مع حلول عيد الأضحى المبارك، تتغير ملامح الأسواق حيث تنشط حركة البيع والشراء في الأسواق التقليدية في مختلف محافظات وولايات سلطنة عمان، حيث يظهر على الساحة عدد من التجار الموسميين، الذين يجدون في هذا الموسم فرصة اقتصادية ثمينة لعرض منتجاتهم التقليدية المرتبطة بالعادات العمانية الأصيلة في ذبح الأضاحي وتحضير الولائم.

ومع ارتفاع الطلب على مستلزمات، المضبي، والمشاكيك، والشواء، والعرسية وبيع المأكولات وغيرها من الوجبات المعروفة في مختلف المناطق، وذلك في أكشاك صغيرة وبسطات تنتشر على جنبات الطرق يقيمها تجار موسميون يعرضون من خلالها منتجاتهم التقليدية المحلية التي يحتاجها المستهلكون خلال هذه الفترة مثل الحطب، وأعواد المشاكيك المصنوعة من زور النخيل، والخصف، والبهارات والخلطات الخاصة للحوم، والسمن والعسل وغيرها من المنتجات التي تُستخدم في إعداد وجبات العيد الشهيرة.

حيث يتصدر الحطب قائمة المشتريات في هذا الأيام، إذ لا تكتمل طقوس العيد لدى العديد من العائلات العمانية إلا بإشعال النار لطبخ اللحم، بأشكال مختلفة سواء في ساحات المنازل أو في المزارع وآخرين في الشاليهات التي أصبحت أحد الملامح الشائعة في أغلب الأماكن كنوع من الترفيه، ويحرص الباعة الموسميون على جمع كميات كبيرة من الحطب الجيد، وخاصة حطب السمر والغاف، لما يتميزان به من كثافة وطول مدة الاشتعال، وبيعها في حزم صغيرة بأسعار معقولة.

كما تبرز أيضاً أعواد المشاكيك المصنوعة من زور النخيل حيث يقوم الحرفيين بتقطّيعها إلى أعواد متساوية الطول، في منازلهم طوال الأيام التي تسبق العيد، استعداداً لبيعها، وذلك لتفضيل بعض الناس لها، حيث تتميز هذه الأعواد بصلابتها ومقاومتها للنار، وتضفي على اللحم نكهة محببة.

من المنتجات التقليدية التي تشهد رواجًا كبيرًا في هذا الموسم الخصف، وهي حقائب أو أكياس كبيرة مصنوعة من سعف النخيل تستخدم لحفظ لحم الشواء اثناء وضعه في حفرة التنور، وتعد الخصف أحد أبرز رموز التراث العماني في مجال الحرف اليدوية الزراعية، وتتطلب مهارة وصبرًا، وتستغل العديد من الرجال والنساء الفلاحين موسم العيد لترويج هذه المنتجات التي يقومون بصناعتها طوال العام.

وتتمتع الخصف بقدرة طبيعية على حفظ الحرارة والنكهة، مما يجعله خيارًا مثالي لوضع اللحم به وتقديمه بطريقة تقليدية اجتمعت كل الأجيال على حبها.

وتجد الخلطات الجاهزة لتتبيل اللحم والصبار رواج واسع، خاصة بين الناس الذين يبحثون عن النكهة التقليدية، فتجد البائعين الموسميين يبيعونها مخلوطة وجاهزة في أكياس صغيرة تحتوي على بهارات مثل الكركم، والكمون، والفلفل الأسود، والزنجبيل، والهيل، والقرفة، والليمون المجفف، ويقوم بعض الباعة بتحضير الخلطات في منازلهم لتكون شبه سائلة باستخدام وصفات متوارثة، ويعرضونها في الأسواق مع تعليمات بسيطة للاستخدام.

ويؤكد ثويني الراسبي أن عيد الأضحى يمثل موسمًا اقتصاديًا مهمًا بالنسبة لهم، حيث تتضاعف أرباحهم مقارنة بباقي أيام السنة، خاصة لمن يعتمدون على هذه الفترات كمصدر دخل، حيث ينتظر موسم العيد من العام إلى العام، ليبيع بعض المأكولات ليكسب ما يعينه على مصروفات الشهرين التاليين.

ويرى لقمان البلوشي ان مثل هذه المواسم تشكل فرصة حقيقية للحرفيين وأصحاب المشاريع الصغيرة، سواء في القرى أو المدن، لتسويق منتجاتهم مباشرة للمستهلكين دون الحاجة إلى منافذ بيع أو وسطاء، كما يُعد فرصة لإحياء الحرف التقليدية وتعزيز قيمتها بين الأجيال الجديدة.

ويتحول موسم العيد إلى مشهد تراثي تختلط فيه روائح الحطب والتوابل، وتتعالى أصوات الباعة، وتنتشر الابتسامات بين الناس، في مشهد يعكس خصوصية المجتمع العماني، الذي لا زال محافظاً على تراثه وعاداته الأصيلة، رغم كل مظاهر الحداثية والتطور.

فموسم عيد الأضحى ليس مناسبة دينية واجتماعية فقط، بل يمثل موسمًا اقتصاديًا مهمًا، وفرصة لإحياء التراث، وتعزيز دور التجارة المحلية والحرف اليدوية، التي تُعد ركيزة من ركائز الهوية العمانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عید الأضحى موسم ا

إقرأ أيضاً:

منتخب الكونغ فو يشارك في بطولة العالم للأساليب التقليدية بـ28 لاعبًا ولاعبة

غادرت بعثة المنتخب المصري للووشو كونغ فو مطار القاهرة متجهة إلى الصين، للمشاركة في بطولة العالم العاشرة للأساليب التقليدية، والتي تقام خلال الفترة من 14 حتى 20 أكتوبر 2025.

يشارك المنتخب المصري في البطولة بعدد 28 لاعبًا ولاعبة، ويرأس البعثة اللواء محمد محيي الدين أبو زيد عضو مجلس إدارة الاتحاد، ويضم الجهاز الإداري والفني كلا من الدكتور أحمد البكاتوشي إداري البعثة، والكابتن عمرو محي المدرب العام، والمدرب نصر سالم والمدرب كابتن محمد البلشي.

وغادرت بعثة المنتخب المصري للوشو كونغ فو على مجموعتين الأولى مساء الاثنين والثانية اليوم الثلاثاء، لتصل إلى الصين استعدادا لانطلاق منافسات بطولة العالم في نسختها العاشرة.

أكد شريف مصطفى، رئيس الاتحاد المصري والعربي والأفريقي ونائب رئيس الاتحاد الدولي للووشو كونغ فو، أن مشاركة المنتخب في هذه البطولة العالمية تأتي في إطار خطة الاتحاد لتطوير اللعبة ورفع كفاءة اللاعبين فنيا وبدنيا، مشيرا إلى أن الاتحاد يسعى دائما لتوفير أفضل سبل الدعم للمنتخبات الوطنية في جميع المراحل.

قال شريف مصطفى: «نسعى من خلال هذه المشاركة إلى تقديم صورة مشرفة لمصر أمام العالم، خاصة أن البطولة تضم نخبة من أفضل لاعبي الووشو كونغ فو على مستوى القارات ونثق تماما في قدرات لاعبينا وجهازنا الفني، ولدينا طموح قوي لتحقيق ميداليات تليق باسم مصر».

أضاف: «المنتخب يضم مزيجا من العناصر الشابة والخبرات، وهو ما يمنحنا تنوعا فنيا كبيرا كما نعتبر هذه المشاركة محطة مهمة في إعداد اللاعبين للاستحقاقات المقبلة».

تابع رئيس الاتحاد: «نولي اهتماما خاصا بالأساليب التقليدية لأنها تمثل روح اللعبة وجذورها التاريخية، ونهدف من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز مكانة مصر في هذا النوع من المنافسات على الساحة الدولية».

اختتم شريف مصطفى تصريحاته بالتأكيد على أن الاتحاد يواصل العمل وفق استراتيجية طويلة المدى لتوسيع قاعدة الممارسين في مصر، ونشر رياضة الووشو كونغ فو في جميع المحافظات، مؤكدا أن دعم وزارة الشباب والرياضة المستمر يمثل حافزا قويا لتحقيق المزيد من الإنجازات.

طباعة شارك المنتخب المصري للووشو كونغ فو مطار القاهرة الصين بطولة العالم

مقالات مشابهة

  • سلطنة عمان وتونس توقعان اتفاقيتي شراكة في قطاعي الطاقة والمياه
  • منتخب الكونغ فو يشارك في بطولة العالم للأساليب التقليدية بـ28 لاعبًا ولاعبة
  • بعيدا عن اللقطات التقليدية.. أسبوع الموضة في باريس كما لم نره من قبل
  • سفير سلطنة عمان: نقدّر جهود مصر قيادةً وشعبًا على استضافتها لقمة السلام
  • سفير سلطنة عمان: نؤكد على مبدأ السلام ومشاركتنا رسالة دعم لجهود إنهاء حرب غزة
  • سفير عمان: مشاركتنا في قمة شرم الشيخ رسالة دعم لجهود إنهاء الحرب في غزة
  • إنجاز وطني جديد يضع سلطنة عمان على خارطة تدريب رواد الفضاء عالميا
  • ضبط مواطن لتخزين الحطب المحلي في منطقة المدينة المنورة
  • «الصحة العالمية»: سلطـنة عمان تتبنى مبادرات وخططا استراتيجية لصناعة مستقبل صحي مشرق
  • أسامة الشاهد: تطوير السجل التجاري بالغرفة يهدف لتقديم خدمات متميزة للتجار