

وأتت هذه الخطوة بعد إخفاق محاولة سابقة بسبب هجوم إسرائيلي بطائرتين مسيّرتين على سفينة أخرى في البحر المتوسط قرب مالطا أوائل مايو/أيار الماضي.

وتعد "مادلين" السفينة رقم 36 ضمن سلسلة سفن تحالف أسطول الحرية، وقد هددت إسرائيل مرارا باستخدام القوة لاعتراض أي سفن تحاول الوصول إلى غزة.

وسبق أن هاجمت إسرائيل عام 2010 السفينة مافي مرمرة ضمن أسطول الحرية في سواحل فلسطين، مما أسفر وقتها عن مقتل 10 مواطنين أتراك، واعتقال الناشطين الآخرين على متن السفينة.

و"أسطول الحرية" الذي تشكّل سنة 2010 هو حركة دولية للتضامن مع الفلسطينيين تكتسي بُعدا إنسانيا، وتنشط ضد الحصار الإسرائيلي على غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج أسطول الحریة مؤکدا أن على متن إلى أن

إقرأ أيضاً:

ناشطة سويدية في أسطول الحرية: لن نتراجع والنضال من أجل العدالة لا يتجزأ

تحدثت الناشطة السويدية في مجال المناخ، غريتا ثانبيرغ، إلى "بي بي سي عربي" من على متن سفينة "مادلين"، التابعة لتحالف "أسطول الحرية" من عرض البحر الأبيض المتوسط،، بعد يوم واحد من انطلاقها من ميناء كاتانيا بجزيرة صقلية جنوب إيطاليا، محملة بمساعدات إنسانية إلى غزة.

واشتهرت ثانبيرغ عالمياً بنشاطها في مجال التغير المناخي، ووصفت الرحلة بأنها "محفوفة بالمخاطر وغير مؤكدة المصير"، لكنها أكدت أن "المعنويات مرتفعة" على متن السفينة، التي تقل 12 شخصاً، بينهم طاقم مكون من أربعة أفراد.

"الخطر الأكبر هو ألا نفعل شيئاً"
في حديثها من سطح السفينة المطلة على البحر المفتوح، شددت غريتا على أن الفريق يدرك تماماً التهديدات المحتملة، قائلة: "نحن نعي تماماً حجم المخاطر، لكننا مقتنعون بأن خطر البقاء صامتين وعدم التحرك أكبر بكثير. ما نفعله لا يُقارن بما يواجهه الفلسطينيون يومياً من أجل البقاء."

وأوضحت أن السفينة تسير في المياه الدولية وتحمل فقط مساعدات إنسانية من دواء وغذاء، مؤكدة: "نحن متطوعون سلميون من أنحاء العالم. لا نحمل أسلحة، وحقنا في الملاحة مكفول دولياً. هدفنا هو الوصول إلى غزة، رغم إدراكنا لما قد يواجهنا."

#FreedomFlotilla #BreakTheSiege #AllEyesOnDeck pic.twitter.com/n5yHQ2xdOj — Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla) June 3, 2025
هجوم سابق وتحذيرات مستمرة
،وتأتي رحلة "مادلين" بعد نحو شهر من تعرض سفينة "الضمير"، التابعة لتحالف "أسطول الحرية"، لهجوم بطائرتين مسيرتين قرب سواحل مالطا. وقد حمل المنظمون الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الهجوم، دون صدور رد رسمي إسرائيلي حتى الآن.

وتُعد "مادلين" السفينة رقم 36 التي يطلقها التحالف منذ تأسيسه في 2008 باسم "حركة غزة الحرة"، ولم تنجح سوى خمس سفن فقط من أصل 35 في الوصول فعلياً إلى شواطئ غزة.

وتحمل السفينة اسم "مادلين كلاب"، وهي أول وأصغر امرأة فلسطينية امتهنت الصيد في غزة عام 2014. ويؤكد القائمون على الرحلة أن "الاسم تم اختياره ليجسد دعمهم للنساء والصيادين في غزة، كرمز للصمود والتحدي".

ويشارك في الرحلة عدد من النشطاء العالميين، من بينهم الممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، والبرلمانية الأوروبية ريما حسن، في رسالة تضامن مع سكان غزة الذين ينتظرون المساعدات.

وبينما تتقدم السفينة في البحر، أكدت ثانبيرغ أن الفريق على تواصل مستمر مع من سمتهم "الأصدقاء والرفاق في غزة"، مشيرة إلى أن "الوصول إلى عرض البحر هو بحد ذاته إنجاز بعد تجاوز العقبات البيروقراطية".

غريتا: نحن هنا لأن حكوماتنا أخفقت
وتقول غريتا بصفتها ناشطة إنسانية إن فشل الحكومات في التحرك هو ما دفعها ومن معها إلى الإبحار "لسنا هنا من أجل أنفسنا أو من أجل المهمة فقط. نحن هنا لأن حكوماتنا صامتة، ومؤسساتنا متواطئة في الإبادة الجماعية التي تجري حالياً. لهذا علينا أن نتحرك".

وأضافت: "نحن نُكثف تدريباتنا على اللاعنف، ونواصل مهامنا اليومية على متن السفينة. عزيمتنا لم تتزعزع"

وفي ردها على سؤال حول التوفيق بين عملها في مجال المناخ وانخراطها في قضايا سياسية، شددت غريتا على ترابط الأزمات: "لا يمكننا أن نفصل بين الأزمات. إذا كنا نهتم حقاً بالمناخ والعدالة، فعلينا أن نواجه كل أشكال المعاناة. سواء كانت قنابل، أو انبعاثات كربون، أو قمع سياسي... علينا أن نواجهها جميعاً".

وتابعت بتساؤل لافت: "السؤال ليس لماذا نهتم بفلسطين؟ بل كيف لا نهتم؟ كيف نغض الطرف عن هذا الألم ونتظاهر بأننا نناضل من أجل عالم أفضل؟"
Listen to some of the #FreedomFlotilla Coalition volunteers share why our nonviolent action is critical, just before they boarded the #Madleen in Catania. Keep track of our vessel and friends as they sail to #Gaza via #MarineTraffic or our website. Tag your Foreign Ministries to… pic.twitter.com/CMQ6vBClCR — Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla) June 3, 2025
الاحتلال:"نُطبق الحصار ومستعدون لكل السيناريوهات"
رداً على استفسار الإذاعة الإسرائيلية بشأن السفينة "مادلين"، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين الماضي: "نُطبق الحصار البحري الأمني على غزة، ونحن مستعدون لمجموعة من السيناريوهات"، دون الخوض في التفاصيل.

وعندما سُئلت غريتا عما إذا فشلت السفينة في الوصول إلى غزة، أجابت بابتسامة: "على الأقل، سنكون قد حاولنا. لا يمكننا التوقف. اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة، هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا".

وأكد متطوعون في التحالف أن هناك استعدادات جارية لإطلاق رحلات بحرية جديدة في حال فشلت "مادلين" في بلوغ سواحل غزة، مؤكدين أن الحملة مستمرة حتى إيصال المساعدات وإنهاء الحصار.

مقالات مشابهة

  • “مادلين” تقترب من غزة وإسرائيل تهدد / فيديو
  • ناشط برازيلي في أسطول الحرية لـعربي21: لن نتراجع عن كسر حصار غزة
  • شعوبٌ نحو غزة.. في ذكرى أسطول الحرية
  • إسرائيل تستعد لاعتراض السفينة "مادلين" ومنعها من الاقتراب من غزة
  • مع اقترابه من شواطئ غزة.. كيف سيتعامل الجيش الإسرائيلي مع أسطول الحرية؟
  • عاجل | جيروزاليم بوست عن مصادر عسكرية: سيتم توجيه رسالة مباشرة للناشطين على متن السفينة مادلين بعدم الاقتراب
  • الإحتلال يقرر منع سفينة أسطول الحرية من الاقتراب من غزة
  • طبيب بسفينة أسطول الحرية: قرار إسرائيل بمنع وصولنا لغزة ليس غريبا
  • ناشطة سويدية في أسطول الحرية: لن نتراجع والنضال من أجل العدالة لا يتجزأ