خبير: ارتفاع أسعار الفضة والبلاتين والذهب بسبب التوترات الجيوسياسية العالمية
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
قال الباحث الاقتصادي محمود جمال حجازي إن الفضة والبلاتين يشهدان لحظة فارقة في أسواق الاستثمار العالمية بجوار الذهب، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والاتفاقيات الاقتصادية الجديدة بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، لافتًا إلى أن هذه التطورات تدفع المستثمرين لإعادة تقييم خياراتهم بعيدًا عن الذهب وحده، والاتجاه إلى معادن ثمينة أخرى كانت لوقت طويل في الظل.
وأوضح حجازي في تصريحات خاصة لـ صدي البلد، أن الفضة والبلاتين حققا ارتفاعات ملحوظة في الأسابيع الأخيرة.
وسجلت الفضة أعلى مستوياتها منذ عام 2012، في حين بلغ البلاتين أعلى مستوياته منذ 2022، مؤكدًا أن هذه الطفرات السعرية ليست محض صدفة أو تقلبات مؤقتة، بل تعكس تحوّلًا جوهريًا في ديناميكيات السوق، واهتمامًا متزايدًا من المستثمرين العالميين.
وأضاف أن هذا الزخم ناتج عن مزيج من العوامل الاقتصادية والاستثمارية والصناعية، أبرزها تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل القلق العالمي من اتساع رقعة الصراعات، وتزايد احتمالات تعطّل سلاسل الإمداد، إلى جانب التوجه القوي نحو الأصول الملموسة في مواجهة تقلبات العملات وأصول الدين التقليدية.
وأشار إلى أن الفضة تحديدًا تحظى بدعم مزدوج؛ فهي من جهة أداة استثمارية جذابة، ومن جهة أخرى تُستخدم بشكل واسع في قطاعات التكنولوجيا النظيفة، وعلى رأسها صناعة الألواح الشمسية، التي تشهد نموًا مطردًا عالميًا لافتًا إلى أن هذا الاستخدام الصناعي يضيف بعدًا استراتيجيًا للطلب المستقبلي على الفضة، ويجعلها أكثر من مجرد ملاذ تقليدي.
وعن البلاتين، أوضح حجازي إنه يستفيد من تعافي الاقتصاد الصيني وارتفاع الطلب الصناعي، خصوصًا في قطاع المحولات الحفازة الخاصة بالمركبات، بالإضافة إلى شح في المعروض يعكسه ارتفاع ملحوظ في أسعار الإيجار، وهو ما يشير إلى سوق مادي ضاغط مرشح للاستمرار خلال 2025.
وتابع الباحث الاقتصادي أن صناديق الاستثمار المتداولة في الفضة (ETFs) شهدت نموًا في حيازاتها بنسبة 8% منذ فبراير الماضي، ما يؤكد أن الزخم لا يقتصر على المؤسسات الكبرى، بل يمتد إلى المستثمرين الأفراد أيضًا، بدافع من المؤشرات الفنية والتوجهات السوقية.
وأوضح حجازي أن التوقعات بتثبيت أو خفض أسعار الفائدة تدعم بقوة المعادن الثمينة، لا سيما تلك التي لا تُدر عوائد مثل الفضة والبلاتين.
وأشار إلى أن البنوك المركزية، وعلى رأسها البنك المركزي الصيني، ما زالت تدعم هذا الاتجاه، حيث عززت الصين احتياطاتها من الذهب للشهر السابع على التوالي، في إشارة واضحة إلى سعي الدول لتنويع أصولها بعيدًا عن الدولار.
البنوك المركزية والذهبوأكد أن هذا السلوك من البنوك المركزية يخلق بيئة داعمة لكافة المعادن النفيسة، حتى تلك التي لا تُخزَّن رسميًا كاحتياطي مثل الفضة والبلاتين، لكنها تستفيد من المناخ العام الذي يعيد الثقة بالأصول الحقيقية، خاصة في ظل تصاعد التوترات عقب الضربة الإسرائيلية لإيران.
وأضاف حجازي أن مؤسسات مالية كبرى بدأت تصدر تحليلات تدعم هذا الاتجاه؛ إذ توقعت سيتي بنك وصول سعر الفضة إلى 38 دولارًا خلال 2025، بينما أشارت ستاندرد تشارترد إلى أن البلاتين يستفيد من تحسن الطلب في الصين وشح الإمدادات، أما جولدمان ساكس، فقد أكد أن تجاوز الفضة مستوى 35 دولارًا قد يعيد إشعال موجة اهتمام جديدة من المستثمرين وصناديق التحوط.
وحذر حجازي من أن الفرص الكبيرة لا تخلو من تحديات ومخاطر، خاصة في بيئة جيوسياسية متقلبة، إذ يمكن أن تؤثر المستجدات العسكرية أو الاتفاقات التجارية الكبرى على المعروض والأسعار بشكل غير متوقع.
وشدد على أن تجاوز الفضة لمستوى 35 دولارًا، وتزايد الطلب على صناديق البلاتين المتداولة، يمثلان إشارات تحوّل مهمة يجب على المستثمرين أخذها بعين الاعتبار.
وأكد الباحث الاقتصادي محمود جمال حجازي أن الفضة والبلاتين لم يعودا خيارًا هامشيًا، بل أصبحا محورًا مهمًا في استراتيجيات التنويع وإدارة المخاطر، داعيًا المستثمرين إلى دراسة هذه التحولات بعناية، خاصة في ظل إشارات السوق الإيجابية، والتغير الواضح في شهية رأس المال العالمي نحو المعادن غير الذهبية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التوترات الجيوسياسية محمود حجازي مال واعمال الاقتصاد المصري إلى أن
إقرأ أيضاً:
أسواق المعادن تحت الضغط.. الذهب والفضة عند مستويات قياسية
شهدت أسعار المعادن الثمينة، وخاصة الذهب والفضة، ارتفاعات غير مسبوقة في الأسواق العالمية، مدفوعةً بعدة عوامل أبرزها التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى المخاوف من فرض رسوم جمركية أميركية على المعادن الثمينة، مما دفع إلى ارتفاع الأسعار بشكل حاد.
ووصلت أونصة الذهب إلى 4,060 دولاراً، مسجلة بذلك مستوى تاريخياً جديداً، وذلك بعد أن حققت مكاسب متواصلة للأسبوع الثامن على التوالي. كان للسياسات النقدية للبنوك المركزية، وتحديداً مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، دور كبير في دعم هذه الزيادة من خلال تخفيض أسعار الفائدة، مما عزز من الطلب على الذهب كملاذ آمن.
الفضة تحقق مكاسب كبيرة وسط ضغط قصير
شهدت أسعار الفضة ارتفاعاً كبيراً أيضاً، حيث قفزت إلى نحو 51 دولاراً للأونصة. وقد أسهم نقص السيولة في لندن، بالتزامن مع القلق من تأثير الرسوم الجمركية المحتملة على المعادن الثمينة، في دفع أسعار الفضة نحو مستويات قياسية. في هذا السياق، يواجه سوق الفضة ضغوطاً غير مسبوقة، مع تزايد الضغط القصير التاريخي، الذي يعني ارتفاع السعر نتيجة لذعر البائعين على المكشوف.
أسعار المعادن الأخرى: البلاتين والبلاديوم
كذلك شهد البلاتين والبلاديوم زيادة كبيرة، حيث ارتفع سعر البلاتين إلى 1,630 دولاراً للأونصة، بينما قفز سعر البلاديوم إلى 1,445 دولاراً للأونصة.
هذه الزيادات مدفوعة بالقلق بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على إمدادات المعادن الثمينة، بالإضافة إلى تحركات الأسواق الجيوسياسية.
وتستمر البنوك المركزية في شراء كميات كبيرة من الذهب، وهو ما يعزز ارتفاع أسعاره. وقد لوحظ أن حيازات الصناديق المتداولة في البورصات أيضاً ارتفعت بشكل ملحوظ. إضافة إلى ذلك، أدى استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى توجيه المزيد من الاستثمارات نحو المعادن الثمينة، الأمر الذي دفع بالأسعار للارتفاع أكثر.
في الوقت الذي كانت فيه التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تخف قليلاً، إلا أن التصريحات الأخيرة من كلا الجانبين حول الرسوم الجمركية كانت كفيلة بإعادة القلق إلى الأسواق، ترمب الذي كان قد أعلن عن نية فرض رسوم إضافية على السلع الصينية، أبدى في الأيام الأخيرة لهجة أكثر تصالحية، ما قد يخفف من بعض الضغوط، لكن الأسواق تبقى في حالة ترقب دائم لأي تطور جديد.
أسعار المعادن الآن:
الذهب الفوري: ارتفع بنسبة 1.1% إلى 4,060.01 دولاراً للأونصة.
الفضة: قفزت بنسبة 0.7% لتتجاوز 50 دولاراً للأونصة.
البلاتين: تداول عند 1,630 دولاراً للأونصة.
البلاديوم: وصل إلى 1,445 دولاراً للأونصة.
ومن المتوقع أن تظل أسواق المعادن الثمينة تحت الضغط بسبب التوترات الجيوسياسية والتجارية المستمرة، مما يدعم استمرارية الطلب على الذهب والفضة كملاذات آمنة. في حال استمرار النزاعات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، قد نشهد مزيداً من الارتفاعات في أسعار هذه المعادن، ما يجعلها محط أنظار المستثمرين في الأوقات القادمة.
آخر تحديث: 13 أكتوبر 2025 - 11:57