يمانيون / تقرير/ يحيى الربيعي

في تحول جيوسياسي استثنائي، باتت الجمهورية اليمنية محوراً لقصة صمود أسطورية، تتكشف فصولها في مياه البحر الأحمر وسماء الشرق الأوسط، لتعيد صياغة مفهوم القوة في القرن الحادي والعشرين. لم يعد اليمن مجرد طرف في صراع إقليمي، بل أصبح لاعباً استراتيجياً ذا تأثير عميق، يمتلك زمام المبادرة، ويرغم أعتى القوى العسكرية والاقتصادية، ممثلة بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني، على إعادة تقييم مواقفها وتكتيكاتها، ليتحول الخوف إلى نصيبهم بعد أن كانوا يرهبون العالم.

لقد بدأت القصة، كما تُروى في كواليس الاستخبارات العالمية، بـ “قاذفات نووية وطائرة شبحية نفاثة وثلاث من أعتى حاملات الطائرات الأمريكية”. لم تكن تلك “حرباً عالمية ثالثة”، بل مواجهة “لم تصنعها واشنطن ولم ترسمها تل أبيب”. اجتمعت كل تلك القوة لـ “ردع حركة مسلحة ظهرت من أفقر بلدان العالم”، ويقصدون اليمن. لكن الطلقات الأولى من اليمن لم تكن مجرد صواريخ، بل “صفارات إنذار تدوي في قلب تل أبيب”، معلنةً بداية فصل جديد في هذه المواجهة الحاسمة. 

شريان العدو يختنق وقوة اليمن تتفوق

الضربات البحرية اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب، التي أُعلنت بوضوح وفاعلية رسائل تحذيرية في عمليات استراتيجية محكمة ألحقت خسائر اقتصادية كارثية بالكيان الصهيوني. لم يقتصر الأمر على عرقلة الملاحة، بل امتد ليلامس صلب الشرايين الاقتصادية للعدو، ليجد نفسه أمام شلل غير مسبوق.

تلك الأيام التي كانت فيها الرحلات البحرية تستغرق 8 أيام فقط بين النقاط التجارية باتت ذكرى بعيدة. فاليوم، يجد الشحن البحري نفسه مضطراً لقطع مسافات تستنزف 45 يوماً كاملة، في تحول غير مسبوق أدى إلى شل حركة التجارة وأربك سلاسل الإمداد العالمية للكيان الصهيوني بشكل غير مسبوق. ومع كل يوم إضافي في البحر، كانت التكاليف تتضخم، لتنعكس مباشرة على أسعار السلع الواردة، التي ارتفعت بأكثر من خمسة أضعاف. هذا الارتفاع الجامح بالإضافة إلى كونه أرقاماً في تقارير اقتصادية، أصبح شعوراً م يومياً يثقل كاهل المستوطنين، ويكشف عن ضعف اقتصادي داخلي لم يكن الكيان الصهيوني يتوقعه، فصار الاقتصاد الإسرائيلي يتهاوى تحت وطأة هذه الإرادة اليمنية الصلبة.

ويقف ميناء إيلات، الذي يمثل 10% من اقتصاد الكيان في قطاع السيارات. هذا الميناء، الذي كان يعتبر شرياناً حيوياً، لم يكتفِ بإعلان “إغلاق غير معلن” في البداية، بل وصل إلى إغلاق كامل، ليجد أكثر من 10000 موظف أنفسهم فجأة بلا عمل. لقد كان هذا التكتيك اليمني، الذي استهدف نقطة ضعف حيوية بدقة متناهية، بمثابة ضربة قاصمة، تركت العدو في حيرة من أمره أمام هذا الشلل التام لأحد أهم موانئه.

الخسائر لم تتوقف عند هذا الحد. فتقديرات وزارة مالية العدو، بالتعاون مع مراكز أبحاثهم، كشفت أن الخسائر المباشرة وغير المباشرة تجاوزت 4.7 مليار دولار خلال أربعة أشهر فقط. هذا الرقم المهول فاق كونه إحصائية تضاف إلى رصيد الخسارة العامة، ليمثل صرخة استغاثة حقيقية من اقتصادٍ يتهاوى تحت وطأة الإرادة اليمنية.

ومع كل تصعيد، كانت شركات التأمين البحرية ترفع سقف المخاطر. فارتفعت تكلفة التأمين البحري بنسبة 500%، وهو ما أجبر شركات شحن عالمية عملاقة مثل “ميرسك” و”MSC” على اتخاذ قرار غير مسبوق بتحويل مسار سفنها نحو رأس الرجاء الصالح. هذا القرار، الذي يكلفها تريليونات إضافية من المال والوقت، هو بمثابة اعتراف صريح بفعالية الحصار اليمني، وقدرته الفريدة على فرض معادلات جديدة في حركة التجارة العالمية، بل وفي ميزان القوى الاقتصادي.

سماء العدو تحت السيطرة

لم تقتصر قصة الحصار اليمني على خنق شرايين التجارة للكيان الصهيوني في البحر، بل امتدت لتلامس الأجواء، حيث باتت المطارات الحيوية للعدو تعيش حالة من الشلل غير المسبوق، وتكشف حجم الخسائر التي تتكبدها القوى الكبرى في مواجهة إرادة يمنية لا تلين. فبعد أن ألقت العمليات اليمنية بظلالها الثقيلة على الملاحة البحرية، تحول التركيز ليعلن عن فصل جديد من السيطرة، هذه المرة في الأجواء.

في هذا الفصل الجديد، كان مطار بن غوريون، الشريان الجوي للكيان الصهيوني، هو الهدف الأبرز. لم تكن الصواريخ اليمنية تحتاج لضربات مباشرة دائمة، بل كانت صفارات الإنذار التي أطلقتها أجهزة الاستخبارات الجوية للعدو كافية لإحداث “تعطيل غير مباشر ومتوقع” لحركة الطيران المدني. وتحولت شاشات المطار المزدحمة إلى لوحات عرض لـ أكثر من 700 رحلة جوية ملغاة منذ بدء الحظر الجوي اليمني. هذا الشلل كان له أثر فوري، حيث ألغت 27 شركة طيران أوروبية رحلاتها إلى الكيان، تاركةً خلفها أكثر من 300 ألف تذكرة طيران غير مستخدمة.

ولعل من أبرز النتائج المدوية، هبوط عدد المسافرين عبر المطار من 60 ألفاً إلى 20 ألف مسافر يومياً، مما يعني أن 70% من المطار بات في حالة شلل تام. ويمتد التأثير ليشمل قطاع السياحة الذي تعرض لضربة قاصمة، حيث هبطت الحركة السياحية في تل أبيب بنسبة 80%، مخلفةً وراءها خسائر بلغت 3.4 مليار دولار. هكذا، حول اليمن سماء العدو من ممر آمن إلى ساحة حرب اقتصادية، كاشفاً عن هشاشة دفاعاتهم الجوية وقدراتهم على استيعاب الضربات.

مرونة وذكاء تكتيكي يتجاوز الضربات

في المقابل، وعندما وجه العدو غاراته المكثفة نحو موانئ ومطارات اليمن، بدا وكأنه يضرب في الفراغ، ليكشف عن مراوغة تكتيكية يمنية مدهشة في مواجهة العدوان. ميناء الحديدة، على سبيل المثال، الذي قصف بأكثر من 70 قنبلة أحفورية و90 غارة جوية، لم يتأثر بشكل كبير بقدرته التشغيلية. لماذا؟ ببساطة، لأن الميناء كان يعمل بنسبة 10% فقط قبل الهجمات الأخيرة، حيث تعرض لتدمير كامل في عدوان التحالف السعو-اماراتي. وقد كشفت تقارير، مثل ما نشرته صحيفة واشنطن بوست، أن الضربات الأمريكية-الصهيونية لم تهدف إلا إلى تدمير “بنى تحتية تم ضربها وتحييدها تكراراً ومراراً من العدوان السعو-اماراتي”.

أما مطار صنعاء الدولي، فرغم تقدير الخسائر التي لحقت به بنحو 500 مليون دولار، وشملت صالة الركاب، مبنى التموين، أجزاء من المدرج، وحتى ست طائرات مدنية (منها ثلاث تابعة للخطوط الجوية اليمنية، بالإضافة إلى تدمير آخر طائرة مدنية كانت تمتلكها في صنعاء)، إلا أن تأثير ذلك على الحركة الجوية المدنية يكاد يكون معدوماً. فالجمهورية اليمنية تعيش تحت حصار منذ عشر سنوات، ولا يوجد في أجوائها حركة جوية تذكر إلا للمنظمات والرحلات العلاجية المحدودة إلى الأردن. هذا الصمود لم يبرز القدرة على التحمل فحسب، بل هو ذكاء تكتيكي يمني في حماية البنية التحتية الحيوية، والحفاظ على القدرة على العمليات الأساسية حتى في أقسى الظروف.

أمريكا.. من شرطي العالم إلى حارس هارب

كان الدور الأمريكي في هذه المواجهة هو الأكثر كشفاً عن التغير في موازين القوى، وكيف أن القوة العظمى باتت ترتعد أمام صمود يمني لا يلين. فبعد أن أطلق الرئيس ترامب تهديداته بـ “الجحيم”، بدأت الولايات المتحدة في 15 مارس 2025 حملة جوية مكثفة ضد أنصار الله، مستخدمة أعتى قنابلها الخارقة للتحصينات من طراز GBU-57 التي تزن 27000 رطل، وطائراتها الشبحية B-2 وF-35 وF-18، وثلاث حاملات طائرات بقطعها الحربية. لكن النتائج كانت صادمة لواشنطن نفسها:

استشهاد أكثر من 600 مدني جلهم من الأطفال والنساء، ليس لدقة الضربات، وإنما بسبب “ضعف الاستخبارات الأمريكية في تحديد الأهداف وتوجيه الضربات”. مما جعل هذا الرقم يعكس فشلاً استخباراتياً ذريعاً كلف أمريكا ثمناً باهظاً في الأرواح البريئة والسمعة الاستخباراتية وفيما تدعيه من حماية لحقوق المدنيين. خسرت أمريكا مقاتلتين من طراز F-18، وتكبدت حاملات طائراتها أضراراً جسيمة، مع خسائر تشغيلية قدرت بـ مليار دولار. هذه الأرقام، التي كشفها البنتاغون نفسه، تؤكد حجم الثمن الذي دفعته واشنطن في محاولة يائسة لردع اليمن. الأبرز كان إسقاط 23 طائرة مسيرة أمريكية من طراز MQ-9 Reaper، والتي تقدر تكلفتها الإجمالية بنحو 769 مليون دولار. هذه الأرقام تؤكد أن التقنيات اليمنية المتطورة، التي لم تكن في حسبان الأمريكيين، باتت تشكل تهديداً حقيقياً لأغلى طائراتهم المسيرة، ونسفت أسطورة تفوقها الجوي. قدرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن البنتاغون، أن إجمالي الخسائر الأمريكية في عهدي بايدن وترامب بلغ سبعة مليارات دولار. هذا الرقم المهول يؤكد حجم الاستنزاف الذي يواجهه أكبر جيش في العالم أمام قوة اليمن الصاعدة.

أمريكا تجبر على الانسحاب المهين

الولايات المتحدة، التي اعترفت بأن “الحوثيين يمتلكون سلاح دفاع جوي وصفته بالخطير”، واجهت حقيقة صدمتها في اليمن، كاشفة عن تفوق تسليحي يمني لم يكن في حسبان أحد. فبينما كان فخامة المشير مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، يعلن أنهم لم اليمن لم تخسر سوى 1% فقط من قدراتهم العسكرية.

وفي حقيقة تكشف عن براعة الهندسة الدفاعية اليمنية وتفوقها على أحدث التقنيات الغربية، جاء التأكيد الروسي، على لسان ضابط الاستخبارات ألكسندر ميخائيلوف، بأن مخازن أسلحة يمنية تقع في عمق 1000 متر تحت الجبال، وأن أقوى القنابل الأمريكية لا يمكنها اختراق سوى 60 متراً.

لكن الصدمة الأكبر كانت في إشارة ميخائيلوف إلى أن الكيان الصهيوني كان على وشك خسارة طائرة F-35 الشبحية، فخر الصناعة الأمريكية، لولا أن الطيار نجا بأعجوبة بإطلاقه بالونات حرارية. هذه الحادثة شكلت كابوساً، فضلاً عن كونها مثلت دليلاً قاطعاً على أن سلاح الدفاع الجوي اليمني أصبح يشكل قوة شديدة الخطورة على التفوق الجوي الأمريكي لاسيما وقد أصبح قادراً على اختراق أعتى الطائرات الشبحية.

وكما ذكر ميخائيلوف، “لو سقطت [الـ F-35] لسقط سعرها في الأسواق العالمية وأصبحت أمريكا أضحوكة”. هذه الحقيقة المرة هي التي دفعت أمريكا إلى “الانسحاب من حرب اليمن والتنازل عن أقرب حلفائها”، لأن اليمن بات “مستنقعاً يستنزف موارد أمريكا في الوقت الخطأ”، وهي شهادة رسمية على قوة الإرادة اليمنية وقدرتها على هزيمة قوى الهيمنة، ودفعها إلى خانة الخوف بعد أن كانت تخيف العالم.

اعتراف أمريكي.. “المعركة ضد اليمن علّمت واشنطن الكثير”

في أحدث فصول هذه المواجهة المثيرة، نقلت صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية عن القائد البحري كاميرون إنغرام، قائد المدمرة الأمريكية يو إس إس توماس هودنر، اعترافًا صريحًا بأن “المعركة ضد اليمن علّمت واشنطن الكثير”. وصف إنغرام الصراع مع القوات اليمنية في البحر الأحمر بأنه “أشبه بمعركة سكاكين داخل كشك هاتف”، في إشارة إلى ضيق الجغرافيا البحرية والفعالية غير المتوقعة للضربات اليمنية الدقيقة التي أربكت الأسطول الأمريكي وأرهقته.

وفي إقرار بفشل البحرية الأمريكية في التعامل مع التكتيكات العسكرية اليمنية، أشار إنغرام إلى أن “العمل بالقرب من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون كان صعبًا للغاية”، مضيفًا أن الجغرافيا والتهديدات المستمرة خلقت بيئة قتالية شديدة التعقيد فاقت توقعاتهم. وأوضحت الصحيفة أن البحرية الأمريكية استخدمت هذا الصراع كفرصة لاختبار منظوماتها الدفاعية، خاصة نظام “إيجيس” القتالي الذي يعتمد على الحوسبة والرادار لتتبع واعتراض التهديدات الجوية. لكن هذا الاختبار جاء بثمن باهظ، حيث تم إنفاق مفرط لصواريخ بملايين الدولارات لاعتراض طائرات مسيّرة لا تتجاوز قيمتها آلاف الدولارات، ما أدى إلى استنزاف المخزون الأمريكي من الذخائر الحرجة.

 

وأقرت الصحيفة أن المواجهة مع اليمن وضعت البحرية الأمريكية تحت ضغط غير مسبوق، حيث خاضت السفن الأمريكية اشتباكات جوية متواصلة مع مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية منذ أكتوبر 2023. هذا الضغط أثقل كاهل أطقم السفن واستنزف قدراتها اللوجستية، واضطرت بعض السفن للانسحاب لإعادة التزود بالصواريخ من موانئ بعيدة.

وهو ما تراه البحرية الأمريكية “خطرًا قاتلاً” في أي مواجهة محتملة مع قوة بحجم الصين، خاصة وأن المعركة البحرية، بحسب وصفهم، استنزفت الذخائر الحيوية، وأدت إلى مشاركة خمس حاملات طائرات في هذه العمليات التي اختبرت للمرة الأولى فعالية نظام “إيجيس” القتالي بشكل مكثف. وفي مقارنة لافتة، حذر القائد الأمريكي من أن أي مواجهة مقبلة مع الصين ستكون “أكثر تعقيدًا”، نظرًا لقدرات بكين التقنية العالية ومنظومتها الاستخباراتية المتطورة، مشيرًا إلى أن البحرية ستخوض حينها معركة “على مدى أبعد، وباستخدام صواريخ أدق، وفي بيئة أكثر تحديًا”، في اعتراف ضمني بأن ما واجهوه في اليمن كان مجرد لمحة أولى عن حروب المستقبل.

ذكاء يمني يفوق التقنية الأمريكية ويصنع التفوق

لم يقتصر الإنجاز اليمني على الميدان العسكري، بل امتد ليلامس عالم حرب المعلومات المعقد، ليثبت تفوقه في هذا المجال الدقيق والمراوغة في المواجهة. فبينما كانت الأقمار الصناعية للعدو الصهيوني والأمريكية تحلق بلا كلل لرصد تحركات القوات اليمنية ومراكز القيادة، نجحت وحدات إلكترونية يمنية، بذكاء فائق، في اختراق كاميرات مراقبة في منشآت حساسة تابعة للكيان الصهيوني في ميناء أسدود وقواعد أمريكية في جيبوتي.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. فقد تم تسريب بيانات حساسة حول تحركات بحرية أمريكية، استُخدمت من قبل القوات اليمنية ببراعة ودقة متناهية في هجماتها، مما دفع الولايات المتحدة لاتهام روسيا بالوقوف وراء هذه الاختراقات، وهو ما يكشف عن مدى التكتيكات المتطورة لليمن في حرب المعلومات وقدرته على الوصول إلى معلومات استخباراتية دقيقة، مما يعزز من قدراته على المباغتة والمراوغة في مواجهة العدو.

لقد أصبح اليمن، بما يمتلكه من إرادة صلبة، وقدرات عسكرية وتكتيكية متطورة، وتفوق تقني لافت، قصة تروى عن شعب قلب الموازين وغير المعادلات. لم تعد القوى التي اعتادت على تخويف العالم هي من تملي شروطها، بل باتت تعيش اليوم حالة من الخوف والترقب، بينما يواصل اليمن مسيرته في ترسيخ مكانته كقوة إقليمية ذات تأثير استراتيجي حاسم. هذا التحول بات مؤشر يعيد رسم خريطة القوى في المنطقة، ويحدث انهياراً تدريجياً في أسس الهيمنة القديمة التي ارتكزت على الترهيب والعدوان.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة للکیان الصهیونی الکیان الصهیونی أمریکیة فی غیر مسبوق فی البحر أکثر من لم تکن

إقرأ أيضاً:

مجلة أمريكية: الحوثيون كبديل لنظام الأسد في انتاج حبوب "الكبتاغون" في اليمن (ترجمة خاصة)

كشفت مجلة أمريكية عن امتداد تجارة حبوب "الكبتاغون" المخدرة من سوريا إلى اليمن، ممولةً بذلك جماعة الحوثي.

 

وقالت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" في تقرير تحت عنوان: "الحوثيون يقتحمون تجارة المخدرات" وترجمه للعربية "الموقع بوست" إن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أدى إلى فراغ في تجارة المخدرات الإقليمية، لكن الحوثيين هم البديل حاليا لإنتاج هذا الصنف من المخدر.

 

وأضافت أنها "فرصة يحرص الحوثيون في اليمن - الذين لا يترددون أبدًا في تفويت أي مشروع مربح - على استغلالها.

 

وتابعت "للجماعة تاريخ طويل في زراعة وبيع القات، وهو منشط شائع في اليمن. والآن، ينتقل الحوثيون المدعومون من إيران إلى تجارة الكبتاغون غير المشروعة، التي ساهمت طويلًا في دعم الديكتاتور السوري السابق".

 

وأشار التقرير إلى أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ضبطت مؤخرًا 1.5 مليون حبة كبتاغون في طريقها إلى المملكة العربية السعودية من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون. وتتراوح أسعار الحبة في المملكة العربية السعودية بين 6 دولارات و27 دولارًا لهذا المخدر الشبيه بالأمفيتامين. استمرت عمليات الضبط طوال شهر يوليو، حيث اعترضت السلطات اليمنية عشرات الآلاف من الحبوب الأخرى في عمليات متعددة.

 

وقال "مع تراجع انتشار مختبرات الكبتاغون في سوريا، يُنتج الحوثيون المخدر في اليمن بأنفسهم. تُتيح حدود اليمن الطويلة والسهلة الاختراق نسبيًا مع السعودية للحوثيين الوصول إلى سوق استهلاكية كبيرة للكبتاغون وغيره من المخدرات".

 

ودعت المجلة الأمريكية واشنطن إلى التنبه لهذا. وقالت "يمكن للحوثيين استخدام عائدات هذه المبيعات لشراء صواريخ وذخائر أخرى لشن هجمات على إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك القواعد الأمريكية".

 

وزادت "من الواضح أن تجارة الكبتاغون لا تزال نشطة، ولا يزال للولايات المتحدة دورٌ في مكافحة تجارة المخدرات الإقليمية، التي امتدت إلى ما هو أبعد من منطقة الشرق الأوسط. وقد وقعت إحدى أكبر عمليات ضبط الكبتاغون المسجلة في إيطاليا، حيث ضبطت السلطات 84 مليون حبة كبتاغون بقيمة تقارب 1.1 مليار دولار في ميناء ساليرنو عام 2020".

 

وتابعت "لم يصل الكبتاغون بعد إلى الولايات المتحدة، لكن الولايات المتحدة ليست بعيدة المنال. فشبكات المخدرات العالمية تربط الشرق الأوسط بالغرب. في وقت سابق من هذا الشهر، ضبطت السلطات الإماراتية 131 كيلوغرامًا من المخدرات والمؤثرات العقلية مجهولة الهوية، كانت مُهرَّبة إلى الإمارات العربية المتحدة من كندا عبر إسبانيا.

 

تشير الدلائل الآن -حسب التقرير- إلى أن اليمن قد يصبح مركزًا جديدًا لإنتاج الكبتاغون. وبينما لا تزال عمليات ضبط الكبتاغون في اليمن تُمثل جزءًا ضئيلًا من تلك المُسجلة في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، يسعى الحوثيون إلى زيادة حصتهم السوقية.

 

"في عام 2023، أفادت صحيفة الشرق الأوسط أن جماعة الحوثي حصلت على مواد لمصنع لإنتاج الكبتاغون. وفي نهاية يونيو 2025، أعلن اللواء مطهر الشعيبي، مدير الأمن في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية اليمنية، أن الحوثيين أنشأوا مصنعًا لإنتاج الكبتاغون على أراضيهم. وأضاف معمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، أن ذلك تم بالتنسيق مع النظام في إيران.

 

وكما تشير عمليات الضبط الأخيرة في اليمن، فإن تجارة الكبتاغون العالمية لم تزدهر مع بشار الأسد. يجب على واشنطن مراقبة الصعود المحتمل لمراكز إنتاج جديدة في اليمن، مع الأخذ في الاعتبار أيضًا أن شبكات المخدرات في سوريا ولبنان لا تزال نشطة. يمكن لصانعي السياسات الاستمرار في محاسبة تجار المخدرات من خلال فرض عقوبات جديدة والاستفادة من الوصفات المحددة في استراتيجية إدارة بايدن بين الوكالات. وفق المجلة.

 

وختمت مجلة ذا ناشيونال انترست" بالقول "بدون إجراءات مُحدثة ومستمرة من واشنطن، ستستمر تجارة الكبتاغون حتى لو تغير اللاعبون الرئيسيون فيها".

 


مقالات مشابهة

  • الليلة التي خاف فيها ترامب.. تقرير عبري يكشف كيف أرعبت صنعاء حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”؟
  • مشروع مسام يعلن عن كمية الألغام التي انتزعها في اليمن منذ انطلاقته وحتى نهاية يوليو المنصرم
  • مجلة أمريكية: الحوثيون كبديل لنظام الأسد في انتاج حبوب "الكبتاغون" في اليمن (ترجمة خاصة)
  • موقع بريطاني: قدراتُ اليمن البحرية تكشف هشاشة الردع الغربي
  • مصادر: الخزانة الأمريكية هددت وحذرت ''هوامير الصرف'' في اليمن من المضاربة بسعر العملة
  • جولد بيليون: بيانات أمريكية تدعم صعود الذهب في البورصة العالمية
  • الكشف عن السبب الحقيقي لوفاة أسطورة المصارعة الحرة هالك هوجان
  • بحث أوجه التعاون بيت مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية والسفارة الأمريكية لدى اليمن
  • «أسطورة الماء».. حسين المسلم يتوَّج بمكانة العظماء والمشاهير دوليًا بعد مسيرة حافلة في السباحة
  • البحرية الأمريكية تعلن تحطم طائرة مقاتلة تابعة لها في وسط كاليفورنيا