من يتأمل التأييد الكبير من قبل شعوب العالم لغزة ودفاعهم عنها وفي نفس الوقت تنامي الشعور بالبغض للإسرائيليين وكراهيتهم ومطالبة الأنظمة بإيقاف التعاون مع الكيان أو منع تصدير الأسلحة له يدرك أن غزة أصبحت حاضرة بقوة في ضمير أحرار العالم في كل البلاد وسأسرد فيما يأتي نماذج قليلة لهذا التأييد.
فعلى صعيد الأنظمة هناك من الدول مثل إسبانيا وجنوب أفريقيا أعلنت اعترافها رسميا بالدولة الفلسطينية، واتخذت إجراءات صارمة بخصوص بيع الأسلحة للكيان الغاصب.
البرلمانيون في جلساتهم ينتقدون دعم بلادهم بقوة للكيان ومشاركتهم في الجرائم التي ترتكب ضد أطفال غزة وأهلها الأمثلة على ذلك كثيرة جداً ومنها قول أحد البرلمانيين لرئيسة الوزراء الألمانية ميلاني فيما معناه ألا تخجلين من دعم إسرائيل وأنت أم وتسهمين في قتل آلاف الأطفال في غزة وتجويعهم حد الموت.
أما سفراء الكيان الغاصب فيتعرضون للطرد والملاحقة من قبل الناس، وتوجه لهم أقسى العبارات في أكثر من دولة كان آخرها دولة السنغال، ومثلهم ممثلو الكيان في المؤتمرات والاجتماعات العالمية حيث يخرج معظم المشاركين في المؤتمر عندما يتحدث ممثل الكيان الغاصب، أو توجه لهم الاتهامات بالإبادة الجماعية وتجويع أهل غزة خاصة الأطفال.
جنود الكيان يلاحقون أينما ذهبوا لقضاء إجازاتهم أو حتى حين عودتهم إلى بلدهم الأم، يطالب الكثيرون من الناشطين وغيرهم بإحالتهم للمحاكمة كونهم مجرمي حرب.
وهاهم طلاب الجامعات في حراك مستمر منذ بدء العدوان على غزة ينظمون الاحتجاجات والتظاهرات ويستغلون حفلات التخرج لإعلان موقفهم الرافض لما يقدم عليه المجرم الإسرائيلي من إبادة جماعية وتجويع حتى الموت وهم يسعون جاهدين لقطع علاقة جامعاتهم بجامعات الكيان، حتى لا تنفق رسوم دراستهم في دعم جرائم الاحتلال ضد أهل غزة.
الفرق الرياضية التابعة للكيان يبدي لهم الجماهير والفرق المنافسة لهم، بأنهم غير مرغوب فيهم ويرفع العلم الفلسطيني نكاية بهم وتعبيراً عن نصرة غزة وتردد عبارة “فلسطين حرة”.
مواطنو الكيان يطردون من المطاعم ومن المحال التجارية وغيرها ويرفض أصحابها تقديم الخدمات لهم.
حتى الكوميديين يعبرون بطريقتهم عن كراهيتهم للكيان المجرم، وسخريتهم من مواطنيه ودعمهم لغزة.
أما المؤثرون من مختلف البلدان فيبرزون وحشية الكيان اللامحدودة من إبادة جماعية وتجويع وقتل وغيرها يعبرون بالكثير من الصور والأشكال والأفلام الرمزية القصيرة التي تكشف الحقيقة، ومنهم من يصفها بالمستوطنة الطفيلية، ومنهم من يكشف خدعة معاداة السامية التي يتذرعون بها.
وها هي سفينة مادلين التي تحمل على متنها الناشطين والمؤثرين من جنسيات أوروبية فرنسية ويونانية وألمانية وغيرها مع مساعدات غذائية لأهل غزة وهدفها كسر الحصار غير آبهين بما يحدث لهم من قوات الكيان وما ينتظرهم لأنهم يرون أن كل ما سيصيبهم لا يساوي شيئاً مما يلاقيه أهل غزة.
ولن ننسى موقف العمال في أحد موانئ إيطاليا الذين رفضوا تحميل حملة سلاح إلى سفينة متوجهة إلى إسرائيل وقالوا لن نكون شركاء في قتل أطفال غزة!!
خلاصة القول: إن غزة أضحت تحيا في الضمير العالمي، بل أنها أصبحت سببا في اعتناق الكثيرين للإسلام، أما اليهود فصاروا منبوذين مكروهين، بعد أن ظهر وجههم الحقيقي للعالم، وإن كانوا يستمتعون بقتل آلاف الفلسطينيين منذ قرابة العامين فهم يخسرون سمعتهم ومكانتهم وتعاطف شعوب العالم معهم خاصة شعوب أمريكا وأوروبا.
ولن أردد القول أين موقف الشعوب العربية والإسلامية لأن الضرب في الميت حرام كما يقول المثل المصري.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بنعبد الله: الشباب المغربي قوة حاضرة ينبغي أن تقتحم الفضاء السياسي رغم هيمنة أساليب الفساد
أكد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن الشباب المغربي لا يجب أن يُنظر إليه فقط كقوة مستقبلية، بل كقوة حاضرة ينبغي أن تقتحم الفضاء السياسي، وتُسهم فيه بشكل فاعل وملموس.
جاء ذلك خلال مداخلة له في لقاء حزبي احتضنه مقر الحزب، بحضور عدد من الهيئات الشبابية من بينها “نخبة القادة الشباب” و”جمعية الشباب المغاربة بتونس” و”نادي الشباب القانونيين”، إلى جانب ممثلة اتحاد الشباب المغربي.
وشدد بنعبد الله على أن “مقاربة مشاركة الشباب لا ينبغي أن تظل رهينة النظرة السلبية التي تعتبر أن الشباب غير معني بالسياسة”، مضيفا أن “الواقع يعكس وعيا سياسيا متقدما لدى فئة واسعة من الشباب، وهو ما بدا جليا في أسلوب مداخلاتهم وتنظيمهم وتواصلهم خلال اللقاء”.
وفي سياق حديثه عن الوضع السياسي الراهن، انتقد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ما اعتبره “هيمنة بعض الأساليب الفاسدة على الممارسة السياسية والانتخابية، من بينها شراء الأصوات والاعتماد على المال بدل الكفاءة”، مشيرا إلى أن هذه الممارسات تُبعد الشباب عن الانخراط في الشأن العام، وتُكرّس العزوف السياسي.
وبخصوص المشاركة الانتخابية، قال بنعبد الله، “رغم أن عدد المغاربة الذين تتجاوز أعمارهم 18 سنة يفوق 27 مليون نسمة، فإن عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية لا يتعدى 18 مليون فقط، فيما لم يصوت منهم سوى 8 ملايين في استحقاقات 2021”، معتبرا أن “هذه الأرقام تؤكد أن فئة واسعة من الشباب لا تزال خارج دائرة التأثير السياسي”.
كما ذكّر بأن حزب التقدم والاشتراكية كان من بين القوى السياسية التي ناضلت من أجل تخفيض سن التصويت إلى 18 سنة وسن الترشح إلى 21 سنة، قائلا: “هذا التحول يُمكّن اليوم شريحة واسعة من الشباب من الانخراط الفعلي في العمل السياسي إذا توفرت الإرادة”.
وفي ختام مداخلته، دعا بنعبد الله إلى “بناء أمل سياسي جديد ينطلق من الشباب، ويعتمد على الوعي والكفاءة والإرادة في التغيير”، مؤكداً أن “الرهان اليوم ليس على المستقبل فقط، بل على الحاضر أيضا”.
كلمات دلالية الانتخابات الشباب المشاركة السياسية حزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله