الثورة نت:
2025-06-13@17:55:44 GMT

ويسألونك عن غزة

تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT

 

 

فقل:
هي وردة الوردات.. وشوكة الشوكات.. ورأس حربة الأمة.. ودرعها الحصين…
وهي الدماء والأشلاء.. وهي خيمة النزوح.. ومأدبة القتل الذريع.. وهي سبيل المؤمنين.. وفاضحة المنافقين…
هي صرخة المغدور.. وعمود النور.. وكاشفة المستور.
هي صرخة الألم.. وباعثة الهمم.. ومعلمة وحجة الأمم…
هي بنت القهر.. وفرقان العصر.

. ويتيمة الدهر…
هي سلسبيل المجاهدين.. وحميم الكافرين…ودرجات السالكين.. ودركات الجاحدين…
طلبت الحق في زمن الباطل، فتآمر عليها القوم وقد طلبوا الباطل فأدركوه …
هي الشرارة التي قدحت في ظلمات العرب والمسلمين لتوري لهم نارا لعلهم يقبسون فيهتدون.. وما كانت تدري، أو عز عليها أن تدري أن الأعراب قد أخفوا خناجرهم وراء لحاهم.. ورهنوا نساءهم وذراريهم وأموالهم وعوراتهم لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب….
في البدء كانت الكلمة.. وفي 7 أكتوبر كان الطوفان البدء وكان الكلمة.. ودال الوقت لغزة، والدهر اجتمع، والأرض انقبضت.. وتراقص موج البحر على صوت التكبير.. والنجم الثاقب هوى ليشهد ملحمة الفقراء.. والصرخة دوت في أرجاء الكون.. انتصر الغرباء.. انتصر المغلوب.. انتصر الكف على المخرز، وسقط الوحش.. وقرناه انكسرا، وحر الشيطان.. ولاح الفتح الموعود….
وهنا.. استيقظ كل الشر وكل الكفر وكل الباطل.. واحتشدوا.. ليقيموا الوحش الساقط..
وأما الخير فيبدو أن تجلي غزة أفقده الوعي فخر كما موسى.. والدهشة عقدت يده لساعات كانت كافية لنهوض الوحش وعودة أنيابه ومخالبه التي نزعت في ذاك اليوم المشهود..
وحين انحلت عقدة يد الخير امتدت للنصرة.. لكن كانت أقصر من مجداف سفينة غزة.. فلم تدفعها في عمق محيط الوحش وظلت على الضفاف…
أما أولئك المتقافزون على دم غزة.. فكانت لحظة الطوفان ثوب العار الذي لبسوه ولن يخلع عنهم.. وكأنه سربال القطران…
غزة.. زنبقة البحر.. انفجرت شرايينها.. تكفنت بالأحمر.. صارت نعشا يجري في بحر الدم.. صارت بستان وبيداء العصر.. ومفازة هذا العالم.. صارت عار الإنسان الصامت والمتواطئ والمتجرد من فطرته.. صارت زاوية الأرض.. ومجرة حزن.. وصرخة طفل.. وهزال جائع.. ولهاث عطشان…وتوجع شيخ فان…
غزة من الغزو أتت.. والى الغزو مضت.. غازية لا مغزوة.. يا غزالة البراري التي غورت آبارها.. يا مئذنة الله المقصوفة.. يا جواد الأمة المتروك لوحوش البشر..يا سيفاً مسلولاً في وجه يهود….يا صوراً ينفخ في أموات الناس لعل الأرواح تعود…
يا غزة.. يا وتراً من جلد رؤوس الأطفال.. ونياط قلوب الأمهات.. وأهداب العشاق المنفيين..
يا نفقاً أوسع من ساحات الدنيا..
ويا هدماً وركاماً يعلو فوق قصور الخونة والجبناء.. ويا خوفاً يركض في الأرض المحترقة بالقصف المقصوف..
يا صرخة ثكلى تحت الردم تسائل عن تسعة أبناء وعاشرهم والدهم رحلوا.. أعينهم زرعت فوق الغيم نجوما…..
غزة.. يا مجد المجد.. ويا وعد الوعد.. ويا جد الجد…
يا أرض الهدم.. وأرض الدم.. وأرض النحر.. وأرض الفجر..
يا أرض الجرح.. وأرض الفتح..
غزة قامت…قتلوها لكن قامت.. وبقيامتها سوف يقوم الكون.. مات الموت وغزة لم تمت.. وستبقى سيدة الأحياء.

*كاتب وباحث فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لجنة نصرة الأقصى تدعو للخروج المليوني غدًا الجمعة في مسيرات “مستمرون في نصرة غزة والمقدسات مهما كانت التحديات”

الثورة نت /..

دعت لجنة نصرة الأقصى، الشعب اليمني إلى الخروج المليوني غدًا الجمعة في ميدان السبعين بالعاصمة، وساحات بقية المحافظات في مسيرات “مستمرون في نصرة غزة والمقدسات مهما كانت التحديات”.

مقالات مشابهة

  • ترامب: الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي ضد إيران
  • عاجل. ترامب: الولايات المتحدة كانت على علم بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران
  • رحلات لـ 5 شركات طيران كانت قادمة للاردن تهبط في شرم الشيخ بعد تحويل مسارها
  • كوكا: “الفترة الماضية كانت صعبة.. واللعب بدلًا من معلول تحدٍ كبير”
  • دعاء نهاية الأسبوع .. يغفر كل ذنوبك ولو كانت مثل زبد البحر
  • إمرأة تشتكي من عقوق ابنتها.. و داعية ترد: الأم حتى لو كانت كافرة يجب برها
  • لجنة نصرة الأقصى تدعو للخروج المليوني غدًا الجمعة في مسيرات “مستمرون في نصرة غزة والمقدسات مهما كانت التحديات”
  • قيادي بمستقبل وطن: مصر كانت ولا تزال حجر الزاوية في دعم القضية الفلسطينية
  • علي جمعة: المذاهب الفقهية كانت موجودة على عهد النبي