كشفت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا، اليوم الخميس، عن انكماش الاقتصاد البريطاني بشكل حاد خلال شهر أبريل الماضي، متأثرًا بتداعيات مزدوجة تمثلت في زيادة الضرائب وارتفاع فواتير الطاقة، بالتزامن مع تصاعد المخاوف بشأن تباطؤ النمو وسط ضغوط اقتصادية داخلية وخارجية.

وأظهرت البيانات بحسب ما نقلته صحيفة «الجارديان» البريطانية أن الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة انخفض بنسبة 0.

3% على أساس شهري في أبريل، متراجعًا عن نمو نسبته 0.7% خلال الربع الأول من العام.

وجاء هذا الأداء الضعيف نتيجة عوامل متعددة، أبرزها ارتفاع فواتير المياه والطاقة، إلى جانب دخول زيادات في مساهمات التأمين الوطني على أصحاب العمل حيز التنفيذ، الأمر الذي زاد من تكاليف التشغيل على الشركات.

كما ألقت حالة عدم اليقين الناتجة عن التصعيد التجاري من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بظلالها على مناخ الأعمال العالمي.

وفي إطار محاولة الحكومة البريطانية مواجهة التحديات الاقتصادية، كشفت وزيرة الخزانة البريطانية رايتشل ريفز، امس الأربعاء، عن مراجعتها الأخيرة للإنفاق العام، متعهدة بزيادة التمويل للوزارات الحكومية، إلى جانب استثمارات كبيرة في البنية التحتية والدفاع والإسكان الاجتماعي.

وأعلنت ريفز أن موازنات الوزارات سترتفع بنسبة 2.3% سنويًا بالقيمة الحقيقية، ضمن خطة حكومية تهدف إلى تخصيص أكثر من تريليوني جنيه إسترليني للإنفاق العام.

وتتجه الأنظار الأسبوع المقبل إلى اجتماع بنك إنجلترا، الذي يواجه معضلة واضحة في سياسته النقدية، بعدما خفض سعر الفائدة الأساسي بمقدار 25 نقطة أساس في مايو ليصل إلى 4.25%.

ويأتي ذلك وسط حالة من الركود الاقتصادي، وبلوغ معدلات البطالة أعلى مستوياتها منذ يوليو 2021، في حين لا تزال معدلات التضخم فوق الهدف المحدد عند 3.5%، مع توقعات باستمرار ارتفاعها خلال الفترة المقبلة.

وقال محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، الأسبوع الماضي، إن وتيرة خفض الفائدة «باتت محاطة بدرجة عالية من الغموض»، مشيرًا إلى «تزايد حالة عدم اليقين» في ظل تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي.

ورغم ذلك، يُتوقع أن يُبقي البنك على سعر الفائدة الأساسي دون تغيير عند 4.25% في اجتماعه المقبل، في حين تشير توقعات السوق إلى خفضين آخرين في الفائدة خلال العام الجاري، أحدهما محتمل في أغسطس والآخر في الربع الأخير من العام، مما قد يخفض المعدل إلى 3.75% بنهاية 2025.

اقرأ أيضاًالاقتصاد البريطاني يعاني.. «خسائر متوقعة بسبب الإضرابات»

معهد المديرين البريطاني: اتساع الفجوة بين المتفائلين والمتشائمين إزاء الاقتصاد الأمريكي

«أبو الغيط» يشارك في افتتاح القمة الاقتصادية العربية البريطانية الثالثة بلندن

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاقتصاد الآن الاقتصاد البريطاني الاقتصاد اليوم التضخم في بريطانيا الضرائب في بريطانيا انكماش الاقتصاد البريطاني

إقرأ أيضاً:

الجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يختتمان برنامج محاكاة قمة المناخ COP30

اختتمت الجامعة البريطانية في مصر، برئاسة الأستاذ الدكتور محمد لطفي رئيس الجامعة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP مصر، برئاسة السيدة تشيتوسي نوجوتشي، الممثلة المقيمة للبرنامج، فعاليات النسخة الرابعة من البرنامج الدولي لمحاكاة قمة المناخ COP30 Simulation Programme، تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، ووزارة الشباب والرياضة، والسفارة البريطانية بالقاهرة، وبدعم من المبادرة الدنماركية المصرية للحوار (DEDI)، وبالتعاون مع شركاء أكاديميين من الجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو (UFRJ/COPPE) والجامعة الفيدرالية في بارا (UFPA) بدولة البرازيل، الدولة المنظمة لمؤتمر قمة المناخ COP30 المزمع عقده في نوفمبر القادم، وذلك بمشاركة 150 طالبًا من 47 دولة و91 جامعة مصرية وعربية ودولية.

جاء ذلك بحضور فريدة خميس رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية، والسفيرة نبيلة مكرم رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والسير ديريك بلمبلي نائب الرئيس الشرفي للجامعة البريطانية وسفير المملكة المتحدة الأسبق لدى مصر والسعودية، و الدكتور أشرف العربي رئيس معهد التخطيط القومي ووزير التخطيط الأسبق، والسفير بولينو فرانكا سفير جمهورية البرازيل لدى مصر، والسفير وائل أبو المجد مساعد وزير الخارجية لشؤون البيئة والتنمية المستدامة والمبعوث الخاص لرئيس مؤتمر COP27، والسفير الخان بولوخوف سفير جمهورية أذربيجان لدى مصر، والدكتور محمود فتح الله المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) للمنطقة العربية، والسفير كاسونجو موسينغا سفير جمهورية الكونغو الديمقراطية، والدكتورة سارة الخشن مديرة إدارة التطوير الإستراتيجي ورئيس برنامج المحاكاة بالجامعة البريطانية، إلى جانب عدد كبير من ممثلي الوزارات والسفارات والقطاع الخاص وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.

وأكدت فريدة خميس، خلال كلمتها، أن نجاح الجامعة لا يُقاس بعدد الشهادات أو المراتب الأكاديمية، بل بمدى إسهامها في تنمية طلابها وجدانيًا وفكريًا ومهاريًا، ليصبحوا قادرين على إحداث تغيير حقيقي في العالم من حولهم، مشيرة إلى أن برنامج محاكاة قمة المناخ يجسد رؤية الجامعة في إعداد جيل واعٍ يمتلك المهارات المطلوبة لبناء مستقبل أكثر استدامة.

وأضافت أن الطلاب المشاركين أثبتوا قدرتهم على ممارسة الحوار الديمقراطي باحترافية من خلال الاستماع العميق والتعاون والوصول إلى حلول توافقية، مؤكدة أن هؤلاء الشباب هم أبطال المناخ الذين سيقودون العالم نحو مستقبل أفضل، ودعتهم إلى توظيف المهارات التي اكتسبوها خلال البرنامج في حياتهم العملية.

من جهته، أوضح الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية، أن الشباب المشارك أثبت أنه قادر على أن يكون صانعًا للتغيير الحقيقي، متجاوزًا الحدود والسياسات لتقديم حلول واقعية وفعّالة للتحديات المناخية العالمية، مؤكدًا أن الجامعة البريطانية ستظل منبرًا للفكر وبيتًا للعلم وجسرًا يربط الشباب بالعالم، إيمانًا منها بأن التنمية المستدامة تبدأ من التعليم، وأن التغيير يبدأ من الوعي.

وأشار إلى أن هذا العام شهد تقدم نحو 3، 000 طالب من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في البرنامج، وتم اختيار 150 مشاركًا يمثلون 47 جنسية و91 جامعة من بينها 22 جامعة مصرية حكومية وخاصة.

كما وجّه رئيس الجامعة شكره إلى جميع الشركاء، وعلى رأسهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ووزارات التعليم العالي والخارجية والشباب والرياضة، على دعمهم المتواصل لهذه المبادرة، مثمنًا التعاون البنّاء مع سفارة البرازيل والجامعات البرازيلية المشاركة.

وفي كلمته، نقل السفير وائل أبو المجد رسالة الوزير بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، التي أعرب فيها عن تقديره للجامعة البريطانية على رؤيتها في ربط التعلم الأكاديمي بتحديات العالم الواقعي، مؤكدًا أن البرنامج ليس مجرد تمرين أكاديمي بل استثمار حقيقي في جيل الشباب القادر على مواجهة التحديات المناخية.

كما أكدت السيدة تشيتوسي نوجوتشي، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، أن برنامج محاكاة مؤتمر الأطراف يمثل مساحة مهمة للشباب للمشاركة في مناقشات المناخ، مشيرة إلى أن 63% من المشاركين هذا العام من النساء، مما يعكس التزام البرنامج بالمساواة وتمكين الفتيات في العمل المناخي.

ومن جانبه، أشاد السفير بولينو فرانكا، سفير البرازيل، بدور مصر الريادي في قيادة العمل المناخي خلال COP27، مؤكدًا أن البرازيل تدعو إلى موتيراو عالمي، أي تعبئة جماعية منظمة لمواجهة تغير المناخ، مشيرًا إلى أن COP30 سيكون فرصة لتحقيق نتائج ملموسة من خلال التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

وفي كلمتها، أكدت الدكتورة سارة الخشن أن البرنامج هذا العام جاء تحت شعار نحن مستمرون ونعمل معًا، مشيرة إلى استحداث مرصدي "الديون وتمويل المناخ والانتقال العادل، تماشيًا مع أهداف الجامعة وإيمانها بدور البحث العلمي في صياغة حلول قابلة للتطبيق.

كما أشار الدكتور محمود فتح الله، المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إلى أن فعالية المحاكاة تمثل واحدة من أبرز النجاحات المشتركة، مشددًا على أهمية تعزيز جسور التواصل بين صانعي السياسات والباحثين والشباب.

واختتمت الدكتورة عبير شقوير، مساعدة الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مؤكدة أن التعاون المستمر بين الجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على مدى أربع سنوات قدّم فرصًا متميزة للشباب للمشاركة في دعم التنمية المستدامة والعمل المناخي.

وشهدت فعاليات حفل الختام محاكاة التصويت على التوصيات الخاصة بإعلان برنامج محاكاة قمة المناخ COP30 Simulation، والتي تمثل حلولًا عملية لقضية تغير المناخ، على أن يتم عرض نتائجها خلال مؤتمر المناخ COP30 بالبرازيل في نوفمبر المقبل.

مقالات مشابهة

  • اتفاقية ابتعاث بين التعليم العالي وصندوق تقاعد الأجهزة العسكرية والأمنية
  • استقرار الدولار وارتفاع سعر الذهب خلال تعاملات اليوم السبت 11 أكتوبر 2025
  • صباح البلد يرصد حالة الطقس اليوم السبت 11 أكتوبر 2025 |فيديو
  • " بنك قطر الوطني": تسارع متوقع في نمو الاقتصاد الأمريكي خلال 2025
  • بين كلفة الدين العالمي وتحديات الفائدة وملامح تباطؤ الاقتصاد الدولي 2025-2026: لبنان إلى أين؟
  • ختام برنامج محاكاة قمة المناخ COP30 في الجامعة البريطانية
  • الجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يختتمان برنامج محاكاة قمة المناخ COP30
  • فشل خطة ترامب يدفع إسرائيل لتباطؤ أعمق وارتفاع بالدين
  • لا زيادات للعاملين في القطاع العام وارتفاع مقابل لمخصّصات السلطات العامة
  • الاقتصاد الإسرائيلي بين وهم الانتعاش وحقيقة الانكماش