أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، أنها سلمت الدفعة الأولى من جثث جنود القوات المسلحة الأوكرانية إلى منطقة التبادل، تنفيذًا للاتفاقيات المبرمة سابقًا بين موسكو وكييف في إسطنبول.

وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن عملية التسليم تمّت عبر وسائل نقل برية وسكك حديدية، مؤكدة أن الخطوة تندرج ضمن إطار إنساني بحت، بعيدًا عن أي حسابات سياسية.

وأضاف البيان أن روسيا مستعدة لتسليم أكثر من ستة آلاف جثة لجنود أوكرانيين لقوا مصرعهم خلال المعارك، مشيرة إلى أن كييف لم تصدر بعد تأكيدًا رسميًا عبر القنوات الخاصة بشأن استلام الدفعة.

في سياق متصل، أفاد مراسل “سبوتنيك” أن صحفيين أجانب زاروا مقاطعة بريانسك الروسية، حيث اطلعوا على شاحنات التبريد المخصصة لنقل الجثامين، والتي لا تزال تنتظر إشعار الجانب الأوكراني.

وكان طالب عدد من أسرى الحرب الأوكرانيين الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالمضي قدمًا في تنفيذ عمليات تبادل الأسرى مع الجانب الروسي، في وقت تتهم فيه موسكو السلطات الأوكرانية بتجاهل اتفاقات مسبقة، ورفضها استلام جثث آلاف القتلى من جنودها.

وقال أحد الأسرى الأوكرانيين لقناة “روسيا 24″، يوم السبت، إن الحكومة الأوكرانية “لا ترغب في إعادتنا إطلاقًا”، مشيرًا إلى أن وعودًا سابقة أبلغتهم بأن فترة أسرهم لن تتجاوز ثلاثة أشهر.

وأضاف: “ظننا أن الروس أبقونا هنا لأننا قاتلنا في ماريوبول، لكن تبيّن أن بلدنا لا يريد عودتنا”، فيما أعرب أسير آخر عن أمله بأن “يغير زيلينسكي موقفه” ويوافق على التبادل قريبًا.

وتأتي هذه التصريحات في ظل إعلان وزارة الدفاع الروسية عن بدء عملية إعادة جثث أكثر من 6 آلاف جندي أوكراني، إلى جانب انطلاق عملية تبادل أسرى، وفقًا لتفاهمات توصل إليها الجانبان خلال الجولة الثانية من مفاوضات إسطنبول التي عُقدت في 2 يونيو الجاري.

غير أن الجانب الروسي اتهم كييف بالتخلف عن تنفيذ الاتفاق. وقال رئيس الوفد الروسي في المفاوضات، فلاديمير ميدينسكي، إن فرق الاتصال التابعة لوزارة الدفاع الروسية تواجدت في موقع التبادل على الحدود، لكن الطرف الأوكراني لم يحضر، متحدثًا عن “أعذار متباينة وغريبة”، ودعا ميدينسكي أوكرانيا إلى تسلّم الجثث كي يتمكن ذوو القتلى من دفنهم بشكل لائق.

وفي السياق ذاته، أكد ممثل هيئة الأركان الروسية الفريق ألكسندر زورين أن أوكرانيا لم تتجاوب مع اتصالات موسكو بشأن تسليم الجثث، رغم الاتفاق على تبادل المصابين والمرضى وصغار السن من الأسرى في إطار صيغة “الجميع مقابل الجميع”.

وفي خطوة تصعيدية، نشر حاكم مقاطعة زابوروجيه، يفغيني باليتسكي، قوائم بأسماء الجنود الأوكرانيين القتلى الذين رفضت كييف استلام جثثهم.

وقال في منشور على “تليغرام” إن الغرض من نشر القوائم هو تمكين العائلات من التعرف على قتلاها، متهمًا الحكومة الأوكرانية بإخفاء هذه المعلومات عن مواطنيها لتجنّب دفع تعويضات لعائلات الجنود القتلى.

من جانبه، حمّل نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف نظام كييف مسؤولية تعثر العملية، قائلاً على منصة “إكس”: “لا يريد الأوغاد في كييف استلام جثث جنودهم لسببين: من المخيف الاعتراف بوجود 6 آلاف منهم، ولا يريدون دفع تعويضات للأرامل”.

ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، سلوك كييف بأنه “عديم الإنسانية”، معتبرة أن “لا توجد أمة في العالم ترفض دفن جنودها، إلا أن نظام كييف يعتنق أيديولوجية معادية للإنسان”.

وكان النائب الأوكراني أرتيم دميتروك قد صرّح قبل أيام بأن الرئيس زيلينسكي أصدر تعليمات بعدم استعادة جثث الجنود الأوكرانيين، دون أن توضح السلطات الأوكرانية موقفها الرسمي من التصريحات الروسية أو من الاتفاقات المبرمة في إسطنبول.

في هذه الأثناء، اندلع حريق في مصنع “أزوت” للكيماويات بمنطقة تولا غربي روسيا، إثر هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة وقع خلال ليل السبت، ما أسفر عن إصابة شخصين، بحسب ما أفادت به السلطات المحلية.

وقال حاكم تولا، دميتري ميلياييف، عبر “تلغرام” صباح الأحد، إن فرق الطوارئ تمكنت من إخماد الحريق، مؤكدًا عدم وجود تهديد فوري على جودة الهواء في المنطقة المحيطة، رغم استمرار أعمال المراقبة البيئية لضمان السلامة.

ويُعد مصنع “أزوت” من المنشآت الصناعية الحيوية في المنطقة، ويقع على بعد نحو 180 كيلومترًا جنوبي العاصمة موسكو. ولم تعلق وزارة الدفاع الروسية رسميًا على الهجوم حتى الآن، في حين لم تصدر كييف أي بيان بشأن العملية.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، عن تمكن دفاعاتها الجوية من إسقاط 61 مسيّرة أوكرانية خلال الليلة الماضية وحتى فجر اليوم في مناطق متعددة بغرب روسيا وجنوبها، شملت مقاطعات بريانسك، بيلغورود، كالوغا، تولا، أوريول، كورسك، موسكو، بالإضافة إلى جمهورية القرم، وجاء في بيان رسمي صادر عن الوزارة: “رصدت دفاعاتنا 61 مسيّرة أوكرانية وأسقطتها في المقاطعات المذكورة”.

في سياق متصل، أعلن عمدة موسكو سيرغي سوبيانين عن نجاح منظومة الدفاع الجوي في تدمير 9 مسيّرات استهدفت العاصمة ومحيطها خلال الهجوم الأخير.

ويأتي هذا التصعيد في إطار تزايد الهجمات بالطائرات المسيّرة بين الطرفين، وسط استمرار التوترات العسكرية على الجبهة الشرقية.

وتأتي دعوات الأسرى الأوكرانيين لتبادلهم مع الجنود الروس في ظل جهود دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء النزاع، حيث ناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أواخر مايو، سبل التهدئة وبدء مسارات إنسانية تشمل تبادل الأسرى، وأسفرت هذه الجهود عن اتفاقات مبدئية خلال مفاوضات إسطنبول، بدعم من واشنطن وأنقرة، لكن موسكو تتهم كييف بالتراجع عن تنفيذ الاتفاق، وسط ضغوط داخلية تواجهها القيادة الأوكرانية.

 أوربان يحذّر الأوروبيين من إطالة أمد النزاع في أوكرانيا: “صبّ الزيت على النار لن يطفئها”

اتهم رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان قادة الاتحاد الأوروبي بتأجيج النزاع في أوكرانيا تحت ذريعة حماية القارة، محذرًا من أن هذا النهج قد يجرّ أوروبا إلى عقد كامل من الصراع.

وفي منشور على منصة “إكس”، قال أوربان: “أوروبا تُفاقم الأزمة الأوكرانية تحت ذريعة استخدام أوكرانيا كدرع لحماية القارة”، مضيفًا: “بروكسل تقود أوروبا نحو عشر سنوات من الصراع بزعم أن أوكرانيا تحميها. لكنكم لن تطفئوا النار بصب المزيد من الزيت عليها”.

وأكد أن التصعيد العسكري ليس السبيل إلى الحل، مشددًا على ضرورة وقف إطلاق النار والبدء بمفاوضات سلام عاجلة. وكشف أن حجم الإنفاق الأوروبي والأميركي على أوكرانيا بلغ 310 مليارات يورو، واصفًا الرقم بـ”المرعب”، مشيرًا إلى أنه كان بالإمكان توجيه هذه الأموال لتحسين ظروف المعيشة في أوروبا بدلًا من “حرقها في النزاع”.

وانتقد أوربان ما اعتبره تجاهلًا من الغرب لحقائق الصراع الأوكراني، محذرًا من أن الإصرار على هذا النهج سيؤدي إلى “ثمن باهظ في المستقبل”.

وتوقع أن يعيد الاتحاد الأوروبي قريبًا تقييم خطط الدعم المالي والعسكري لكييف، خصوصًا مع اتساع النقاش حول التكاليف المستقبلية، لافتًا إلى أن القمة الاستثنائية للاتحاد المقررة في مارس ستشهد مراجعة للسياسات المتفق عليها بين الدول الأعضاء.

بوليتيكو: مشروع العقوبات الأمريكية ضد روسيا يهدد بتقويض علاقات واشنطن التجارية مع شركائها الرئيسيين

حذّرت صحيفة بوليتيكو من أن مشروع العقوبات الأمريكية المقترحة ضد روسيا وشركائها التجاريين قد يؤدي إلى إلحاق ضرر بالغ بالمصالح الاقتصادية للولايات المتحدة، ويهدد بفقدانها لعلاقاتها التجارية مع أبرز شركائها حول العالم، بمن فيهم حلفاؤها التقليديون في أوروبا.

وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع المطروح في أبريل الماضي بمبادرة من أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يقترح فرض رسوم جمركية قد تصل إلى 500% على واردات الولايات المتحدة من الدول التي تشتري النفط والغاز واليورانيوم من روسيا، في خطوة تهدف إلى ردع هذه الدول عن مواصلة علاقاتها الاقتصادية مع موسكو.

وتشمل قائمة الشركاء المحتمل تضررهم دولاً مثل الهند والصين، اللتين تستوردان نحو 70% من صادرات الطاقة الروسية، إلى جانب دول أخرى قد تواجه الرسوم ذاتها رغم علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن.

وفيما سعى السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، أحد أبرز داعمي المشروع، إلى استثناء الدول التي تقدم دعماً عسكرياً لأوكرانيا من العقوبات الثانوية، حذر السيناتور راند بول من أن التشريع قد ينعكس سلباً على الولايات المتحدة نفسها، معتبراً أن واشنطن ستكون أكبر المتضررين، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاستراتيجية، في حال تطبيق القانون.

كما نبهت بوليتيكو إلى التبعات المحتملة للعقوبات على واردات حيوية، مثل اليورانيوم المخصب، الذي لا تزال الولايات المتحدة تعتمد عليه لتشغيل عدد من مفاعلاتها النووية، ما قد يُدخلها في مأزق تقني واقتصادي.

من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن روسيا لن تُغيّر موقفها حيال النزاع مع أوكرانيا تحت ضغط التهديدات بالعقوبات، مجدداً التأكيد على قدرة بلاده على التكيّف مع العقوبات الغربية المتصاعدة.

وتواصل موسكو انتقادها للعقوبات الغربية، معتبرة أنها غير فعالة وتعكس عجز الغرب عن الاعتراف بفشل سياساته العقابية المستمرة منذ سنوات.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أوكرانيا بوتين وترامب دونالد ترامب روسيا روسيا وأوكرانيا وزارة الدفاع الروسیة الولایات المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

روسيا: السلام رهن بوقف إمداد أوكرانيا بالأسلحة

موسكو، كييف (الاتحاد، وكالات)

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس، إن جدول الأعمال الحقيقي للغرب لم يتضمن قط محادثات سلام، وإيجاد تسوية في أوكرانيا، وذلك في أول تعليق لها على المفاوضات منذ إجراء مسؤولين روس وأوكرانيين محادثات الأربعاء الماضي.
وأضافت زاخاروفا، في تصريحات نقلتها وكالة تاس الروسية، أن «الغرب إذا أراد سلاماً حقيقياً في أوكرانيا، فعليه أن يتوقف عن تزويد كييف بالأسلحة».
أمنياً، أعلنت كل من أوكرانيا وروسيا، أمس، عن سقوط قتلى وجرحى في هجمات جديدة. وأسفرت غارات جوية متبادلة، وقعت فجر أمس، عن مقتل ثلاثة أشخاص في أوكرانيا، وشخصين في روسيا، وفقاً للسلطات.
 وذكر سلاح الجو الأوكراني، في تقرير أصدره أمس، أن القوات الروسية أطلقت 208 طائرات مسيرة وطائرات مسيرة وهمية و12 صاروخاً باليستياً و15 صاروخ كروز على أوكرانيا، مستهدفةً منطقة دنيبروبيتروفسك شرق أوكرانيا. 
وقال التقرير، إن القوات الأوكرانية أسقطت 183 طائرة مسيرة و17 صاروخاً.
وقال سيرهي ليساك، حاكم مدينة دنيبروبيتروفسك، إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 6 آخرون في دنيبرو وضواحيها. وقال إيهور تيريخوف، عمدة مدينة خاركيف، إن 5 أشخاص، من بينهم ثلاثة من عمال الطوارئ، أصيبوا. وقال أوليه هريهوروف، الحاكم العسكري لمنطقة سومي، إن ثلاثة أشخاص أصيبوا. وذكرت السلطات في منطقة روستوف في جنوب روسيا أن شخصين قتلا في هجمات أوكرانية. وذكر حاكم المنطقة، يوري سليوسار، أن سيارة احترقت وأن الكهرباء انقطعت عن صف من المنازل بسبب سقوط طائرة بدون طيار.
وقال مسؤول من جهاز الأمن الأوكراني، إن طائرات مسيرة أوكرانية قصفت مصنعاً لمعدات الاتصالات اللاسلكية وعتاد الحرب الإلكترونية في منطقة ستافروبول الروسية في هجوم خلال الليل. وذكر المسؤول أن منشأتين في مصنع سيجنال في مدينة ستافروبول، التي تبعد حوالي 540 كيلومتراً عن الحدود الأوكرانية، تضررتا في الهجمات. ونشر المسؤول عدة مقاطع مصورة تظهر عموداً كبيراً من الدخان الكثيف يتصاعد في السماء. وأضاف: «قصفت طائرات مسيرة بعيدة المدى تابعة لجهاز الأمن الأوكراني منشآت الإنتاج في مصنع ستافروبول اللاسلكي سيجنال». 
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي دمّرت واعترضت 54 مسيّرة بما فيها 24 في منطقة بريانسك الحدودية مع أوكرانيا. كما أعلنت عن سيطرة قواتها على قرية جديدة في منطقة دنيبروبيتروفسك في شرق وسط أوكرانيا، هي الثانية في هذه المنطقة منذ بدء هجومها فبراير 2022.
وقال الجيش الروسي في بيان، إن قواته سيطرت على بلدة مالييفكا في منطقة دنيبروبيتروفسك. 
ومطلع هذا الشهر، أعلنت روسيا سيطرتها على بلدة داتشنوي في هذه المنطقة. وتمثل السيطرة على مالييفكا، انتكاسة رمزية أخرى للقوات الأوكرانية. ويمثل أي تقدم روسي حقيقي في منطقة دنيبروبيتروفسك أهمية استراتيجية في المحادثات التي قد تعقد لاحقاً لإيجاد حل النزاع بين الجانبين. وفي منطقة دونيتسك في الشرق، أعلن الجيش الروسي السبت أيضاً سيطرته على قرية «زيليني هاي».

أخبار ذات صلة مسؤول أممي: لا مكان آمناً في أوكرانيا أوكرانيا تقترب من الاحتفاظ بلقب «مونديال الفنون القتالية» بالعين

مقالات مشابهة

  • تصعيد بالمسيرات بين روسيا وأوكرانيا وقتلى مدنيون من الطرفين
  • روسيا: السلام رهن بوقف إمداد أوكرانيا بالأسلحة
  • الحرب الروسية الأوكرانية| هجمات متبادلة بالمسيّرات.. وسقوط 5 قتلى
  • روسيا تعلن تحقيق تقدم كبير في أوكرانيا
  • اتفاق مبدئي على عقد قمة رباعية في تركيا لإيجاد حل للحرب الروسية الأوكرانية
  • الدفاع الجوي الروسي يسقط طائرتين مسيرتين استهدفا موسكو
  • روسيا: نسعى لإقامة «مناطق عازلة» على حدود أوكرانيا
  • وزير الخارجية الألماني: أوكرانيا ستتمكن من إصابة العمق الروسي
  • الكرملين: موسكو تسعى لإقامة مناطق عازلة أوكرانيا وروسيا تتبادلان هجمات بمُسيرات بعد جولة محادثات
  • روسيا تعلن تحقيق تقدم ميداني جديد في أوكرانيا