من ديزني إلى القاهرة.. اختبار جديد لمينا مسعود في عز الضهر
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
يشارك الممثل الكندي من أصل مصري مينا مسعود في سباق الموسم السينمائي الحالي من خلال فيلمه الجديد "في عز الضهر"، المقرر عرضه في دور السينما المصرية يوم 18 يونيو/حزيران الجاري.
ويُعد هذا الفيلم أول بطولة سينمائية له في مصر بعد النجاح الذي حققه عالميا في دور "علاء الدين" في الفيلم الشهير من إنتاج ديزني. ويشاركه في بطولة العمل نخبة من النجوم، بينهم إيمان العاصي، وشيرين رضا، وبيومي فؤاد، وجميلة عوض، في حين تولى إخراجه مرقس عادل.
A post shared by @unitedbrosofficial1
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صيف 2025 السينمائي.. منافسة محتدمة وأفلام تسرق الأضواءlist 2 of 2أفلام عيد الأضحى في السينما.. منافسة فنية بين كريم عبد العزيز وتوم كروزend of list الهوية والانتماءتتناول أحداث فيلم "في عز الضهر" قضية الهوية من خلال قصة شاب مصري ينضم إلى إحدى أخطر عصابات المافيا الدولية، قبل أن يقرر العودة إلى بلده واختيار مسار مختلف مليء بالتحديات والمخاطر. ويؤدي مينا مسعود دور "حمزة"، الذي يجد نفسه في مهمة معقدة وسط أجواء مشحونة بالإثارة والأكشن (الحركة)، مع أبعاد نفسية تسلط الضوء على صراعاته الداخلية.
وتجسد إيمان العاصي شخصية "ساندرا"، وهي عميلة لحساب المافيا تتنكر في أكثر من شخصية، مستخدمة لهجات متعددة من اللبنانية إلى السورية والمصرية، مما يعكس تعدد وجوهها في عالم الجريمة.
إعلانوأشار مينا مسعود في تصريحات صحفية إلى أن انجذابه للفيلم نابع من التقاطع بين شخصيته الحقيقية ودور "حمزة"، موضحًا أن مشاعر الانتماء والحنين إلى الجذور كانت من أبرز ما لامسه في هذه التجربة، رغم اختلاف المسارات بينه وبين الشخصية.
وقال إن الفيلم ليس مجرد تجربة سينمائية، بل يحمل رسالة عن الهوية والانتماء، ويقدم مزيجا من الأكشن والدراما بمعايير إنتاجية تضاهي الأعمال العالمية.
وتعاقد مينا مسعود على بطولة فيلم "في عز الضهر" منذ عام 2019، وذلك عقب مشاركته في فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في العام نفسه. لكن الفيلم واجه عدة تأجيلات على مدى السنوات الماضية لأسباب إنتاجية، خاصة أنه تم تصويره في أكثر من دولة، من بينها مصر وتركيا وعدد من الدول الأوروبية، مما تطلّب تجهيزات لوجستية معقدة.
وكان مؤلف العمل كريم سرور قد علّق عبر حسابه على فيسبوك أن الفيلم خرج للنور بعد مرور خمس سنوات من بدء التحضير له، مشيرا إلى أنه يسعى لتقديم تجربة مختلفة عن النمط السائد في السينما المصرية، ومؤكدًا أن الفيلم لا ينتمي إلى فئة "أفلام البلطجة"، بل يحمل طابعًا جديدا يبتعد عن القوالب التقليدية.
من العالمية إلى منافسة نجوم الشباك بمصرويعزز مينا مسعود من خلال "في عز الضهر" حضوره السينمائي في الوطن العربي بعد مشاركات عالمية بدأت منذ عام 2011، وذلك إثر ظهوره في فيلم "ماذا يحدث لاحقا" (What Happens Next)، وشارك بعدها في عدد من المشاريع من بينها المسلسل الكرتوني "التسعة والتسعون" (The 99).
حقق مسعود انطلاقة لافتة في مشواره الفني بعد مشاركته في مسلسل "قلب مفتوح" (Open Heart) عام 2015، لكن العام 2019 شكّل محطة التحول الأبرز في مسيرته، حين قدم شخصية "إيثان هارت" في فيلم "غريب ولكن حقيقي" (Strange but True)، ولفت أنظار الجمهور والنقّاد معًا.
وفي العام نفسه، نال شهرة عالمية واسعة بعد تجسيده شخصية "علاء الدين" في النسخة الحية من فيلم ديزني الشهير، إلى جانب النجم العالمي ويل سميث، مما فتح له أبواب العالمية بشكل كبير.
إعلانمن أبرز أدواره أيضا شخصية جلال الدين الرومي في فيلم "قصيدة لمياء" (Lamya’s Poem)، والأمير توماس في فيلم "المعاملة الملكية" (The Royal Treatment) الذي عُرض على نتفليكس، وهو معالجة معاصرة لقصة سندريلا الكلاسيكية لكن من منظور جديد ومختلف.
ومن المنتظر أن يُعرض له خلال عام 2025 الفيلم الأميركي الرومانسي "ليتك كنت هنا" (Wish You Were Here)، الذي تدور أحداثه حول امرأة تكتشف الحب في ظروف إنسانية صعبة بعد أن تلتقي شابًا مصابا بمرض خطير وتقرر الوقوف إلى جانبه في أيامه الأخيرة.
وفي العام نفسه، يخوض مينا مسعود أولى تجاربه السينمائية في مصر والوطن العربي من خلال فيلم "في عز الضهر" الذي يُعرض ضمن موسم عيد الأضحى السينمائي، في مواجهة قوية مع عدد من نجوم الشباك مثل كريم عبد العزيز في فيلمه "المشروع X"، وتامر حسني بفيلم "ريستارت"، مما يفتح باب التساؤل حول مدى قدرة مسعود على فرض نفسه منافسا جماهيريا قويا في السوق السينمائي العربي.
من هوليود إلى القاهرةيُعلّق الناقد الفني محمد نبيل، في حديثه للجزيرة نت، بأن مينا مسعود نجح في ترسيخ اسمه عالميا من خلال بطولته لفيلم "علاء الدين" إلى جانب النجم ويل سميث، مشيرًا إلى أن النجاح الضخم للفيلم منحه حضورا جماهيريا واسعا سواء على المستوى الدولي أو في العالم العربي، وتحديدًا في مصر. إلا أن غياب أدوار مشابهة لاحقًا أثّر، برأيه، على استمرارية هذا الزخم.
ويرى نبيل أن أعمال مسعود التالية لم تحقق الصدى نفسه، لافتًا إلى أن فيلم "في عز الضهر" يقدّم فيه شخصية زعيم عصابة، لكنه لا يتوقع أن يُحقق إيرادات كبيرة، خاصة في ظل توقيت عرضه ضمن موسم عيد الأضحى الذي يشهد عادة منافسة شرسة.
وأضاف أن المنافسة هذا العام ستكون أقوى بوجود أسماء كبيرة مثل تامر حسني وكريم عبد العزيز، وهما من النجوم الذين يحققون إيرادات مرتفعة في السوق المصري والعربي، مشيرًا إلى أن طاقم عمل "في عز الضهر" يضم أسماء لامعة، لكن دون نجم شباك واضح.
إعلانورغم ذلك، يرى أن قلة عدد الأفلام المعروضة هذا الموسم قد تمنح الفيلم فرصة لعرض أوسع على الشاشات، إلا أن السؤال يبقى مطروحًا: هل يستطيع الفيلم الصمود في وجه المنافسة القوية؟
من جانبها، تعتبر الناقدة أمنية عادل أن تجربة مينا مسعود السينمائية لا تزال في طور التشكّل، موضحة أنه رغم مشاركته في عدة أعمال بهوليود، فإنه لم يتمكن من تحقيق نجاح جماهيري كبير، وهو ما تُرجعه لأسباب تتعلق بطبيعة الأدوار التي أُسندت إليه، وكذلك بسياق السوق السينمائي نفسه.
وترى أمينة أن الاعتماد على مسعود كبطل لفيلم مصري قائم على كونه نجمًا قادمًا من هوليود يُعد رهانًا إنتاجيا لجذب الجمهور، لكنه لا يكفي وحده لضمان نجاح الفيلم، معتبرة أن أداءه لا يزال يحمل قدرا من التكرار والسطحية.
وتضيف أن الجمهور المصري يرتبط أكثر بالوجوه الشابة التي نشأت داخل بيئته الفنية والاجتماعية، مثل أحمد مالك وطه دسوقي وعصام عمر وأحمد غزي وحسن مالك، الذين استطاعوا خلال وقت قصير بناء قاعدة جماهيرية قوية.
وتختتم أمينة بأن مينا مسعود يمتلك بوادر موهبة واعدة، لكنه يحتاج إلى وقت وتجارب متنوعة تتيح له النضج بوصفه ممثلا قادرا على قيادة أعمال كبيرة وتحقيق حضور حقيقي في السينما المصرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج فی عز الضهر مینا مسعود ا إلى أن فی فیلم من خلال
إقرأ أيضاً:
عماد فؤاد مسعود يكتب: لم تكن غزّة يوما حرة أكثر من الآن!
هذا عنوان أشبه بما كتبهُ جان سارتر ذات يوم عند اجتياح النازية لفرنسا، فكان الفرنسي من الثوّار اذا كتب اسم بلاده على احد أسوار المدينة كلّفه ذلك حياته التي كان يعتقد يوماً بأنها حياة ضجِرة ورتيبة وتستحق الانتحار من فرط الكآبة!
تماماً كالهواء الوفير من حولنا والذي لا نُثمّنه ونذكره سوى لحظة الاختناق…
اليوم غزّة التي كانت على هامش الجغرافيا يُزيّن اسمها أبنية روما وباريس وأثينا ومدريد وغيرها.
وأعادت هذه الحرب إعادة انتاج المفاهيم والقيم لمايزيد عن ثماني مليار إنسان، فلم يكن يدرك المواطن الغربي أن مدينة واحدة قد تختزل كل معاني الحزن والتراجيديا في جغرافيا لا تزيد عن حي صغير في إحدى مدن روسيا.
غزّة يا مدينة الأرامل والثكالى واليتامى والأسرى، كل شبرٍ فيكِ صارَ مقبرة!
هنالك عدالة سوف تتحقق في يوم ما، ابتداء من السجّان الذي فقد النوم من خوفه وخشيته من انتقام الضحية، انتهاء بعدالة الآخرة…
سوف نقتربُ بعد أشهر من قيامتين حلّتا على شعبنا الفلسطيني والعالم مازال يبرر أشلاء أطفال ممزقة على جوانب الطرقات بأن ذلك ثمناً ومبرراً لما ورثناه من مفاهيم الانتقام " العين بالعين والسن بالسن" إلّا أنّ في معادلة غزّة كانت العين مقابل إبادة عائلة وحي ومستشفى ومدرسة وكنيسة
"نحن من ينقصنا الشجاعة نجد دائما فلسفة نفسّر ونبرر بها ذلك’ كما قال المفكّر الفرنسي البير كامو،
صبر أهل غزة وصبر أسرانا علّما الكثير…
المفارقة التي لم يفلح الاحتلال بإسقاطها، هي معادلة الأسر والتأنيب والتأديب.. لم يحدث أن شاهدنا أسيراً واحداً أعربَ عن ندمه فور خروجه من الأسر، إن هذا الأسير الفلسطيني قد تعفف عن المستقبل بحيث أعاد انتاج ذكرياته لدرجة أوصلته مرحلة الاستغناء عن هذا العالم الحداثي والالكتروني الذي نعيشه والذي أفقدنا لذّة الاستمتاع بكلّ التفاصيل الصغيرة، فلا يُمكن أن تكون هنالك صورة أجمل من الخــيال الذي ننميه كما نُحب وليس هنالك خيال أوسع من خيال أسير أمضى عشرين عاماً يرمّمُ ماضياً لم يمضِ لأن الحاضر لم يحضر بعدَ لحظةِ أسرهِ…
أُصابُ بالذهول والفخر والإعتزاز بأبناء غزّة وأنا أشاهد مقابلة مع أحد الأطفال وهو يردد بأننا مهما وصلنا من شدّة الجوع فلن نقايض الأرض بأكياس معونة بائسة.. هذا الزهد الحقيقي الذي لا نعرفه نحن إذ جاء بعد كل هذا الحصار والألم، وليس زهد الاغنياء ودموعهم
أيّها الغزي البطل كُنتَ ومازلتَ دليل الحر منّا ….والحر منّا هو الدليلُ عليك.
سأظلّ أكرر في كل مناسبة يتاح لي فيها الحديث عن الأسرى…
مازلتُ أذكر رسالة ذاك الأسير الذي أمضى عشر سنوات في سجن الرملة مشلولاً ،وللآن مازلتُ أشعر بخجل تجاهه، وبأنّي مدين لهُ بطريقة ما، فكتبَ إلى وزير شؤون الاسرى والمحررين ‘أنا الأسير …أتسلّق على حُلمي بعكازين من الخيال والاستعارة كي أرى غدي، وكلما وصلتُ الفجرَ صدّني وجعي وقال: أنت ناقص من التابوت والشمس، اتقاسم الوجع مع زملائي كي نرفع الموت المؤقت قليلاً …نراكُم من ثقوبِ جلودنا تعيشونَ حياتكم بدلاً منّا، لنا هنا الموت ولكم هناك الأوسمة’
عماد فؤاد مسعود
كاتب عربي