شاب في مقتبل العمر يفارق الحياة بعد حادثة سير مأساوية على الطريق الوطنية 2009 بجماعة تمصلوحت.
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
بقلم : شعيب متوكل.
خيّم الحزن على دوار دار العين بجماعة تمصلوحت، عقب وفاة شاب في ريعان شبابه، لم يتجاوز عقده الثاني، بعد أيام من الصراع بين الحياة والموت، إثر حادثة سير مروعة وقعت على الطريق الوطنية رقم 2009.
الراحل، الذي كان يعرف بين أبناء الدوار بحيويته وأخلاقه الطيبة، خرج في يوم عادي على متن دراجته النارية، دون أن يدري أن تلك ستكون رحلته الأخيرة.
نُقل الشاب على وجه السرعة إلى مستشفى بمدينة مراكش، حيث خضع لعملية جراحية دقيقة، وظل يصارع آلامه في العناية المركزة. لكن رغم مجهودات الطاقم الطبي، أسلم الروح بعد أيام من المعاناة، تاركًا وراءه أمًا مفجوعة، وأبًا مكسور القلب، وأصدقاء لم يصدقوا رحيله المبكر.
وتنتظر أسرته وأبناء دواره تحديد موعد تشييع جثمانه، وسط أجواء من الصدمة والحزن العميق، فيما لا تزال التحقيقات جارية من طرف مصالح الدرك الملكي لتحديد ملابسات الحادث. وتُطرح مجددًا تساؤلات ملحة حول واقع السلامة المرورية على الطريق الوطنية رقم 2009، التي تحوّلت في نظر الكثيرين إلى نقطة سوداء تهدد أرواح مستعمليها.
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
أفضل استثمار في الحياة بلا منازع
أنيسة الهوتية
في قلب المجتمعات الحية، تتكئ الحضارات على مشروع إنساني بالغ الأهمية، لا يُقاس فقط بالحب والشرعية، بل بالنية، والمواقف، والثمار.
إنه الزواج. ليس مجرد عقد بين شخصين؛ بل هو البنية التحتية الأولى لكل ازدهار إنساني: مشروع اجتماعي، واستثمار مادي وعاطفي، ومؤسسة نموّ داخلي، وبناء جماعي للسكينة.
في منطق الاستثمار، لا يُشترط التطابق الكامل بين الشركاء، بل تتفوق النية والإرادة على النسب. يكفي أن تتوفر 55% من التوافق، مع عقل ناضج وقلب منفتح، حتى تبدأ عجلة البناء. فالمؤسسة الزوجية الناجحة لا تُبنى على صورة مثالية، بل على تفاهم ناضج ومرونة تقبل الاختلاف.
الزواج ليس مشروعًا شخصيًا فقط، بل مشروع مواجهة حضارية لحياة متفلتة، تُبدَّد فيها الطاقات والمشاعر والأموال دون مردود حقيقي. هو غضٌّ للبصر، وصونٌ للروح، وتوجيه للرغبات إلى مسارها النقي.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تزوج فقد استكمل نصف الدين، فليتقِ الله في النصف الآخر" (حديث حسن)، دلالة على هذه الحماية الإيمانية المتكاملة.
ومع أن الخوف من الزواج، خصوصًا في زمن التقلّب الاقتصادي، يُهيمن على أفكار الشباب، إلا أن الواقع يشهد بشيء آخر:
من يُقبل على الزواج بنية طيبة، وصدق في العزم، يُفتح له من أبواب الرزق ما لم يكن في حسبانه؛ فالزواج مغناطيس للبركة، ومولّد للطاقة الاقتصادية والاجتماعية، وليس عبئًا كما يُروَّج له.
أما الذرية، فهي توسعة لهذا المشروع المبارك. الأطفال ليسوا استنزافًا، بل استثمارًا طويل المدى، وجودهم في الحياة سبب للبركة، ومصدر للقوة النفسية والمعنوية. وليس من المستغرَب أن يُحذّر القرآن من وسوسة الشيطان: "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرةً منه وفضلًا" [البقرة: 268]؛ فكل تخويف من الزواج، من الإنجاب، من الالتزام، هو باب موارب من أبواب الوهم، لا الحقيقة.
الزواج ليس نهاية الحرية؛ بل بدايتها الحقيقية.
حريةٌ تُربي الإنسان على الاختيار الناضج، وتنقله من فوضى العاطفة إلى وضوح البناء، هو المشروع الذي لا يخسر، ما دام قائمه واعيًا، مؤمنًا، مستثمرًا فيه بقلبه، وعقله، وموارده.