7 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: نفى زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، يوم السبت، علاقته بقطع رواتب موظفي إقليم كوردستان، في  رد مباشر على اتهامات متصاعدة من بعض وسائل الإعلام الكردية التي وجهت أصابع اللوم إليه في أزمة الرواتب الممتدة.

وأكد الخزعلي أن علاقته بكردستان لا تنطلق من خصومة، بل من تقدير، ولفت إلى أن “جميع أبناء الشعب العراقي يحبون أبناء الإقليم ويعتزون بهم”، لكنه لم يُخف امتعاضه من اتهامات وصفها بـ”غير الدقيقة”، ما يعكس تصاعد التوتر السياسي بين الفاعلين في بغداد وأربيل، خاصة في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية في الإقليم.

وأبرز الخزعلي التفاوت الطبقي والاجتماعي في الإقليم، متحدثاً عن ارتفاع معدلات الفقر واللجوء مقارنة ببقية مناطق العراق، وهي مقاربة تفتح ملفاً أكثر اتساعاً من مجرد أزمة رواتب، وتسلط الضوء على تركة متراكمة من السياسات المالية غير المستقرة، والفساد، وغياب العدالة في توزيع الموارد، سواء داخل الإقليم نفسه أو بينه وبين المركز.

وأظهرت آخر بيانات الجهاز المركزي للإحصاء أن نسبة الفقر في الإقليم تراوحت خلال العام الماضي بين 6.8% و9.1% في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك.

وتعمقت أزمة الرواتب منذ أوقفت وزارة المالية الاتحادية التحويلات المالية لحكومة الإقليم  بسبب عدم التزامها بتسليم الإيرادات النفطية وغير النفطية بحسب الاتفاقات المبرمة، وتحديداً ما جاء في قانون الموازنة الثلاثية الذي خصص 12.67% من الموازنة للإقليم، بواقع أكثر من 10 مليارات دولار سنوياً.

وتمخضت التفاهمات بين بغداد وأربيل عن حلول مؤقتة في شكل قروض أو دفعات طارئة، لكنها لم تحل جذور المشكلة، ما أفرز مشهداً اقتصادياً هشاً، أدى إلى تأخر صرف الرواتب لأكثر من 60% من موظفي الإقليم في النصف الأول من هذا العام، بحسب تقارير إعلامية كردية، بينما يستمر الجدل حول المسؤوليات بين الطرفين.

وتطرق الخزعلي إلى ملف اللجوء، مشيراً إلى أن “أغلب اللاجئين العراقيين في الخارج من أبناء الإقليم”، في إشارة تُحيل إلى حجم المعاناة التي دفعت شرائح من سكان كوردستان إلى مغادرة البلاد.

وأظهرت بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 40% من طالبي اللجوء العراقيين في أوروبا خلال السنوات الخمس الماضية قدموا من محافظات الإقليم، وتحديداً دهوك والسليمانية.

وارتبطت موجات الهجرة هذه بعوامل اقتصادية أبرزها تأخر صرف الرواتب وغياب فرص العمل واحتكار السوق، إضافة إلى تآكل الثقة بالمستقبل السياسي للإقليم، خاصة في أوساط الشباب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: فی الإقلیم

إقرأ أيضاً:

غوتيريش في بغداد وبعثة الأمم المتحدة قبل المغادرة: العراق يقود خطة “مارشال”

13 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت، إلى العاصمة بغداد.

وبحسب بيان مقتضب للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، ورد لـ المسلة، فإن غوتيريش سيشارك في مراسم الإعلان الرسمي لانتهاء أعمال بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).

وتأسست يونامي عام 2003 بقرار من مجلس الأمن، وتقرر إنهاء ولايتها رسميا في 31 كانون الأول 2025، بعد تمديد أخير وبناء على طلب الحكومة العراقية.

وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق محمد الحسان، قد اطلق كلمات الوداع للعراقيين مع قرب انتهاء مهام ومغادرة البعثة، حيث لخص رؤيته الكاملة تجاه العراق شعبا وسياسة، فبينما كشف عن ان العراق يتجه نحو “خطة مارشال عراقية”، اكد ان العراقيين أصحاب كرامة وانفه ولا يقبلون بالاملاءات.

وقال الحسان ان البعثة أتت بناء على طلب العراقيين، وإنهاء البعثة أتى أيضا بناء على طلب العراقيين، نحن في الأمم المتحدة دائما نحترم رغبات الدول خصوصا الدول التي تستضيف هذه البعثات، مشيرا الى ان العراقيين استضافوا على مدى أكثر من عقدين من الزمن هذه البعثة، وكان العمل شاقا، فوجدوا أن المهمة الموكلة لبعثة يونامي تقريبا حققت أهدافها، وآن الأوان لكي يأخذوا الأمور بأيديهم مثلهم مثل غيرهم من الدول.

وأشار الى انه يتفق مع هذا الطرح، مؤكدا ان المهمة فعلا أنجزت بنجاح، وكانت هناك 3 ملفات متبقية وهي مسألة المفقودين من دولة الكويت ورعايا الدول الثالثة منذ أيام الحرب وأيام غزو الكويت، هناك أيضا مسألة ممتلكات الكويتيين، وأيضا الأرشيف الوطني الكويتي.

وبين ان الانتهاء الحقيقي للبعثة سيكون 31 ديسمبر، وبعد 31 ديسمبر كل بعثة يونامي وأعضائها سيغادرون العراق، مشيرا الى ان الأمم المتحدة ستكون موجودة وقد تكون موجودة بغزارة وأكثر من السابق لأن العمل تحول الآن إلى عمل تقني في قضايا المناخ، في قضايا الصحة، في قضايا التعليم، في قضايا التكنولوجيا.

وأوضح انه من بين تقريبا 72 مصرفا، هناك 38 مصرفا تقع تحت العقوبات، لا يمكن لدولة أن تشرع في مرحلة اقتصادية وتنموية مستدامة – والعراقيون يريدون ذلك – بدون رفع هذه العقوبات عن هذه المصارف.

وأوضح ان هناك بعض المحطات المهمة في تاريخ العراق، فالعراقيون اليوم يستطيعون الذهاب لصناديق الاقتراع بحرية ودون ضغوطات، والتصويت لمن يختارونه لتحديد مصيرهم المستقبلي، هذا يعني خيار الحرية، وهو في أيدي الشعب العراقي، هذا أولا، الشيء الثاني، تمكن المجتمع الدولي بالذات – التحالف الدولي – بالتنسيق مع العراقيين وبتضحيات أكثرها من العراقيين، من القضاء على داعش.

وأشار الى ان هذا البلد مقبل على خطة مارشال عراقية – عراقية بدون أي فضل من الخارج لإعادة رسم الموقع الحقيقي لهذا البلد وهذا الشعب، ليس فقط على الخارطة العربية وإنما على الخارطة العالمية، مبينا ان العراق مؤسس للأمم المتحدة وكان عضوا في عصبة الأمم، فلا أعتقد أن يرضى العراقيون بأقل من ذلك، وأنا من الأشخاص المعجبين بالعراقيين وتاريخ العراق والشعب العراقي، ولم أجد منهم إلا كل الاحترام.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مخاوف إنسانية وسياسية بعد الرحيل الأممي عن العراق
  • غوتيريش في بغداد وبعثة الأمم المتحدة قبل المغادرة: العراق يقود خطة “مارشال”
  • رئيس الجمهورية لبزشكيان: أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة عداء لنا
  • إلغاء تفويضات العراق 1991-2002: ثمرة نهج هادئ يحول العراق من ملف أمني إلى شريك استراتيجي
  • أزمة السكن العمودي في بغداد
  • تعداد سكاني بأرقام تخالف المنطق
  • وزير المالية: سننظر بزيادة الرواتب في العام 2027 / رد الحكومة كاملا
  • السفارة الأمريكية: إشراك الفصائل في حكومة العراق الجديدة لا يتوافق مع الشراكة
  • من الجفاف القاتل إلى السيول المدمرة: العراق يدفع ثمن عقود من إهمال البنى التحتية
  • مستشار حكومي يتحدث عن تأمين الرواتب دون الحاجة للبرلمان