شهدت مدن عدة في المغرب واليمن وموريتانيا، أمس الجمعة، تظاهرات حاشدة دعماً لقطاع غزة، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي وُصف بأنه "حرب إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين٬ في مشهد تضامني واسع. 

في المملكة المغربية، دعت "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" إلى تنظيم وقفات احتجاجية تحت شعار: "جميعاً مع مسيرة غزة الدولية"، حيث توافد المواطنون إلى الساحات في عدد من المدن، أبرزها الدار البيضاء وتيفلت وإنزكان ووجدة وتازة والحسيمة وطنجة وتطوان.



ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور قبة الصخرة، إلى جانب لافتات تندد بالاحتلال الإسرائيلي وممارساته بحق الشعب الفلسطيني. 

كما عبّر المتظاهرون عن دعمهم للمسيرة الدولية المرتقبة لكسر الحصار المفروض على غزة، مشيدين بمبادرة "أحرار العالم" الداعية إلى التحرك الدولي من أجل غزة المحاصرة.
تميزت وقفات اليوم التي تتزامن مع مسيرة الصمود المتجهة لمعبر رفح برفع شعارات وملصقات تدين ما يتعرض له سكان غــ..ـــزة من تقتيل وتجويع وحصار ومحاولات للتهجير، وتستنكر استمرار العدوان الصــ..ـــهيــ..ـــوني على غــ..ـــزة العزة الذي خلف أكثر من 54 ألف شهــ.ـــيد والآلاف من المصابين pic.twitter.com/SOFlktf0gp — الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (@nosraorg) June 13, 2025


مظاهرات في 11 محافظة باليمن
وفي اليمن، خرج عشرات الآلاف في مسيرات شعبية حاشدة في 11 محافظة، من بينها العاصمة صنعاء، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي ودعماً لأهالي غزة، وفقاً لوكالة "سبأ" التابعة لجماعة الحوثي.

وامتدت الاحتجاجات إلى محافظات ذمار، وصعدة، والمحويت، وعمران، وحجة، والجوف، والحديدة، وريمة، وتعز، والبيضاء، حيث رُفعت الأعلام اليمنية والفلسطينية، ولافتات تستنكر ما وصف بـ"العدوان الصهيوني المدعوم أمريكياً". 


كما ردد المتظاهرون شعارات مناوئة للولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، داعين إلى تحرك دولي عاجل لوقف جرائم الحرب المستمرة بحق الفلسطينيين في القطاع.

عنفوان جماهيري ضخم وحشود مليونية مهيبة في ميدان السبعين بالعاصمة #صنعاء تأكيداً على استمرار الإسناد ومواصلة الثبات مع غزة
وصدق التضامن مع لبنان و #إيران وسوريا في وجه الإجرام الصهيوني المتمادي.. #أمة_واحدة#الجمهورية_الاسلامية_الإيرانية pic.twitter.com/CnsHa14xKr — اليمن في عيون العالم YIEW (@YemenInEyes) June 13, 2025
موريتانياً: مسيرة مركزية أمام ممثلية الأمم المتحدة
أما في نواكشوط، فقد نظمت "هيئة الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني" (هيئة غير حكومية) مسيرة شعبية انطلقت من أمام الجامع الكبير وصولاً إلى مقر ممثلية الأمم المتحدة، تحت شعار "مسيرة كسر الحصار عن غزة".

وشهدت المسيرة مشاركة واسعة من مختلف الفئات الشعبية، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والموريتانية، إلى جانب شعارات تندد بالحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وتطالب بوقف "سياسة التجويع" التي شدد الاحتلال وتيرتها منذ 2 آذار/مارس الماضي بعد إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي بدعم مباشر من الولايات المتحدة حرباً مفتوحة على قطاع غزة، وصفها خبراء حقوقيون ومؤسسات قانونية دولية بأنها "إبادة جماعية"، نظراً لما تخللها من استهداف ممنهج للمدنيين، وتهجير قسري، وتدمير شامل للبنى التحتية، إلى جانب فرض الحصار والتجويع.

ووفق أحدث التقديرات، أسفرت هذه الحرب عن سقوط أكثر من 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن تسجيل أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، ونزوح مئات الآلاف، وبلوغ مستويات غير مسبوقة من المجاعة، راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين، بينهم أطفال ماتوا جوعاً في شمال القطاع.

ورغم النداءات الدولية المتكررة وصدور أوامر واضحة من محكمة العدل الدولية بوقف الجرائم والانتهاكات، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عمليتها العسكرية بتأييد أمريكي، في ظل صمت عربي ودولي وصفه ناشطون بأنه "شريك في الجريمة"، ما يدفع الشعوب إلى النزول للشارع وإعلاء صوت الضمير الإنساني تضامناً مع غزة.




المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية المغرب الفلسطينيين اليمن المغرب فلسطين اليمن موريتانيا المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي أمام اتهامات بالإبادة الجماعية في غزة.. أدلة متزايدة ورفض رسمي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مقالا، للصحفي إيشان ثارور قال فيه إنّ: "منظمتان إسرائيليتان بارزتان في مجال حقوق الإنسان (بتسيلم وأطباء من أجل حقوق الإنسان)، أصدرتا هذا الأسبوع، تقريرين منفصلين يشرحان أن أفعال إسرائيل في قطاع غزة ترقى إلى مستوى إبادة جماعية". 

وبحسب المقال الذي ترجمته "عربي21" فإنّ: "تقييماتهما قد توافقت مع الاستنتاجات التي سبق أن توصل إليها عدد من منظمات حقوق الإنسان الدولية الرائدة، والحكومات الأجنبية، والباحثون في دراسات الإبادة الجماعية خلال 21 شهرا".

وتابع: "منذ ذلك الحين، ألحق الجيش الإسرائيلي أضرارا أو دمّر معظم مباني غزة، وسوى معظم أحيائها بالأرض، وشرّد السكان الفلسطينيين في القطاع مرارا وتكرارا من خلال أوامر الإخلاء والقصف المتواصل. قُتل أكثر من 60 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية المحلية، وتنتشر المجاعة بين السكان الناجين، وفقا لمراقبي الأمم المتحدة، حيث يعانون من: مجاعة واسعة النطاق وسوء تغذية وأمراض". 

وقالت المنظمتان الحقوقيتان الإسرائيليتان، وفقا للمقال نفسه، إنّ: "سلوك إسرائيل خلال الحرب وخطاب العديد من القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين يُظهران "نية متعمدة من صناع القرار الإسرائيليين لاستهداف جميع سكان غزة بدلا من استهداف المقاتلين فقط، وتدمير حياة الشعب الفلسطيني"، كما أفاد مراسلو واشنطن بوست. ودعا هؤلاء القادة الإسرائيليون، من بين أمور أخرى، إلى حرمان المدنيين في غزة من الغذاء والماء والتطهير العرقي للقطاع".

إلى ذلك، قالت مديرة منظمة بتسيلم، يولي نوفاك: "لكل إبادة جماعية في التاريخ مبرراتها، على الأقل في نظر مرتكبيها: الدفاع عن النفس في وجه خطر وجودي، وحرب لا خيار فيها، وضحايا 'جلبوها على أنفسهم'".

وأوضح المصدر أنّ: "تهمة "الإبادة الجماعية" تُعتبر تهمة مُثقلة ومُحفوفة بالمخاطر، خاصة عند استخدامها ضد دولة نتجت عن تجربة الهولوكوست. صاغ هذا المصطلح المحامي البولندي رافائيل ليمكين عام 1944 لتفصيل مشروع النازيين المنهجي لقتل اليهود، وتم تعريفها بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن الإبادة الجماعية كجريمة تحمل "نية التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية".

وأردف: "تعتقد الحكومات التي اتهمت إسرائيل في محكمة العدل الدولية بارتكاب إبادة جماعية، أن هناك أدلة كافية تُظهر أن إسرائيل تنوي جعل حياة الفلسطينيين في غزة مستحيلة. وفي هذا الرأي، يدعمهم عددٌ متزايد من علماء الإبادة الجماعية. في كانون الأول/ ديسمبر 2023، أصدر معهد منع الإبادة الجماعية، الذي يحمل اسم ليمكين، بيانا حذّر فيه من "استخدام لغة الإبادة الجماعية الواضحة على جميع مستويات المجتمع الإسرائيلي تقريبا".

في السياق نفسه، كتب الخبير الاجتماعي الرائد في مجال الإبادة الجماعية ومؤلف كتاب "ما هي الإبادة الجماعية؟" الصادر عام 2007، مارتن شو، الأسبوع الماضي، أنّ: "العديد من القادة والصحفيين الغربيين عازمون على "تجنب استخدام كلمة 'إبادة جماعية' بأي ثمن عند تقييم أفعال إسرائيل"، ويرجع ذلك جزئيا إلى حساسية هذه الكلمة".

لكن شو جادل بأنّ: "تراكم البؤس والمعاناة في غزة على مدى 21 شهرا الماضية، والجهود الفوضوية التي تبذلها مبادرة مدعومة من إسرائيل لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ انهيار وقف إطلاق النار قصير الأمد في آذار/ مارس، تعني أنّ: سد إنكار الإبادة الجماعية التفسيري قد انهار تماما".

وتصدر المؤرخ البارز للهولوكوست في جامعة براون، عمر بارتوف، عناوين الصحف، قبل أسبوعين، بمقال رأي في صحيفة "نيويورك تايمز" جادل فيه بأن إبادة جماعية تحدث في غزة. في مقابلة لاحقة مع شبكة سي إن إن أوضح بارتوف أنه "اعتقد في البداية أن إسرائيل ربما ترتكب جرائم حرب، وليس إبادة جماعية".

واستدرك: "لكن تطبيق سياسات معاقبة جميع سكان غزة "تفاقم بشكل كبير" في الأشهر التالية، على حد قوله، كما أن تدمير إسرائيل للبنية التحتية المدنية والمستشفيات والمتاحف والجامعات، وأي شيء من شأنه أن يُمكّن السكان بعد الحرب من إعادة بناء أنفسهم، في غزة، يعزز أيضا تهمة الإبادة الجماعية".

بارتوف ليس الوحيد. ففي حزيران/ يونيو، قالت رئيسة الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية، ميلاني أوبراين، وهي رابطة تضم أكثر من 700 باحث، في مقابلة إن "ما يحدث في غزة يُمثل إبادة جماعية" ويندرج ضمن التعريفات القانونية للجريمة التي حددتها اتفاقية الإبادة الجماعية ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. 

أيضا، كتب تانر أكام وماريان هيرش ومايكل روثبرغ، الأكاديميون الذين ساعدوا في تأسيس شبكة أزمة دراسات الإبادة الجماعية والمحرقة، التي انضم إليها أكثر من 400 باحث بعد إطلاقها في نيسان/ أبريل، في مقال رأي بصحيفة الغارديان هذا الأسبوع أنّ: "المسؤولين الإسرائيليين وحلفاءهم برروا العنف الإبادي ضد الفلسطينيين بمساواتهم بين حماس والنازية، مستغلين ذكرى المحرقة لتعزيز العنف الجماعي بدلا من منعه".


في أيار/ مايو، أجرت صحيفة NRC الهولندية استطلاعا لآراء سبعة باحثين بارزين في مجال الإبادة الجماعية، والذين أجمعوا على أن إبادة جماعية تحدث في غزة. كان المؤرخ الإسرائيلي ومدير برنامج دراسات المحرقة والإبادة الجماعية في جامعة ستوكتون في نيوجيرسي، راز سيغال، من أوائل الباحثين في هذا المجال الذين أشاروا إلى الإبادة الجماعية، محذّرا بعد أسبوع واحد فقط من عملية 7 أكتوبر من أن "حالة إبادة جماعية نموذجية" تتكشف في غزة. 

وختم المقال بالقول: "جادل دانيال بلاتمان وآموس غولدبرغ، مؤرخا دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية في الجامعة العبرية في القدس، في وقت سابق من هذا العام، بأن المحاسبة بالنسبة لإسرائيل ستتجاوز بكثير حدود الأكاديميا". 

وكتبا في صحيفة "هآرتس" العبرية، في كانون الثاني/ يناير: "بمجرد انتهاء الحرب، سيتعين علينا نحن الإسرائيليين أن ننظر إلى أنفسنا في المرآة، حيث سنرى انعكاس مجتمع لم يكتفِ بفشله في حماية مواطنيه من هجوم حماس القاتل، وإهمال أبنائه وبناته الأسرى، بل ارتكب أيضا هذا الفعل في غزة، هذه الإبادة الجماعية التي ستلطخ التاريخ اليهودي من الآن فصاعدا وإلى الأبد. علينا أن نواجه الواقع ونفهم عمق الرعب الذي ألحقناه".

مقالات مشابهة

  • القاهرة تبلغ واشنطن: لا سبيل لوقف عمليات صنعاء إلا بوقف العدوان على غزة
  • ترامب يجدد التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء
  • مسيرات عربية للمطالبة بوقف التجويع الإسرائيلي في غزة
  • آلاف المغاربة يطالبون بإدخال المساعدات لغزة ووقف التجويع الإسرائيلي
  • الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان: ما يحدث في غزة إبادة جماعية
  • المغرب.. وقفات تطالب بإدخال المساعدات لغزة ووقف التجويع الإسرائيلي
  • تظاهرات في السويداء تطالب السلطة السورية بسحب قواتها من المحافظة
  • قوى سياسية سودانية تطالب بكسر حصار الفاشر وفتح ممرات إنسانية عاجلة
  • الاحتلال الإسرائيلي أمام اتهامات بالإبادة الجماعية في غزة.. أدلة متزايدة ورفض رسمي
  • نيجيرفان بارزاني مستذكراً إبادة البارزانيين: النظام البائد فشل بكسر إرادة الكورد